الجمعة، 27 أكتوبر 2023
Fawzi Al maladies...smiling?
Fawzi Al majadi.....gulumsuyor mu
فوزي المجادي ....مبتسما
فوزي المجادي...مبتسما؟
استشهد القائد فوزي المجادي، بعد عملية
فدائية نفذها ضد موقع عسكري إسرائيلي، قرب مستوطنة "مسكاف عام" شمالي فلسطين
المحتلة، في الرابع من يونيو 1989 وهو يمثل لدينا قيمة وقامة كبيرة وقدوة لمن يعيش
"هم المسؤولية" الوطنية والقومية.
ان القائد الشهيد فوزي المجادي ك
"مواطن كويتي اصيل" و ك"عروبي متجذر" قدم النموذج التاريخي الذي
تواصل وتطور ليحقق مع باقي شهداء النضال الفلسطيني النتيجة التي حصلت مع انتصار
"طوفان الاقصى" والتي هي منتوج "تراكم خبرات' وتطور تاريخي متواصل
يعيش الرغبة في الانتصار وتحرير الارض من الاحتلال.
ان الشهيد فوزي المجادي كان يمثل حالة حركية
ضد ما هو شر في المنطقة ممثلا في الكيان العنصري الصهيوني الذي اقامه الأجانب على ارض
دولة فلسطين المحتلة وهو ك "انسان" "كويتي" "عربي" عاش
الوعي والادراك لتلك الحقيقة واستوعب خطر هذا الكيان على كل واقعنا العربي وايضا الخليجي.
لذلك كانت انطلاقته في عمليته الاستشهادية
التاريخية دفاعا عن وطنه الكويتي وايضا امته العربية و"المثل المتقدم" الذي قدمة قبل 34 سنة
من خلال الهجوم الفدائي العسكري ضد مستعمرات الاحتلال الصهيوني تطورت هذه الفكرة كميا
ونوعيا مع التطور التكنولوجي والتقني لدي فصائل المقاومة الفلسطينية وتراكم خبراتها
وتغير "ذهنيتها" السياسية وخططها وطول نفسها الذي حقق انتصارها الاستراتيجي
الذي ضرب كل مخططات الاجانب وفكرة "الكيان الصهيوني" قاعدتهم العسكرية والأمنية
والاستخباراتية على ارض دولة فلسطين المحتلة.
ان الشهيد فوزي المجادي هو "قائد"
لأنه بادر وعاش الفكرة على خط التطبيق وهو المثل التاريخي الذي تطور في المستقبل العربي
الحالي ليصنع انتصار "طوفان الاقصى" الذي اعاد الشعوب العربية الى الايمان
في النصر وإمكانية وجوده ما دام هناك خطط وصبر وتنفيذ و واقعية الاهداف والانطلاق من
مواقع قوتنا الفلسطينية والعربية ضد اعدائنا وضد مخططات الاجانب.
ان "الكيان العنصري
الصهيوني" لديه مواقع ضعف كما لديه مواقع قوة والعكس صحيح وهذا ما استوعبه فوزي
المجادي ورفاقه تاريخيا واستخدمه المقاومة الفلسطينية في حاضرنا لذلك سيكون مستقبلنا
العربي مختلفا.
لذلك نقول ان الشهيد فوزي المجادي هو المبتسم
دائما وابدا ليس فقط لأنه رفع رؤوسنا في الفخر والاعتزاز ولكن لآنه كان النموذج الزمني الذي تطور وحقق انتصار
طوفان الاقصى.
د. عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية
والاسلامية
الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023
Aqsa Tuvan ve Hıristiyan Ortodoks'a karşı savaş
La guerre d’Israël contre l’Église orthodoxe
طوفان الاقصى و الحرب ضد الارثوذكسية المسيحية
طوفان الأقصى والحرب ضد الأرثوذكسية المسيحية
بعد السابع من أكتوبر سقط
النظام الرسمي العربي كما هو متوقع في الفشل التام و العجز و الشلل عن أي مساندة
او دعم او القدرة على إيقاف القتل و التهجير و الإبادة العنصرية الجماعية التي
يمارسها الغزاة الأجانب الصهاينة ضد اهل فلسطين في قطاع غزة المحاصر ,حيث يستمر
الغزاة الأجانب الصهاينة و من خلفهم الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في القيام في
المجازر الشيطانية الإبليسية التي
"لا" تعرف الرحمة و "لا" الشفقة على الأبرياء من الأطفال و
النساء و الشيوخ و القاطنين النائمين في منازلهم مع استمرار القصف المتواصل بلا
توقف لأكثر من أسبوعين .
ان الصهاينة يحرقون في القنابل والصواريخ الأطباء
والممرضين وطواقم الاسعاف ويذبحون الصحفيين ويفجرون بالمتفجرات رجال الإطفاء وموظفين
الأمم المتحدة وينشرون أشلاء الاطفال المقصوفين على ارض غزة , و لم تفلح الحالة الإعلامية
العربية الساقطة في خدمة الأجانب في افضل حالاتها الا في صناعة البكائيات وباقي
الاعلام العربي هو متصهين وخائن ويستمر في تثبيت الأكاذيب و السقوط الأخلاقي القذر
في "الاعتراف الضمني المستمر" بأن هناك شيء اسمه "إسرائيل" و
تواصلهم الخياني العفن مع قيادات و ضباط و مسئولين الكيان اليهودي العنصري
الصهيوني الذين ينطلقون من خلال تلك الفضائيات و ووسائل الاعلام العربية المنحرفة
, التي تؤدي خدمات إعادة اقوال و ترويج للروايات الصهيونية و إعادة الخطاب العنصري
الصهيوني على لسان عربي , و هذا الامر هو "خيانة" للأسلام و للعروبة من
المحيط الى الخليج , و ليست مهنية "إعلامية" بل هو "بيع الذات
للشيطان الطاغوتي في شكل واضح بدون ادنى شك" , عندما يتم استقبال أعداء العرب والعروبة لكي
يتم الترويج لأكاذيبهم و رواياتهم و أيضا لكي يتم خلق ذهنية في اللا وعي العربي من
ان هناك "دولة اسمها إسرائيل" و هو الاعتراف "العقدة" الذي
يسعى له الغزاة الأجانب المحتلين اليهود لأرضنا العربية الفلسطينية.
