الخميس، 30 يوليو 2020

محمد ‏مشالي ‏طبيب ‏الغلابة ‏وعبدالناصر ‏المشروع ‏



"محمد مشالي طبيب الغلابة وعبدالناصر المشروع"

المرحوم الطبيب محمد مشالي كل الاعلام العربي غيب ولم ينشر كلامه عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ودور مجانية التعليم بحياة دكتور مشالي والذي لولاه لما اصبح طبيب يعالج الناس الغلابة او الفقراء.  

ولما كان له هذا الدور الملائكي بأنفاذ ورعاية الآلاف من البشر.

المرحوم جمال عبدالناصر بعد خمسين سنة من وفاته لا زالوا لا يريدون اعطائه اي ايجابية او مشهد جميل بتجربته والتي هي محاولة ليست مقدسة وجزء من التاريخ العربي الذي نحتاج دائما لأعادة قراءته وتحليل مواضع الخلل التي جاءت بها فهي ما لدينا كعرب كمحاولة شاملة للنهضة والصعود العربي بين امم العالم كأراده وقوة واستقلال حقيقي بالصناعة والتنمية الحقيقية والامن والاستقرار الاجتماعي الفردي. 

اعيد واكرر سؤال لا يستطيع احد ان يجاوب عليه؟

ماذا لديكم غير شتم جمال عبدالناصر وتجربته بالجمهورية العربية المتحدة واقليمها الجنوبي “مصر" ؟ غير السباب مرارا وتكرارا لأكثر من خمسين سنة اي نصف قرن من وفاته؟ 

اين تجاربكم واين هي محاولاتكم؟ 

ماذا قدم مشروعه وماذا قدمتم "انتم؟"

الرجل قاد كتلة عسكرية بأنقلاب ضد نظام الحكم وكان لديه تجربة و محاولة نهضة فشلت وسقطت عسكريا وهذا صحيح ولكن اين محاولات الاخرين؟ 

هناك جيل لا زال يتذكر وهناك احفاد لأجيال لا زالوا يشعرون بداخلهم ان "جمال عبد الناصر " الانسان عاش مشروع لهم بأيجابياته وسلبياته. 

وهنا حتى ذكرى يحملها شخص طبيب عاش للفقراء كما عاش من ساعده للفقراء  وقدم لهم مجانية التعليم ليصبح الدكتور محمد مشالي  وغيره ذوو مكانة ومقام يستحقونه  بالمجتمع حيث قدم مشروع جمال عبد الناصر لشعبنا العربي بالأقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة جزء من حقوقهم المستحقة على الدولة وهي رعايتهم تعليميا بالمجان. 

ممنوع ذكر هذه الحقيقة وتلك الواقعة التي قالها المرحوم الرائع للأبد الدكتور محمد مشالي وذكرها بالدموع.  

الاعلام العربي تجاهلها وغطى عليها!؟

عندما قدم الدكتور محمد مشالي  التحية والتقدير للزعيم جمال عبدالناصر ودوره بصناعة مستقبل انسان طبيب وهو فرد جزء من شعب عربي لا زال ينتظر مشروع نهضة عربي اخر يعيد العرب....كل العرب للتاريخ وهم الان خارجه وليس لهم اي دور فيه الا انتظار ومشاهدة مشاريع امبراطوريات الاخرين من حولهم. 

عندما قدم طبيب الغلابة اي الفقراء هذه التحية والتقدير للزعيم جمال عبدالناصر هي ليست تحية صوتية بل هي رسالة تقول ان ما قام به جمال عبدالناصر "المشروع" وليس "الفرد" هو وشم بالروح عند شعبنا العربي في الاقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة. 

رحم الله الطبيب الرائع بتواضعه محمد مشالي ورحم الله جمال عبدالناصر "المشروع" و "الفرد"

د.عادل رضا 
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب كويتي بالشئون العربية والاسلامية

الاثنين، 20 يوليو 2020

حرب ‏المياه ‏ضد ‏العرب ‏بين ‏الكلمة ‏والحركة ‏


حرب المياه ضد العرب بين الكلمة والحركة

هناك دراسات عديدة بخصوص ازمة المياه العربية وحرب المعارك القادمة الخاصة بالمياه واحتمالات خنق مصر والسودان والعراق وسوريا وهي مرجع مهم لمن يريد دراسة الموضوع وهي دراسات تنبأت وكشفت دور الكيان الصهيوني.

هناك من كتب وهناك من قرأ ولكن من اهتم بذلك من المسئولين العرب؟

أزمة المياه بالواقع العربي المتفجرة حاليا ليست امر جديد بل هي كانت واقع يتحرك بأمر التطبيق منذ الثمانينات المشكلة الأساس او القضية الأكبر أذا صح التعبير ان المثقفين العرب تحدثوا بها و حذروا منها منذ سنوات طوال و لمركز دراسات الوحدة العربية كتب مهمة أصدرها بهذا الخصوص و منها كتاب مهم للدكتور عبدالمالك خلف التميمي المياه العربية التحدي والاستجابة بالعام 1999 وكذلك هناك دراسات مهمة منشورة بمجلة المستقبل العربي التي قدمت دراسات محكمة تحذيرية موثقة و لنفس المركز ندوات موسعة عن المياه و حربها المستقبلية و أيضا مجلة العربي الكويتية المشهورة الواسعة الانتشار قدمت مقالات متكررة منذ الثمانينات.

وكلها تحذر العرب...كل العرب من واقع حرب المياه القادمة وليست المسألة فقط متعلقة بوادي النيل وتعطيش مصر الإقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة بل ان حرب المياه هي ضد كل الواقع العربي لأنها منطلقة كذلك من مشروع جنوب الاناضول والذي قام الاتراك كعادتهم بفرض امر واقع بحبس المياه بدون اتفاق مع سوريا او العراق وبما يخالف الاتفاقيات الدولية المعتمدة بما يخص الأنهار الدولية.

