الاثنين، 14 أكتوبر 2024

دخان البنادق و حقائق الصراع .... ما العمل؟

 

دخان البنادق وحقائق الصراع.... ما العمل؟

 

 

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

فصلت 41:30

 

يقول المرحوم الامام روح الله الخميني في   20 /3/1963 ان ربنا ليس أمريكا و"لا" إنجلترا و"لا" إسرائيل، بل ان ربنا الله، فلم نخاف اذن، وعلام نحزن ؟! ان هؤلاء ليسوا بذي بال حتى نخشاهم! وبماذا يهددوننا؟!"

ان من الواضح ان الحركة الصهيونية تسير ضمن خطة واسعة تريد ان تعيد توظيف الانتصار العربي في معركة طوفان الأقصى في طريق اخر "مختلف" يصنع لها ما تريده من اهداف , طبعا ضمن الاحداث الأخيرة و تطوراتها جائت ضربات متتالية ضد "حزب الله" مع استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله و أيضا ضرب الطاقم الاداري الوسيط استخباراتيا ب "هجوم البيجرات" و اللاسلكي , و بعد تصفية الكادر القيادي التأسيسي للحزب , و انطلاق الكيان الصهيوني في القتل و تهجير المدنيين اللبنانيين من قراهم و كذلك امتداد التدمير الى بيروت العاصمة و الشمال اللبناني ومجمل الجغرافيا الوطنية اللبنانية , طبعا "لا" زال لدينا ملاحظات من هنا و هناك فيها نقد و سلبيات حصلت و ما نراه سوء تقدير لموقف هنا او قرار خاطئ هناك و لكن هذا كله  ليس هذا وقته و ليس هناك تكليف شرعي و"لا" واجب قومي في ذكرها والحديث عنها وسط المعركة , فالهدف ان ينتصر العرب في معركتهم الوجودية ضد الحركة الصهيونية العنصرية الأجنبية الشريرة التي جاء بها الغرباء الى ارضنا.

 وحاليا هناك استمرارية في الصراع يدفع فيه لبنان اثمان غالية ك "دولة" ومقاومة وشعب , مع مليون وخمسمائة الف مواطن عربي لبناني يعيشون في الشوارع بدون سقف يؤويهم او مؤونة غذائية او امان او طبابة بما يمثل كارثة إنسانية كبيرة يدفع ثمنها شعبنا العربي هناك , وسط تواصل قصف المدنيين كل ليلة.

ان "حزب الله" بدون قيادة ولكن علينا ان نعرف ان المقاومين والمدافعين وقوات الحزب "الخاصة" لم يكونوا "شخص" الشهيد السيد حسن نصر الله رحمه الله او قيادات القرارات الإدارية العسكرية إذا صح التعبير، لأن "حزب الله" ك منظمة عسكرية امنية ليس حزبا كلاسيكيا وليس تقليديا في التركيب والتشكيلات والامتدادات الشعبية والوظيفية ف أساسا هو تنظيم سري وتركيبه و تشعباته طويلة و ممتدة و متغلغلة من هنا و هناك و في كل مكان , و الشخصيات الذين استشهدوا الاغلب الاعم منهم فوق الستين عاما , و يشكلون كلاسيكيات التأسيس لمنظمة حزب الله منذ الثمانينات , و لكن نحن نتحدث عن منظمة عسكرية امنية عمرها اكثر من أربعين عاما و لديها مؤسسات خدمية اجتماعية و صحية و تربوية و مالية و كادر من الالاف الموظفين المدنيين ناهيك عن الاعلام المرئي و المسموع و الإذاعات و كتلة برلمانية وازنة و اعضاء وزراء في الحكومة و كادر عسكري عدده مائة الف مقاتل مدربين مجهزين تحت الطلب و منظومة صاروخية ردعية و سلاح مسيرات  كما قال ذلك الشهيد السيد حسن نصر الله في خطابات سابقة موثقة , و كما تذكر ذلك التقارير الإعلامية المتكررة.

ان السلاح موجود والقوات الخاصة العسكرية من الاف العناصر حاضرين ميدانيا وأساسا هكذا منظمة حزبية تكون متأسسة على طريقة التوزيع ك "أجزاء" حيث في حال فقدان القائد تتحرك الخلايا الحزبية العسكرية ضمن استقلالية للقرار تلقائيا، لذلك فأن اسقاط الجنوب اللبناني لن يكون سهلا وليس نزهة، إذا كانت ضد هكذا عسكر هم أساسا قوات صاعقة وكوماندوز لديهم عقيدة دينية وهدف ومتأسسيين على العرفان الإلهي الذي يعتبر الشهادة في خط تحقيق الأهداف الشرعية القرأنية هو الفوز الاكبر، ناهيك عن انهم هم أبناء الأرض وهم عرب يدافعون عن ارضهم و وجودهم.

 ضمن هكذا تطورات دراماتيكية تواصل معي الصديق البروفيسور فرانك بروس وتناقشنا فيما يجرى وسجلت نقاط مهمة من حديثه معي ضمن تحليله للصراع الحربي الدائر، تتلخص في الإضاءة على الدافع الذي يحرك الصهاينة حاليا وأيضا لكي نعرف ماذا يريدون؟ وأين يرغبون ان يتوجهون؟ وسط دخان المعارك، لذلك رأيت من الواجب القومي والتكليف الشرعي ان أحاول إعادة ابراز رؤيته لما وراء اللعبة في التحرك الصهيوني العسكري الحالي حيث يقول البروفيسور فرانك بروس:

 " ان أي قراءة لما يحدث على ساحة الصراع العربي ضد الحركة الصهيونية واي محاولة لمعرفة حقيقة ما سيجري مستقبلا على الساحة العسكرية و الأمنية لن تكون صحيحة و ستتجه الى مواقع خاطئة و استنتاجات كارثية اذا لم تتم معرفة المعتقدات اليهودية والهدف الأساس ل "أسرائيل" من التوسع وخاصة بما يسميه الصهاينة  ب "إسرائيل الكبرى" وترقب خروج ما يعتبره الصهاينة "المسيح" في معتقداتهم , حيث يؤمنون بأنه هو "المسيح الحقيقي" و هي مسألة ستحدث و خروج سيأتي اذا ما امتدت "إسرائيل" جغرافيا الى "إسرائيل الكبرى" مع قيام الهيكل ؟! فأن ذلك سيعني "خروج المسيح" عندهم ؟! وهذا الامر يعتبره المسلمين والمسيحيين كذلك هو "المسيح الدجال".

حيث يؤمن اليهود بأنه سوف يظهر لهم ملك يهودي يدعى المشيخ "messiah" في المستقبل والذي سوف يعيد دولة اليهود في ارض كنعان "فلسطين" وانه عندما يظهر فسوف تصبح دولة اليهود هي القوة العظمى في العالم، حيث السيادة لليهود.