ان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي هو خبير في الكذب وتزوير الحقائق
ومعه الحركة الصهيونية العنصرية؟ هم يقولون عن المقاومة الفلسطينية انها
"داعش" !؟ ويستحمرون العالم ؟؟؟كل العالم ويستغبون ذكاء التاريخ الموثق في الصوت والصورة
والفيديو الذي شاهدناه كلنا في دعم الكيان الصهيوني للتنظيمات التكفيرية التي
وظفها حلف الناتو بمختلف تسمياتها وتشكيلاتها داخل سوريا وكلنا شاهدنا عناصر
"داعش" يتم استقبالهم وعلاجهم داخل مستشفيات الكيان الصهيوني حيث ان
هناك اليات نقل واستقبال وفواتير مالية كلها تغطي وترتب علاج الداعشيين التكفيريين
داخل الكيان الصهيوني، والان نفس الكيان الصهيوني يتهم الفلسطينيين بأنهم
"داعش" وهي محاولة استحمار واضحة لن يصدقها الا الاغبياء و الحمقى.
ان الصهاينة والحلف الطاغوتي مشهورين في
الكذب حول ما حدث في ليبيا وما جرى في العراق وسوريا وأوكرانيا وأفغانستان وقبلها
في الفيتنام وكوريا، ويأتون اليوم يريدون ان نصدق اكاذيبهم ضد المقاومة
الفلسطينية؟! وهي أكاذيب وترهات فاقدة لأي
دليل وأي توثيق.
ضمن تطورات الحرب الحالية هناك أيضا أسئلة صعبة "لا" يسألها
أحد و"لا" يريد ان يجاوبها أي شخص، فاين هم أكثر من ستين ألف عنصر عسكري
تابعين لما يتم تسميته إعلاميا في السلطة الوطنية الفلسطينية؟! اين هم وبنادقهم ورصاصاتهم
من هكذا صراع وجودي مع الصهاينة؟ وهم أساسا قوى امنية وعسكر فلسطينيين؟ وعلى أي أساس
هناك سلطة فلسطينية ورئيسها مستقيل من كل مناصبه منذ أكثر من عشرة سنوات وهو غير
منتخب و "لا" يحمل صفة قانونية وأيضا يأخذ رواتبه من الكيان الصهيوني هو
وباقي سلطته الوطنية الفاقدة للوطنية ؟! وهم يدينون مقاومة أبناء بلدهم ضد الغزاة الأجانب
؟!
لماذا هم خارج هكذا صراع وجودي وهم الذين من
المفترض ان يكونوا في قلبه وضمن اجوائه؟ لأني لا اعرف ماذا أقول؟ وكيف اجاوب؟ وبماذا
أرد؟ وخاصة عندما اشاهد ان أحد البلدان العربية الملاصقة لدولة فلسطين العربية
المحتلة بها عدد خيالي من الأحزاب والمتكلمين في الثورية والنضال ضمن أجواء
الثرثرة والخطابات المتكلسة والنظريات الهوائية والتي تنتهي ليذهب هؤلاء الثوريين
المزيفين الكلاميين الى النوم ليعودوا الى نفس الأسطوانات المشروخة في اليوم
التالي ؟! فيا ليت يكرمون الامة العربية والإسلامية في سكوتهم !؟ ولهؤلاء أمثال
كثيرة في خارج الوطن العربي حين يتكلم البوق المأجور عبد... دولار، في العاصمة
البريطانية لندن عن النضال الفلسطيني وأهمية الكفاح المسلح ولا يتكلم هو نفسه عن
أبنائه اين هم وماذا يعملون؟ ومن يدفع لهم معيشتهم ولماذا هذه الثورية الكاذبة
الصوتية في الأجواء الإنجليزية المرطوبة الباردة بعيدا عن دخان الخنادق؟
واضح كذلك ان هناك أجواء احتقان بركان عربي يشابه ما حدث بعد هزيمة
النظام الرسمي العربي في حرب 1948 حيث تم الانقلاب على الاغلب الاعم من الأنظمة العربية المهزومة آنذاك ضمن
مرحلة انتقال سيطرة امبراطورية من الحالة البريطانية الى الحالة الامريكية ومعها
تم استخدام الرافعة المعرفية المرتبطة في القضية الفلسطينية لهكذا انقلابات في
مواقع الحكم في النظام الرسمي العربي آنذاك الذي فقد مشروعيته المعرفية الثقافية
مع هزيمة 1948 ومعها تم
اسقاط وتدمير مواقع السلطة الى مواقع سلطوية جديدة.
ومعروف علميا انه الدول و الأنظمة تسقط وتزول
مع فقدان رافعاتها المعرفية و أسباب
وجودها الثقافي و هذه حالة متواصلة على مر تاريخ البشرية , وليس ذلك فقط فعلينا ان
نلاحظ انه يوجد الان هناك "تكرار قادم" لنفس الحالة الانتقالية
الإمبراطورية التي حدثت في الخمسينات و لكن حاليا ستكون من عالم قطبي امريكي واحد
لواقع متعدد الأقطاب روسي صيني واخرين , ضمن لحظة "انقلاب" مفصلية جائت معها
"اللحظة الزمنية الأخرى" في السابع من أكتوبر حيث نجحت في بطولية و
تخطيط عندما تمكنت فيها المقاومة الفلسطينية في "سحق" و
"تبخير" اسطورة الجيش الذي لا يقهر و أيضا في "تفعيل" الذهنية
الصحيحة التي كان يجب ان يتم يلتزمها العرب في
تعاملهم مع قضية التحرير و الاستقلال من الأجانب الغزاة الصهاينة , و هذه الذهنية
التي تعيش الواقع و التخطيط المنطقي و الالتزام في مواقع القوة و التنسيق الدولي و
الاستفادة من نقاط ضعف الغزاة الصهاينة...الخ من "ذهنية جديدة" عاشها و
نفذتها المقاومة الفلسطينية في نجاح , و
التي لم يستطيع الصهاينة الرد عليها "عسكريا" الا في ممارسة القتل على الهوية و استهداف
الأبرياء في القنابل و الذخائر المتفجرة
مع قصف المستشفيات و المساجد و الكنائس ومساكن المدنيين العزل.