ما يحدث بجنوب وادي النيل وكذلك بجنوب الاناضول كلها تحريك صهيوني ضمن نفس السياق التحالفي مع الصهاينة ضد مجمل الواقع العربي ضمن التأمر التنسيقي مع الصهاينة لضرب المناطق العربية والسيطرة عليها بالعطش والجوع.

تركيا القومية العنصرية الطورانية التي تحتل سابقا لواء الاسكندرون السليب وحاليا تحتل شمال القطر العربي السوري وأجزاء من شمال العراق، تريد تفعيل استخدام سلاح المياه ضد الواقع العربي.

هذه الحرب حذر منها المثقفين العرب بأكثر من موقع والسؤال الأكبر هو اين كان النظام الرسمي العربي من كل هذه التحذيرات المنطلقة منذ الثمانينات الى يومنا هذا؟ هل يعلم النظام الرسمي العربي ان ما يسمى "سد النهضة" تم الإعلان عن اقامته منذ العام 1996.
هل يعلمون ان مشروع شرق الاناضول التركي الضخم يتم العمل على انشائه منذ الثمانينات؟

المواطن العربي البسيط ليست هذه مسئوليته؟ وليست لديه قدرات دولة ولا أجهزتها؟ هذه هي مسئولية رسمية لمواقع سلطة وأجهزة قرار.

المثقفين العرب والكتاب للأمانة التاريخية رفعوا الصوت وأرسلوا التنبيه وقاموا برسالة "الكلمة" ولكن اين هي رسالة "الحركة" المطلوبة من النظام الرسمي العربي؟
هذا سؤال مستحق؟ ومن ناحيتي لا تعليق.

د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب بالشئون العربية والاسلامية

الجمعة، 17 يوليو 2020

الوحدة ‏الخليجية ‏ضرورة ‏حتمية ‏واداة ‏فاعلة ‏للدفاع ‏عن ‏الوجود ‏



تواجه دول الخليج في هذه المرحلة على وجه الخصوص تحدي وجودي ومصيري والعالم العربي يتعرض الى حالة من التفتيت ويتقسم دولة بعد الأخرى ويتفتت كحبات الرمال الصحراوية التي تطير مع هبات الرياح وحالة التفتت والتقسيم شغالة من سوريا والعراق وليس انتهاء بالسودان وليبيا وكأننا اشبه بطابور يبدأ بدولة لينتهي بأخرى. 

هذه كلمة لله وللتاريخ نقولها مباشرة، اصبحنا اليوم بامس الحاجةالى دولة خليجية واحدة موحدة اندماجية تحت قيادة سياسية واحدة وقوات امنية واحدة وقوات مسلحة واحدة  واقتصاد واحد وهذه الوحدة نجدها اليوم اكثر حاجة واكثر ضرورة من اي وقت مضى وهي ضرورة تاريخية دفاعية حتمية في ظل هذا الوضع العربي المنهار والمفتوح على مشاريع الاخرين على المنطقة العربية.

وهذه "الدولة الخليجية العربية الموحدة المتحدة التي نبادر  بطرح مشروعها اليوم على مسامع المسؤولين وغيرهم من المثقفين والمواطنين في مختلف دول الخليج ليست مجرد ترف فكري كما يظن البعض او هرطقة كلامية وانما هي حاجة ومطلب ملح وتعبيرا عن قناعة، يفرضها "واقع السقوط" العربي الشامل الذي يحتاج الى مقاومة وجهد وطاقة استثنائية لاستعادة العرب لكي يلعبوا دورهم الحضاري والانساني بعد ان خرجوا من التاريخ لحقبة طويلة من الزمن واصبحوا منفعلين بعد ان كانوا فاعلين لعدة قرون مضت
وغيابهم عن صناعة الحضارة والتنمية الحقيقية للأنسان والمجتمع.

فمشروع الوحدة الخليجية الاندماجية مشروع مصيري ومسألة استمرار "وجود" تمليه عليناعوامل الجغرافيا والتاريخ وعوامل الطقس المتغيرة بسرعة لم تعتد عليها البشرية من قبل وعلينا الاقرار دونما مغالاة ان كل من هو غير عربي لا يريد لنا الوحدة الاندماجية وكل من هو ليس عربي يتمنى ويرغب ويسعى ان يستمر الحال كما هو عليه للابتزاز او محاولات صناعة السيطرة علينا.

ان الخليج يحتاج الى الوحدة وجمع هذا الشتات كدولة واحدة اندماجية ذات علم واحد وسياسة خارجية واحدة وجيش موحد متحد وهذا اقل الايمان، وكما هو  الخليج فان باقي العرب يحتاجون الى "إقليم قاعدة" يقودهم وينطلق بهم كطائر العنقاء الى السماء بعيدا عن مخططات التفكيك والتفتيت التي نجحت في واقعنا  العربي.

فالوحدة الاندماجية كفيلة بتحويل دول الخليج العربي الى قوة حقيقية حامية لذاتها ومساندة لاشقائا العرب وقادرة على مواجهة كل احتمالات الخطر الراهنة والمستقبلية وهو مطلب مشروع تؤكده عوامل التفكك والتناحر والتفرقة التي تسود دول الخليج.

وكلمتنا هذه نطلقها  لله وللتاريخ ونقولها، كما تحدثنا سابقا قبل أكثر من عشرة سنوات وحذرنا من مخططات ايتان شارون لتقسيم المنطقة العربية وهذا ما حدث وتحقق بالعراق والسودان وليبيا والحبل على الجرار.

وكما قلنا كلمتنا لله وللتاريخ بخصوص نشر الكراهية الطائفية المفتعلة بين العرب وصناعة 
"عدو وهمي" بديل عن الصهيونية العدو الحقيقي الكاره لكل ما هو عربي، وهذه كلها مقررات منشورة إعلاميا وعلنيا لمقررات مؤتمر هيرتلزليا.