ان عدم إدراك هكذا إيمائيات يهودية وهكذا قناعات عند الحركة الصهيونية وغيابها عند العرب فأنهم بالتالي وحتما لن يستطيعوا ان يفهموا كيف يتصرف قيادات الحركة الصهيونية وماذا يريدون؟ مهما تغيرت اسمائهم ومن أي حركة او حزب كانوا، لأنهم يؤمنون في الهدف ولكن يختلفون في الأسلوب، انهم كلهم صهاينة وعنصريون يعتبرون كل من هو ليس يهوديا "goyim" وهذا الجوييم بالنسبة لهم "أي الغير اليهودي" مستباح ف "لا" اثم عليهم إذا قتلوهم او سرقوهم او اغتصبوا نسائهم ف "لا" اثم عليهم في شريعة اليهود، وإذا وجد اليهودي فرصة لسرقة او إيذاء الغير يهودي فعليه اقتناصها لأن فيها "اجر"! له ؟! ويؤمن اليهود انهم مخلوقين من نور light"" وان غيرهم من غير اليهود مخلوقين من طينة قذرة لذلك هم شعب الله المختار وان من حقهم الإلهي حكم باقي البشر.

 عندما نعرف وندرك تلك الحقائق فعندئذ سوف نستطيع فهم تحركاتهم على الساحات العربية في لبنان وباقي ارض دولة فلسطين المحتلة في الضفة وقطاع غزة وأيضا سوريا وهي الهدف الأساس القادم التي تريد اقتناصه الحركة الصهيونية.

ان الصهاينة في قاعدتهم العسكرية الأمنية الاقتصادية المقامة على "الجزء الأخضر" من دولة فلسطين العربية المحتلة , ان هذه الحركة تحس حاليا انها في استطاعتها و ضمن قدرتها ان تتوسع مادام "حزب الله" قد خسر قيادته المتمثلة في السيد حسن نصر الله و باقي قياداته , و هذا لأن الحركة الصهيونية تربط سقوط جنوب لبنان مع سقوط مدينة دمشق و هذه الأخيرة و اقصد "مدينة دمشق" مهمة جدا ب "لا" حدود للحركة الصهيونية لأن هي ضمن معتقداتهم الخزعبلاتية اليهودية انها ستكون المدينة التي سينزل فيها "المسيح الحقيقي" عندهم , وهو "المسيح الدجال" عند المسلمين و المسيحيين , لذلك اسقاطها و احتلالها يهوديا أولوية و هدف صهيوني فمع سقوط جنوب لبنان ستسقط دمشق تلقائيا في أيديهم حسب خطتهم , و هذا كله يرتبط مع قناعات الصهاينة الدينية و بما يرتبط مع ديانتهم اليهودية.

والحقيقة الأخرى ان الولايات المتحدة الامريكية هي "خاتم" في يد "إسرائيل", و هي الحاكمة و المسيطرة و القائدة عليها ف "قرار" واشنطن هو ف "تل ابيب" و ليس العكس , مع ملاحظة ان تصرفات و حركية الولايات المتحدة الامريكية مع حلف الناتو في الموقع الاوكراني هو موضوع مختلف عما تتصرفه و تتحرك به الولايات المتحدة الامريكية مع الكيان الصهيوني حيث ان حركية الامريكان مرتبطة كذلك مع المعتقدات الدينية حيث المسيحيين الانجلوساكسونيين او المسيحيين المتصهينين حيث هؤلاء يربطون بين اليهودية و المسيحية."

من هذا كله؟ ما العمل؟  ماذا على سوريا الدولة والجيش وحزب البعث والشعب ان يقوم به؟ ماذا على الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران ان تفعل؟ ماذا على باقي العرب ان يؤمنوا به وان يمارسوه ايمانيا وعلى مستوى الحركة والتطبيق وفي خط التنفيذ، في ظل كل هذا الصراع الوجودي الذي يريد قتل العرب ...كل العرب.

 

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه القران الكريم:

 

فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا

سورة النساء  84

 

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

سورة البقرة 216

 

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ

سورة البقرة 190

 

۞ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

سورة النساء 74

 

د.عادل رضا

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية

الأحد، 28 يوليو 2024

majdal shams .... The Zionists want to donkanized the minds of the world!?





Majdal Shams.... The Zionists want to donkanized the minds of the world!؟







In light of the continuing repercussions after the seventh of October and the Arab military victory against the Zionists, the incident of Majdal Shams, the occupied Syrian Arab city, came within these repercussions, and with it the incident was exploited in propaganda from the Zionist entity and the Tagout Alliance The global financial usurious to create a state of propaganda against the Islamic resistance, although the latter in the nature of the situation is impossible to target itself and attack its Arab people in the occupied Syrian Golan and this accusation "no" It represents a state of logic, especially since the Islamic resistance always announces its operations in the image, video and history, amid the presence of more than 420 local, Arab and global media outlets throughout the Lebanese geography, quite the opposite inside The Zionist entity, where military and security censorship is on everything that is press and media, and on any order, news, or reporter moving.  


So a press dictatorship inside the Zionist entity and complete transparency and exposure without any supervision on the Lebanese side. 


Not to mention that the occupied Syrian Golan is an occupied Arab land according to international law and the citizens there are under occupation and they are Syrian Arabs resisting the invaders. Here we repeat the question, why does the Islamic resistance bomb its people؟ Those with her heart and heart, especially as it rains the Zionist military and security sites in the occupied Syrian Golan in success and continuous documentary continuity for ten months.  


It is clear that the hypothesis of the fall of one of the Iron Dome missiles is the logical hypothesis closest to the truth, and also, of course, the racist Zionists may deliberately bomb the Syrian Arabs in Majdal Shams in retaliation for them and their Arab national positions Also, because the Zionists consider everyone who is not a Jew as their servant and creature to serve them because they are the people of God chosen according to their religious conviction, killing these Syrian Arabs is possible without shame or remorse for making a propaganda film against The Islamic resistance and the Zionists are known to be lying without borders.


As for those who say: The Zionists bombed Majdal Shams to make an excuse for the all-out war against dear Lebanon and its Islamic resistance, I do not imagine that this is true!؟ Because the Zionists "no" They need excuses to carry out their crimes and military aggression, especially as they control the media, image and advertising industry sites all over the world, especially in the United States of America where they are the true rulers and the decision of Washington is taken In the occupied Palestinian city of Tel Al-Rabee, which the Zionists call "Tel Aviv" !؟ This control and control of American political decision-making positions was seen by the whole world when war criminal Netanyahu visited the United States of America, and members of the United States Congress applauded him standing and sitting for more than fifty-two times in Mashhad Disgusting disgustingly rotten as the whole world saw these dolls and human bastards support the killing of children and civilians and the elimination of the liquidation of whole families from the map of life in the continuous bombing and the destruction of hospitals, churches, mosques and all infrastructure and practice Mass starvation, the expulsion of United Nations organizations, and the killing of all its employees, all of which are more supported, and the United States Congress clapped him in a worse scene than the martyrs of the parliaments of the Arab and Islamic Banana republics when their dictatorships clap!؟.


Not to mention the bidding of former US President Trump, who demands that the Zionists finish the mission!؟ they finish the job.  


In a more disgusting bidding on criminality than is found, it is clear that Trump "still" lives the role of the powerful American movie hero "Rambo" Within a show movie, he is obsessed with making cinematic scenes in reality, and this is a frenzy in which Trump empties his personal contract and reflects the banality of his speech.  


A mentality says : It is the United States of America that controls the Zionist entity is an incorrect and wrong mindset and everything that happened after the seventh of October has been revealed and proven that issue and the Arab resistance must understand that issue Understand it and stop its previous mistake or its old lack of understanding. 