وهنا
نحن نريد ان نركز على مسألة "استهداف الكنائس" حيث ان لدينا وجهة نظر تقول:
ان
استهدافها لم يكن صدفة بل هو "حقد صهيوني مبرمج" منذ أيام سيدنا المسيح
بن مريم عليه السلام وأيضا مدفوع من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي.
فلنقرأ
المشهد:
في ظل الاحداث المتسارعة لما بعد السابع من أكتوبر،
قامت جمهورية روسيا الاتحادية في صياغة قرار لمجلس الامن لأيقاف النار في منطقة
غزة وقامت شلة بلدان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في اسقاط هذا القرار في الأمم
المتحدة، وبعدها انطلقت أصوات صهيونية تهاجم الجمهورية الروسية وأيضا تهددها بأنها
ستدفع الثمن ؟! وجاء ذلك على لسان الصهيوني العنصري واليهودي المتعصب المدعو
"امير ويتمان" وهو عضو فيما يسمى "كنيست" وهو أحد الأنظمة الإدارية
الموجودة في القاعدة العسكرية المقامة على ارض دولة فلسطين المحتلة، والاوقح ان
الصهاينة قالوا انهم سيحاسبون روسيا ؟! بعد ان يفرغوا من "غزة"!؟ وأيضا
قال الصهاينة من انهم سيتأكدون من "فوز" أوكرانيا عليهم ؟!
من هذا كله يتضح ان هناك سوء في العلاقات بين
الروس والصهاينة وتدهور في شكلها وطبيعتها، وان "الكيان الصهيوني" "لا"
يعجبه ارتباط الجمهورية الروسية مع دول ك "الجمهورية الإسلامية المقامة على
ارض إيران" وأيضا وجود الحلف الروسي السوري.
من
الصحيح القول: ان روسيا لها علاقات تعتبر "جيدة" مع الكيان الصهيوني ولكنها
ليست منجرة لهكذا علاقات ولا مندفعة بما يضرب ما هو الأهم والمهم بالنسبة للروس وهو
صناعة عالم متعدد الأقطاب وأيضا وقوفها "الحيادي" بين حليفها السوري وبين
علاقاتها مع الكيان الصهيوني الذي له علاقة في تواجد جالية من أصول روسية يهودية
مليونية داخل الكيان الصهيوني وغير معروف إذا ما زالوا يحملون الجواز الروسي ام لا؟
علينا ان نعرف ان الروس "مدركين"
ان الكيان الصهيوني يساعد الاوكرانيين، وانهم حاليا "محطة الترانزيت"
للإعادة ارسال الأسلحة والذخائر من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الى أوكرانيا،
وهذا سبب إضافي لتدهور شكل وطبيعة العلاقات الروسية مع الكيان الصهيوني.
ولكن ما السبب الرئيس لهذا التدخل الصهيوني
في الصراع الروسي الاوكراني؟
"لا" يوجد سبب مقنع الا ان الحركة
الصهيونية تريد ضرب الجمهورية الروسية لأنها تحمل ضمن سياسة دولتها الارتباط ب
"الديانة المسيحية الأرثوذكسية" كأحد مضلعات المثلث التي يمثل القاعدة
الفكرية والرافعة لبقاء الدولة الروسية الاتحادية في الوجود وهي ثلاثية
"الدين الأرثوذكسي، والقومية السلافية، وحب الأرض" اذن نستطيع ان نعتبر
ان روسيا دولة دينية أرثوذكسية يريد الكيان الصهيوني تدمير الحالة الدينية
الأرثوذكسية الروسية واضعاف "هذا" التوجه الديني داخلها , فاليهود
يخافون من المسيحيين في شكل عام و خاصة الأرثوذكس و يعتبرونهم اقرب للمسلمين , و
يخافون من التقدم الروسي ك أحد الأقطاب الإمبراطورية القادمة" و أيضا الكيان
الصهيوني مرعوب من التعدد القطبي القادم للعالم مع تراجع الولايات المتحدة
الامريكية ك "قطب امبراطوري وحيد اوحد" و خاصة كما ذكرنا للعلاقات
الحسنة للروس مع الدول العربية مع الجمهورية الإسلامية و أيضا حلفها العسكري
الأمني الاستخباراتي القديم مع السوريين ,
و هناك توجهات "روسية" لصناعة تحالف ما مع الاتراك ؟ وأيضا منظومة دول
مجلس التعاون حيث يراقب الصهاينة التقارب الروسي مع المملكة العربية السعودية،
وأيضا العلاقات المتطورة بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الروسية.
لذلك في العالم المتعدد الأقطاب القادم هو
امر سيء للكيان الصهيوني و مصدر خوف و اضطراب لهم , الذين يفضلون النموذج القطبي
الواحد الذي تديره الولايات المتحدة الامريكية ك "سيدة على العالم" مع
اليتها العسكرية الضاربة الممثلة في حلف الناتو و هي وضعية مناسبة للصهاينة ان تظل
و تستمر في الوجود لأن معنى ذلك استمرار وجودهم هم أيضا على العكس تماما من عالم
متعدد الأقطاب , فعند ذلك يكون "وجود الكيان الصهيوني "صعب" وفي
خطر لأن "لا" يوجد تدخل صهيوني قوي في الصين و روسيا كما لديهم داخل
الولايات المتحدة الامريكية , لذلك الصهاينة مرعوبين من هكذا سيناريو لتعدد
الأقطاب.