وهذه "الكلمة" نقولها ونمضي مرتاحين البال والضمير لأن "الكلمة" أداء للمسئولية ومحاولة لنشر الوعي والبصيرة ومحاولة لقراءة الممحي إذا صح التعبير.

الوحدة الخليجية كدولة اندماجية مطلوبة اليوم قبل الغد فنحن العرب في نواجه خطرا حقيقيا وانهيارا شاملا حيث هناك مشاريع هيمنة وسيطرة ونفوذ ناجحة تتحرك ضد المنطقة العربية وتغلغلت داخل ارضينا.

فهناك المشروع القومي الطوراني التركي العنصري المنطلق من "اسلام امريكي" و شعارات دينية خلفها مصالح "طورانية تركية عنصرية" متحالفة مع الكيان الصهيوني رسميا و متعاونة معه عسكريا و شريكة له تجاريا و تنسق معه امنيا و هذا المشروع القومي الطوراني التركي العنصري يحتل ارض عربية سورية عسكريا و كذلك مواقع عربية أخرى في شمال العراق و يحاول تصدير اوباش التكفيريين و مجرمي القاعدة و داعش الى الواقع الليبي لتوريط مصر الإقليم الجنوبي السابق للجمهورية العربية بمستنقع ليبي ناهيك عن ورطة نفس الإقليم بالخنق المائي و التعطيش من الجنوب وهذا الخنق المائي هو مطلب صهيوني وخطة صهيونية قذرة طويلة الأمد تنفذها اثيوبيا ضد الشعب العربي بالقطر المصري وهذا ليس كلامي بل هو ما قاله مجرم الحرب العنصري الصهيوني نتنياهو داخل ما يتم تسميته "كنيست" بخطاب علني حيث قال هذا المجرم القاتل :
"مع كوننا  موقعين مع النظام المصري اتفاقية "سلام" ولكن الشعب هناك رافض للتطبيع وطريقة التركيع هده موجودة من خلال حلفائنا الأثيوبيين من خلال التعطيش لربط مصير هذا الشعب العربي بيدنا"

وهناك مشروع الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران المتأسس على مناطق
 "فشل الدولة و غيابها" والمعتمد على صناعة تنظيمات مسلحة مغلقة مرتبطة بها كمواقع نفوذ و سيطرة والتي نجحت مؤخرا بأبرام "اتفاق ذكي مهم" بشراكة طويلة المدى مع الصين و تبادل النفط مقابل مشاريع ضخمة جبارة كبيرة "لانشاء مدن , سكك حديد , مصانع , شبكات تقنية , موانئ , مراكز ثقافية , بعثات دراسية متبادلة , تصنيع عسكري" وهو نجاح ذكي للجمهورية الإسلامية تخلصت به من الحصار الخانق القاتل حيث تستفيد من الأربعين بالمائة من دخل الميزانية المفقود من بيع النفط بمشاريع عملاقة و باقي الستين بالمائة من ميزانيتها أساسه مصادر غير نفطية و بظل اكتفاء ذاتي من الابرة للصاروخ و حتى القمر الصناعي , واتصور ان على المدي بعيد المدي الاستفادة ستكون أوضح و قوة نفوذ الجمهورية الإسلامية داخل المنطقة العربية ستكون اقوي و اكبر مع اتفاق مثل هذا النوع.

والجمهورية الاسلامية المقامة على ارض إيران لا تريد مشروع الوحدة العربية الخليجية وستقف ضده لأنه مضاد وضد مشروعها للسيطرة على المنطقة العربية وصناعة حالة امبراطورية اقليمية ممتدة خارج حدودها لضمان بقاء نظام الحكم الاسلامي داخلها ضمن تطورات صيغته الحالية والتي هي منتوج تزاوج سلطة استخبارات عسكرية امنية مع حالة تجارية ومواقع نفوذ متكلس وهذه تفاصيل ناقشناها بمواقع أخرى بأسبابها ومسبباتها وهو موضع اخر وتفصيل مختلف.

اذن ما العمل؟ وماذا على العرب ان يقوموا به؟

مشاريع العرب تتمثل بثلاثية 
الأول هو مشروع صناعة مشروع الحرير الكويتي بربط دولة الكويت بخطوط التجارة الصينية الجديدة وهو بطور التأسيس وبدايات التأثير وهو مشروع مهم وحيوي كان لنا معه قراءات ونقاشات ويحتاج كذلك الى قراءة استراتيجية لمتابعته ودراسة تطوراته.

الثاني مشروع الجبهة المشرقية السوري والذي سقط بفخ الثورات الناعمة وتدخلات الخارج العسكرية والاستخباراتية بكل تعقيداته وتشابك خطوطه.

الثالث المشروع السعودي الذي قام به المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز المنطلق بالإعلان بالقمة العربية منذ العام 2000 بمنطلقاته الأولية بأصلاح النظام الرسمي العربي والتي لو سمعها العرب من المرحوم الملك عبد الله آنذاك وطبقوها لما تدهور حال العرب الى ما يحدث اليوم؟

طبعا كان هناك بمشروع المرحوم الملك عبد الله جوانب داخلية خاصة بالمملكة العربية السعودية ناقشناها بمواقع إعلامية عربية ودولية مختلفة ولكن اريد الانطلاق من دعوة الملك عبد الله بالوحدة الخليجية الشاملة بالعام 2011 وهو كلام مهم واستراتيجي كان يقرأ الساحة العربية والدولية ويفهم ماذا سيحدث بالمستقبل من انهيارات وهذا ما حصل وجرى، ونحن بحاجة الى إعادة تفعيل كلام المرحوم الملك عبد الله بخط التطبيق.

ماهي الإيجابيات الموجودة لدينا حاليا على ارض الواقع كحالة نلمسها ونعيشها ونتفاعل معها؟ كدول مجلس التعاون الخليجي؟
هناك اتحاد جمركي موجود
واليات لسوق خليجية مشتركة
وتوحيد اداري لسياسات القوى العاملة
توحيد الحركة الثقافية
السماح بالحركة التجارية الواحدة والتملك العقاري 
معاملة مواطنين الخليج بالمثل 
والتنقل ببطاقة الهوية العادية والغاء التأشيرات.