In light of all these repercussions, "the Arab resistance within the Palestinian-Ghazawi geography is still militarily fixed in its positions and demands a "real" cease-fire.  


Amid whispering about the issue of ages؟ After the war, and who will pay the bill؟ And also leaks about my intelligence talk about linking reconstruction in programming new social engineering to the invading Palestinian reality, if you will, and rearranging economic relations within the sector within what benefits the Zionists and harms the resistance. 


There is further talk about the remaking and traitorous Palestinian canton. 


The most important point since the seventh of October is that the Palestinian resistance has created a state of coup in the Palestinian and Arab reality, in international relations, in political geography, and in the geopolitical, amid a sensitive transition to the extreme sensitivity of a multipolar world in it An expected American retreat, and with it the Zionist entity will be weakened.  


So, as a "constructive intellectual rule", the Palestinian resistance should never give up this coup state, because this means its downfall as a "movement" and the collapse of its revolutionary coup against all these levels that we mentioned. 


As for some other Arabs, they are Arabs against Arabism, and they are a supportive party to the Zionists, and they live within the logic of betrayal, and these are the dustbin of history. 


The domestic political coup and the international geopolitical coup are linked to violence, blood and loss of life, and this is a frequent constant in sociology.  


Therefore, there is no need to make crying that stop the movement and kill the coup. Rather, what is required at this stage is the continuation of the victory industry.  



Dr.Adel Redha 


مجدل شمس.... الصهاينة يريدون استحمار عقول العالم!؟


"مجدل شمس...الصهاينة يريدون استحمار عقول العالم!؟



في ظل استمرار تداعيات ما بعد السابع من أكتوبر والانتصار العسكري العربي ضد الصهاينة جاء حادث مجدل شمس المدينة السورية العربية المحتلة ضمن هذه التداعيات ومعها تم استغلال الحادث دعائيا من الكيان الصهيوني والحلف الطاغوتي الربوي المالي العالمي لصناعة حالة من الدعاية ضد المقاومة الاسلامية رغم ان الاخيرة في طبيعة الحال من المستحيل ان تستهدف نفسها وتهاجم شعبها العربي في الجولان السوري المحتل وهذا الاتهام "لا" يمثل حالة من المنطق وخاصة أن المقاومة الاسلامية دائما تعلن عن عملياتها في الصورة والفيديو والتاريخ وسط تواجد اكثر من 420 وسيلة اعلامية محلية وعربية وعالمية على كامل الجغرافيا اللبنانية على العكس تماما في داخل الكيان الصهيوني حيث الرقابة العسكرية والامنية على كل ما هو صحافة واعلام وعلى اي امر او خبر او مراسل صحفي يتحرك.  

اذن ديكتاتورية صحافية داخل الكيان الصهيوني و شفافية كاملة وانكشاف بدون اي رقابة على الجانب اللبناني. 

ناهيك على ان الجولان السوري المحتل هو ارض عربية محتلة حسب القانون الدولي والمواطنين هناك تحت الاحتلال وهم عرب سوريين مقاوميين للغزاة ونحن هنا نكرر السؤال لماذا تقصف المقاومة الاسلامية شعبها؟ ومن هم معها قلبا وقالبا وخاصة انها تمطر المواقع العسكرية والامنية الصهيونية في الجولان السوري المحتل في نجاح واستمرارية متواصلة توثيقية على مدى عشرة شهور.  

و واضح ان فرضية سقوط احد صواريخ القبة الحديدية هي الفرضية المنطقية الأقرب للحقيقة وايضا بكل تأكيد قد يقوم الصهاينة العنصريين في تعمد قصف العرب السوريين في مجدل شمس انتقاما منهم ومن مواقفهم الوطنية العروبية وايضا لأن الصهاينة يعتبرون كل من هو غير يهودي خادم لهم ومخلوق لخدمتهم لأنهم شعب الله المختار حسب قناعتهم الدينية فأن قتل هؤلاء العرب السوريين ممكن بدون خجل او تأنيب ضمير لصناعة فيلم دعائي ضد المقاومة الاسلامية والصهاينة معروفين انهم يكذبون بلا حدود.

اما من يقول: ان الصهاينة قاموا في قصف مجدل شمس لصناعة عذر للحرب الشاملة ضد لبنان العزيز ومقاومته الاسلامية فلا اتصور ان ذلك صحيح!؟ لأن الصهاينة "لا" يحتاجون الأعذار لكي يقوموا في اجرامهم وعدوانهم العسكري وخاصة انهم يتحكمون في مواقع صناعة الاعلام والصورة والدعاية على مستوى كل العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث هم الحكام الحقيقين فيها وقرار واشنطن يتم اتخاذه في مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة والتي يسميها الصهاينة ب "تل أبيب" !؟ وهذه السيطرة والتحكم في مواقع صناعة القرار السياسي الأمريكي شاهده العالم كله عند زيارة مجرم الحرب نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية وتصفيق اعضاء الكونغرس الأمريكي له وقوفا و جلوسا لأكثر من اثنان وخمسين مرة في مشهدية مقرفة مقززة شديدة العفونة حيث شاهد العالم كل العالم هؤلاء الدمى والاوباش البشرية يؤيدون قتل الأطفال والمدنيين وامحاء وتصفية عائلات كاملة من خريطة الحياة في القصف المتواصل وتدمير المستشفيات والكنائس والمساجد وكامل البنى التحتية وممارسة التجويع الشامل وطرد مؤسسات الامم المتحدة وقتل موظفيها هذا كله واكثر ايده وصفق له الكونغرس الأمريكي في مشهدية اسوأ من مشهديات برلمانات جمهوريات الموز العربية والاسلامية عندما تصفق ديكتاتورياتها!؟.

ناهيك عن مزايدة الرئيس الامريكي السابق ترامب والذي يطالب الصهاينة بان ينهوا المهمة!؟ they finish the job.  

في مزايدة اكثر تقززا على الاجرام اكثر مما هو موجود اساسا و واضح ان ترامب "لا" زال يعيش دور بطل الفيلم الامريكي القوي "رامبو" ضمن  سينمائية استعراضية مهووسة في صناعة مشاهد سينمائية في الواقع وهذا تهريج سمج  يفرغ فيه ترامب عقده الشخصية ويعكس تفاهة خطابه.  

ان عقلية تقول : ان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تتحكم في الكيان الصهيوني هي عقلية غير صحيحة و خاطئة وكل ما حدث بعد السابع من أكتوبر قد كشف وثبت تلك المسألة وعلى المقاومات العربية ان تفهم تلك المسألة وتفهمها وتتوقف عن خطئها  السابق او عدم فهمها القديم. 

في ظل كل هذه التداعيات "لا" زالت المقاومة العربية في داخل الجغرافيا الفلسطينية الغزاوية ثابتة عسكريا في مواقعها وتطالب في وقف "حقيقي" لأطلاق النار.  

وسط همس عن مسالة الاعمار؟ لما بعد الحرب ومن سيدفع الفاتورة؟ وايضا تسريبات عن كلام استخباراتي عن ربط اعادة الاعمار في برمجة هندسة اجتماعية جديدة للواقع الفلسطيني الغزاوي اذا صح التعبير واعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية داخل القطاع ضمن ما يفيد الصهاينة ويضر المقاومة. 