يقول الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين:
"إن تلك القوى في العالم الإسلامي التي لا تزال تحلم بالوساطة
وتطبيع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هي خونة للإسلام وخونة للإنسانية، إن العالم
الإسلامي يحتاج إلى التوحد والتضامن، وليس إلى المسكنات التي قوضت بالفعل الوحدة
الإسلامية. كونوا أقوياء وشكلوا قطبًا لعالم جديد متعدد الأقطاب. دعونا ندمر
الهيمنة الغربية مرة واحدة وإلى الأبد. وضع بايدن كل شيء على عاتق النظام العالمي
الجديد ونحن قبلنا التحدي، دعونا نقاوم، نحن بحاجة إلى البديل، التغيير ممكن
والغرب يجب أن ينتهي"
وعلينا ان نعلم انه "اليهود"
تاريخيا ساهموا في اسقاط القيصرية الروسية واسقاط الحكم الامبراطوري فيها وانهم
دعموا الثورة البلشفية الماركسية الشيوعية في بداياتها حيث انضموا اليها ودعموها،
حيث الاغلب الاعم من قادة الثورة البلشفية هم "يهود "في تلك الفترة،
وهذا يعطينا عامل تاريخي اخر يساند ما ذكرناه من ان اليهود يخافون من "روسيا
متدينة أرثوذكسية" كما هو الحال مع توجهات الجمهورية الروسية الاتحادية في
رافعة دولتها الثقافية والفكرية كما شرحنا.
اذن
أتصور ان على الجمهورية الروسية الاتحادية ان تتحرك في الدفاع عن أحد اضلاع وجودها
المعرفي الذي تلتزمه ك "دولة" وهي الديانة المسيحية الأرثوذكسية، في ظل
هكذا هجمات متواصلة تأمريه تستغل أي فرصة ومناسبة لتسديد الضربات والهجوم، وهذه هي
عقلية الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الذي "لا" يستسلم و"لا"
يخرج من أي صراع لأنه يعرف بأن في التوقف هو "موت" له ك
"طاغوت" وهو "لا" يعيش الكسل ولا يقول عن أي تفصيل يخصه انه
ليس "قضيته" كما يقول المتصهينين العرب عن فلسطين.
حين تعرضت كنيسة القديس "بورفيريوس" التاريخية في غزة، وهي إحدى أقدم
الكنائس في العالم، لأضرار بالغة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ويعود
تاريخ تأسيس كنيسة القديس بورفيريوس إلى القرن الخامس، وتم تسميته على اسم أسقف
غزة السابق، القديس بورفيريوس، ويقع فوق المكان الذي يُعتقد أنه توفي فيه عام 420
قبل الميلاد تعتبر الكنيسة الأصلية ثالث أقدم كنيسة في العالم.
وواضح ان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي يستهدف المسيحيين الأرثوذكس
في حملات متتابعة و متواصلة و هناك "حقد" ضدها و رغبة في تدميرها , وهذا
من قبل احداث السابع من أكتوبر , فلنلاحظ
تصريح سابق للمطران عطا الله حنا : حيث يقول " "نرفض التحريض الممارس من قبل أبواق إعلامية وغيرها في الغرب والتي
تستهدف غبطة بطريرك روسيا ونعتبر بأن هذا التحريض هو استهداف للكنيسة الارثوذكسية
كلها ، فنحن في الوقت الذي فيه نصلي ونسأل الله من اجل ان تنتهي الحرب في اوكرانيا
وان تسود لغة الحوار والسلام فإننا نقول ايضا بأن بطريرك الكنيسة الروسية
الارثوذكسية ليس جزءا من اي صراع سياسي وهو يقود اكبر كنيسة ارثوذكسية في العالم
من الناحية العددية".
وتابع المطران حنا: "نستهجن كيف ان
هنالك استهدافا لبعض الابرشيات الروسية او التابعة للكنيسة الروسية في العالم فهذا
اضطهاد واستهداف غير مسبوق ويبدو ان هؤلاء الذين يمارسون هذه الضغوط على الكنيسة
الروسية ورئاستها انما يستهدفون رسالتها والقيم الانسانية والروحية التي تنادي بها".
وأوضح المطران عطا الله :"نحن في عصر العولمة
واندثار القيم والابتعاد عن الايمان والكنيسة الارثوذكسية الروسية، كما وغيرها من
الكنائس الشقيقة تقف سدا منيعا امام هذا المد المادي الالحادي الذي يكرس الرذيلة
ويعطي طابعا قانونيا لكل ما هو ليس اخلاقيا و ليس انساني":
وشدد
كذلك المطران حنا عطا الله بالقول : "نحن في فلسطين تربطنا أواصر
الصداقة مع روسيا والتي وقفت دائما مع القضية الفلسطينية العادلة وتربطنا
اواصر الصداقة مع الكنيسة الروسية التي لها حضور قوي في الاراضي المقدسة ، فالشعب
الروسي المؤمن ينظر بكل خشوع وايمان للاماكن المقدسة في القدس وفي بيت لحم وفي
غيرها من الاماكن"
ان ضرب وتدمير "كنسية بورفيريوس"
هي رسالة ضد الجمهورية الروسية الاتحادية وأيضا ضد الديانة المسيحية الأرثوذكسية.
ان الكنسية الأرثوذكسية المصرية ممثلة في
بابا الكنسية البابا تواضروس الثاني أصدرت بيان يدين الهجمات الغزاة الصهيونيين
العنصريون ضد سكان فلسطين الأصليين المتواجدين في قطاع غزة المحاصر وعلى دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في العيش الآمن داخل أراضيهم.
