الجمعة، 29 مارس 2024
The Arab coup after the Al-Aqsa flood? What to do?
الجمعة، 15 مارس 2024
الانقلاب العربي بعد طوفان الاقصى؟ ما العمل؟
الانقلاب العربي بعد طوفان الأقصى؟ ما العمل؟
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة:
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ
بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ان علينا ك "عرب" الانتقال في
واقعنا السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري الى مجالات أوسع وذات قوة أكبر في
مواجهتنا للإبادة العنصرية الصهيونية التي تمارس ضدنا منهم، وعلينا ان نعمل على
تبني مشروع عربي جديد موحد بهذا الخصوص او على الأقل التضامن ضمن خطة نضالية
جهادية سليمة تصنع الامل المستدام للجماهير العربية كما صنعه سابقا الزعيم الراحل
جمال عبد الناصر الذي عاش المشروع على خط التطبيق، وكما فجرها انتصار طوفان الأقصى
في قلوب كل العرب.
"لا" طريق لدينا الا ان نعمل على
صناعة الاستقلال "الحقيقي" والوحدة العربية السليمة علميا، والعمل في
هكذا طريق واتجاه اهم من الهدف نفسه !؟ لأن الطريق نفسه يعني التخطيط والبناء
والتفكير والاجتماع والنقاش والجدل حول الوحدة العربية والاستقلال الحقيقي وكيفية
الوصول اليه ومناقشة سلبياتنا التاريخية وتثبيت إيجابياتنا القديمة وهذا الامر
مطلوب من الكوادر العربية المخلصة وما يسمى نخب ثقافية وجماعات سياسية ان تتحرك في
اتجاه وضمن خارطة طريق تصنعها هكذا "حركة" واتجاه الى الاستقلال الحقيقي
والوحدة العربية.
هل هناك حل لخروج العرب خارج التاريخ؟ الا
هذا الامر؟ وهل نستطيع صناعة الامن والنهضة المستدامة الا بهذه الأمور؟ هل هناك
بديل؟ من لديه بدائل فليجاوب وليقول لنا ما هي؟ هي نجحت مشاريع سايس بيكو في صناعة
استقلال حقيقي وإرادة خارج رغبات الأجانب؟ هذا سؤال؟ هل استطاعت مشاريع سايس بيكو
من إقامة مشاريع حضارية تصنع الابداع الفردي والمجتمعي؟ هل اعادتنا مشاريع سايس
بيكو الى واقعنا الحضاري القديم؟ او صنعت لنا المأساة والهزيمة والبؤس؟
ان اعدائنا لن يتركوننا لكي نعيش وهم يريدون
ن يقتلونا وييبدوننا من على الخارطة وهم مستمرين في ذلك ولن يتوقفوا، وهذا مثال ما
جرى في يوغسلافيا حاضر وبقوة حيث استمر الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في الضغط
المتواصل لأكثر من خمسين سنة حتى نجح في تدمير يوغسلافيا ولم يفيد يوغسلافيا
الابتعاد عن الصراع والانسحاب منه كما حدث أيضا في السودان وسوريا هي امثلة على ذلك،
ولا زال الصراع ضد سوريا القومية العربية مستمرا.
ان الحلف الطاغوتي الربوي العالم و الحركة
الصهيونية لن يتركون من يعيش "محاولات" الاستقلال وحده، وان انسحب من
ساحة الصراع، وأي انسحاب من المسئولية العربية في الوحدة والاستقلال تعنى الموت،
لذلك ما قاله المرحوم حافظ الأسد بخصوص سوريا، من ان قدرها ان تكون قومية عربية،
هو كلام صحيح مائة في المائة وكان يتحرك ضمن ما هو حقيقي وواقعي، لأن هذا هو نبض
الأرض وكذلك هو قانون الواقع الموضوعي، وكلنا شاهدنا ماذا حصل للعرب وواقعهم عندما
تخلوا عن القومية العربية والخط الوحدوي، فقد تاهوا بعيدا في الضياع والسقوط خارج
التاريخ.
لذلك الثبات والاستمرار ضمن مشروع "علمي" للوحدة وخطة واقعية موضوعية
ذات اهداف حقيقية ملموسة هي الحل لمواجهة المشاريع المعادية للأمة العربية , و
نقول "خطط" و "مشاريع" و "مؤسسات للوحدة" و خارطة
طريق ....الخ و ليس شعارات و ليس ضوضاء عاطفية و كلام خارج نطاق القوانين
الموضوعية الأساسية لصناعة الوحدة العربية من إقامة إقليم قاعدة للوحدة ومشاريع
الاقتصاد الموحد و التنسيق الأمني و صناعة مجالات حيوية يتحرك فيها المواطن العربي
في قطاعات النقل البري و الجوي و البحري و انتقال الأموال والتجارة , و دراسة
المشتركات في مجالات الرعاية الاجتماعية و فرض الحالة المؤسسية القانونية في كل
منطقة عربية و الانطلاق من مجالات الاتفاق و ليس من مواقع العقدة المستعصية و اهم
هذه العقد هو من هو الحاكم ؟ ومن سيحكم؟ وهذه العقدة يمكن تأجيلها والانطلاق مع ما
هو مشترك ومتفق عليه لكي يتم بناء "المجال الحيوي" للوحدة العربية وإقليم
القاعدة او أقاليم القاعدة، وليحس المواطن العربي في الوحدة العربية خارج نطاق
الشعارات وخطابات العواطف، وعلينا ان "لا" نستهين بأن جيشنا العربي في
الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة والإقليم الجنوبي في مصر لا يزالون
يحملون نفس الاسم والمسمى "الجيش العربي" الأول في سوريا والثاني في
سيناء والثالث في باقي الإقليم الجنوبي المصري؟
وعلينا ان ندرس لماذا فشل مشروع الجمهورية
العربية المتحدة؟ ولماذا فشل الاتحاد الثلاثي؟ ولماذا فشل الاتحاد الرباعي؟ ولماذا
فشل مشروع مجلس التعاون العربي؟ ولماذا فشل مشروع الاتحاد المغاربي؟ ولماذا حدث ما
حدث؟ من سلبيات وجرائم ومخالفات وأمور غير مقبولة اثناء التواجد
"القانوني" الشرعي للجيش العربي السوري داخل أراضي القطر اللبناني؟
ولماذا فشل حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في صناعة حالة لأقليم القاعدة بين
لبنان وسوريا؟ واين هو أساسا من الواقع اللبناني المحلي؟ وكيف لم يستطيع صناعة
"وحدة حزبية"؟ لكي يستطيع الكلام عن وحدة بين دولتين؟ والأسئلة هناك مستمرة؟
ويجب النقاش حولها وتحليلها وإعطاء الإجابات العلمية الغير دعائية حولها ضمن عقلية
ناقدة تحلل بدون دوافع ذاتية وخوف، لكي يتم بعدها تقديم ثقافة جديدة لصناعة الوحدة
العربية؟ لأن "لا" حل لمشكل الامن والتنمية والاستقلال
"الحقيقي" عن الأجانب الغرباء عنا الا في انشاء الوحدة العربية؟ لذلك
علينا ان نجاوب على سؤال لماذا فشلنا؟ وكيف ننجح؟ وخاصة ان مشاريع دول "سايس
بيكو" لا مستقبل لديها و"لا" افق عندها؟ وهي ضمن العمر الزمني
للدول ذاهبة للزوال والاضمحلال؟ بين عشرين الى خمسين سنة؟ وخاصة مع الانتقال الامبراطوري الدولي من
عالم ذوو قطب واحد لعالم متعدد الأقطاب؟ لذلك العمل على انجاز مشروع الوحدة العربية؟
هو ما يجب ان يتحرك فيه كل عربي نظام رسمي كان او شعوب او نخب تزعم انها مثقفة وصاحبة
مشروع؟
ان "استعباد" الحلف الطاغوتي
الربوي و الحركة الصهيونية للواقع العربي قد كسره الانتصار العربي في معركة طوفان
الأقصى و الذي "لا" زالت فيه المواقع الجغرافية العربية خارج فلسطين
تحارب وحدها و أيضا مع صمود الموقع الفلسطيني عسكريا و شعبيا في قطاع غزة المحاصر
, و "لا" زال القتل العنصري الاجرامي ضد الفلسطينيين في القطاع مستمرا و
كذلك يتناسى العالم الشيطاني الشرير عمليات الخطف و الاعتقال بدون تهمة و "لا"
سبب و "لا" داعي لأكثر من عشرة الاف فلسطيني في الضفة الغربية منذ
السابع من أكتوبر قام بهذا الخطف جيش الاحتلال الصهيوني و هؤلاء المخطوفين كلهم
مدنيين , و في نفس الوقت هذا العالم الطاغوتي الربوي المنافق يتباكى على عشرات
العسكر الصهاينة الاسرى ضمن معركة عسكرية و انتصار عربي ضد الصهاينة و "لا"
يوجد داخل الكيان الصهيوني وهو القاعدة العسكرية السرطانية على ارض دولة فلسطين
المحتلة مدنيين فكلهم عسكر و محاربين في تلك القاعدة الشيطانية.
ان علينا في هذا السياق "إعادة"
"دراسة" تاريخ الحركة الصهيونية من جديد حيث يجب على العرب رسميا وشعبيا
و خاصة من يزعمون انهم "مثقفين" و من هم عاملين في مراكز التفكير في
"بعض" البلدان العربية التي فيها مثل هذا النوع من المؤسسات , أتصور ان
عليهم إعادة قراءة الصهيونية مجددا من حيث التعريف وشرح مجالات قوتها الشيطانية و
السيطرة الدولية الموجودة لديها و أيضا إعادة تثبيت اهداف هذه الحركة العنصرية
الشريرة في الرأي العام العربي , و هذه المسألة مهمة و خاصة انهم أعداء لنا و
يتحركون في خط ابادتنا كلنا و ان كان هناك من يتحرك في الجاسوسية معهم او العبودية
او في خط الخيانة فأن هؤلاء كذلك هم في خط الإبادة و الالغاء و واهم من يعتقد منهم
انه سيكون في مأمن و امن و امان.
على سبيل المثال لا الحصر لمواضيع النقاش
المطروحة من يقول:
انه احد
أسباب اسناد الكيان العنصري الصهيوني من المنظومات الغربية هي عدم رغبتهم في عودة
اليهود الى بلدانهم الأوربية الاصلية , لأن هناك حالة استحقار و كراهية أوروبية
اصيلة ضد اليهود يعيشها المجتمع الأوربي و المنظومات الحاكمة ضدهم لذلك هم "لا"
يريدون لهم العودة و ان يبقوا في قاعدتهم العسكرية التي اقاموها على ارض دولة
فلسطين العربية المحتلة لذلك هناك توافق أوروبي "عنصري" مع الحركة
الصهيونية العالمية و هي كذلك حركة "عنصرية" , من هنا نفهم لماذا يخاف الأوروبيين
من أي "هزة" امنية او معيشية او خوف و عدم امان ترغم و تجعل اليهود الاوربيين
يعودون الى بلدانهم الاصلية الذين هم أساسا مواطنين فيها تاريخيا و قانونيا.
