الخميس، 24 مايو 2018

ديالكتيك الصراع الروسي الجمهوري الاسلامي في سوريا

"ديالكتيك الصراع الروسي الجمهوري الإسلامي في سوريا"

هناك هجوم روسي ضد الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران على المستوي الإعلامي وأيضا هناك تغاضي وغض الطرف عن الاعتداءات الصهيونية على المواقع العسكرية التابعة للجمهورية داخل الجمهورية العربية السورية.
فماذا يحدث؟  وماذا يجري؟
صحيح ان الازمة السورية معقدة ومتشابكة ولكن أي نظام يتم تهديده خارجيا عليه التحالف مع الشعب أولا وأيضا التحالف مع ما يستطيع من قوي خارجية دولية، ولنا بالمثال الكوبي أفضل مثل على التحالف بين الشعب والنظام الحاكم كما هو الحال في المثال الكوري الشمالي والمثال الفنزويلي.
بالمثال السوري كان هناك تأخير وتأخر بالمصالحة الشعبية او الأفضل القول كان هناك غياب لمشروع ديمقراطي حقيقي يتم فيه حل التناقضات الداخلية ضمن المؤسسة، هذا ما خلق أجواء احتقان ومواقع غضب شعبية مستعدة للانفجار وكذلك نقاط ارتكاز للتأمر الاستخباراتي المنظم.

هذا عن الداخل السوري وهو نقاش سوري سوري نتركه لإخواننا في القطر العربي السوري، ولكن لننطلق من الداخل الي الخارج لنحاول فك الاشتباك والتعقيد.

فماذا هناك؟

الكيان الصهيوني بوسط هذا الصراع المتشابك المعقد هو الكيان المدلل من كل ما هو شر في العالم، وهذا الكيان الغاصب يعتدي علي الدولة السورية بشكل متواصل بظل غياب الرد من القواعد الروسية فلماذا لا يتم حماية سوريا كما تحمي الولايات المتحدة الامريكية الكيان الصهيوني.

أين هي مظلة الحماية الروسية لسوريا؟

كل هذا يجرنا الي أسئلة اخري وتساؤلات متعددة؟

هل من المنطقي ان يدعو بوتين رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو للتباحث والتشاور وزيارة موسكو والتفاوض بظل الغاء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية؟ اين الحلف الروسي السوري الإيراني أذا صح التعبير؟ هناك صورة واضحة لتنسيق روسي صهيوني ضد الجمهورية الإسلامية على الأرض السورية.

هناك قطاع من العرب تتلاعب بهم العواطف والاهواء ويعتقدون ان رئيس دولة روسيا أصبح "أبو علي بوتين!؟" كيف صار "أبو علي" وهو يدعو نتنياهو الي أحد اهم الاحتفالات الروسية بذكري انتصار الروس علي النازية الألمانية؟ هذا تساؤل نطلقه الي الحالة العربية التي لا تريد ان تفكر بعقلها ولمن يريد ان يفكر بعقله نسأل:

كيف نقرأ المشهد المتناقض والمتشابك والمعقد بسوريا؟
فلنفكر بصوت عالي:

تم الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية بضرب خمسة وخمسين موقعا عسكريا صهيونيا بالجولان السوري المحتل، وهي ضربة معلم سورية قانونية مستحقة منتقاة بعناية وبعدها تم التعتيم الإعلامي العالمي بالعموم والعربي المرتبط بحلف الناتو بالخصوص على الضربة العسكرية السورية وحتى تجاهل متابعتها للتخفيف من أثارها النفسية والسياسية وملحقاتها الاستراتيجية أي ما ستحدثه من اهداف على المدي الزمني المتوسط والبعيد على الواقع الدولي والعربي.

أعلاميا تبني حلف الناتو والكيان الصهيوني اتهام الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران بتنفيذ الهجوم واغلب الظن ان إعادة توجيه الاتهام الي الجمهورية الإسلامية تم لكي يتم إعادة الاستفادة من ذلك الاتهام بمرحلة لاحقة، ولكن كما يبدو وكما ظهر من المتابعة والمراقبة من أن الجمهورية الاسلامية كانت أذكي وأيضا كانت تعرف كيف يفكر حلف الناتو والصهاينة؟!