,وهذا الموقف الأرثوذكسي هو "ثابت" لم
يتغير منذ أيام المرحوم البابا شنودة والذي اعتبر الغزاة الصهاينة محتلين للأراضي
المقدسة و انهم ك "كنيسة أرثوذكسية" و اتباعها لن يدخلون القدس و المقدسات المسيحية نفس كنيسة القيامة و قبر النور وهي أماكن
"حج مقدسة للمسيحيين "حيث تم رفض البابا شنودة القيام في عملية الحج
المسيحي الا بعد تحرير فلسطين والأراضي المقدسة من الغزاة الصهاينة الأجانب حيث
قال عبارته الشهيرة : "«لن ندخل القدس إلا وأيدينا في أيدى إخواننا المسلمين»" وان : "«الحج لكنيسة القيامة الآن خيانة للمسيح»." ,
لذلك كما يتضح من البيان الجديد للبابا تواضروس و التاريخ القديم للبابا شنودة ان
هناك "ثبات" و استمرار على نفس الموقف.
ان الكنسية الأرثوذكسية ليست فقط مليونية
الاتباع وعابرة للجغرافيا الوطنية المصرية فهي أيضا من أقدم الكنائس في تاريخ
البشرية ولها ترتيبات إدارية تنظيمية لما يخص اتباعها حول العالم، وأيضا هناك اخوة
عقائدية بينها وبين الكنسية الأرثوذكسية الروسية.
لذلك أتصور ان هناك حرب ضدها كانت موجودة قبل
السابع من أكتوبر وهي تواصلت لما بعد هذا التاريخ، والذي نراقب احداثه وتبعات ماذا
سيحدث؟ ونحن نشاهد المأساة وهذه البكائيات التي "لا" يبكي اشرار العالم
عليها بل يضحكون ؟! ولكن ابتسامة المجاهدين اقوى والدم أمضي من أي سيف وطوفان
الأقصى ان انجر شيئا فهو ان العرب ...كل العرب عرفوا ان فلسطين في طريقها للحرية والاستقلال
من الأجانب الغزاة، وهذه الدماء والجرائم ضد الإنسانية التي نشاهدها في غزة هي لأن
طوفان الأقصى صنع تلك الحقيقة ك "وشم في روح كل عربي".
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية
الأربعاء، 18 أكتوبر 2023
Mescid-i Aksa tufanı ve Siyonizmin farklı bir okuması
طوفان الاقصى وقراءة مختلفة للصهيونية
طوفان الأقصى وقراءة مختلفة للصهيونية
عندما نعرف ان الولايات المتحدة الامريكية "لا"
يوجد فيها نظام صحي حكومي وهناك فوق الثلاثين مليون مواطن امريكي "لا"
يوجد لديهم تأمين صحي ؟! والناس يموتون في الشوارع بدون علاج و"لا"
رعاية طبية، وعندما نعرف ان الامن ساقط في الكثير من المدن لارتفاع التنظيمات
العصابية المافياوية وعندما نعرف ان هناك العدد الكثير من المشردين والعاطلين عن
العمل هذا كله جزء من المأسي والمصائب التي يعيشها الناس في النظام الطاغوتي
الربوي العالمي وهي حقائق "لا" نشاهدها في وسائل الترفيه من أفلام ومسلسلات
وبرامج كوميدية التي تصنع لنا عالم من الوهم المخدر عن عالم خيالي ليس له وجود في
الحقيقة.
هل علينا ان نستغرب من ان نفس هذا البلد
واقصد الولايات المتحدة الامريكية تتبرع للكيان الصهيوني في عشرة الاف مليون دولار
امريكي نقدا؟ ك "مساعدات عاجلة"
لمنع انهيارها الاقتصادي بعد عشرة أيام فقط من عملية طوفان الأقصى الناجحة
للمقاومة الفلسطينية؟ لماذا "لا" تقدم المنظومة الحاكمة في الولايات
المتحدة الامريكية هذا المبلغ لشعبها؟ البائس معيشيا والساقط اجتماعيا مع المخدرات
والمشاكل النفسية والعقد الشخصية وأيضا غياب أي دولة رعاية للمواطن ؟! وما هو
"حلم امريكي" ليس موجودا الا في الأفلام والمسلسلات وبرامج الترفيه اما
الواقع فهو "كابوس" الديون المتواصلة الى الموت والأرباح الربوية
الخانقة لمن هو محظوظ ولديه وظيفة او عمل خاص حيث يعيش في دوامة بطاقات الائتمان و
"وهم القدرة على الشراء" ويعيش فقيرا بدون ان يتوافر لديه أموال "كاش"
واقعية، اما الاخرين فليس لهم الا الشوارع والتنظيم ضمن المافيا وعصابات الطرق.
لماذا يغطى الرئيس الأمريكي بايدن الجرائم
العنصرية والقتل على الهوية وكل الفظاعات الشيطانية التي يقوم بها الصهاينة على ارض
فلسطين ضد المدنيين العزل الذين يعيشون في اكبر سجن معروف في تاريخ البشرية و
الذين هم تحت الاحتلال الصهيوني العسكري أساسا في أطول حصار معيشي اقتصادي بحري و
جوي و ارضي و سياج فصل عنصري لم تعرفه تاريخ البشرية أيضا وهو مخالف لكل القوانين
الدولية و كل ما يعتقد به أي بشر طبيعيين عندهم ضمير ولديهم روح إنسانية ، وهذه الأمور
التي نقولها هي من الحقائق القطعية الثابتة التي يشاهدها كل العالم على شاشات
الاعلام والتواصل الاجتماعي فليس هناك حاجة لأثبات المؤكد من جرائم و قتل و عنصرية
صهيونية، و رغم ذلك الوضوح في الحقيقة و الدليل ,فنحن نشاهد رئيس المنظومة الامريكية
الحاكمة "بايدن" يبرر للكيان الصهيوني و يساند المجرم و يهاجم الضحايا
بدون أي خجل او حياء.