وهناك كلام اخر عن اعادة صناعة كانتون فلسطيني متصهين وخائن. 

النقطة الاهم منذ السابع من أكتوبر ان المقاومة الفلسطينية قد صنعت حالة انقلابية في الواقع الفلسطيني والعربي وفي العلاقات الدولية وفي الجغرافيا السياسية والجيوبولوتيك وسط مرحلة انتقالية حساسة لأبعد حدود الحساسية لعالم متعدد الاقطاب فيه تراجع أميركي متوقع ومعه سيضعف الكيان الصهيوني.  

اذن ك "قاعدة فكرية بنائية" على المقاومة الفلسطينية عدم التنازل عن هذه الحالة الانقلابية اطلاقا لأن هذا يعنى سقوطها ك "حركة" وانهيار انقلابها الثوري على كل هذه الاصعدة التي ذكرناها. 

اما بعض العرب الاخرين فهم عرب ضد العروبة وهم طرف مساند للصهاينة ويعيشون ضمن منطق الخيانة وهؤلاء لمزبلة التاريخ. 

ان الانقلاب السياسي الداخلي المحلي  والجيوبولوتيكي الدولي  مرتبط في العنف والدم وخسارة الأرواح وهذا ثابت متكرر في علم الاجتماع.  

لذلك لا داعي لصناعة بكائيات توقف الحركة وتقتل الانقلاب بل المطلوب في هذه المرحلة هو الاستمرار لصناعة الانتصار.  


د.عادل رضا طبيب استشاري  باطنية وغدد صماء وسكري 
كاتب كويتي في الشئؤون العربية والاسلامية

الأربعاء، 24 يوليو 2024

طوفان الاقصى ... قراءة سريعة في "دقات الجرس" ؟!

 

طوفان الأقصى ... قراءة سريعة في "دقات الجرس"؟!

 

ان الحدث الفلسطيني هو سيد الساحة الإعلامية وتحت رادار المتابعة الدقيقة وخاصة ان انفجار طوفان الأقصى والانتصار العربي الساحق الذي صنعته المقاومة الفلسطينية قد جاء ضمن لحظة انقلاب عالمي متوقع لعالم متعدد الأقطاب، ماذا هناك لنقرأه في هذه الأيام؟

ليس هناك تغيير في السياسة الامريكية، ولن يكون هناك حالة دراما عاطفية مرتبطة في منع المذابح ضد العرب في أي مكان، فالكل هناك فيما يتعلق في الكيان الصهيوني هم "واحد" وكلهم مؤيدين له، والكل متفق على القضاء على المقاومة الفلسطينية، طبعا هذا كله ضمن واقع عربي "بائس" "مسكين" "مستكين" "مهزوم" "منهار" "خارج التاريخ" "متأثر" وغير مؤثر، ملعوب به وليس لاعب.

مع التأكيد والإشارة على وجود مقاومات عربية في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق، ان هؤلاء يتحركون "إيجابيا" مع وصول صواريخهم ومسيراتهم الى مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة صهيونيا تحت اسم مزور مستحدث وهو "تل ابيب" وهذه المسألة خطيرة على المستوى الاستراتيجي عند الصهاينة، وأيضا هذه المسألة تهزهم نفسيا ومعنويا.

على الرغم من الدمار و القتل و الذبح العنصري على الهوية العربية الذي يقوم به الصهاينة و المذابح الجماعية , الا ان على الأقل هناك صمود و نجاح عند هذه المقاومات العربية في فتح اكثر من جبهة جغرافية ضد الكيان الصهيوني ,حيث أصبحت صواريخ هذه المقاومات العربية تصل الى عمق هذا الكيان السرطاني داخل كل تفاصيل الواقع الصهيوني , و علينا هنا ان نتخيل مسيرات "اليمن السعيد" و هي تخترق أجواء الصهاينة و تضربهم في "قلب" موقع التحكم و الإدارة و السيطرة عندهم في مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة ,بعد ان قطعت مسافة و طارت لأكثر من الفان كيلومتر , حيث لم يجد الصهاينة تبريرا لفشلهم العسكري الا القول بأنهم كانوا نائمين ؟! في هذا الوقت ؟! مع ان العالم يعرف ويدرك ان الصهاينة بما يختص في الامن والعسكر "لا" ينامون.

لذلك نقول ان المسيرات اليمنية "السعيدة" وهي تقصف "عمق" الكيان الصهيوني هي دقة جرس أخرى تعلن بداية النهاية لتواجد الغرباء والأجانب على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة، كما كان الانتصار العربي في معركة طوفان الأقصى "دقة جرس"، وبلا شك ان الجرس سيستمر في العزف وإطلاق النغمات الى ان يتم طرد الأجانب الغرباء من ارضنا العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري وأراضي لبنان العزيز.

طبعا نحن وكل العالم أصبح يعيش قناعة ان في الجهة الجغرافية الأخرى من الصراع العربي الصهيوني، هناك الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران، حيث ضمن سياستها القومية المصلحية الحالية و "لا" أقول "إسلامية" و "لا" أقول سياسة ملتزمة ب "المدرسة المعرفية الثقافية للمرحوم الامام الخميني" و "لا" أقول سياسة ملتزمة ب "الانقلابية الثورية الإسلامية" بل اشدد وأؤكد على القول "ضمن سياساتها المصلحية القومية" انها "لا" تريد توسيع المعركة العسكرية لمديات أكبر.

لأن نجاح المسيرات والصواريخ في ضرب الكيان الصهيوني يكفيهم لكي يحصلوا كما يتمنون وينشدون ويخططون على "كرسي" أفضل في طاولة المفاوضات مع الحلف الطاغوتي الربوي العالمي وهذه المسألة يحلم بها الإيرانيون و "لا" أقول الإسلاميون ؟! لكي يحصلوا على مكاسب "قومية" خاصة في ضمان بقاء المنظومة الحاكمة داخل ايران في الحكم و السيطرة و التحكم , مع إعادة أموالهم "المليارية" المنهوبة من الغرب , و الاعتراف بهم ك "امبراطورية إقليمية" ممتدة في الواقع العربي , ضمن اتفاق استخباراتي و علني يقسم النفوذ في المنطقة إقليميا , يظل فيه الصهاينة و كيانهم في المقابل ضمن حالة ستاتيكو بين الإيرانيون و بينهم , ضمن حدود النفوذ السياسي و الأمني و الاستخباراتي و الاقتصادي و العسكري التي تريده الجمهورية الإسلامية و الكيان الصهيوني و باقي منظومة دول الحلف الطاغوتي الربوي العالمي و هي مسألة كررناها و شرحناها في اكثر من موقع و مناسبة.

طبعا هناك سبب اخر وهي ان الجمهورية الإسلامية "لا" تريد للولايات المتحدة الامريكية ان تتدخل "مباشرة" مع الاوربيين، لذلك "الجمهورية الإسلامية" تكتفى في "المناوشات" كما هو حاصل في الموقع الجغرافي اللبناني.