ان الخوف من الموت الذي يعيشه اليهود الأوروبيين
ليس فقط تجعلهم يعودون الى بلدانهم الحقيقية بل لأن هكذا خوف من الموت تفقدهم
الرغبة في القتال والحرب لأن هؤلاء في العمق ليس لديهم قضية وليس لديهم وطن لأن
فلسطين بكل بساطة ليست وطنهم و"لا" بلدهم لذلك لاحظ المراقبين ازدياد
استعانة الحيش الصهيوني ب "المرتزقة" من هنود وأفارقه وامريكان "عسكر
رسميين" ومن هم ليسوا يهود أوروبيين.
ان المقاومة العربية الفلسطينية قد فجرت هذا
التناقض الأوروبي اليهودي وهو أحد مفاعيل ونتائج الانتصار في معركة طوفان الأقصى
وكما ذكرنا سابقا هذا الانتصار ثبت "حقيقة" أخرى قالها الزعيم الراحل
"المظلوم" جمال عبد الناصر: ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
ان الحالة اليهودية العنصرية لا تعرف الا
منطق القوة ضدهم وهذا المنطق العربي عليه ان "لا" يساوم و "لا"
يتنازل عن أي حق من حقوقه , رغم الموت و القتل الذي قد يحصل و يجري ضمن هكذا
صراعات انقلابية و الذي هو حالة "طبيعية" ضمن أي حالة انقلابية ضد
الواقع و هي كذلك مرتبط مع حالة عنفية , و
بما ان الفلسطينيين يريدون الانقلاب على الواقع لتغييره فهذه المسألة حتما ستكون
مرتبطة مع العنف و الدم و الشهادة في سبيل الانقلاب و هذا هو "ثابت" "تاريخيا"
في الاغلب الاعم و قانون اجتماعي اذا صح
التعبير في أي حالة انقلابية تغييرية و الكلام على ان "الانقلاب" بدون
حالة عنف دموي امر غير صحيح و "لا" يحدث ضمن القوانين الموضوعية للحياة و
تخالف الطبيعة , لذلك قلنا ان ما يتم ذكره من بكائيات خبيثة على وسائل الاعلام
المتصهينة المتكلمة في لسان عربي و محاولات ادانة المقاومة العربية الفلسطينية في
انتصارها "الانقلابي" على واقع الهزيمة العربية هي بكائيات و خطابات "استحمار"
و اقوال "عمالة" و "خباثة" و اطروحات ساقطة لغسيل الدماغ و من
يصدقها يكون من الطيبين و من يعيشون خط السذاجة الفكرية.
ان علينا ان نعرف ونعي وندرك:
ان الكيان الصهيوني واستمرار وجوده السرطاني
هو لصناعة حالة إبادة عنصرية ضد كل ما هو عربي ولإيقاف صناعة حالة امبراطورية
عربية وحدوية عندها استقلال حقيقي وإرادة تتحرك في خط صناعة النهضة الحقيقية ضد
استغلال الأجانب وسرقاتهم و حرمنتهم ضدنا وضد كل ما هو عربي، لذلك الوحدة العربية والكلام
عليها ونحوها إيجابيا او حتى ضمن الحوارات الثقافية والإعلامية ممنوعة ب
"أمر" الحلف الطاغوتي الربوي العالمي والحركة الصهيونية , وهذه
التوجيهات الاستخباراتية الأجنبية نحن نعرفها و نؤكد على انها موجودة وتتحرك في
الامر والتوجيه على وسائل الاعلام المتحدثة في لسان عربي , فممنوع الكلام على ان
هناك "عرب" و قومية عربية و ان من الواجب العمل على وجود
"وحدة" و لعل الترويج الاعلامي للطاغية القذافي كان يتحرك ليس فقط
للهجوم عليه شخصيا او لتسقيط نظامه معنويا , بل لأنه كان يقدم الوحدة العربية في
شكل تهريجي و تسخيفي و تهريجي اضر ما تمثله الوحدة العربية اشد الضرر و حولها
لمشروع "نكتة" و ليس لمشروع انقلاب ايجابي على كل الواقع السياسي و
الاقتصادي و الاجتماعي وكل ما يمنع العرب من إعادة دورهم الحضاري و امتداهم
الامبراطوري و سيطرتهم في النفوذ و القوة.
طبعا فقدان الحالة الإمبراطورية العربية
الوحدوية ليست منتوج هذا العامل فقط ولكن عدة عوامل أخرى ولكن الاستحمار يكون
عندما نتكلم عن عامل من هنا ونتجاهل عوامل اخرى من هناك او نلغي عقولنا وحقائق
الأرض من ان الأجانب يريدون ان يستمروا في استعباد العرب وسرقتهم والتحكم بهم، نحن
علينا ان نناقش ما هو مشكل ومشاكل وسلبيات كانت على ارض الواقع العربي ومنعتنا من
الحصول على استقلالنا وصناعة حضارتنا العربية من جديد؟
نحن هنا "لا" نتجاهل ان الأنظمة الرسمية
العربية فاقدة للمشروع الوحدوي والنهضوي الحضاري وهي أيضا أنظمة مهزوزة إداريا وفاقدة
للمؤسساتية الضاربة في العمق والثابتة امام أي خضات، وهي انظمة بعيدة عن سلطة
القانون والدستور الناظم لمؤسسات الدولة والملتزمة في النظام العام وهي انظمة تعيش
عقلية السلب والنهب ونقل الأموال المنهوبة للخارج، لذلك تراكمات الغضب زائدة
والانفجارات المجتمعية جاهزة في انتظار من يفجر الفتيل؟
وهي انظمة يعيب عنها الادراك الوطني والوعي
القومي والالتزام في رافعات ثقافية دينية قومية تعطي أساس وهدف ومرجعية نظرية للدولة،
وهي أنظمة كذلك يغيب عنها دور الجامعة والمثقف والمؤسسة الدينية عن تجديد العقل
العربي وصناعة تناقضات معرفية نقدية تحرك المجتمع والناس نحو مناطق جديدة في
الثقافة وبناء النظريات الحركية التي تصنع الإبداع الفردي والحضاري بعيدا عن
ثقافات الاستحمار والاستعباد الاستشراقي.