ان "حالة شيطانية" كهذه في التأكيد
ان لها أسبابها ومسبباتها وعليه علينا ان نعيد قراءة المشهد وما وراء المسألة من
خلفيات وأمور مهمة وخاصة ان الامر تطور الى حرب شاملة ضد الإسلام والعروبة وأيضا
ضد الفلسطينيين ك "شعب تحت الاحتلال" له كل الحق في ان يتحرر من الغزاة الأجانب
وهو سيطردهم اجلا او عاجلا فما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبله، ووصلت
الوقاحة لأقصى مدى شيطاني شرير عندما برر "بايدن" جريمة قتل المرضى والأبرياء
والأطفال والجرحى في القصف الصهيوني للمستشفى المعمداني.
وعلينا ان نقرأ ما كتبه الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين: "يبدو أن الهجوم على المستشفى في غزة
والصور الصادمة للأطفال والنساء الذين قتلوا قد أثر على الجميع في العالم. وخاصة
المسلمين. ربما لا يوجد مسلم الآن لا يريد الانتقام بأشد الطرق جدية. وهذه ليست
سوى مقدمة للإبادة الجماعية، فالعملية البرية لم تبدأ بعد. إن الدعم الأمريكي غير
المحدود لإسرائيل، بما في ذلك دعم ترامب، يجعل الوضع لا رجعة فيه. على الأرجح،
أصبحت حرب العالم الإسلامي ضد الغرب أمرا لا مفر منه. لا ينبغي الاستهانة
بالمسلمين. بالإضافة إلى ذلك، فإن جمود بايدن وإدارته لا يترك للولايات المتحدة
فرصة لتكون فوق النزاع. بالنسبة للمسلمين، إسرائيل تساوي الولايات المتحدة
الأمريكية."
من هذا كله علينا إعادة قراءة الحالة
التأسيسية للمشهد لما وراء اللعبة لكي نفهم كيف يفكر هؤلاء الأشرار الشيطانيين
العنصريين الوقحين المعدومين من أي خجل او إحساس او ضمير انساني.
ان هناك من يعيش العاطفية في التحليل وقراءة
الحدث "سطحيا" ويتبع ما تعارف عليه الناس من اراء وأفكار من دون دراسة
مكثفة وقراءة ما بين السطور، ان علينا ان لا نأخذ المسائل في هكذا سطحية بدون
الدخول في العمق وخاصة ان من يعيشون "مسئولية الكلمة" عليهم واجب شرعي وقومي
ووطني في إيصال الرسائل الصحيحة لعامة الناس، وصناعة "رأي" سليم يؤمنون
به ويتحركون فيه في الموقف الحركي وضمن خطوط التطبيق التنفيذية في الواقع.
وأيضا قد تكون هناك اراء مختلفة عما هو سائد ومتعارف
عليه، لعلها تمثل موقع من الحقيقة والصحة قد تفيد لمن يفكر ويخطط في موقع القرار، وأيضا
قد تمنع انحراف الحركة من هنا او سوء القرار من هناك، لذلك تقديم قراءة او قراءات
مختلفة هي من الأمور الدورية لصناعة حالة من التفكير والتفكر وأيضا ما يشبه
العاصفة الذهنية داخل عقولنا حول ما قد نكون نعتبره من المسلمات المعرفية التي
نستند عليها في عملية قراءتنا للحدث او في طريقة تعاملنا مع الأمور السياسية او
العسكرية او الاستخباراتية او التخطيط لحاضرنا ومستقبلنا.
ضمن الآراء المختلفة عن ما هو سائد و متداول
و ضمن حركة الصراع و الحرب الحالية ضد الصهاينة في عملية طوفان القدس أخرجت
ملاحظات قديمة كنت قد دونتها و كتبتها في احد دفاتري الصغيرة المصنوعة من الجلد
التي دائما ما احملها معي و خصوصا اثناء السفر حيث ضمن اللقاءات مع الصحفيين او
الشخصيات الفكرية او القيادات السياسية من هنا و هناك التي اعرفها و اتواصل معها
من الحين و الاخر نتيجة عملي ك "طبيب" في اكثر من موقع و اكثر من دولة و
أيضا اهتمامي الكتابي و المعرفي في النشر و التعليق على الاجداث الدولية و
السياسية العربية و الشئوون الإسلامية على مدى اكثر من ربع قرن فأصبح لدي شبكة
واسعة و ممتدة من العلاقات و المعارف والمفكرين و الأصدقاء الذين التقي بهم من
الحين و الاخر حيث يتم اثارة حوارات و نقاشات قيمة و ثرية و هذه العادة في حمل مثل
هذه الدفاتر الصغيرة هي كذلك كانت عادة بين العساكر في الجيش العربي الثاني في
الإقليم الجنوبي المصري للجمهورية العربية المتحدة , في حمل مثل هذه الدفاتر
لكتابة المذكرات و خواطر المعركة او تدوين الأشياء الشخصية , و استفدت منها في
اكثر من موقع للتوثيق و أيضا لأن الذاكرة قد تذهب مع تفاصيل اللقاءات مع مشاغل
الحياة و تطورات الاحداث.
ضمن هذا السياق وخاصة مع تطورات ما يحدث بعد
عملية طوفان الأقصى، تذكرت جلسة جمعتني مع الدكتور فرانك بروس وهو أكاديمي , سبق
له العمل في العديد من الجامعات البريطانية في إنجلترا واسكتلندا، وهاجر لفترة غير
قصيرة في مناطقنا في أكثر من دولة عربية ومن ضمنها مصر ولبنان وسوريا وتعلم فيها
اللغة العربية الفصحى، ولاحظت عليه أيضا انه من المحافظين المسيحين، وصاحب منظر
ارستقراطي كلاسيكي لديه لحية بيضاء خفيفة ويضع قبعة على رأسه في اغلب الأوقات ولكن
يغلب عليه طابع التواضع والاحترام رغم وضعه المادي الفوق ممتاز ومعرفته لشخصيات
سياسية كبيرة والتواصل معهم عبر اسمهم الأول بدون رسميات.