والاهم من هذا كله وليلاحظ الجميع انتشار كلمة "الخليجي" الجامعة وهي الصفة التي انتشرت كأسم جامع لمواطني دول مجلس التعاون.
اذن كل هذه الإيجابيات هي منتوج رغبة حقيقية بالتعاون الخليجي الواحد، ونحن فقط نحتاج لرفع "رغبة التعاون الناجحة" الى "رغبة الوحدة" 

هناك مخاوف وتحديات هذا صحيح؟
هناك خوف بالفشل كما فشلت الوحدة المصرية السورية والتي انتجت دولة جديدة كان اسمها "الجمهورية العربية المتحدة"
وهناك خوف بتكرار فشل لاحق بما حدث بمشروع الاتحاد العربي بين مصر وليبيا والسودان وسوريا.

ولكن علينا ان نعرف ان فشل "الوحدة السورية المصرية" كان منتوج تأمر خارجي وأيضا غياب "رغبة" حقيقية بالاستمرار من ناحيتين فمشروع الوحدة آنذاك حسب قراءتي الذاتية وقد أكون مخطئا كان لأسباب داخلية مصرية سورية تتعلق "بالحكم" لذلك لم يتحرك المرحوم جمال عبد الناصر عسكريا لأنفاذها من التأمر لانعدام وجود رغبة باستمرارها وانتهاء الأسباب الداخلية "للحكم داخل الإقليم المصري" كما انتهت الأسباب الداخلية داخل "القطر السوري"

اذن غياب للرغبة والتأمر الخارجي كان السبب.

وبالاتحاد العربي بالسبعينات جاء أيضا لأسباب "حكم داخلية" ورغبات دعائية استعراضية لزعيم انقلاب ليبيا العسكري العقيد معمر القذافي رغم الإخلاص السوري للوحدة بعد حكم حزب البعث الجناح اليساري بقيادة المرحوم حافظ الأسد والذي أعاد المحاولة مخلصا وايمانا مع العراق والتي انتهت بمذبحة قاعة الخلد الذي قادة الانحراف الاجرامي التسلطي للطاغية صدام حسين الساعي لمشروع "حكم فرد" قتل فيه كل "بعثي يميني مؤدلج" مؤمن بالوحدة واستبدلهم بأوباش البشر وحثالاته من مجرمين وسفلة وقتلة ومغتصبين.

بالوضع الخليجي أتصور ان الامر مختلف جدا لماذا؟

لأن هناك رغبة سابقة بالتعاون نجحت كما ذكرنا وكذلك هناك تجارب للوحدة السياسية نجحت واستمرت بالواقع العربي الخليجي وهي وحدة دول الساحل الخليجي العربي ضمن دولة الامارات العربية المتحدة وكذلك وحدة المملكة العربية السعودية ضمن بلد واحد.

السؤال يطرح نفسه الان وبقوة؟

اليس حال الوحدة بين دول الساحل الخليج العربي والتي تم تتويجها بأعلان دولة الامارات أفضل؟
بالتـأكيد نعم
اليست وحدة المملكة العربية السعودية أفضل؟
والاجابة أيضا نعم
فمنافع الوحدة طاغية ومسيطرة وهي نافعة للجميع.
نحن نقول ان على النظام الرسمي الخليجي العمل على انشاء الوحدة الخليجية وخلق صيغة حكم جامعة بين الجميع لصناعة دولة جديدة بالمنطقة موحدة ذات علم و جيش و سياسة خارجية موحدة واحدة , و كما نجحت بلدان الساحل الخليج العربي بصناعة صيغة تجمعهم نحن نقول ان باقي بلدان مجلس التعاون الخليجي يستطيعون صناعة "صيغة حكم" تجمعهم و توحدهم , وحتى اذا تم ابتداع وحدة لصيغة حكم جديدة مختلفة عن كل بلدان العالم فلا بأس ما دامت تخدم هدف الوحدة الاندماجية , و هذا الامر ليس بدعة اذا صح التعبير , فالأمريكان ابتدعوا صيغة حكم خاصة بهم حسب ظروف "الاتحاد و الوحدة لديهم" حيث انهم كذلك منتوج "وحدة بلدان مستقلة" و كذلك إيطاليا منتوج اتحاد بلدان و أيضا المانيا منتوج
 " وحدة بلدان" وكلهم ابتدعوا صيغ حكم خاصة بهم، والامر كذلك في ماليزيا.

ما اريد قوله ان ليس من المطلوب تقليد الاخرين بصيغ الحكم او استعارتها بل نستطيع صناعة صيغة حكم بنا بالخليج.

وكذلك لماذا حلال على الامريكان والطليان والالمان الوحدة وهي "محرمة" دوليا على العرب والخليجيين منهم بالتحديد؟ 

الوحدة الخليجية وصناعة إقليم قاعدة موحد يجب ان يكون الهدف الان قبل أي شيء اخر فهي المخرج والحل اما واقع التجزئة فواقعه مر ومؤلم في ظل سقوط عربي شامل بمشاريع الاخرين وخروج العرب كأمة من التاريخ ومن مواقع صناعة الحضارة وخلق الابداع الإنساني وصناعة تنمية إنتاجية حقيقية.

اذن كيف السبيل الواقعي العملي التطبيقي لصناعة وحدة الخليج الضرورة التاريخية الدفاعية الحتمية؟

بمؤتمر القمة الخليجية الأخير تم انشاء الاكاديمية البحثية الخليجية للدراسات بتمويل مشترك هذه الاكاديمية المؤسسة تستطيع عمل لجنة مشتركة بين كل دول الخليج العربي لدراسة مشروع الوحدة وتأسيس أساس لهذا المستقبل وصناعة صيغة حقيقية فعالة وفق صياغة تضمن حق الجميع وتزيل مخاوف كل من اشترك فيها حيث تحل كل التناقضات وتناقش كل الأمور الخاصة بالوحدة والاندماج وفق أسس فنية ورؤية واضحة بالاتفاق بما يضمن حقوق الكل، وهذا ضمن فترة زمنية محددة لتقرير كيف تكون؟ وكيف تتم صناعة حالة الاندماج؟ ليتم بذلك صناعة خطوط الوحدة بشكل صحيح فنيا وإداريا ومؤسسيا.

يجب التأكيد المتكرر ان عمل هذه اللجنة المشتركة ضمن هذه الاكاديمية الخليجية للدراسات المنشأة حديثا ضمن مجلس التعاون الخليجي يجب ان تكون ضمن جدول زمني محدد لدراسة كل التفاصيل والأمور وان يتم اعلان نتائج مباحثات اللجان شعبيا وإعلاميا ومن ثم يتم تفعيل الوحدة الاندماجية بخط التطبيق.

هناك من يقول ان مشروع من هذا النوع خيالي لأن لكل دولة خليجية حساباتها وعلاقاتها مع دول معينة وكتل مختلفة وهناك من يقول ان الوحدة الخليجية الاندماجية تمثل حالة من اللا واقعية الصعبة التحقيق؟

ما هو البديل لدى أصحاب هذا القول؟ 

فليقدموا لنا بدائل المواجهة؟ 
نحن نعرف ان ليس لديهم البديل؟ 
لذلك قلنا ان الوحدة الخليجية ضرورة تاريخية دفاعية حتمية وهذه هي كلمتي لله وللتاريخ.

د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب بالشئون العربية والاسلامية

الأربعاء، 8 يوليو 2020

الطاغية ‏صدام ‏عندما ‏يصدق ‏اغبياء ‏كذاب ‏


"الطاغية صدام عندما يصدق اغبياء كذاب؟"

يتم تداول فيديو عن تبريرات الطاغية صدام حسين لغزو الكويت و واضح ان من عمل الفيديو لا يعرف الكتابة باللغة العربية والاخطاء الكتابية واضحة بالفيديو. 

ناهيك على انه من عمل الفيديو هو شخص غبي وامي فكريا ولا يعرف التاريخ الذي عشناه نحن وغيرنا مع فترة الغزو الصدامي لدولة الكويت وباقي الأحداث بعدها. 

وبتحليل ما جاء بالفيديو من كلام نقول:

ان الطاغية صدام حسين كذاب بلا حدود  وكان يناقض نفسه اكثر من مرة تبريرا وترقيعا  للخرابيط والهلوسات  التي يقولها   وخاصة بما يتعلق بغزو الكويت وانا شخصيا سمعته عندما يتم مواجهته اثناء لقاءاته مع الصحفيين الاجانب بخصوص تناقض تبريراته واختلافها كل مرة. 

كان يجاوب بأنه قال ما قاله!؟ 

يعني طوفوا الكلام!؟ ولا يريد نقاشه لأنه تم وضعه بزاوية الحقيقة وهو ملفق ويخربط.

الطاغية صدام حسين  كذاب كبير لأنه اساسا  هو قال بيوم ٢ اغسطس انه غزا الكويت لأنه بها ثورة لضباط الجيش وسماه يوم النداء !؟ ولم يذكر اي شئ عن تأمر او تنبيه او توزيع الثروة العربية وكل هذه الترهات التي استمرينا نسمعها منه بفترة الغزو الغاشم للكويت. 

وهذا كله كذب وتبرير مزيف هو تجاوزه وتعامل معه على انه شيئا لم يكن وكذبته "بيوم النداء!؟" هو لم يستطيع حتي الاستمرار بها واخذ بالعراقي "يلوص" ويبحث عن اي تبرير من هنا وهناك ولعله استعمل "اللغوجيين" العرب والاوباش التابعين له لعمل ضوضاء اعلامية تبريرية ولكن بكل مرة من يريد التفكير بعقله يعرف ان الحقيقة بمكان اخر. 

واساسا ايضا قبل الغزو الأمريكي للعراق هو اطلق ما سماه اعتذار للكويت عن احتلالها. 
وهو ايضا لم يعتذر بل استمر بمحاولات استغباء الاخرين حيث اعلن اعتذار مكتوب ولكن بتفاصيل الكلام استمر على تبريراته المزيفة وكأنه شيئا لم يكن!؟

اذن اذا صدقنا الاعتذار فهو يكذب نفسه بنفسه مرة اخرى ويعتقد ان الناس اغبياء او هو كان يعتمد على شلة الصحافيين والاعلاميين ومن يردحون له مقابل كوبونات النفط العراقي. 

الطاغية صدام حسين ذهب إلى مزبلة التاريخ وتاريخه ساقط ومنحط  حتى على  المستوى الرجولي الشخصي هو يفقده ولا يملكه. 

ألم يغدر ب "عبدالخالق السامرائي" وهذا الاخير من انقذ حياته!؟ 
اذن حتى الفروسية الشخصية والحالة الرجولية الذاتية هو كان يفتقدها.  

وفيديوهات دعائية سخيفة لن تستطيع تزوير التاريخ ولا قلب الحقائق وجزء من مأساة العراق الحالية مع شلة الجواسيس واللصوص وسياسيين الصدفة الذين جائوا مع الاحتلال الأمريكي للعراق هو سببها واحد ركائزها.

د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب بالشئون العربية والاسلامية

الأربعاء، 1 يوليو 2020

فضل ‏الله ‏ذكرى ‏الرحيل ‏وحوارات ‏الصراع ‏


 فضل الله ذكرى الرحيل وحوارات الصراع 

تحل الذكري العاشرة لرحيل السيد محمد حسين فضل الله المفكر الإسلامي وصاحب الموقع الفقهي واحد المناضلين ضد الصهيونية والمحاربين ضد النفوذ الاستعماري بالوطن العربي. 

والراحل يعتبر احد المنظرين والمؤسسين للخطاب الاسلامي المعاصر واحد العاملين بأنشاء المؤسسات الاجتماعية والخدمية باستغلال المال الشرعي بخط اقامة المؤسسات التابعة وخلق دائرة انتاجية  حيث ينطلق المال الشرعي ليبني المؤسسات والمواقع الإدارية الحاضنة لما يريد تطبيقه وتنفيذه من افكار اسلامية حركية تريد الحياة بالواقع.  

اين انتهي هذه المشروع المؤسسي؟
 ومن هو المسئول عن الاموال؟
 ومن يستفيد؟
 ومن يراقب من؟
 وكيف تتم المحاسبة؟ 
وما هي الذمة المالية لأبناء واحفاد المرحوم السيد محمد حسين فضل الله واقربائه؟ ومن أين لهم هذا؟ 
 هذه امور لا اريد الدخول بها ونقاشها. 

ولكن اريد الاشارة الى مواقع اخرى ونقاط مختلفة حسب ما اراه مناسبا وما اعتقد انه من الافضل توثيقه وعلى الاقل النقاش المفتوح حوله. 
المرحوم محمد حسين فضل الله تاريخه طويل وغنى بالأحداث والتفاصيل ولكن بمرحلة زمنية بالتسعينات هو شخصيا وصل الى موقع فقهي حسب اعتقاد المسلمين الشيعة الاثني عشرية وهو منهم واقصد هنا  موقع المرجعية الإسلامية الفقهية وهو ما يعادل الاستشاري بالطب او القاضي بالقانون او الاستاذية بالجامعة الأكاديمية وهذه المرجعية الفقهية هي موقع اختصاص عادي ولكن يتم استخدامه عند العديد من الناس كموقع لجمع الاموال والاستفادة وايضا توريث الاموال الشرعية المليونية للأبناء والاحفاد و وصل الاستغلال حيث يتم وضعها بلندن ونيويورك ضمن مؤسسات خيرية دولية وهو مسمي قانوني لخداع السذج والبسطاء والاغبياء من الذين سلموا اموالهم وصدقاتهم لهؤلاء. 
لأن هذه المؤسسات الدولية الخيرية بلندن ونيويورك لأنها قانونيا خيرية فهي لا تدفع ضرائب بغض النظر عما تمارس من تجارة وما لديها  من اموال وعقارات واسهم وكلها اموال بأسم ابناء المرجعيات فهم الإدارة والمتحكم والمستمتع والمتلذذ ومن يعيشون الرفاهية والدلع والرخاء. 

و واقع المسلمين الشيعة الاثني عشرية المأساوي البائس والفقير بمواقع تواجدهم هو اقل ما يتم روايته عن اين تذهب اموال الخمس المالي والصدقات والتبرعات؟ 

واين تذهب مخصصات الحكومة العراقية المدفوعة لمرجعية النجف الاشرف والتي تقدر بثلاثة ملايين دولار سنويا من ميزانية الدولة العراقية منذ العام ١٩٦٨ الى يومنا هذا ونحن نتكلم عن ثلاثة ملايين دولار بقوة شرائية تختلف من زمن الى اخر.

 وايضا بعد نجاح الثورة الاسلامية على ارض ايران واقامة النظام الاسلامي عليها تم تسييس هذا الموقع لأقصي حد ولأكبر مدي واصبح الكلام به حساسا اذا صح التعبير وصار جزء من الصراعات الدولية  وايضا تم استخدامه للتقليل من مدى التأثير لحركة الامام الخميني وهو ما كان يتم توصيفه بالأعلام العالمي أنذاك ب "زعيم المسلمين" 
وجاءت الرغبة والقرار الاستخباراتي الدولي بتغيير المسمى الاعلامي ل "زعيم الشيعة في العالم!؟"

وجاء هذا التركيز على الموقع الفقهي للمرجعية الفقهية الاختصاصية للتقليل من تأثير الثورة الاسلامية على باقي المسلمين ولصناعة حاجز نفسي و خوف وهذا ما تعزز للأسف الشديد بالحرب العراقية الايرانية التي افتعلها الطاغية صدام حسين وكذلك  بالغلطة التاريخية بوضع المادة الثانية بدستور الجمهورية الإسلامية باعتباره المذهب الاسلامي الاثني عشري هو مذهب رسمي للجمهورية الإسلامية وهذه الغلطة جاءت لاعتبارات ليست اسلامية ثورية  بل لأوضاع داخلية داخل ارض ايران حيث التعدد القومي العنصري يجمعه مذهب فقهي!؟ واصحاب هذه الغلطة التاريخية وضعوا هذه المادة الدستورية لهكذا اعتبارات داخلية!؟ 

واتصور ان هذه الاعتبارات خاطئة وغير صحيحة وقد تكون مقبولة بالعهد الشاهنشاهي الإمبراطوري اذا صح التعبير ولكن الاسلام  الثوري رابطة اقوى من المذهب الاسلامي الاثني عشري.

وعلينا التذكير ان الاستعمار البريطاني قبل الثورة الاسلامية على ارض ايران وبعدها كان يعمل على تصعيد مرجعيات فقهية تخدم مصالحه واسقاط مرجعيات فقهية مضادة لمصالحه والاستعمار البريطاني كذلك رفع احد المجانين المشبوهين العاشق للخرافة واقامة الطقوس الشيطانية الغريبة الأطوار المستوردة من الهند مثل المشي على الجمر وضرب النفس بالسياط ..الخ وهذا الترفيع والتوظيف البريطاني اصبح ترفيع استخباراتي مزدوج مع دخول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على الخط بالثمانينات ودعم هذه المرجعية الاستخباراتية المنحرفة الغير شرعية مرتبطة بالأستخبارات الدولية.

السيد محمد حسين فضل الله أنذاك كان مختلف هو اعلن مرجعيته الفقهية الاختصاصية لأنه حسب تكليفه الشرعي اعتقد انه من واجبه الديني الاعلان عن احقيته بموقعها وهو حسب قناعاته الفكرية كان يؤمن بأنها موقع اختصاص عمل و وموقع وظيفي بحت بعيدا عن كل حسابات اخرى.  

ولكن المسألة كانت مختلفة جدا عند  الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران والمنظمة الأمنية الاستخباراتية المرتبطة بها حيث كان يعيش موقع المرشد القائد للجمهورية الإسلامية ازمة مصداقية وازمة مستوى علمي  وازمة احقية اذا صح التعبير بعد وفاة المؤسس الامام الخميني.

السيد على الخامنئي المرشد الحالي للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران كان منتوج ترفيع استخباراتي وليس استحقاق حقيقي لموقع فقهي لذلك موقعه مأزوم وهو قد يكون سياسي ورئيس جمهورية سابق ولكن الموقع المرجعي الاختصاصي امر مختلف كلية.

وهذا الترفيع الاستخباراتي لشخص "علي الخامنئي" جاء لحل "ازمة نظام حكم" اذا صح التعبير خارج كلاسيكيات الاختيار التقليدي لمواقع المرجعية الإسلامية الفقهية للمسلمين الشيعة. 

هناك من اعتقد داخل الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران ان اعلان مرجعية السيد محمد حسين فضل الله هي اضعاف شديد لموقع المرشد السيد علي الخامنئي وهناك من اعتقد انه كان على السيد محمد حسين فضل الله  كشخصية دولية عابرة للحدود وكمفكر اسلامي معروف وفقيه هناك من اعتقد ان وجود السيد كتابع للمرشد هو تقوية  لموقع الاخير المأزوم دينيا. 

ان يقول السيد محمد حسين فضل الله انه تابع للخامنئي ومقلد له فهذا به اعلاء وتقويه للخامنئي. 

ولكن ان يعلن السيد محمد حسين فضل الله انه مرجع تقليد فقهي للمسلمين الشيعة فهذا اضعاف لموقع الخامنئي!؟ 

هكذا كان التفكير وتلك هي العقلية داخل الجمهورية الإسلامية  وعليه انطلقت الحملات الاعلامية وتفجر الموضوع.
وتم استخدام البكائيات على فاطمة الزهراء والترويج لجدل تاريخي حولها وهذا الامر كان بداية الحملات المتواصلة ضد السيد محمد حسين فضل الله والتي استمرت وتواصلت ولم تتوقف الى يومنا هذا. 

ضمن الفروسية الراقية للمرحوم محمد حسين فضل الله كان صمته  وعدم انحداره للدفاع عن الذات الشخصية هو ارتقى بنفسه وذاته الى اقصى حد وبالمحصلة النهائية انتصر بهكذا احترام للذات وهذا ما انكشف بيوم الوفاة والحضور الجماهيري الواسع والذي دائما ما اشير اليه على انه حضور "اعتذار" وليس حضور "عزاء!"

 المرحوم السيد محمد حسين فضل الله التزم بما كتب من افكار اسلامية علي المستوي الشخصي الخاص بذاته كانسان ناهيك عن التطبيق المجتمعي ضمن المؤسسات التابعة له .

لكن بنفس الوقت السيد محمد حسين فضل الله قال ان موعدنا يوم القيامة بأكثر من مناسبة ومحاضرة حيث الحساب عند من لا يظلم عنده احد. 

وهذا حقه كانسان تم ايذائه والنيل منه وهذه العدالة الالهية يحق لأي فرد وانسان طلبها والسعي اليها.  

لذلك عندما واجهت احدهم ولن اذكر اسمه، وقلت له لماذا برأت التنظيمات اللبنانية  حركة امل وحزب الله وهم احد اركان الحملة الظالمة وجزء من الحملة الاعلامية الظالمة ضد السيد محمد حسين فضل الله ولماذا زورت التاريخ  بأحد الوثائقيات التلفزيونية الاعلامية!؟ وكنت تستطيع بهذا الوثائقي التلفزيوني ان تصمت اذا كنت خائف او محرج؟ فالسيد محمد حسين فضل الله صحيح انه لم يرد بشكل مباشر على اي احد ولكن هو اعطاهم موعد بيوم القيامة والقى عليهم الحجة الشرعية ، فلماذا قلت ما قلت؟ ولماذا تزور التاريخ؟

ولن اكشف بقية الحديث لأنه بكشفه ستتم معرفة من اقصد؟ ولكن شعرت بالحزن على ما أحسست انه ما كان يعيشه السيد محمد حسين فضل الله من "وحدة" ضمن  محيطه الخاص ناهيك عن صدمته من تلاميذه ومن رباهم وعلمهم وثقفهم  ومن لمهم واتي بهم من الشوارع  ليغيرهم وليصبحوا ذوات قيمة مجتمعية ولكن عند الراتب والمالي والمنصب الدنيوي الحزبي تم نسيان كل شئ.  
السيد محمد حسين فضل الله اتصور هو قرر ان يعيش مبادئه وافكاره إلى النهاية وهذه الفروسية الفكرية الحركية هي ما صنعت له الخلود والاحترام ولغيره السقوط والانحدار. 

ذكرى وفاة المرحوم محمد حسين فضل الله تعود وتجدد وهو لا يمثل شخص واحد بل هو جزء من عقلية ثورية أرادت للأسلام ان يعود الى واقع الحياة وصناعة خط حضاري له ضمن صناعة فهم مختلف للنص القرأني يرتبط بالواقعية وامكانية التطبيق والالتزام المبدئي اذا صح التعبير.  

هو التزم بكل ما كتبه وعاش دور الفارس الى اقصى درجة في الحملة المضادة عليه والتي انطلقت من ثنائية الاولى هي الاستخبارات التابعة للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران والثانية هي الجهات المنحرفة العاشقة للخرافة والاساطير. 
وهذه المواضيع ناقشتها شخصيا على مدى سنوات ضمن صراع طويل اعلامي ممتد  ولله الحمد استطعنا كشف ما يجري وايضا ثبت خطأ الجميع وانحرافهم. 

الدفاع عن المرحوم السيد محمد حسين فضل الله هو امر لم أطلبه او اسعى اليه وهو جاء بالصدفة المحضة ضمن اداء التكليف الشرعي بالدفاع عن اي مظلوم وبمسألة الحملات ضد السيد محمد حسين فضل الله كان السقوط الاخلاقي وقلة الأدب والكذب والتزوير وفبركة الفيديوهات وتركيب الاصوات واقتطاع اجزاء كتابية خارج السياق كلها امور كشفناها ناهيك عن عقلية التخلف الشعبي العاشقة للخرافة والاسطورة البعيدة عن اي عقل او دين او منطق سليم.  

فعندما نجد من يعشق شرب
 "بصاق المعممين!" الصاعدين على المنابر للغناء البكائي  وحكاية القصص والروايات المضحكة والسحرية.

وعندما نشاهد هؤلاء الشلة من النصابين الافاقين يمتهنون ويتجمعون في بلدان الخليج تحديدا والاغلب الاعم منهم لا يحمل اي تخصص ديني موثق او دراسة حقيقية بل هو وضع عمائم على الرؤوس والنصب على الجمهور وهؤلاء تكلم عنهم مرجع النجف الاشرف العربي محمد صادق الصدر بوضوح في خطب الجمعة قبل اغتياله بالتسعينات.  

المشكلة ليست بعمائم خرافية تبصق داخل قناني المشروبات الغازية او قناني المياه ليتبرك بها مجانين  او بمن يقول ان فاطمة الزهراء جاءت له بلندن لتعالجه!؟ او بمن يقول ان السيدة فاطمة الزهراء تأتي له لتسمع خطبه!؟ أو بمن يأمر بوضع الحيوانات والبهائم للبركة !؟ والقائمة تطول 

المشكلة الاكبر هم ب "بعض" الناس وبمن يريد هذه الأشياء وبمن يعشقها.

"العمائم النصابة" لديها جمهور يعشق التخلف والخرافة والتبرك بالحيوانات وهؤلاء العمائم النصابة لديهم "جمهور" يأتي بهم للخليج ويدفع لهم الاموال ويقدمهم بالمجالس ويقبل اياديهم.  

ايها السيدات والسادة ليست المشكلة فقط بالعمائم النصابة بل ب "جمهور" هذه العمائم العاطلة عن العمل والممتهنة النصب والاحتيال بأسم الدين الذي اساسا لم يدرسوه ولم يتخصصوا به.  

ان علينا الاعتراف ان هناك 
"عقل جمعي شعبي"
 يعيش التخلف ويدمنه ويريد استمرار تواجده وهو جزء من الاستحمار الذاتي. 

بأيام الازمة والحملات ضد المرحوم محمد حسين فضل الله كان شتمه وسبه وظيفة للمنافقين من المعممين وهي امور واشياء  تجلب لهم المال والرواتب والموقع والشهرة وايضا جزء من الشهرة والترويج يقوم بها هذا 
"العقل الجمعي المستحمر ذاتيا" .

ماذا بقى من مشروع المرحوم محمد حسين فضل الله؟ 

اي فكر حركي نهضوي تأثيراته الزمنية تأخذ وقت للتغيير ولا احد يعرف اين ستتفجر مواقع التأثير والتأثر فعملية التغيير الاجتماعي لديها عدة عوامل ومؤشرات وقوانين معقدة وتداخل سياسي فردي اقتصادي مجتمعي وتضارب ظروف وايضا عوامل جغرافيا وسياسة وتحولات واي عملية ثورية انقلابية الكلام بها كثير

المفارقة التي لا انساها ان الاستخبارات التابعة للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران وهي احد ركائز الحملة الاعلامية ضد المرحوم محمد حسين فضل الله هي نفسها من طلبت تأبينه بعد وفاته!؟ 
في مفارقة غريبة الأطوار ولكن من يعرف ان الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران لديها البراغماتية سيدة القرار والموقف. 

ومن يعرف ذلك فأنه سيفهم هذه المفارقة!؟

نفس من شتموا السيد محمد حسين فضل الله هم من اصروا على تأبينه!؟ 

وطبعا شتموه بحياته بلا خجل ولا حياء وابنوه بعد وفاته وكأنه لم يكن شيئا!؟  

وطبعا علينا التذكير بأننا نتكلم عن جزء من ثنائية هجوم حيث الجانب الأول هي استخبارات الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران  والجانب الثاني من الثنائية فهؤلاء حثالة بشرية وقمامة ساقطة ليس لها قيمة ولا وزن ولا اعتبار ولا احد يذكرهم حاليا ومكانهم مستشفى المجانين ومصحات الامراض العقلية وعلى الدولة الرسمية الحجر على اموالهم؟ 

الجانب الثاني ايها السيدات والسادة هم عشاق ومحبي الخرافة والاساطير ومن يعشقون الطقوس الغريبة الأطوار ومن عمائم النصب والاحتيال بأسم الدين.  

لم اكن اتصور اني سأعود للكتابة مجددا عن السيد محمد حسين فضل الله فعلى المستوي الشخصي عانيت ما عانيت ومن اجل شخص لا اعرفه ولا تربطني به اي علاقة الا بما هو مكتوب وبما قرأته بكتبه وسمعته بمحاضراته.  

وهذه الكلمات هي تكليف شرعي اقوم به والسلام كما كان دفاعي عن المرحوم السيد محمد حسين فضل الله ايضا تكليف شرعي. 

وبين تكليف شرعي وتكليف اخر نسأل الله لنا حسن الخاتمة. 

د.عادل رضا 
طبيب باطنية وغدد صماء 
كاتب بالشئون العربية والاسلامية