ان المنطقة العربية مهزوزة و مضروبة من اكثر
من موقع والسقوط الحضاري العربي كذلك منتوج تداعيات زمنية لها أسبابها الكثيرة
المتنوعة من الاحتلال العثماني و غلق باب الاجتهاد الديني و انكشاف العرب على
الاستعباد المغولي و التركي و الأوروبي و الأمريكي و الصهيوني وهذا غير العقد
الاجتماعية و مشاكل التنوع الحضاري من منطقة عربية الى منطقة عربية أخرى حيث هناك
اختلافات من مكان لأخر حيث بيروت تعيش حالة اجتماعية "لا" علاقة لها في
بادية الشام و العكس صحيح والامثلة كثيرة ناهيك عن زلزال الغزو الصدامي لدولة
الكويت الذي اخرج قيحا مقرفا من "بعض" الحقد العربي ضد كل ما هو كويتي
في شكل شرير ليس معروف له سبب الا ان هناك مجاميع عربية و أنظمة رسمية و أحزاب
عربية تدعي العروبة و أخرى تدعي الإسلام عاشت الشر و الحقد و اللذة الشيطانية من
جرائم و قتل و إبادة قام بها طاغية ديكتاتور ضد بلد عربي مسالم وشعب طيب لم يؤذي
احد.
ما نريد ان نقوله:
ان
من يريد ان يتحرك في العلمية في التحليل والقراءة ومن يريد ان يصنع حالة نهضوية عربية
عليه ان يدرس المسائل كلها من كل جوانبها السلبية ومن كل معطياتها وحاجاتها ومن ثم
يقدم تصور ووجهة النظر بما هو العمل المطلوب فعله وبما يجب القيام به؟
ولكن الكلام عن جانب واحد فقط والغاء كل ما
هو أمور أخرى مع بكائيات إعلامية لصناعة ادانة مباشرة او غير مباشرة ضد الانتصار
العربي في معركة طوفان الاقصى فهذا كله ضمن حالة الاستحمار وليس ضمن حالة النباهة
القرأنية المطلوبة.
ما حدث في انتصار طوفان الأقصى هو انه أحدث
انقلاب في الوعي والبصيرة ضد كل هذا الواقع العربي السيء ولعل ان أحد أسباب
الهزيمة هو الخوف وعدم وجود رغبة رسمية "عربية" او إسلامية ؟! في الغاء
الكيان الصهيوني من الخارطة او الرعب من هذا الكيان لحد التجمد وهذا أحد نجاحات
الصهاينة من الترويج أنفسهم ك "بعبع" يخيف النظام الرسمي العربي
والاسلامي ويجمده من أي حركة؟! وأيضا أحد نجاحات الكيان الصهيوني في استغلال هزيمة
1967 أحسن استغلال، ناهيك عن عدم
اكتمال المشروع الانقلابي الثوري ل "جمال عبد الناصر" نتيجة لوفاته او
تصفيته الاستخباراتية الجسدية؟ ودخول الأنظمة الرسمية العربية الأخرى في عبادة الشخصية
واستغلال القضية الفلسطينية والحالة الحزبية المرتبطة في الانتماء القومي للتسلق
الشخصي نحو السلطة والتي أصبحت مواقع لحالات مافيوية عصابية تضم الاوباش والمجرمين
والقتلة وقطاع الطرق والمغتصبين.
ما العمل؟
لا حل الا الحركة الوحدوية العربية ضمن حالة
ثقافية ثنائية الشخصية تعيش الدين والقومية العربية حركة على ارض التطبيق تسعى
لصناعة المشروع الحضاري العربي والاستقلال وهذه المسألة أيضا أحد نتائج الانتصار
العربي في معركة طوفان الأقصى، وهذه الحركة الوحدوية العربية وما يشملها من حالة
ثقافية نظرية انقلابية على كل الواقع العربي إذا لم نتحرك بها ك "أنظمة رسمية
عربية" و"شعوب" فأن الموت سيكون مصيرنا والنهاية طريقنا ولن
يساعدنا أحد أي كان.
لن يساعد العرب غير العرب وليس هناك اي قومية
من أي نوع وصنف تركية أوروبية إيرانية أمريكية والقائمة تطول "لا" توجد
أي قومية اخرى ستصنع وتقدم لنا الاستقلال الحقيقي إذا لم يكن هذا الاستقلال نابع ومنطلق
من العرب أنفسهم ك "شعوب" و "أنظمة رسمية عربية" اما تقاطع
مصالح قومية إيرانية او اوربية او صينية او روسية معنا في هذا الموقع او ضمن تلك
المعركة فهذا قد يحدث من هنا وهناك وقد "لا" يحدث.
لذلك هذه التقاطعات لن تحقق لنا الاستقلال الحقيقي،
صحيح ان هناك امثلة تاريخية حدثت في معركة تأميم قناة السويس 1956 او في تحرير
أجزاء كبيرة من الجنوب اللبناني 2000، ولكن هذه المسألة ليست قدر
متواصل ففي الأول والأخير "لن يحط ظهيرك الا ضفيرك" إذا صح التعبير وتبقي
المصالح القومية هي الحاكمة وهي سيدة الموقف والقرار في واقع السياسات الخارجية.
حيث رأينا التخلي الإيراني
"القومي" عن المواقع الجغرافية العربية التي تحارب وحدها عسكريا بعد
الانتصار في معركة طوفان الأقصى؟!