وكان في الجلسة أيضا الأستاذ "نادي
التاي" عضو الحزب الشيوعي البريطاني وهو من أصول تركية وشخصيات صحفية فرنسية
هم أصدقاء الأستاذ "نادي" ، حيث التقيتهم صدفة اثناء مروري في منطقة
إيطاليا الصغيرة وهي أحد ضواحي مدينة باريس حيث جلسنا جميعا ودار حوار متنوع
اعتيادي استمر فترة طويلة، ولكن ما اثار تحويل الحديث لمجرى اخر، حين دعاني
الأستاذ "نادي آتاي" لحضور حضور ندوة لنعوم تشومسكي في العاصمة
البريطانية لندن، ترعاها عدد من الجهات المختلفة لم ادون أسمائهم ولكن ملخص الامر
انني اعتذرت عن قبول الدعوة لأن هذه الشخصية فيها إشكالات متنوعة غير انها يهودية؟
الا أنى "لا" ارتاح لما يكتبه لأنه يتحرك ضمن سياسة التنفيس و
"الصهيونية الناعمة" وأيضا الضوضاء الإعلامية الغير صانعة للتغيير او ما
"لا" يصنع فرقا في الواقع، حيث أحس ان هناك شيء خاطئ فيه وب "شخصيته"،
من حيث السماح له بالانطلاق الدعائي الكلامي من خلال جامعات ومواقع أمريكية فيها
سيطرة كلية للصهاينة، وكذلك حضور لقاء يجمعني معه، لن يضيف لي أي شيء معرفي او
ثقافي زائد او استفادة، ناهيك عن المشوار والسفر الى لندن بعيدا عن موقعي آنذاك في
العاصمة الفرنسية باريس.
ولكن لم تكن هذه هي المسألة الأساس التي
اجبرتني على اخراج دفتر ملاحظاتي وان ابدأ في اخذ النقاط، ولكن هذا الرفض فتح باب
الحديث ومنها ما ذكره الدكتور فرانك بروس عن المسألة اليهودية وهي امر اثارت
انتباهي وأيضا استحقت التدوين ومع أنى نسيتها ضمن دفاتر أخرى اعتدت ان ادونها في
هكذا لقاءات، الا ان احداث عملية طوفان الأقصى ذكرتني بهذه الجلسة وتلك الملاحظات،
طبعا هو كان يذكر كلمة إسرائيل اثناء حديثه وانا كنت اتحفظ على هذه الكلمة وارفضها.
يقول الدكتور فرانك بروس: " ان من يقول
ان "إسرائيل" انتهى دورها مع الامريكان فهو كلام "ساذج"، لأن
"اسرائيل" هي من يتحكم في الولايات المتحدة الامريكية عبر اللوبي
الصهيوني هناك المسيطر والمتنفذ والمتغلغل في كل مفاصل ومواقع الدولة الامريكية،
فحتى لو ادي الدعم الأمريكي ل "إسرائيل" لنهاية دولة الولايات المتحدة
الامريكية فأن ذلك لن يجعلها تتوقف عن الدعم العسكري والأمني والاستخباراتي
والاقتصادي ل "إسرائيل"".
ويوضح الدكتور فرانك أكثر ويذكر: " ان
الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الامريكية "الجمهوري والديمقراطي"
هم تحت السيطرة اليهودية في صورة كاملة، بدون أي كلام او نقاش إضافي"
"وهناك سيطرة الكاملة من الاعلام والبنوك
وكامل القوى الاقتصادية وكل المواقع التجارية في شارع وول ستريت ومصانع الأسلحة وشركات
انتاج التكنولوجيا وحتى الأفلام والمواقع الاباحية كلها تحت التحكم اليهودي
الشامل"
"ومن يقول ان "القيمة الاستراتيجية"
لاستمرار "إسرائيل" في الوجود والبقاء قد قلت او خفت بالنسبة لمصالح
الولايات المتحدة الامريكية فأن هذا الكلام "غير صحيح" بل على العكس
تماما فأن الولايات المتحدة الامريكية سوف تدافع عن "إسرائيل" لأخر لحظة
حتى اخر دولار امريكي، وحتى ان أصبحت أمريكا دولة منهارة ومتخلفة حضاريا فأنها
ستواصل في إيصال المساعدات ل "إسرائيل" التي تحمل قيمة مستمرة عند
الامريكان."
"صحيح ان ذلك قد يكون صحيحا عند عدد من
الدول الأوروبية؟ فهذه المسألة يمكن النقاش حولها، ولكن الوضع الأمريكي مختلف
تماما لا، عاصمة أمريكا الفعلية هي في "تل ابيب" وليس واشنطن"
وقال الدكتور فرانك بروس: "ان مشكلة
"العرب" انهم لا يفهمون العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، وأيضا لا يفهمون كيف
يفكر اليهود ولا عقليتهم؟"
"ان اليهودي حتى وان كان امريكي الجنسية
فهو يهودي قبل ان يكون امريكي، وهذا أيضا ينطبق على اليهود الفرنسيين حيث ينظرون
الى أنفسهم ك "يهود" ومن بعدها ينظرون الى انهم "فرنسيين"، وهذه
المسألة تنطبق على مجمل اليهود في الواقع الأوروبي كذلك، اذن العرب "لا"
يعرفون ان "اليهود" في كل مكان ولائهم ل "إسرائيل" أكبر واعلى
من ولائهم لبلدانهم الاخرى الذي يحملون جنسياتهم".
ويضيف دكتور فرانك بروس أيضا:" ان
اليهود متعصبين لأنفسهم أكثر من تعصب البدوي العربي لقبيلته، والذي عاصرهم وعاش
معهم في سوريا، ف "اليهود" ينظرون لأنفسهم في كل مكان على انهم
"قبيلة واحدة" وعندهم تعصب كبير لأنفسهم، وعليهم واجب خدمة أنفسهم ك
"قبيلة واحدة يهودية"، وهم لديهم ان "إسرائيل" فوق كل شيء ولها
أولوية على كل شيء."