طبعا علينا الإشارة الى ان المعطيات و الأدلة تتزايد و تتراكم التي تدل ان اليمن "السعيد" يحارب جديا و هو دخل المعركة العسكرية بدون الالتفاف لحسابات دول قومية أخرى و "لا" يهمهم الا أداء تكليفهم الشرعي و واجبهم القومي العربي , مع اني اريد ان اعيد التأكيد على اني "لا" استوعب الواقع اليمني الداخلي و"لا" تعقيداته الكثيرة المتداخلة و المتشابكة , ولكن تاريخيا الكل يعرف ان الوضع اليمني "شرس" كحالة" قتالية و هم اتعبوا كل من حاربهم على مدى التاريخ , و هم ليسوا شعب عربي "بسيط" , و هم من الصعوبة ان يتم حكمهم و السيطرة عليهم , ناهيك انهم يتبعون حاليا أسلوب "حرب الغوار" المختلف عن الحرب النظامية.

في كل الأحوال هناك "اهتزاز" متواصل وضرب مستمر للكيان الصهيوني مع قصف يافا وحيفا، وعلينا هنا ان نقارن الماضي العربي القديم مع حاضرنا الحالي حيث في السابق من كان يجرؤا ان يضرب الكيان الصهيوني عسكريا؟

ومن كان يستطيع الوصول الى عمقهم ومن كانت لديه القدرة على ذلك؟ على العكس من الواقع الحالي حيث الضرب العسكري ضدهم في الأطراف والعمق أصبح روتينيا من المقاومات العربية المختلفة.

 

د.عادل رضا

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية

الثلاثاء، 23 يوليو 2024

الا من "ناصر" يناصر "الاقصى" ؟ اين الاحرار في دنياهم؟ في ذكرى 23 يوليو؟


الا من "ناصر" يناصر "الاقصى"؟ اين الاحرار في دنياهم؟ في ذكرى ٢٣ يوليو؟

ان ذكرى حركة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر التغييرية في ثورة 23 يوليو 1952 هي مناسبة تحمل بداية "مشروع نهضوي" عاشه شباب عربي قدموا التجربة والمثال على إصرار مجموعة مخلصة هادفة لصناعة "الاستقلال" والتحرر من الأجانب وطرد الغرباء وتحقيق عودة للحالة الحضارية المفقودة من الواقع، لعل ذلك "المشروع" مع كل سلبياته وايجابياته الذي عاشه العرب .... كل العرب وتفاعلوا معه انطلاقا من "مصر" هو ما نفتقده حاليا ولعل ذلك ما أبقي هذه الذكرى تعيش في الضمير وتبقى في الوجدان ونتذكرها في كل عام.

هو انقلاب عسكري صحيح ولكن جمال عبد الناصر كان عنده "هم الوطن المصري" وبعد الفشل العسكري وحصاره هو ومجموعته في الفالوجة في فلسطين في حرب ١٩٤٨ . 

هذه المجموعة المسلحة عملت الانقلاب العسكري لكي يحاولون مع قائدهم صناعة حل لهذا "الهم المصري " وتفريغ غضبهم لمن صنع لهم ولأمتهم الهزيمة امام الحركة الصهيونية العنصرية؟.

بعدها في سنتين اخذ او استعار او سرق او تأثر في شعارات حزب البعث العربي الاشتراكي مع حركة القوميين العرب وكون بدايات تأسيس مشروعه الانقلابي الخاص اذا صح التعبير وتحول الانقلاب العسكري الى مشروع انقلاب ثقافي اجتماعي واقتصادي وسياسي ضمن شعارات واهداف كانت تمثل خارطة طريق له وك شخص ولباقي الطبقة العسكرية التي كانت معه ، واستطاع بذلك التحرك ضمن هذه "الخارطة" خاصة بعد ان تخلص من تأمر حركة الاخوان المسلمين و"محمد نجيب" ومن ثم ابتدأ مشروعه الشامل في الحركة والتأثير ضمن الدوائر الثلاث الوطنية والعربية والأفريقية والاسلامية.

لقد كان جمال عبد الناصر زعيما قائدا لهذا "المشروع" على مدى الثمانية عشرة عاما كان فيها رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة مع أقليم جنوبي مصري وشمالي سوري، في اول تجربة للوحدة عاشها بلدين عربين مهمين هو ك "شخص" ملام لأنه لم يدافع عن استمرارها ب "قوة العسكر" والامن ضد التأمر الاستخباراتي وتركها تسقط وهذا تفصيل طويل ولكن نقول:

 ان هكذا "بعد قومي" عاشه الرجل ومشروعه ساهم في تشكيل وتوجيه السياسة العربية حيث كان مع هكذا التزام مبادئي معرفي ثقافي على خط التطبيق والتنفيذ يصنع بذلك خارطة طريق ليعود العرب... كل العرب الى موقعهم الطبيعي لصناعة التاريخ وليس البقاء على هامشه متلقين للحدث وملعب للأخرين بل ان يكونوا الفاعلين في دائرتهم الوطنية وضمن بعدهم القومي العربي ومجالهم الإسلامي الاوسع ضمن حالة تعيش الاستقلال وتريد صناعة مصلحة العرب بعيدا عن الاجانب وانطلاق دورهم المفقود من جديد.

ان المرحوم جمال عبد الناصر عاش هذا الالتزام الحركي لكي يغير الواقع العربي الى شيء مختلف افضل و هو في تلك المسألة واجه الكثير من الصعاب و التحديات ، ومن ثم دخل في تجارب الصح والخطأ على كامل هذه المستويات الوطنية والقومية والأفريقية والاسلامية ضمن دعم او تحريك او مساندة من حركة القوميين العرب واعتمد على حركة الجماهير العربية كذلك.

ولعل حركة القوميين العرب قد ذابت فيه او هو ذاب فيها او هو ك "قائد" بلد ورئيس للجمهورية العربية المتحدة اصبح اكثر تمكنا وسيطرة ونفوذ من حركة سياسية وهذا كله موضوع اخر وحديث مختلف وجدل اكاديمي.

 ان من السهل علينا في وقتنا الحالي ان نعيش "الحكمة" في اثر رجعي !؟ و ان نعيش دور الموجه و المعلم و الناقد , و لكن من يقرأ الظروف و الموقع الصعب التي كان يعمل به المرحوم جمال عبد الناصر, ان من يدرس كل هذه المسائل في عين حيادية علمية يعرف المشاق والصعاب العظيمة التي عاشها الرجل و مشروعه , و يكفيه فخرا انه صنع الاستقلال الوطني وأمم قناة السويس واعادها لأهل الارض و صنع الإصلاح الزراعي و بدأ في التصنيع و فرض مجانية التعليم و اسهم في خروج بلدان عربية كثيرة و افريقية من سيطرة الأجانب , و صنع نفوذا للعرب و كلمة مسموعة دوليا و ما ظهوره على منبر الأمم المتحدة و وقوف ممثلين المجتمع الدولي له احتراما و تقديرا الا مثال واحد على امثلة كثيرة.

ان ثورة يوليو ك انقلاب عسكري تحولت الى "مشروع" وقائدها "جمال عبد الناصر" كانت تجربة رائدة بكل سلبياتها وايجابياتها وذكراها تعود ومعها يعود السؤال العربي لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟ وهذا السؤال حاول ان يعيشه جمال عبد الناصر ورفاقه حركة على ارض الواقع؟ فاجتهدوا ما استطاعوا؟ فماذا قدم الاخرين من بعدهم؟ 

ان الرجل قدم تجربة لها سلبياتها وايجابياتها كأي حالة بشرية اخرى نفتقده في زمن طوفان الأقصى وخاصة ان من بعد تصفية جمال عبد الناصر الشخص استخباراتيا والتأمر والغاء رجاله والملتزمين معه من مؤسسات الجمهورية العربية المتحدة بل الغاء هذه الجمهورية نفسها وتقزيمها لحالة قطرية محدودة لم تستطع الا صناعة المأساة المتواصلة لشعبنا العربي فيها والغاء مكتسبات الاستقلال الحقيقي والحرية والعدالة الاجتماعية واعادة الغرباء الاجانب وخدم الاستعباد البريطاني لمواقعهم.

من كل تجربة جمال عبد الناصر ومشروعه على العرب كل العرب ان يعرفوا ان الوحدة العربية ضمن قاعدة للفكر والحياة وعلى اساس مشروع علمي حقيقي للوحدة ضمن نطاقات ادارية واقتصادية ومالية ونقل وتربية ومنظومات رعاية للمواطن في مجالات السكن والصحة والبنية التحتية والمواصلات والمعيشة في ظل سيادة دولة المؤسسات الوحدوية العربية هي حلهم الوحيد ليخرجوا من هامش التاريخ الى صناعة الحاضر والمستقبل وان تكون لهم كرامة و وزن واهمية بدلا من حالة الاهانة والذل المتواصل على يد الحركة الصهيونية العالمية العنصرية بدعم وتأييد بلا حدود من منظومة دول الحلف الطاغوتي الربوي العالمي.  

من أراد  الكرامة فعليه ان يتحد ويتوحد ليعيش الاستقلال الحقيقي والحرية والعدالة الاجتماعية.  


د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري 
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية

الاثنين، 15 يوليو 2024

الخليج والترامبية؟ ما العمل؟


الخليج والترامبية؟ ما العمل؟

الانتخابات الأمريكية القادمة تأتي في مرحلة انتقال عالمي نحو واقع متعدد الأقطاب، وهو منعطف طرق سيحدد المسيرة البشرية في السنوات القادمة، بما في ذلك منطقتنا الخليجية، ويتنافس في هذه الانتخابات الرئيس الحالي جو بايدن، الذي يمثل الاتجاهات الكلاسيكية ضمن المنظومة الحاكمة الأمريكية الليبرالية، والتي تشمل مؤسسات الجيش والاستخبارات والشركات المالية والصناعية والاستثمارية والتقنية العابرة للقارات وكبار موظفي الدولة البيروقراطيين. هذه المنظومة عميقة في الواقع الفيدرالي الأمريكي المؤسسي، وعمرها من عمر الدولة الاتحادية.

ويتنافس مرشحو الحزبين الرئيسيين "الجمهوري والديمقراطي" لتمثيل رأس الهرم كـ "واجهة" حاكمة، وهذا التمثيل بشكل عام لم يشهد تغييرًا جذريًا على مدى السنوات الماضية، باستثناء بعض التفاصيل الدقيقة، لأن كل من يفوز هو منتوج وواجهة لـ "منظومة أمريكية حاكمة" ثابتة مستقرة “لا” تتغير.

المختلف في الانتخابات الحالية هو “الترامبية”، التي يمثلها الرئيس السابق دونالد ترامب حيث يمثل خطًا مختلفًا غير معروف وهو مختلف عن “المنظومة الأمريكية الحاكمة” الكلاسيكية . وصفه الاعلام الأمريكي ب “ الصادم” في سياساته وغير قابل للتنبؤ بما سيقوم به، وهو بذلك “لا” يعبر عن “شخص” واحد فقط، بل يمثل تيارًا شعبيًا أمريكيًا داخليًا “قوميًا” يريد الانعزال من مشاكل العالم وتحويل الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة “وطنية” ومهتمة بذاتها، بما يختصره ترامب في شعار “أمريكا أولاً” مما سيجعلها عظيمة مرة أخرى make America great again! ?.

لذلك، من المنتظر وجود تناقض كبير بين “الترامبية” والمنظومة الحاكمة الأمريكية الكلاسيكية التي تمثل المؤسساتية الضاربة في العمق، و"الترامبية" التي تحمل أفكارًا شعبية مقبولة ومؤيدة من الفرد الأمريكي العادي أو بما يعرف هناك ب the regular joe?!

اذن ضمن انتقال لعالم متعدد الأقطاب وانسحاب امريكي متوقع ماذا علينا ان نعمل ك "خليجيين"؟ بما يضمن مصالحنا ووجودنا؟ الإجابة تتمثل في النقاط التالية : أتصور ان علينا ان نسارع في صناعة إقليم القاعدة الخليجي الوحدوي ومن ثم ان ننطلق الى تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة، مثل الأمن الغذائي والمائي، والطاقة، والتكنولوجيا , وأيضا العمل على تنويع الشراكات الدولية مع دول أخرى مثل الصين وروسيا والهند بالاضافه الى امريكا والاتحاد الأوروبي، وهذا التنويع يمكن أن يوفر فرصًا اقتصادية واستثمارية جديدة وأيضا التركيز على ملف تعزيز الاستقلالية العسكرية من خلال تطوير الصناعات الدفاعية المحلية وزيادة التعاون العسكري بين "إقليم الوحدة الخليجي " وباقي العالم مع الاستفادة من استغلال الفراغ الدبلوماسي الذي سيحصل  لتعزيز  دور "منظومة دول الخليج المتحدة" ك "حكم" في حل النزاعات الإقليمية والدولية في ظل سياسة "الحياد الإيجابي" مما يعزز من مكانتها على الساحة الدولية.

والتركيز على التنمية الاقتصادية واستغلال الفراغ الناتج عن وجود تعدد اقطاب دولي انتقالي للتركيز على التنمية المحلية، من خلال تنفيذ إصلاحات مالية وتجارية وتشجيع الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.

د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري 
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية

الأربعاء، 10 يوليو 2024

"الحسين بن علي" في فلسطين ... من الناصر؟ و من مع يزيد؟

 

"الحسين بن علي" في فلسطين ... من الناصر؟ ومن مع يزيد؟

 

 

قال الله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الأحزاب 33

وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

ال عمران 104

 

الامام الحسين بن علي عليه السلام ليس شخصا فرديا عاش مأساة عائلية بل هو كان انسان يحمل قضية الإسلام كله في خط التطبيق العملي الحركي لهذا الإسلام المحمدي الأصيل من خلال قراءته للواقع من حوله ومحاولة نشر الحاكمية القرأنية التي يمثلها هو ك "قيادة" تعيش التكليف الشرعي من خلال موقعه الرسالي ك "امام" قائد للأمة.

ان ما يجمع الامام الحسين عليه السلام ليس مسألة المأساة الدرامية لقتل من هنا واستشهاد من هناك او الحالات البكائية التي لم تكون موجود في الواقعة "تاريخيا" والتي تم تزويرها و اضافتها لاحقا بواسطة مرجعيات الانحراف والاستخبارات الخائنة للأسلام و اهل البيت عليهم السلام وتم تصوير الحركة الثورية الانقلابية التاريخية التي حصلت في واقعة الطف  ك"مظهر انهزامي" يستجدي الدمعة لصناعة جزء من طقوس بها لطم و ضرب صدور و لبس سواد و ضرب سكاكين على رؤوس الاطفال وربط رؤوس البشر بحبال وجرهم و تسميتهم ب "كلاب الحسين !؟ او كلاب الزهراء او تجميع تراب احذية وغبار شارع للتبرك والقائمة طويلة وتزداد كل سنة بدون توقف والقائمة لا تنتهي في استحداث أشياء شيطانية ما انزل الله بها من سلطان يتم ممارستها باسم الحسين عليه السلام واهل بيته الاطهار والذين هم منها براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

يقول المرحوم السيد محمد حسين فضل الله بهذا الخصوص: "لقد أفتينا فتوى قاطعة بحرمة التطبير وضرب الزنجير مع السكاكين، أولاً: من جهة أنه إضرار بالجسد، والإضرار بالجسد حرام حتى في عاشوراء بمناسبة الاحتفال بالإمام الحسين(ع) وهذا الإضرار ليس من الشعائر، لأنه لم يرد فيها أي نصّ من النبي(ص) أو الإمام(ع) كما ذكره السيد الخوئي رحمه الله، وثانياً: لأنه يؤدي إلى هتك حرمة المذهب الشيعي وأهله لاستلزامه سخرية الناس بهم، لأن ذلك مظهر تخلف وتأخر كما أن المواساة لأهل البيت(ع) لا تتحقق بذلك، بل بالجهاد في سبيل الله. ولذلك فإننا ننصح أخواننا المؤمنين أن يمتنعوا عن هذه العادة السيئة وأن يبيّنوا لأخوانهم الأضرار اللازمة منها وأن يحتفلوا بالذكرى بإحياء أمر أهل البيت(ع) بذكر محاسن كلامهم وذكر سيرتهم وأخلاقهم كما أمرونا بذلك"

"لا بد في كل الشعائر الدينية والحسينية أن تكون مباحة في أنفسها، ولذلك لا يجوز جعل ما هو حرام في نفسه من الشعائر، وحيث أن بعض الموارد مما تعارف الناس على جعله من الشعائر كالتطبير واللطم الاستعراضي الموجب لأذى النفس ونحو ذلك مما يكون مصداقاً من مصاديق الإضرار بالنفس أو من مصاديق الإساءة إلى المذهب، فلا يمكن عد مثل هذه الموارد من الشعائر لحرمتها في نفسها، ولا يمكن أن يطاع الله من حيث يعصى... وقد ذكر السيد الخوئي في المسائل الشرعية أنها ليست من الشعائر."

ان اهل البيت عليهم السلام هم عبيد لله رب العالمين وهم مخلوقات بشرية وليسوا الهة وهم ليسوا الا تجسيد حركي للقران الكريم ويمثلون القدوة والمنهج الحركي الذي يريد للنص المقدس ان يعيش ويتنفس ضد كل ما هو واقع فاسد منحرف عن حاكمية القران الكريم، وهذه هي المسألة وتلك هي الحالة الحسينية إذا صح التعبير.

كما ذكر ذلك المرحوم الامام روح الله المصطفوي الخميني حيث قال: "لو لم يكن عاشوراء، لم نكن نعلم ماذا سيكون حال القرآن الكريم والإسلام العزيز. حيث أن المنطق الجاهلي لأتباع أبي سفيان كان يريد أن يزيل أساس الحكومة الإلهية معلناً بصراحة (لا خبر جاء ولا وحي نزل)، والذين كانوا يريدون أن يشطبوا بخطٍ أحمر على الوحي والكتاب وكان يأمل يزيد الذي كان من بقايا العصر المظلم لعبادة الأصنام أن يزلزل أساس الإسلام حسب ظنّه وذلك بقتل أبناء الوحي. ولكن كانت إرادة الله تعالى وما تزال تحفظ الإسلام المخلص والقرآن الهادي خالداً وأحيته ودعمته بدماء شهداء كأبناء الوحي ويحفظها من ضرر الدهر وأثارت ودفعت الحسين بن علي عصارة النبوة وذكرى الولاية حتى يقدم روحه وروح أعزائه فداء لعقيدته ولأمة النبي الأكرم المعظمة، حتى يبقى دمه الطاهر ثائراً ويروي دين الله ويحمي الوحي ونتائجه.
لقد أعلن هذا اليوم الكبير الخالد المليء بالبركة يوماً للحرس. والآن فإن على الحرس واللجان الثورية في العصر الحاضر مسؤولية كبيرة جداً وواجباً عظيماً جداً على عاتقهم، فقد قيل إن انتخاب هذا اليوم كتذكير بحماسة عاشوراء ودافع لكل التضحيات في يوم كربلاء وهو انتخاب جيد وحسن ومسؤولية كبيرة.


والجيد أنه يدعو ويذكّر بمتابعة دم التشيع وهو مليء بالمسؤولية حيث أن دافع تلك التضحية وتقديم الروح كان له ألطاف إلهية وهو أنه أوصل ذلك الدم الذي جعله (ثار الله) إلى حدود (العبودية جوهرة كنهها الربوبية) وارتفع أعلى من حجب النور والظلمة وخلصها من الأنانية والإعجاب بالنفس، ويدنا قاصرة عن ذلك. ولكن لا تيأسوا واسعوا حتى تعطوا بسعيكم لوناً إسلامياً-إلهياً أكثر وتكون بتضحياتكم أكثر إخلاصاً وأنتم كذلك بحمد الله.


صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج‏14، ص: 321"

ونحن في ذكرى معركة ككربلاء المتجددة لا زلنا نعايش تزايد استحداث طقوس خزعبلاتية من هنا وخرافات من هناك وتدليس الحالة الدينية باسم الشعائر ؟! عند المرجعيات المنحرفة عن الإسلام او من مرجعيات يحركها تخلفها الذاتي وجهلها القرأني او ب مرجعيات فقهية تحركها الاستخبارات الدولية او ما تعيشه الجمهورية الإسلامية من انحرافات عن المدرسة الانقلابية الإسلامية التأسيسية إذا صح التعبير والتي تزايد وتتبني هذه الخرافات والخزعبلات والتفاهات باسم الشعائر او المشاية للحسين ؟! او قصص الخيال الغير علمي واساطير البكائيات ؟! والمفارقة ان الأساس الكلاسيكي المعرفي لتأسيس الجمهورية الإسلامية هو فلسفي وعرفاني ضمن نهج علم اجتماع انقلابي يقرأ القران الكريم والسيرة النبوية وخط اهل البيت عليهم السلام ضمن مدرسة شاملة مخالفة ومتعارضة مع ما تتبناه الجمهورية الإسلامية حاليا من الترويج للخرافة والقصص الأسطورية والتي تتنافس مع المرجعيات الاستخباراتية والمرجعيات المتخلفة ذاتيا والمرجعيات الغير شرعية المنحرفة، كلهم هنا يتحركون في نفس الهدف في قتل الحسين باسم الحسين.

وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقا عن تخلى الجمهورية الإسلامية عن نهج وخط الامام الخميني الى أمور أخرى ذكرناها تفصيلا في مقالات ودراسات سابقة.

لقد عاش الحسين بن علي تجربته الحركية على ارض الواقع العربي ك "ثورة معرفية" ذات اهداف ورسائل ثقافية مرتبطة مع النص القرأني وهي ثورة معرفية سبقت الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الكوبية في الالتزام المعرفي وهي كذلك حالة انقلابية مستندة على نصوص قرأنية مقدسة مرتبطة مع الله رب العالمين، ك "نصوص" هداية" ونصوص تضع الانسان والمجتمع على خط الصراط المستقيم، وتعيد تشكيل الفرد من الحالة الإسلامية الى الحالة التقوائية، ضمن التزام الفرد بهذه النصوص وهكذا نهج.

لذلك حركة الحسين بن علي ع الانقلابية هي كانت ضد نهج اخر منحرف، وهذه مسألة تاريخية وتجربة ثورية انتهت بكل ما حصل فيها، وإعادة احيائها ليس في البكائيات ولا في اللطم ولا في المسيرات ولا في رفع الاعلام ولا في ضرب الصدور بالكفوف ولا في جلد الظهور بالسياط ولا في الزحف ولا في المشي على النار.

ان كل تلك المسائل يتبناها أعداء الإسلام المحمدي الأصيل وأعداء الامام الحسين عليه السلام وان بكوا على الحسين وان زعموا انهم يعشقون السيدة زينب بنت على الانسانة العربية الاصيلة الغير معصومة والتي شاركت في الحالة الانقلابية الإسلامية بدون ان تبكي وبدون ان تلطم وبدون ان تردح بأشعار في لهجات محلية ولم تتحدث بلهجات عراقية معاصرة او تغنى في لغات فارسية في اشعار رثائية؟!.

ان السيدة زينب بنت علي الشخصية العربية في قوميتها والقرآنية في حركتها وهي الانسانة المؤمنة التقية الغير معصومة، هي انسانة عاشت الإسلام الرسالي في ظل ثورة تريد صناعة واقع جديد مضاد لواقع منحرف، وهي جسدت حالة قرأنية ولم تكون ابدأ حالة مسيحية او هندوسية او خزعبلاتية او خرافات تروج لها الاستخبارات الأجنبية من خلال مرجع تقليد من هنا او شاذ نصاب يقيم في بريطانيا من هناك او انحراف معرفي تعيشه الجمهورية الإسلامية من هنالك.

يقول المرحوم الامام روح الله المصطفوي الخميني: "لقد علّمنا سيد الشهداء وأصحابه وأهل بيته واجبنا ومسؤولياتنا: التضحية في الميدان، والإعلام خارج الميدان. فبقدر قيمة وعظمة تضحية سيد الشهداء عند الله تبارك وتعالى ودورها في توعية الأمة، تركت خطب الإمام السجاد والسيدة زينب تأثيرها في نفوس الناس. إذ علّمنا الإمام الحسين وأهل بيته بأن لا تخشى النساء والرجال مواجهة الطغاة وضرورة التصدي للحكومة المستبدة. إن السيدة زينب-سلام الله عليها-واجهت يزيد ووبخته بشكل بحيث لم يسمع بنو أمية مثل هذه التوبيخ طوال حياتهم. كما إن ما تحدثت به في الطريق إلى الكوفة وفي الشام، وخطبة الإمام السجاد (ع) في مسجد الكوفة، أوضحا للناس بأن القضية ليست قضية خوارج وخروج على سلطان زمانه خليفة رسول الله، مثلما حاول يزيد تصوير نهضة الإمام الحسين (ع)، حيث كشف الإمام السجاد عن دوافع موقف الإمام الحسين وكذلك فعلت الحوراء زينب.


لقد أوضح لنا سيد الشهداء واجبنا: إلا نخشى قلة العدد في ميدان الحرب، وان لا نهاب الشهادة. فكلما سمى فكر الإنسان وهدفه، زادت معاناته بالمقدار نفسه

.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج‏17، ص:51 "

 

هذه كلمتنا لله وللتاريخ لكيلا تكون الساحة خالية من صوت الولاية الحقيقي ومن صوت يعشق الحسين بن على ع الثائر والانقلابي وصاحب الرسالة و "الولي" والمعصوم والامام.

هذا هو الحسين بن على صاحب التجربة والتي عاشها عليه السلام ألي اقصى مدى وأكبر حد واستشهد في خط الصراع، ولم يكن الموت هو هدفه بل كان القدوة التي تعيش التكليف الشرعي من خلال موقعه الولائي الامامي.

لذلك من يربط الحالة الإسلامية في الموت وصناعته فقط هو أيضا ضد الحسين بن على ع وضد الحالة القرأنية الشمولية التي تريد ان يعيش الإسلام خط الفلاح والسعادة والحياة كما تقول نصوص القران الكريم والتي ان أردنا ان نكون حسينيون فأن علينا ان ندرسها ونقرأها ضمن الواقع وان نحاول ضمن ما لدينا من إمكانيات ووسائل ان نحييها وهذا هو احياء الامر.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

24

الأنفال

 

 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ

21

الانعام

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

35

المائدة

 

 

كما امرنا الامام على بن ابي طالب في كتاب نهج البلاغة الثابت المتن والسند للأمام المعصوم:

قال عليه السلام: في القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم (نهج البلاغة الرقم ٣١٣ من الحكم).

 وقال عليه السلام: وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه، وبين لا تهدم أركانه، وعز لا تهزم أعوانه (نهج البلاغة الرقم ١٣١ من الخطب).

وفي نهج البلاغةقال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرد، وولوج السمع من قال به صدق، ومن عمل به سبق"

اما البكاء وباقي خرابيط وتفاهات اللطم وضرب القامات والظهور وثقافة الموت من اجل الموت فقط ؟! فليست احياء لخط اهل البيت عليهم السلام بل هي احياء لأمر ابليس الرجيم عدو الانسان الأول.

ان الحسين بن علي عليه السلام ليس وحده عندما يقول الناس "لا" للظلم، "لا" للقهر، "لا" للانحراف.

ان كربلاء تعود دائما وهي مثال وقدوة للثائرين في كل مكان، فها هي كربلاء الحسين ع نشاهدها وتعيشها في فلسطين المحتلة، وهي كربلاء المنتصرة مع عملية طوفان الأقصى وفوزنا العربي فيها، وها هم المجاهدين في شهرهم العاشر يقولون هيهات منا الذلة، حيث يعيشون كربلائهم التي انتصروا فيها ولا زالوا يدافعون ويحاربون من اجل ارضهم العربية، فمن هو اليوم مع الحسين؟ ومن هو مع يزيد؟ ونقول اليوم ولا نقول في التاريخ.

هذا هو النهج الحسيني الحقيقي حيث كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء.

ان الحسين بن علي اليوم في فلسطين العربية المحتلة من الصهاينة فمن الناصر له؟

مليونان ومائتين ألف فلسطيني داخل أراضي ما يسمى ال 48

سبعين ألف عسكري فلسطيني داخل الضفة

الفلسطينيين في الأردن؟

الفلسطينيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا؟

أنتم مع من؟ وهناك حسينيون يحاربون في غزة وباقي الأراضي العربية؟

 

د. عادل رضا

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب في الشئوون العربية والاسلامية