لذلك قامت الاليات الإعلامية التابعة للجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران من فضائيات واعلام مسموع ومقروء بالتركيز على مسألة أن الصواريخ انطلقت من سوريا وابتعدت عن تحميل نفسها أي الجمهورية الاسلامية ك "دولة " عن أي مسئولية وليلاحظ من يريد المراقبة والمتابعة أن نفس الاليات الإعلامية التابعة بمجموعها للجمهورية الإسلامية بالتمويل والدعم لم تذكر ان تلك الصواريخ "سورية" لكي تكسب الجمهورية الاسلامية "المجد" من غير تحمل المسئولية القانونية وتبعات ردة الفعل الصهيونية وأيضا ردة فعل حلف الناتو.

قانونيا أذا صح التعبير و ليصحح لي خبراء القانون الدولي كلامي , فسوريا الدولة و الحزب و الجيش ردت علي الاعتداءات الصهيونية القديمة و المتكررة و التي تخالف اتفاق الهدنة الموقع بالعام 1975 وهذا الاتفاق للهدنة الذي نقل الصراع العربي الصهيوني بقيادة سوريا الي مواقع اخري بالعالم و أهمها لبنان الذي اصبح مضرب حجر للصراع العربي الصهيوني بقيادة سوريا , لذلك أقول ان حرب أكتوبر لم تنتهي بل استمرت و لا زالت مستمرة و لكن بمواقع اخري , و الان تم تحويل مضرب الحجر الي داخل سوريا بعد ان كان لبنان ضمن تعقيدات حربه الاهلية هو مضرب الحجر و موقع الصراع العسكري و الاستخباراتي و السياسي.

سوريا دافعت عن نفسها و هي احتفظت بحق الرد علي طول مرات الاعتداءات و هي ردت الان و من كان يعاير سوريا الدولة و الحزب و الجيش بالأعلام العربي و الدولي بأنهم لم يردوا , عندما ردت سوريا و قامت بضرب خمسة و خمسين موقعا عسكريا صهيونيا نفس من عايروا سوريا الدولة و الحزب و الجيش أيضا استمروا بالهجوم الإعلامي ضد سوريا , أذن المسألة ليست الا استمرار للتأمر و الخباثة و الخيانة ضد القطر العربي السوري الذي بدولته التي أقامها حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم بسوريا يعيش صراع الوجود و الحرية و الاستقلال و النضال ضد الصهيونية العالمية و حلف الناتو و قاعدته العسكرية علي حجم دولة المسماة زورا و بهتانا إسرائيل وهي كيان مسخ يمثل سرطان استعماري علي الأرض العربية.

من كل هذا وذاك وبين ما قبل الخمسة والخمسين صاروخ سوري على مواقع الكيان الصهيوني بالجولان العربي السوري المحتل.

اين هم الروس؟
وماذا حدث للأمريكان؟

أولا علينا تثبيت مسألة ان الوجود الروسي العسكري والاستخباراتي وحتى الثقافي...الخ هو ليس وجود "جديد"

بل وجود " قديم" و مستمر ضمن اتفاقيات صداقة و تعاون و حلف عسكري موقع موروث منذ أيام الاتحاد السوفيتي و هذا ما هو طبيعي ضمن صراع سوريا الطويل و قيادتها للأمة العربية في الحرب العربية الصهيونية و هذا طبيعي بين الدول المستقلة و أيضا طبيعي جدا ان تستعين الدول بمن تستطيع أثناء الحروب و الصراعات , و ينطبق الامر كذلك علي الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض ايران و كل هذه التحالفات قانونية رسمية موقعة , و النقطة الأبرز بالنسبة للجمهورية الإسلامية هي كون الجمهورية العربية السورية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم في القطر العربي السوري كان قد استثمر سياسيا و استخباراتيا و بكل الوسائل المتاحة بالمجموعة السياسية المضادة لشاه ايران المخلوع الذي كان يمثل مع الكيان الصهيوني فك الكماشة الثاني مع الكيان الصهيوني ضد المنطقة العربية و يمثل شرطي المنطقة و مطرقة حلف الناتو جنبا الي جنب مع الكيان الصهيوني الذي يمثل المطرقة الأخرى.

أذن سوريا أسهمت واستثمرت بالمعارضة الإيرانية ضد الشاه ونجحت باستثماراتها وتم اسقاط الشاه وتحولت الشاهنشاهية الي جمهورية إسلامية مؤدلجة ثوريا ومناصرة للقضية الفلسطينية ومناصرة للحق العربي ضد الصهاينة أي انها تحولت من مطرقة "ضد" العرب الي مطرقة "مع" العرب، لذلك عندما قامت سوريا بالتحالف مع الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران فهي تحصد منتوج استثمارها السياسي والاستخباراتي وهذا نجاح استراتيجي مذهل وضربة معلم سورية أنذاك.

بالنسبة للأمريكان والفرنسيين والالمان والاتراك فهم ليس لديهم تحالف ولا اتفاق ولا أي حق قانوني بالتواجد على الأراضي السورية فهم لذلك غزاة متطفلين ووجودهم يمثل غزو مباشر وصريح لأراضي دولة عربية مستقلة مؤسس للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية وهذا يمثل حالة لا طبيعية ويخالف كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ويعتبر تواجد غير شرعي على العكس من التواجد الروسي وتواجد الجمهورية الإسلامية.

ضمن كل هذا الكلام أين روسيا الان من صراع العالم ضد العالم على الأرض السورية؟ ماذا هناك من جديد على الساحة؟

روسيا لديها لعبة مصالح وليس سلة مبادئ فهي بلد قومي مصلحي براغماتي وليس بلد مبدأي مؤدلج، والبراغماتية الان هي سيدة الموقف أيضا مع الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران وباقي بلدان العالم، هو عالم" مصالح" وليس عالم "مبادئ"

ضمن ما ذكرناه بالأعلى تخرج تحليلات عن صراع روسي جمهوري أسلامي داخل أراضي القطر العربي السوري، رغم ان هناك توافق وتفاهمات بمواقع سياسية وعسكرية واقتصادية غير سوريا بين الروس والايرانيون ولكن المؤشرات تدل على وجود تناقض وديالكتيك روسي جمهوري إسلامي وصراع بينهم على الأرض السورية، حيث تتحالف الدولة السورية مع هذين البلدين رسميا.

أذن مصلحة روسية مع الجمهورية الإسلامية قد ترتب أتفاق وتناقض وتضارب مصالح بين الروس والجمهورية الإسلامية قد يرتب صراع.

اذن هناك صراع؟ او مؤشرات لصراع؟

أين دور الكيان الصهيوني في هذا الصراع؟

لا اعتقد بان الروس مستعدين لبيع سوريا لان سوريا تقع ضمن نفوذها منذ ما يقرب من نصف قرن ولذلك فان المعركة القائمة على الارض السورية , و نتحدث هنا عن جزئية التناقض الروسي الإيراني الحالية بالتحديد هي معركة بين الصهاينة والجمهورية الاسلامية وليست ضمن مسلسل الصراع التقليدي بين سوريا والصهاينة , وهدف الكيان الصهيوني والروس من هذه المعركة هو تقليص أو إنهاء الوجود العسكري للجمهورية الاسلامية وشخصيا اعتقد ان الهدف الصهيوني الحالي يلتقي مع الهدف الروسي ولهذا السبب لم تتحرك روسيا ضد صواريخ الصهاينة ومن هنا يمكننا تفسير الاحداث وكل ألغازها وخفاياها فروسيا لا يسعدها التواجد العسكري والميلشياوي الإيراني في سوريا خصوصا وان المعركة مع داعش تعتبر في حكم المنتهية وان كان الامريكان سيعيدون انتاج داعش بمسميات اخري.

علينا القول والتأكيد ان روسيا لديها ازدواجية في سوريا حيث لديها مصالح مشتركة بين طرفين الصراع العربي الصهيوني أي بين سوريا والكيان الصهيوني اللذان يتحاربان ويتصارعان منذ العام 1973 وأيضا بما قبل 1973 ولكن أعادة تفجير الصراع عسكريا بشمول واسع كان بالعام 1973 الي توقيع الهدنة بالعام 1975.
روسيا لديها مصالح مشتركة بين الطرفين ولديها ملفات داخل الكيان الصهيوني تجارية وعسكرية وأيضا سكانية حيث يمثل الروس اليهود ما بين مليون الي مليونين من سكان الكيان الصهيوني المستعمرين لفلسطين.

روسيا لديها حلف مع السوريين وبنفس الوقت هي على " علاقة" مع الصهاينة
هناك "علاقة" روسية صهيوني مقابل تعيش بها روسيا الاتحادية ازدواجية المصالح وأيضا روسيا بلد استعماري مصلحي لديها ملفات مع الغرب تريد حلها.

لذلك يلعب الروس بأنصاف الحلول بين الطرف السوري الحليف والصهاينة، وهناك كذلك من يروج للروس ك "وسيط" او ساعي بريد بين الطرفين المتصارعان السوريين والصهاينة.

لذلك يتم قراءة مسألة إيقاف بيع صواريخ أس 400 لسوريا من هذا المنطلق , و أيضا ترتيب ضرب القاعدة العسكرية المسماة تي فور و التي راح ضحيتها خبراء عسكريين تابعين للجمهورية الإسلامية وأيضا امتناع روسيا عن حماية سوريا و أجواء سوريا من العدوان الثلاثي الاخير ضدها و التي تصدت له لوحدها بنجاح , و لم يحارب معها أحد , و أيضا هناك كلام عن رغبة مصلحية روسية بأخراج الجمهورية الإسلامية من كعكة أعادة الاعمار في سوريا لما بعد الحرب لذلك هناك تحرك روسي ضد نفوذ و تواجد الجمهوري الإسلامي علي الأرض السورية لذلك يتم الامتناع الروسي عن الدفاع عن أجواء و أراضي الجمهورية العربية السورية بما يخالف الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

روسيا تلعب اذن لعبة الزوايا بما يحقق مصالحها وهي لن تحارب عسكريا من اجل سوريا الا حسب مقاس مصالحها.

بظل غزو أمريكي فرنسي الماني تركي لأراضي الجمهورية العربية السورية أين هو الدور الروسي بتطبيق الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين الروس والسوريين؟

هناك كلام واضح وصريح على ان الغزو الأمريكي لسوريا لم يكن ليكون الا بموافقة روسية وعلى ان التواجد العسكري الأمريكي في شمال سوريا جاء واتي بموافقة روسية أو بترتيب معهم؟

الامريكان بالشمال السوري واضح على انهم يعملون على انشاء موقع للنفوذ الأمريكي في الشمال السوري للسيطرة على أحزمة النفط والزراعة والماء وقطع مقومات أساسية للقوة لدي الدولة السورية بالمقابل لدي الجمهورية الإسلامية نفس التطلع بأنشاء ذراع عسكرية تابع لها بسوريا لصناعة ورقة ضغط لتحقيق مصالح الجمهورية الإسلامية وحل خلافاتها مع الغرب لضمان استمرار بقاء النظام الإسلامي المقام علي ارض إيران.

القادم الجديد على الاستراتيجية الأمريكية الاستعمارية العالمية هي مزاجية ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب والذي يعيش طفولية سياسية وصبيانية تقاومها المؤسسات الرسمية الامريكية.

ليس هناك شيء او امر مجاني مع الامريكان و سياساتهم بالمنطقة ولكن علينا القول ان هناك بالتأكيد تراجع لمشاريع حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ولكن هناك إعادة أنتاج لمواقع قوة لحلف الناتو بالشمال السوري و إعادة أنتاج أدوات التوظيف و إعادة أنتاج داعش بمسميات أخري كما تم إعادة أنتاج الجيش الحر بمسميات اخري و كما تم أعادة انتاج تنظيم القاعدة بمسمي اخر ب جبهة النصرة و لاحقا بجيش الفتح, واضح ان هناك محاولات مستمرة لأعادة أنتاج التكفيريين بمسميات أخري لكي يتم توظيفهم مرة أخري و خاصة ان هناك حاليا أعادة تجميع لخزان بشري من أوباش التكفيريين و القتلة و المجرمين و الخونة والجواسيس بمنطقة أدلب السورية و هذا الخزان البشري التكفيري الاجرامي متي سينفجر و متي سيتم أعادة توظيفه بصراع العالم ضد العالم علي الأرض السورية؟

الإجابة لا اعرف.

ما هي استراتيجية الدولة السورية الحزب والجيش من كل هذا؟ وكيف ستدير الصراع؟

الإجابة لا اعرف وان عرفت فلن أقول !؟

د.عادل رضا

الأحد، 20 مايو 2018

سوريا إعادة صناعة اللاعب



"سوريا إعادة صناعة اللاعب"
 
سوريا ونهاية الحرب، السؤال هو الي متي تستمر هذه الحرب العبثية؟ لعل الكثيرين يسألون هذا السؤال لكي يعرفوا موعد نهاية حرب العالم ضد العالم بالواقع السوري والذي تحولت معه أحد اهم بلدان الوطن العربي من
 "لاعب صانع للأحداث" الي
 
 "ملعب يتم بداخله صناعة الحدث"
 
أتصور انه يجب إعادة صياغة السؤال الي الاتي:
 
وهو ما هي مصلحة الاخرين بإيقاف الحرب؟
 
هنا يكون السؤال ادق علميا وأصح منطقيا حيث ان هناك "ملعب"
 
وتوقف دور "اللاعب"
 
هل انتهت أسباب الحرب ام مازالت موجودة؟
 
النقطة الاولي:
ركائز التأمر على القطر العربي السوري لا زالت موجودة التي تم استخدامها لأطلاق اليات الثورات الناعمة في القطر العربي السوري وهي:
 
تصرفات الأجهزة الأمنية وخروجها عن دورها المطلوب.
 
امتهان التجارة من خلال الموقع الأمني، رغم اقرارنا بهروب الرأسماليين الكبار إذا صح التعبير الذين استفادوا من سلبيات الدولة السورية وحتى لم يقوموا بأي دفاع عنها.
 
عجز الدولة السورية عن تحقيق المعادلة الصينية بالواقع العربي السوري أي احداث نهضة إنسانية مجتمعية حضارية بواقع حكم حزب واحد و لكن علينا ان نقر ان حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم بسوريا نجح بعملية الانقلاب الاجتماعي بتغيير موروثات الدولة الاجتماعية و التي كانت تستحقر العشائر العربية و اهل القري الفلاحين و تعاملهم كبشر من الدرجة الثانية و أيضا الغي حزب البعث الانعكاس العثماني الحاصل في سوريا حيث تركيز المسلمين العلويين في المواقع الأمنية و الجيش بالخصوص و تم التعامل مع المواطنين السوريين كوحدة واحدة , لذلك احد اقوي عناصر قوة الدولة السورية هم أبناء العشائر العربية و الفلاحين الذين استفادوا من تعامل دولة البعث العربي بالقطر السوري علي انهم مواطنين كما باقي المواطنين السوريين.
 
ولكن كأي نظام رسمي عربي لا زالت سوريا تفتقد للأليات ديمقراطية يتم فيها حل تناقضات الداخل ضمن المؤسسة وأيضا تداول السلطة ضمن من يربح الصندوق الانتخابي وهذه ازمة عربية عامة وسورية خاصة.
 
بالأعلى ذكرنا ركائز الانطلاق للتأمر، وهي ركائز لا زالت موجودة ولم يتم تحقيق شيء الا إعادة تثبيت دور الأجهزة الأمنية على حساب دور حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم.
 
هناك دور مفقود لحزب البعث يجب إعادة تفعيله من خلال اليات حزب البعث نفسه من نقد ونقد ذاتي واليات ديمقراطية داخلية وأيضا منع استمرار القيادات الحزبية لأكثر من دورتين وتفعيل مؤتمرات الحزب القطرية والقومية وإعادة تقييم أيديولوجيا البعث بظل معطيات الواقع الدولي والعربي الحالي وأيضا تفعيل دور الحزب الرقابي على الأجهزة الأمنية.
 
 
النقطة الثانية:
 
حرب الغاز والطاقة لا زالت قوية وان تم تخفيف والغاء أي دور مستقبلي لخط غاز يمتد من الخليج العربي الي أوروبا يضعف معه دور خط الغاز الروسي الي أوروبا والذي يعطي للروس ورقة ضغط مهمة على الاوربيين يمكن استخدامها ضمن توازنات مواقع النفوذ الأوروبية الروسية.
 
وأيضا تم تثبيت مواقع عسكرية روسية بالواقع السوري ضمن التحالف الروسي السوري الموقع ضمن تبادل المصالح بين الدولتين و هذا يضمن للروس يد طولي بالتحكم و السيطرة علي منابع النفط و الغاز المستكشفة حديثا علي طول الساحل السوري و اللبناني و الذي يشكل خط حياة للعالم مطلوب السيطرة عليه يمتد الي الصين الحاضر بقوة خلف الستار بالحدث السوري و المراقب بحذر شديد لتطورات حرب الطاقة علي الأرض السورية و التي ستشكل علامة ضمن الخطة الصينية الكبرى لصناعة خطوط طاقة و نقل تجاري بحري جديدة تخدم إعادة بناء طريق الحرير الجديد علي مستوي العالم اجمع و الذي بناء عليه يبرز بالعالم شيئا و شيئا صراع النفوذ الدولي بين الإمبراطورية الصينية التي تريد الصعود علي خطوط تجارية جديدة و الإمبراطورية الامريكية التي تريد الحفاظ علي خطوط التجارة و الطاقة القديمة و السيطرة علي الخطوط الجديدة للتجارة و الطاقة لذلك وجودها بالواقع السوري مهم جدا علي المدي الاستراتيجي المتوسط و البعيد.
 
النقطة الثالثة هي:
 
المشكل الشخصي الفردي بين د. بشار الأسد كرئيس الجمهورية العربية السورية وبعض اقطار البلدان العربية نتيجة لخطابة الشهير بالعام 2008 حيث وصف بعض قادة البلدان العربية ب "أنصاف رجال" .... الخ من كلمات فجرت مشاكل شخصية بين رؤساء تلك الدول وبين رئيس الجمهورية العربية السورية الحالي!؟
هل ما يزال دور هذا المشكل الشخصي قويا بتعزيز استمرار الازمة السورية؟
الإجابة لا اعرف.
 
النقطة الرابعة هي:
حلف الناتو والصهاينة اللاعبان الاساسيان بالتأمر على سوريا بتوظيف معارضة مفبركة عميلة ساقطة خائنة وأيضا توظيف جماعات مسلحة لضرب دور سوريا بالصراع العربي الصهيوني كل هذا التأمر لحلف الناتو والصهاينة لا زال حاضرا وبقوة ومستمر ولا يدفع فيه حلف الناتو أي ضريبة للدم ولا ضريبة للمال، فأذن لماذا يوقفون حرب يحققون فيها مصالحهم مجانا؟
 
أذن اغلب ركائز الصراع لا زالت موجودة بأغلبها الاعم، أذن أين سوريا من كل ذلك؟
 
سوريا الدولة والحزب والجيش يعيشون ضمن هذا الصراع الطاحن ويريدون الخروج منه وأيضا الاستفادة من كل أوراق تحالفاتهم.
 فسوريا الدولة والحزب والجيش يريدون إعادة سوريا كل سوريا الي واقع سيطرة الدولة والحزب والجيش، بنفس طويل من الصبر والبرود السوري الذي يستفيد من تناقضات الواقع واللعب على لعبة المصالح لأخراج سوريا من موقع "الملعب"
لأعادة دور "اللاعب"
 
د.عادل رضا
 
 
 

الثلاثاء، 15 مايو 2018

فلسطين المحتلة....لا يزال الصراع مستمر

"فلسطين المحتلة...لا يزال الصراع مستمر "

القذارة السياسية ضد فلسطين والفلسطينيين من مختلف أنحاء العالم وصلت الي الوقاحة بلا حدود.

علاقات اقتصادية وسياسية و استخباراتية مع الكيان الصهيوني وبنفس الوقت الادعاء بدعم فلسطين!؟

وخطاب اعلامي يخالف حركة الواقع.

علي سبيل المثال لا الحصر:

تركيا تدعو الي عقد مؤتمر اسلامي وتدين فتح النار ضد المتظاهرين الفلسطينيين الذين سقط منهم اكثر من الفان وسبعمائة جريح ومائة شهيد بالرصاص الحي من جيش الاحتلال الصهيوني اثناء مسيرات العودة.

بنفس الوقت تركيا لديها حلف عسكري معروف مع الكيان الصهيوني وايضا تبادل تجاري رسمي حسب غرف التجارة هناك ب أربعة آلاف مليون دولار ومائتين وخمسين مليون دولار امريكي.

ايضا الكيان الصهيونى احتفل بتأسيسه في اكبر بلد عربي!؟
وبحماية رسمية وبحفل معلن!؟

والامثلة اخرى كثيرة.

الصراع العربي الصهيوني ليس صراع حدود بل صراع وجود.

وليس صراع غزة ضد الكيان الصهيونى
وليس صراع "حماس"
وليس صراع "إيران"

هناك كيان استعماري سرطاني يحتل أرض عربية مارس التهجير القسري وشرد اهل البلد الاصليين ويمارس الفصل العنصري ويقتل علي الهوية ويمارس التجويع والحصار ضد مئات  الآلاف من الفلسطينيين ويحتجز الالاف من المعتقلين السياسيين بدون محاكمة ولا قضية ولا سبب.

ويغطي علي هذه الجرائم والحوادث الاعلام الغوبلزي الدعائي بدول العالم.

صراع العرب ضد الصهاينة

هو صراع كل ما هو خير  ضد كل ما هو شر في العالم.

واي كلام عن كلمة "اسرائيل" بالأعلام العربي المرئي والمسموع والصحافة هو اعتراف ضمني بشرعية الكيان الصهيونى واي عنتريات كلامية اعلامية تشتمل علي كلمة اسرائيل هو ضحك على الذقون ومحاولة خلق جو اعلامي اكثر من موقف صحيح يريد صناعة رأي عام ليتحرك بعد ذلك لخلق موقف سياسي وحركة علي ارض الواقع.

المتصهينين العرب وصلوا من السقوط الي ما هو أسفل من ما تحت القمامة بتصريحاتهم ومواقفهم المخزية التي تتطوع لنصرة الكيان الصهيونى بمناسبة وبدون مناسبة. 

فلسطين عربية محتلة ولا يوجد شيء اسمه إسرائيل ولا نعترف بهذا الكيان السرطاني المدعوم من كل ما هو شر في العالم.

والفلسطينيين يقدمون الدم وهو ابلغ رد على انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك و استمرار احتلال فلسطين.

وهي كلمة "لا" موشومة بالروح .

لا قرار عربي ولا اسلامي ولا دولي بتحرير فلسطين المحتلة.

الكل يريد اتقاء شر بلطجي الاستعمار وهو الكيان الصهيونى الذي يهاجم ويقتل ويمارس كل اشكال الاجرام والعنف وبنفس الوقت يشتكي!؟

النظام الرسمي العربي فشل في تحرير فلسطين المحتلة.

نعرف ذلك ولكن الفلسطينيين بالدم الذي قدموه ارسلوا رسالة بأن رغم السقوط العربي الشامل.

لا يزال الصراع مستمر.

د.عادل رضا