"ان على العرب ان لا يغترون ويتأثرون
بأي كلام اخر , فاليهود لديهم الأولوية الأولى و الأكبر ان يساعدوا بعضهم البعض ,
قبل ان يساعدوا أي شخص اخر , وهذه النقطة
لا يفهمها العرب , و حتى تلك المسائل لم يذكرها "عبدالوهاب المسيري" في
كتاباته عن الصهيونية و "إسرائيل" و انا "لا" اعرف ان كان
"المسيري" "عاجز" عن كتابة تلك الأمور لأنه كان يعيش في
الخارج , او لأنه "لا" يعرف تلك المعلومات , فلست اعرف خلفيات تلك
المسألة , و لكن اليهودية ديانة "شرسة" و مخ اليهودي "صعب"
ومركب معرفيا في طريقة مختلفة , و لكي تعرف كيف يتصرفون فعليك ان تعرف كيف يفكرون
وان تفكك عقليتهم و ذهنياتهم الغريبة الاطوار"
وطبعا لا زال الكلام متواصلا للدكتور فرانك بروس:
" ان الكثير من كلام وكتابات عبد الوهاب المسيري خاطئة بما يختص في اليهود، وعلينا
ان نلاحظ ان المسيري كان أستاذ جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يعقل ان
يظل أي شخص يتكلم في كلام صحيح عن الصهاينة واليهود ان يستمر في مكانه الوظيفي؟
وخاصة انه عربي يتكلم عن الصهيونية؟ ان رؤيتي لكتابات المسيري انها غير مضرة
لليهود ولا تؤثر فيهم، فأما ان يكون "المسيري" "لا" يعرف، او
ان يكون قد "سكت" رغما عنه؟"
ويشدد د. فرانك بروس: "أن كتابات
"المسيري" فيها أخطاء وأيضا قديمة في المحتوى وليس لها صلاحية حالية،
فليس من الصحيح اعتماد "العرب" عبد الوهاب المسيري ك "مرجعية معرفية
تشرح لهم من هم اليهود؟ ومن هي الحركة الصهيونية؟، لأن كلامه على ارض الواقع غير
صحيح " والحديث كله للدكتور فرانك وليس لي.
حيث يواصل ويقول: " ان تعريف المسيري
لليهود والصهيونية هي "تعاريف غربية" وما يقبلوه "هم" ك تعريف
ومعرفة وثقافة عن اليهود والصهيونية."
"لا حظوا ان المسيري يحاول التفريق بين
اليهودية والصهيونية، ويريد ان يقول المسيري ان ليس كل اليهود "صهاينة"؟
وهنا يطرح الدكتور فرانك بيرس سؤالا؟ "كم من اليهود هم غير "صهيونيين؟
ويجاوب بأنهم اقل من الواحد في المائة على حد تقديره، وحتى ما يتم التعارف عليه ب "اليهود
المتدينين"، والذين يقولون انهم ضد وجود "إسرائيل" في وضعها الحالي،
ان علينا ان نعرف انهم ليسوا ضد الصهيونية، بل انهم ضد "ظهور إسرائيل في
الوقت الحالي؟" ولكنهم ليسوا ضد "ظهور إسرائيل" ك "ارض
لليهود" جل ما يقولونه ان "إسرائيل الحالية" ليست هي إسرائيل
المذكورة في التوراة وليست إسرائيل التي ستظهر في اخر الزمان، ل، حسب معتقداتهم:
"ستظهر إسرائيل في اخر الزمان تجمع اليهود من الشتات كله من كل مكان في الكرة
الأرضية حيث بعدها سيتم تنزيل "المسيح اليهودي" كما يعتقدون وهو يختلف
عن المسيح عيسى بن مريم عند المسيحيين والمسلمين."
"هؤلاء "اليهود المتدينين" عندما
يرفعون اعلام دولة فلسطين، فهم ليسوا ضد الصهيونية، بل هم "ضد وجود إسرائيل الحالية
فقط"، وعلينا ان نلاحظ ان الحركة الصهيونية المتواجدة على ارض فلسطين هم في
الأساس لم يكونوا يرغبون في التواجد على ارض فلسطين بل في اوغندا الافريقية حيث
رفضت الإمبراطورية البريطانية ذلك لوجود كيات كبيرة من الألماس هناك، وأيضا حاولت
الحركة الصهيونية ان يتواجدون في الارجنتين ولم يستطيعوا الى ان انتهوا في القبول
في اخذ "فلسطين".
هذه الأمور والأفكار طرحها الدكتور فرانك
بروس في هذا اللقاء وتم الاخذ والرد أيضا ولكن اردت اثارتها من باب صناعة حوار ونقاش
قد يؤكدها ك "حقائق" او ينفيها ويسقطها من التداول إذا صح التعبير.
وبالنسبة للمرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري
فهو بالنسبة لي ايقونة الثورة المصرية و المناضل الصلب و يكفيه انه كان المتظاهر
وحده في ميدان التحرير قبل ثورة يناير المشهورة ضد الطبقة العسكرية البيروقراطية
الحاكمة في ارض الإقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة حينما خرج و هو المريض في سرطان الدم ليقول
"لا" في ميدان التحرير "وحيدا", و هو الحاضر الغائب في كل
الاحداث العربية المصرية و هو الشجاع في الموقف و الكلمة و انا احترمه كثيرا و
اقدره , و لكن هي اراء اكاديمية انقلها ضد اراء اكاديمية طرحها الدكتور المسيري
ولا يوجد احد كامل في هذه الحياة , لعلها تكون اراء و رؤية صحيحة او خاطئة , تظل
موضوعا للنقاش و التحليل و المتابعة لأن كما ذكرنا ان علينا ان نعرف و نفهم واقعنا
لكي نستطيع ان ننطلق في عملية تغييره لواقع افضل و احسن هذا من ناحية اما الناحية
الأخرى ان لدينا عدو وجودي يريد ان يقضي علينا فلكي نقاومه و مقضي عليه فأن علينا
ان نفهمه و ان نعرف كيف يفكر و كيف يعمل لكي نعد له العدة.
د. عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية