الأحد، 15 فبراير 2015

الحرب علي سوريا؟ نقاش حول تفاصيل أخرى

أصبحت الحالة العامة في الوطن العربي تتطلب الخطاب الإعلامي الذي يقدم المعلومة، وأصبح هناك خط لا يمكن تحديد حجمه مل من الخطابات الردحية، وإن لا زال هناك من يقول إن الجمهور العربي يختار الإعلام الذي يقدم له الخطاب الإعلامي الذي يريد أن يسمعه، وليس الخطاب الذي يعكس الحقيقة أو على الأقل يحاول أن يشرح المشهد.

في المشهد السياسي العام في المنطقة يوجد أكثر من عامل تفصيلي يحتاج إلى نوع من الإضاءة و التحليل؟

ما هي القراءة لحزب الله كتنظيم سياسي يتحرك ضمن المشاريع المتصارعة في حرب الإمبراطوريات على الأرض السورية؟

في ظل الدخول العسكري المباشر في الصراع الذي لا بد أنه أخذ يستنزف قوة الحزب على المستوي البشري والتعبوي وأيضاً النفسي، وخاصة أن هناك ضريبة الدم يتمّ تقديمها ضمن حالة اجتماعية لبنانية ترتكز علي القرية والعشيرة والعائلة الترابط الحديدي بين الناس، حيث ضريبة الدم تصنع الاهتزاز والصدمة رغم كل خطاب البروباغندا والدعاية، ولكن بعيداً عن حالة الانفعال العاطفي يجب الاعتراف أن هناك استنزافاً بشرياً يحصل لمن يفترض أن يكونوا المخزون الاستراتيجي المهم للحزب وللمقاومة الإسلامية من المقاتلين المؤدلجين والمتربين ثقافياً ضمن حالة تريد القتال حتى الموت أو الشهادة في خط تطبيق الحركة النضالية.

إن نوعية بشر كهؤلاء لا يمكن تعويضهم بسهولة ولا استبدالهم بأعداد بشرية أخرى، لأن الإخلاص والإيمان والروحانية والصفاء الروحي الصانع للإخلاص المتحرك في الجهاد المسلح هو قوة مضاعفة غير محسوسة تربط التخطيط العملي والمرتبك بمواقع القوة بالحالة الإيمانية المخلصة.

إن هذا النزيف مستمر منذ زمن كذلك ضمن الصراع الطويل ضد الصهاينة، وهو بالتأكيد استشهاد مقبول ومقدس ضمن ما تفرضه الحالة الدينية والنضالية، ولكن فلننطلق إلى تحليل ماذا سيحدث كتأثير مستقبلي.

أدت واقعياً إلي غياب كوادر مهمة من الحركة الإسلامية لها أثرها على الواقع الاجتماعي والسياسي والتنظيمي، والتي يعتبر حزب الله بالخصوص والمقاومة الإسلامية بالعموم جزء منها وخاصة أنّهم بالمحصلة تجربة شباب تحرك في خط مشروع إقليمي بالمنطقة العربية، وهو خط ولاية الفقيه بما يرتبط بمشروع الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران.

إن فقدان كوادر على المستوى الواقعي يعني فقدان قيادات للمستقبل وأعضاء مهمين، وهذا ينتج فراغاً بالمواقع مما يؤدي إلي صعود غير طبيعي "من أسفل إلى أعلى" و لعل هنا تخرج مسألة التدين السطحي أو القشري إلى السطح، حيث تبتعد الأيديولوجيا الدينية شيئاً فشيئاً لتعود الجاهلية الاجتماعية للقرية والعشيرة لتظهر في تصرفات من يفترض في أن يكون إسلامياً، ولكنه يعود ليصبح جاهلياً معاصراً ينتمي للعقلية العشائرية أكثر من انتمائه للعقلية الإسلامية المؤدلجة، ولعل هذا تكرار لما حدث للحركة القومية حيث تم الاستغناء عن الأيديولوجيا وتحول الثائرين بالقومية العربية إلى جاهليتهم المعاصرة، وفي النهاية إلى تجار ومراكز سلطة تعيش القومية شعاراً و يافطة لمشاريع تجارية تلتف حولها الأسرة والعشيرة والأتباع، وهذه هي مأساة معظم البلدان العربية من سقوط وانحدار أدى إلى انفجار الوضع بما يسمى حالياً "ربيع عربي". من هنا نتحرك للحديث عن المآخذ على الإعلام الفضائي والمقروء التابع لحزب الله وللجمهورية الإسلامية وهو استعانتهم بمخلفات الطاغية صدام حسين! من المعلقين الرادحين بالإيجار؟! وكأن الساحة خلت من الذين يدافعون عن الإسلاميين إلا من مرتزقة لندن وصيع المقاهي في بيروت, الذين يقدمون الشيء ونقيضه في اليوم نفسه، فالموقف يحدده من يدفع والجهة التي تستقبل.