ورأينا
كيف ان الاتحاد الروسي يسمح للصهاينة في ضرب سوريا في شكل متواصل ومستمر ويتركها
وحدها في الميدان تحارب وتتصدى للقصف الصهيوني؟ بما يخالف تعهدات الدولة الروسية؟ الموقعة مع
الجمهورية العربية السورية؟
لماذا يحصل هذا كله؟ وما السبب؟ الإجابة هي:
لأن المصالح القومية هي سيدة الموقف عندهم و
يجب ان تكون سيدة الموقف عندنا , لذلك "لا" حل و "لا" طريق و "لا"
سبيل لدينا الا في الوحدة العربية , لأن الحالة الانقلابية التغييرية اتية...اتية
, و "لا" شك في انه سيكون هناك سايس بيكو جديد سيتم الاتفاق عليه بين
الامبراطوريات القادمة في جغرافيا الكرة الأرضية تتقاسم فيما بينها مواقع نفوذها
ضمن تراجع امريكي سيتم انشاء معه مواقع نفوذ و سيطرة جديدة مستحدثة ستتشكل فيه
معها دول جديدة , فعلى النظام الرسمي العربي و الشعوب العربية و ما يسمى مثقفين
عرب ان "لا" زالوا موجودين ؟ او أحزاب عربية ان ظل لهم وجود، ان يتحركون
في خارطة طريق تحميهم وتصنع واقعهم هم بدلا من ان يستمر الأجانب الغرباء عنا في
صناعته وتأسيسه ضد مصالحنا ومنافعنا وضد قوميتنا ووجودنا العربي الإسلامي.
وعقلية "النعامة" التي تضع رأسها
في التراب وتتجاهل الخطر القادم اليها، لن تلغى حركية العالم ولن تمنع ما سيجرى
على كل الكرة الأرضية، فمن يريد ان يعيش دور النعامة فأن النهاية مصيره، وللتاريخ
ان يحكم عليه.
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية
الأربعاء، 13 مارس 2024
مسيرة برلمانية
مسيرة برلمانية
يقول الله سبحانه وتعالي في سورة الرعد :
فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
ان ما تمثله قيمة أي انسان هي في عمله وحركته على ارض
الواقع وما يحدثه من تغيير على المستوى الشخصي والمجتمعي والسياسي، ولكل "فرد"
وزن وقيمة هي ما ينتجه ويصنعه من إنجازات و مشاريع و أفكار ناجحة في خط التطبيق
تصنع له بصمة تاريخية، حيث يتذكرها الناس في الخير والمحبة ويوثقها الأكاديميون والباحثين
في الكتب والمنشورات.
ان المرحوم سامي المنيس هو أحد هؤلاء الأشخاص الذين
وضعوا البصمات في الواقع الكويتي المحلي والعربي من خلال عضويته في مجلس
الأمة الكويتي وأيضا ك صاحب امتياز مجلة الطليعة ونشاطه في العمل ضمن جمعية الصحفيين،
حيث كان المرحوم المنيس الدينامو النشيط في
البرلمان واحد المحركين للحدث من خلال دوره الصحافي في صناعة الرأي من خلال
التفاعل وتبادل الرأي والرأي الاخر مع ما كان يجرى من احداث وقضايا.
هذه الكلمات اكتبها بعد قراءتي لكتاب الدكتور محمد العبد
الجادر المعنون " سامي المنيس المسيرة البرلمانية" و هو جهد مشكور و عمل
اكاديمي توثيقي مهم , تمت اصداره من خلال الاعتماد على المصدر ومراجعة مضابط
البرلمان مع التسلسل التاريخي , و أيضا كان المؤلف ناجحا في مسألة سهولة الأسلوب و
ارسال الرسائل المباشرة التي تحتوي المعلومات المهمة , و هذه الأمور من الصعوبة
تحقيقها و هي المعادلة المركبة التي نجح فيه الدكتور محمد العبد الجادر في كتابه , و
خاصة ان المرحوم سامي المنيس و تاريخه يشمل فترات مهمة و حساسة في تاريخ بلدنا
العزيز من انشاء الدولة الحديثة و تأميم النفط وتثبيت الدور المؤسساتي حيث تمثل
الكويت تجربة عربية رائدة في هذا المجال سباقة و متفوقة , و من هذا كله رأينا
مقدار الاحترام و التقدير الرسمي و الشعبي الذي حصل عليه المرحوم المنيس من القيادة
السياسية حيث يذكر الدكتور العبد الجادر التالي:
"لقد لقي المرحوم سامي المنيس
الاحترام والتقدير من أميره ومن شعبه ومن محبيه حياً وميتاً، إذ سرعان ما أمر
الشيخ جابر الأحمد عند سماع نبأ وفاته بإرسال طائرة خاصة حملت جثمان الفقيد من
جمهورية مصر العربية التي أحبها وارتبط بأوثق العلاقات مع مثقفيها، حيث فاضت روحه،
إلى وطنه الكويت الذي عاش معززاً على أرضه ودافع عن مصالح شعبه حتى النفس الأخير،
ليدفن في ثراه وسط حشد من المشيعين له في جنازته قلّ نظيره من أبناء شعبه والحكومة
عند التشييع إلى مثواه الأخير."
د. عادل رضا
الاثنين، 11 مارس 2024
طوفان الاقصى في شهر الصيام
طوفان الأقصى في شهر الصيام
رمضان هو شهر القران الكريم وهو شهر يتم فيه
حبس الشياطين وتقييدهم حيث تسود الحالة الروحانية لمن يعيش الخير ك
"فطرة" تتحرك في داخل ذاته بعيدا عن وسوسات ابليس وأبنائه الملاعين، وهناك
من تمكن الشر من ذاته وأصبح الشر جزءا اساسي منها بل انهم يتحركون في موقع
الاستاذية لأبليس وعشيرته، فهؤلاء اشرار لأنهم اشرار ومصيرهم جهنم وبئس المصير.
هؤلاء الأشرار في الذات و الموقف و الذهنية
يتحركون ضد كل ما هو عربي حيث يتعرض العرب في فلسطين الى حرب إبادة جماعية و تجويع
و منع من الطبابة و حتى محاصرتهم من أداء الشعائر الدينية للمسلمين من صيام و صلاة
مع دخول شهر رمضان المبارك زمنيا وهذا كله يشاهده الحلف الطاغوتي الربوي العالمي و
يوافق عليه و يؤيده و يصمت انتظارا لأكمال التصفية العنصرية الى نهاياتها ضد مئات
الاف من العائلات العربية الفلسطينية المحاصرة من كل اتجاه , وسط غياب النظام
الرسمي العربي والنظام الرسمي الإسلامي عن أي ردة فعل عسكري احتجاجي او اقتصادي او
مالي او مقاطعة دبلوماسية او احتجاج قانوني "حركي" كما قامت به دولة
جنوب افريقيا او نيكاراغوا و من الواضح ان
استمرار عملية الانتقام الصهيوني من انتصار العرب الفلسطينيين في معركة طوفان الأقصى
قد وضعت النظام الرسمي العربي و النظام الرسمي الإسلامي في الزاوية حيث احراج
اللحظة الزمنية الحالية فضح فقدان الاستقلال وغياب القرار الذاتي المصلحي عندهم
لحد الشلل و ليس هذا فقط فأن الصمود العربي الفلسطيني العسكري و استمرار المعركة
زمنيا سوف يصنع مستقبلا "لحظة" العار التاريخي التوثيقي التي لن ترحم
احد حيث "لا" معتقلات تعذيب تخيف التاريخ لكي يصمت او اعتقالات او أجهزة
بوليس سري ستجعل التاريخ "ساكت" لا يقول الحقيقة.
وكما قلنا سابقا ان "لحظة احراج" و
انكشاف سابقة في الهزيمة العربية في العام 1948 قد خلقت حالة "انقلاب" قادمة لاحقة
لما بعد الهزيمة , حيث فقد المهزومين رافعتهم المعرفية للبقاء في الحكم و السلطة ,
فتم الانقلاب السلطوي أيا كان نوعه ضمن رافعات معرفية جديدة نادت في تحرير الأرض و
الثأر و إعادة الدور العربي و صناعة الاستقلال , طبعا ما حدث من مألات و تبعات هذه
اللحظات الانقلابية أيضا كان لها سلبياتها و اثارها و تأثيرها و تفاعلاتها الى
الهزيمة الثانية في العام 1967 و لكل هذا التاريخ جدله و تحليله و قراءته و
تقييمه و لكن ما نريد التركيز عليه و التأكيد نحوه هو ان أي غياب للرافعة المعرفية
لأي نظام هو بداية سقوطه و الانقلاب عليه , لذلك تأثيرات ما بعد الانتصار العربي
في معركة طوفان الأقصى هو هذا التأثير بغض النظر عن مألات الانتقام الصهيوني لما
بعد معركة الطوفان , فالحالة الانقلابية أصبحت على خط التغيير.
ان الطبيعة البشرية والأنظمة الحاكمة وحتى ان
كانت شريرة فأنها تحتاج ل "تبرير" او ل "قاعدة" معرفية
لأجرامها او سبب تقنع بها ذاتها تشرعن وتقونن اجرامها فيه! وهذا كله سقط مع ما
شاهده العالم يحدث ويجري في فلسطين المحتلة حيث الأشرار أصبحوا ب "لا"
حجة او تبرير او دعاية لأقناع أنفسهم او الاخرين بالشر الشيطاني الذي يقومون به او
في توجيهات ابليس التي يلتزمون بها.
ان على المخلصين من العرب ان يعيشوا الوعي و
البصيرة و الادراك بأن التاريخ "لا" يتحرك وحده بل ضمن عقلية تعيش
الفكرة و الهدف و المشروع الذي يستند على منظومة فكرية تصنع الحركة على خط التطبيق
بدون ادخال التمنيات و الاحلام التي "لا" تستند على حقائق الأرض و
الحياة , فمن يريد الوحدة العربية "لا" يصنعها في خطابات الاثارة او التمنيات
بل ضمن قوانين خاصة علمية في صناعة الوحدة العربية و من يريد ان ينطلق ضمن حالة
حضارية عليه ان "لا" يبحث عن تناقضات أستحمارية بين العروبة و الإسلام بل
ان ينطلق من ما هو مشترك و مرتبط بينهما حيث ان العرب انطلقوا نهضويا و حضاريا
عندما تحركوا عقليا و نقاشيا حول النص القرأني بدون ان يصنعوا جماعات دينية مغلقة
على ذاتها و من دون ان يخافوا من الاخر , بعد ان استوعبوا النص القرأني المقدس و
ظلوا ينطلقون منه في واقع حياتهم الفردية و الاجتماعية و السياسية حيث ان أي نظام
اقتصادي سياسي تربوي عربي انطلق من النصوص القرأني فكما ذكرنا كانت الرافعات
المعرفية لأي نظام سياسي عربي تنطلق من النص المقدس القرأني او تحاول الاستناد عليه
, و كذلك كانت اللغة العربية هي الانطلاقة المعرفية الأخرى التي ربطت القوميات
المختلفة في الواقع العربي الإسلامي , لذلك البحث عن تناقضات عروبية إسلامية هي في
تصوري حالة أستحمارية تبعدنا ك "عرب" و "مسلمين" عن تناقضنا الأساسي
ضد الحركة الصهيونية العالمية و الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الذين يتحركون ضد
العرب في الإبادة العنصرية الجماعية فما يحدث في دولة فلسطين العربية المحتلة في
الجانب الأخضر منها هي بروفة إبادة قادمة ضد كل ما هو عربي خارج جغرافيا المنطقة العربية
الفلسطينية الخضراء.
علينا ك "عرب" ان نبتعد عما صنع
الضرر فينا وهو خطابات العواطف او الاعلام البكائي السخيف المنطلق في لسان عربي في
بكائيات تستجدي الحركة الصهيونية او الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في إيقاف المذابح
؟! وهذه القنوات الاخبارية العربية البكائية التي تعيد نشر الخطاب الصهيوني ضد الإسلام
والعروبة وتروج للدعايات الصهيونية وتستقبل اعدائنا وتناقشهم وتعترف في الكيان
الصهيوني ب "إسرائيل" هؤلاء ليسوا عرب بل مستعربين متصهينين وهم جزء من
العدو وان انتقدوا العدو من هنا وهناك فهذا الاعلام الغير مهني يقدم خطاب اعلامي
تنفيسي وليس خطاب اعلامي يؤسس لثقافة معرفية انقلابية ضد الواقع العربي السيء ويصنع
حركة نهضوية على خط التطبيق.
ان البحث عن صحوة ضمير عميل من هنا وخائن من
هناك وشرير من هنالك هي أشياء تتحرك في خط السذاجة الفكرية او تمني مشاهدة نهايات "سعيدة"
لأفلام سينمائية على ارض الواقع وهذا كله وهم واوهام وتمنيات ليس لها مكان على ارض
الحقيقة التي تعتمد على الأسباب الموضوعية والحركة ضمن أدوات القوة ضمن خطط ذات
اهداف.
في حين ان الصهاينة يعيشون "مجتمع
حرب" و اقاموا قاعدة عسكرية على حجم دولة فلسطين العربية المحتلة و هم
يتحركون ضد العرب في منطق الإبادة الجماعية و من يعتقد انه اذا ترك فلسطين
"الخضراء" تموت وحدها , فهو سيكون في مأمن و امان ك "نظام
رسمي" او شعبي فعليه ان يتحسس رقبته لأن المشروع الصهيوني هو ضد كل ما هو
عربي "رسمي و شعبي" وخاصة ان الصهاينة يعيشون الحرب و العسكرة ضمن
كل حياتهم و أجواء عملهم ومن يعتقد انه اذا تجاهل هكذا حركة شريرة سرطانية على ارض
فلسطين "الخضراء" فأنه سيكون في مأمن في مناطقه العربية الأخرى خارج فلسطين
"الخضراء" فهو واهم او يعيش التخدير لأن الدور سيكون مستقبلا عليه وضده في عملية الإبادة و
الغاء الوجود.
في نفس الوقت علينا ان نقول:
ان
المشهد ليس سلبيا في المطلق حيث هناك نقاط جغرافية عربية تتصدى وتقاوم ولكنها
متروكة وحدها تحارب لأن هناك مصالح "قومية" لمن يدعمهم ويساندهم اهم عندهم
من قضية فلسطين !؟ واهم من الحالات الوطنية في أي بقعة جغرافية عربية خارج فلسطين
؟! حيث ينتظر الإيرانيون "براغماتيا" و
"مصلحيا" في سذاجة عميقة يعيشونها وعلى رأس تلك السذاجة هو المرشد
الحالي السيد على الخامنئي , حيث "لا" زالوا يعيشون أوهام و احلام ان
يأتي اليهم الحلف الطاغوتي الربوي العالمي يسترضيهم و يساومهم و يتفق معهم على ما
يريدون من إعادة دورهم ك "شرطي للمنطقة العربي" و ضمان عدم اسقاط النظام
, و إعادة أموالهم المنهوبة من الحلف الطاغوتي الربوي و رفع الحصار عليهم...الخ و يحصلوا بالتالي بعد ترتيبات استخباراتية على مكاسب
"قومية" إيرانية خاصة في المنظومة الحاكمة المتكلسة في نظام الجمهورية الإسلامية
المقام على ارض ايران , و أقول هنا :
مكتسبات
قومية و مصالح طبقة حاكمة و "لا" أقول مصالح "إسلامية" او
فائدة لنجاح نموذج الجمهورية الاسلامية و هناك فرق بين الاثنين "كبير"
وهنا تقع معضلة ومأزق المواقع الجغرافية العربية خارج فلسطين التي تحارب عسكريا ضد
الصهاينة , فهؤلاء العرب "المحاربين"
هم متروكين لمصيرهم و يحاربون وحدهم من دون افق او امل ان الجمهورية الإسلامية ستدخل
الحرب عسكريا معهم في شكل مباشر , و العار والخزي و الفضيحة ان الجمهورية الإسلامية
قد تطوعت في ارسال الرسائل المتواصلة المستمرة بأن ليس لهم علاقة في معركة طوفان الأقصى
و "لا" ارتباط في المواقع
الجغرافية العربية التي تحارب ضد الصهاينة , فأصبحت تلك المواقع العربية مكشوفة
اكثر و اكثر لتواصل الضرب العسكري الصهيوني و الانكشاف امام الحلف الطاغوتي الربوي
العالمي.
بما يخص سوريا "الدولة و الحزب"
فهي داخلة المعركة العسكرية منذ الشهر الأول و الى تاريخ كتابة هذه السطور ومن ضمن
الصراع العسكري حسب امكانياتها الحالية و قدراتها الواقعية و هذا يجب تسجيله
للتاريخ حيث هناك دخول عسكري و امني و
استخباراتي غير معلن لظروف سوريا الداخلية و عدم الإعلان "فروسية"
تسجلها "سوريا" ك "قاعدة للصمود القومي العربي" , و هذا موقف تاريخي مقدر للجمهورية العربية
السورية و ل "رجال" حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم و أيضا ضمن هكذا "دخول" فقد حاولت
الجمهورية العربية السورية إعادة تفعيل خط نقل الأسلحة و العتاد و الدعم الأمني الاستخباراتي
الى داخل الضفة الغربية و لكن تم ضرب هذا الخط عسكريا من احدى الجهات الوظيفية
الخادمة للكيان الصهيوني من قبل تأسيسه على ارض دولة فلسطين "الخضراء".
اذن الجمهورية العربية السورية رغم كل ظروفها
الصعبة المعروفة فهي أيضا موقع جغرافي عسكري وأمنى واستخباراتي يحارب ضد الصهاينة،
من هنا نفهم لماذا أعاد الحلف الطاغوتي الربوي والحركة الصهيونية تفعيل تحريك
تنظيمات داعش والحركات التكفيرية في عمليات عسكرية ضد الجيش العربي السوري في هذه
المرحلة مجددا، وهذا الكلام لمن يريد ان يفكر مع عقله؟
في
الجانب الاخر نراقب الموقع الاناضولي المسمى "تركيا" التي تعيش دور داعم
ومساند ومتحالف مع الصهاينة على كل المستويات ولكن رئيسها الاردوغاني
"الجمبازي" يقدم ظاهرة صوتية سخيفة تخالفها حركة الدولة الطورانية
العنصرية التركية على ارض الواقع الداعمة والمساندة للكيان الصهيوني.
كذلك هناك تواصل وازدياد لأعداد الشهداء في
كل نقاط الصراع الجغرافية العربية ضد الصهاينة وصمود اسطوري لم يحقق معه الصهاينة اي
منجز "عسكري" مهم او الوصول الي اي من أهدافهم المعلنة لما يقومون به، ورغم
ان هناك ساقطين في بئر الخيانة والعمالة من هنا وهناك في الواقع العربي والاسلامي
الا ان هناك مشهد العربي "إيجابي" في كل مواقع الصراع خارج قطاع غزة
وداخل القطاع "لا" يزال يقدم مشهد عسكري قتالي، يمثل صوت "لا"
ضد أصوات "نعم".
ولا تزال هناك وتيرة مستمرة لعمليات قتالية
ضد الصهاينة، وسط محاولات استحمار دعائية يقوم بها الحلف الطاغوتي الربوي العالمي واشباه
"دول وظيفية" في القاء مساعدات في عرض البحر!؟ لخلق مشاهد تصوير ولقطات
استعراض في تمثيلية مقرفة مثيرة للغثيان ومسرحية سمجة "لا" يريد ان
يتابعها أحد.
و"لا" زال الصراع مستمرا والمعركة
قائمة في شهر رمضان المبارك حيث استمر وظل شياطين الانس الصهاينة واباليس الحلف
الطاغوتي الربوي العالمي غير مقيدين ومنطلقين في ممارسة الشر بدون حدود، في انتظار
ان يتعوذ النظام الرسمي العربي منهم ؟! وان يحاولون ان يعيشون معركة طوفان الأقصى وانتصارها
في واقعهم كما عاش هذا الانتصار شعبنا العربي الفلسطيني في واقعه.
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والإسلامية
الاثنين، 4 مارس 2024
الرقابة الحكومية
الرقابة
الحكومية
ان
هناك جزء من عمل السلطة التنفيذية "لا" يقتصر فقط على "عمل"
المشاريع والانتهاء منها، ولكن يوجد دور مهم لهذه السلطة يتمثل في الجانب الرقابي
في مختلف أنواعها، لأن هناك جانب تشغيلي وكذلك حركة تطبيقية للمؤسسات على ارض الواقع،
وهذا الدور الرقابي الحكومي مهم وحيوي وهو "سابق" وتلقائي يتقدم على دور
البرلمان والسلطة التشريعية الذي يأتي لاحقا، وهو "أساسي" في عمل
الحكومة على ارض الواقع حيث لكل وزارة طريقة وأسلوب حسب المقتضيات الفنية
والادارية ضمن ضوابط ومعايير ولكل قطاع يختلف حسب الاختصاص.
لذلك الإشراف
الحكومي هو جانب حاسم في التنظيم وهو عملية تتضمن مراقبة أنشطة مختلف
الكيانات والهيئات والمؤسسات المتعددة والإشراف عليها وترتبيها وادارتها وضمان
تشغيلها، وهذا كله ضروري للحفاظ على ثقة الجمهور في قدرة الحكومة على إدارة وتنظيم
القطاعات المختلفة لحماية حقوق المواطنين ومصالحهم وتعزيز الدولة وقوتها.
ان ما
يحدث في الآونة الأخيرة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وطرق الكترونية لأرسال
الرسائل للحكومة عن طريق الانترنت او التطبيقات، مما سهل ارتباط "المواطن مع
السلطة التنفيذية، للإبلاغ عن "سلبيات من هنا وهناك، ومنها على سبيل المثال
تعديات البلدية او مخالفات البناء او استغلال الأماكن السكنية في الاستثمار
التجاري...الخ.
اذن أصبح
هناك "تسهيل للتبليغ" وارسال الرسائل من جانب المواطنين، ولكن ما هو اهم
ان "لا" يكون ذلك الامر وتلك المسألة هو "أساس التحرك الحكومي
الرقابي" وان "لا" يصبح "المصدر الوحيد" للرقابة، حيث
يجب ان يكون للسلطة التنفيذية الياتها الرقابية والإشرافية الإدارية الخاصة بها والعاملة
تلقائيا نفس الساعة السويسرية في شكل دوري متواصل منتظم حرفي تقني مضبوط في كل
قطاع تابع للدولة.
لذلك
ما نريد ان نقوله ونشدد عليه: هو ان يكون " تبليغ المواطنين الالكتروني"
هو الاستثناء وليس ان يكون "الأساس" ولا ان يكون القاعدة في عمل السلطة
التنفيذية، لأن المعادلة المعكوسة تمثل "خطأ" في النهج وما يتناقض مع
حرفية العمل.
د.عادل
رضا