وهذا يفتح الباب على مشكلة غياب التعامل مع من "هم عقل يفكر" للحركة الإسلامية حيث لا يتم التعامل معهم وأبرازهم إعلامياً ولا يتم توظيف طاقاتهم وهذا كله عائد إلى "ارتدادات" موضوع "حساس" يخص ما آلت إليه قيادة الجمهورية الإسلامية من ابتعاد عن الواقع وغياب عن حقيقة ما يجري علي الأرض، والذوبان في "وهم العيش في الزعامة" ولعل من يتابع يلاحظ هذا كله، عندما يجد الإصرار الإعلامي للجهات التابعة للجمهورية الإسلامية على اعتبار ثورات الشعوب العربية على أنها "صحوة أسلامية!"، وهو ما قالته القيادة في الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران ببدايات الربيع العربي، بإصرار إلى لحظة كتابة هذه السطور, والمفارقة أن من هم إسلاميون "عرب!" تعاونوا مع الأميركان ليضربوا مشاريع الجمهورية الإسلامية الاستراتيجية بالمنطقة من أجل ضمان الأميركان السلطة لهم، وهو الاتفاق الذي تخلى عنه الأميركان بسرعة البرق لأسبابهم المصلحية.

هل هناك "هوس" يتحرك بصناعته جهاز استخباراتي، أو هو رغبة شخصية لقيادة؟ لا أعرف الإجابة و لكن بغض النظر عن الإجابة أين تكون؟ نحن نقول:

إن ما يحدث هو تجاوز لكل ما هو طبيعي ولكل ما هو منطق, فهناك شخصيات قد تدفع بها الظروف لموقع من هنا أو لمنصب من هناك، ولكن هناك قدرات ذاتية للفرد مطلوبة وحتمية، وهناك الحقيقة على الأرض لن تغيرها "الأوهام" و الفرض الاستخباراتي والإعلامي .

الزعامة لا تصنعها الاستخبارات ولا تزوير التاريخ ولا تجاوز الحقائق على الأرض، و لعلنا أمام تكرار لمشهد تاريخي مرعب ولكنه حقيقي, فليراجع من يريد أن يتابع موقف ديكتاتور رومانيا السابق عندما خطب آخر خطبة له ولم يصدقه أحد من الناس وتحركوا إليه زحفاً بشرياً إلى منصة الخطبة وهم نفس الجمهور نفسه الذين كان يخطب بهم قبل سنوات وكانوا يصدقونه ويهتفون له!؟

فرق بين الخطابين هو أن ديكتاتور رومانيا كان يعيش حالة من الغياب عن الواقع فصلته عن الناس, وجعلته لا يصدق أن الجماهير تنطلق إليه تريد أن تقتله وتنزعه من الوجود وهو الذي كان يعيش قمة الثقة في عز اضطرابات بلاده للحرية من أنه معبود الجماهير!

وللتنبيه لست أقول هنا إن القيادة في الجمهورية الإسلامية ديكتاتورية بل أتحدث عن "الغياب عن الواقع فقط"، وما نريد قوله تحديداً: إن هناك حالة مشابه جارية من الانفصال عن الواقع حادثة، وتحدث لدي قيادة الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران، ومن هو مخلص سيلاحظها و لكن من هو متسلق سيغفل عنها.

إذن ليس مسموحاً للعقل أن يفكر، ولا لزعامة أن تنمو، ولا لأي رأي آخرأن يظهر داخل النظام الإسلامي, و لهذا نجد تراجعاً على مستوي النشاط السياسي داخل الجمهورية, فتتكرر حالة "ماكو زعيم ألا كريم" العراقية أي لا يوجد زعيم إلا عبد الكريم قاسم, إلى حركة على مستوى الاستخبارات والإعلام التابع للجمهورية الإسلامية بتوحيد الآراء والرأي وكل شيء كما تريده القيادة في الجمهورية الإسلامية. ممنوع لأي رأي أو لقيادة أو وجهة نظر أخرى مخالفة أن تبرز, لذا نجد قتل الحراك السياسي داخل الآليات الدستورية الصانعة للجمهورية من حيث انتخابات رئاسية شكلية مرتبة سلفاً بآليات انتخاب وترشيح تم إقصاء الإسلاميين منها قبل العلمانيين!! مروراً بمناطق نفوذ الجمهورية الإسلامية، و أيضاً إلى كل حالة إسلامية قد تنافس مشروع صناعة الزعامة للقيادة في الجمهورية الإسلامية. وهذا ما حدث ضد المرحوم السيد محمد حسين فضل من إسقاط وتسقيط وإسفاف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

كانت الرغبة لدي الاستخبارات التابعة للجمهورية الإسلامية بأن يكون المرحوم السيد فضل الله - كحالة عالمية ممتدة عابرة للطوائف والأديان- تابعاً لقيادة الجمهورية الإسلامية على المستوي الفقهي!! من باب تضخيم موقع القائد ومكانة التابع وهو السيد محمد حسين فضل الله.

إذن، إن تراكمات المشكل في القيادة وارتداداتها أربكت وهزت الحركة الإسلامية، وأحد تبعاتها انشقاق الحركة الإسلامية في لبنان، من "يفكرون" يتم عزلهم وإسكاتهم ومحاولة تقزيمهم وتهميشهم، ومن "يتبعون" هؤلاء من هو مخلص فيهم يتم استنزافه بالإحباط الحركي من هنا أوبالاستشهاد من هناك، أو بتركه العمل الحزبي لمشاغل الحياة العائلية أو لكبر عمره.

إذن انشقاق الحركة الإسلامية إلى قسم "يفكر" وقسم "يتبع" في الحركة الإسلامية في لبنان ضمن ارتدادات رغبة فرض قيادة واحدة وتفكير واحد، ولعل هذا ما جمد الحياة وحراكها الطبيعي في كل مواقع نفوذ الجمهورية الإسلامية حيث إلغاء قانون التدافع القرآني الطبيعي إلى ما هو غير طبيعي وما يخالف طبيعة البشر وهو الاختلاف.

من "يتبع" في الحركة الإسلامية عاجز ولا يستطيع الحركة خارج نمط حددته له أوهام زعامة غائبة عن الواقع، وتعيش في عالم الأحلام في الجمهورية , وهي ترتبك من أي سؤال ونقد وتفكير. والمفارقة العجيبة أن الأساس الفكري للمرحوم الإمام الخميني يعتمد على الفلسفة، والسؤال غير المحدود بحد أو محرم أياً كان, فلينظر المخلص من الناس إلى أين وصلت الأمور الآن؟


سوريا.. (وهم ) لصفقة أم انتصار لمشروع

تتسارع الأحداث العالمية في لعبة الأمم و صراعات النفوذ التي تجري علي الملعب السوري! و لا زال الدم هو الوقود و الأبرياء هم الضحية و صراعات المشاريع و معركة الطحن جارية علي قدم و ساق , فماذا هناك؟

حدث مشهد لمفاجأة سريعة في ظل حرارة الإحداث بموافقة علي "رقابة"! للسلاح الكيماوي السوري و هو أيضا اعتراف مفاجئ لما كان لا يتم التصريح عنه بما يطلق عليه "السلاح النووي للفقراء" و هو القوة الرادعة المخفية للدولة العربية في سوريا في صراعها مع الصهاينة والاستكبار العالمي من خلفهم.

لعب الروس حسب قدراتهم و ضمن مصالحهم القومية علي أتمام الصفقة قبل اللقاء الإعلامي مما يفسر سرعة القبول السوري علي المبادرة الروسية , و هم أي السوريين المعروفين بالتأني و الروية و البرود إلي حد التجمد.

هناك قراءتين متناقضتين متضادتين لما تتم الإشارة إليه حاليا علي أنه خروج أمن لأمريكا و"الشذوذ"الفرنسي التابع لهم في ظل تراجع و هروب ذكي للبريطانيين بتسليم الرفض للبرلمان ! وهو هروب مضحك بامتياز فمنذ متى كانت تشن الحروب المصلحية الاستكبارية بموافقة البرلمانات؟

والتي هي بالأساس انعكاس لقوي رأس المال و الإعلام الموجه و هي برلمانات تعبر عن مصالح من يحكم العالم لذلك قراراتها مرتبطة و ليست حرة , و من هذا الباب نقول أنه هروب بريطاني و ليس قرار برلمان.

تم تعليل الاتفاق الروسي السوري علي أنه "رقابة" مسيطر عليها؟ و علي أنه مشروط بذهاب دولي لمؤتمر جنيف الذي يتكلم عنه الجميع و يسعي إليه الحلف السوري الروسي الصيني والجمهورية الإسلامية و لا يشاهده أحد! والموعد مفقود و عليه السلام إلي كتابة هذه السطور.

في تعليل الموافقة علي الصفقة تمت الإشارة الإعلامية علي أن هذا السلاح بالأساس ليس موجود بكميات ضخمة و وعلي أنه تمت استهلاك مدته للعمل منذ زمن بعيد, و أيضا لا يعرف أي أحد أين هو؟

ولا كميته الحقيقية؟

و هذا كله ضمن أسرار الدولة السورية لذلك يسهل التنصل علي ارض الواقع من هكذا أتفاق, ناهيك , علي إن الصفقة تنص علي "رقابة" و ليست "نزع"!؟

و قيل أيضا ضمن تبريرات الصفقة من أنه نجاح دبلوماسي روسي ضمن لعبة سياسية متقنة و ملعوبة بحرفية شديدة لإنزال أوباما من الشجرة التي صعد إليها , و هو طوق نجاة لإخراجه من ورطته بعد أن وجد نفسه وحيدا حتي من الحليف التقليدي بريطانيا و لم يجد ألا شذوذا فرنسيا يتبعه و يصعد معه إلي الشجرة!

وعلي أن هذا الإنزال من علي الشجرة طلبه الأمريكان من تحت الطاولة بعد أن وصلت لهم الرسائل القوية من أن الرد علي أي عدوان سيكون شاملا لأنها معركة "وجود" و ليس لدي السوريين ما يخسرونه و هم الأمريكان و الصهاينة هم من لا يتحملون أي ضريبة للدم و أي خسارة مالية أما السوريين فهم مستعدين و هم قادرين و من خلفهم حلفاء دوليين و مساندة شعبية دولية وقاعدة اجتماعية سورية مخلصة.

وقيل كذلك أنه أتفاق ممكن التراجع عنه في وقت لاحق و هو أتفاق مطلوب لكسب الوقت للحسم العسكري وهو أتفاق يمكن الاستفادة منه لخلق حالة من التمطيط و الإطالة و فتح نقاشات و اجتماعات و تحضيرات كلها تخدم الوقت الذي يحتاجه السوريين لتمكين أنفسهم علي أرض الواقع للمعركة العسكرية الداخلية الذي من خلاله يريدون فرض تسوية دولية تخدم مشروعهم و مشاريع حلفائها الروس و الصينيون و الإسلاميين بالجمهورية.

في الجهة المقابلة هناك رأي معاكس متناقض مع ما قيل بالاعلي يقول: أن ما جري هو تراجع و هزيمة للمشروع السوري الذي دفع فيه السوريين الدم و التضحيات و عاشوا ضنك العيش ليحصلوا علي توازن استراتيجي ضد الصهاينة يخدم تحرير الجولان و فرض سلام "مشرف".

فلماذا يتم رمي كل تضحيات الشعبية السورية من أجل خلق توازن استراتيجي ضد الصهاينة بكل سهولة وبجرة قلم ؟

و يتذكر السوريين الحصار العالمي الغير معلن عليهم من كل العالم و هم الشعب السوري من ضحي و عاش الحرمان و ضنك العيش الشديد ليصنع ما يقول به "لا" ضد الصهاينة و الاستكبار العالمي , و هو نفس الشعب السوري الذي يعيش في بلد نفطي زراعي سياحي بقوة بشرية هائلة و كان يستطيع أن يحصل علي كل شي من رغد العيش و الحياة الناعمة.

و هذا الرأي يقول أن كل ما جري يخدم أمن الصهاينة حصلوا عليه مجانا من غير ضريبة للدم أو المال, و كل هذا من تهويش مؤتمرات و فرقعات إعلامية قام بها الرئيس الأمريكي و من يتبعه من "شذوذ" فرنسي !

وهذا الرأي يضيف أن أتفاق كهذا هو ليس فقط خسارة "لردع كان موجود" بل ذل نفسي و اجتماعي تم وضع السوريين فيه مما يسبب سقوط معنوي كبير لهم, ناهيك أن ما تم الاتفاق عليه يُذكر الناس بسيناريو القذافي حين قام و سلم كل ما لديه من ترسانة كيماوية و كل ما لديه من تقنية نووية ناشئة ناهيك عن كشفه لكل من ساعدوه من علماء و أجهزة استخبارات و شبكات مساندة!.

أن كل ما قام به القذافي من أجل أرضاء الغرب لم يمنع الغرب من إسقاطه حيث أنتهي هو و نظامه , فهل ما قامت به سوريا حاليا هو تكرار لخطأ القذافي؟

ناهيك أن هذا الرأي يقول كذلك أن هناك أصبح تداخل من حب لبقاء في السلطة لأفراد مع مشروع الدولة السورية الاستراتيجي لتحرير لجولان فلماذا يتم التضحية بالمشروع من أجل "سلطة لأفراد" و بالأساس هو مشروع "لوطن وشعب"؟

و لماذا الخوف من الحرب و البلد تستعد لهذا اليوم منذ أربعين سنة؟

فماذا ستخسر سوريا فكل شيء ذهب من انجازات الدولة و لم يبقي شيء إلا الجيش و المراد أيضا تدميره من خلال استنزاف طويل أو عدوان قادم لا محالة , و عليه انتظار " وهم" لمؤتمر جنيف لن يأتي هو سراب سيدمر الجيش بسم الأفعى البطيء, و عليه الواجب و المفروض أن يدخل الجيش يتصدي للعدوان القادم و هو "يستطيع" قبل إن يصل لمرحلة من الاستنزاف "لا يستطيع" فيها عمل شي من ردع قتالي فلماذا الموت البطيء و انتظار "وهم" لمؤتمر و هناك فرصة واقعية لحياة من خلال حرب عسكرية يتم فيها فرض تسوية سياسية تحقق المطلوب من أهداف؟

وأيضا يقول هذا الرأي: أن سياسة سد الذرائع لسحب أسباب العدوان هي سياسة فاشلة و أسلوب قام به آخرين إلي أخر رمق و إلي أخر كأس من الذل و لكن رغم كل شيء فأن مشاريع الاستكبار مستمرة بالحركة و بالعدوان.

وهذا الرأي يقول كذلك : أن هناك تكرار لعدم احترام لآدمية المواطن السوري مستمرة إلي ألان حيث تم حسم مشكل خارجي كبير بعيدا عن رأي لمواطن أو لمن يمثله , و واضح أن هيكلية المؤسسات التي بواجهة الدولة السورية من برلمان و خلافه هي شكلية وكرتونية , فالرأي هو للأجهزة الأمنية المتداخلة و المتشابكة و لقرارها , و أين هو البرلمان المنتخب؟ضمن الدستور الجديد من قرار استراتيجي كهذا؟

فلا رأي لنائب أو صوت لحزب ممثل بالبرلمان أو اجتماع حتي للجنة؟!

أذن هو صراع رأيين يتحركان في واقع الحوار السياسي الذي يحاول أن يفكر بصوت عالي , أن المشكل هنا تتخلص أن هناك حراك أعلامي بالواجهة و هناك ما هو خلف الطاولات فتوفر معلومات مخفية تقلب الرأي وحيث يتم تحويل ما هو يبدو خطأ فيصبح صوابا و العكس صحيح , و الاستعراض الإعلامي ليس له مكان في أرض الواقع.

و لنتذكر التاريخ حين عاشت الولايات المتحدة الأمريكية النشوة الإعلامية أبان أزمة الصواريخ الكوبية, لينكشف بعد زمن أنه هناك انتصار سوفيتي مخفي و تنازل أمريكي مقابل بسحب الصواريخ من تركيا.

فهل هناك بالمبادرة الروسية الأخيرة ما لا نعرفه؟ يقدم للدولة في سوريا و لمشروعها الاستراتيجي ما تريده و ما يحقق أهدافها؟

هل هناك ما حدث خلف الكواليس مما لا نعلمه , هل هناك تحويل "لذل التنازل" 
إلي "انتصار قادم"؟
هو "وهم" لصفقة أم انتصار لمشروع؟

لا أعرف, وهو سؤال سيجاوب عليه المستقبل القريب فقط -

الدكتور عادل رضا

سوريا...صندوق المفاجآت ومعركة المصير العربية

يس هنا نقدم خطاب"هل أنت مع؟"

أو خطاب "هل أنت ضد؟"

بل نزعم أنا نتحرك بخط تقديم ما وراء اللعبة للشعب العربي بعيدا عن خطابات إعلامية استعراضية عاطفية تتحرك بما هو ليس واقع بل ما هو دعاية بعيدا عن حقيقة الأمور.

ماذا سيحدث في المنطقة في حال حدوث ضربة عسكرية علي الدولة في سوريا؟

في واقع الحال لا أحد يعرف مدي حجم الرد السوري علي الضربة العسكرية الخارجية و الذي هو عدوان بكل المقاييس العلمية و خاصة أنه يستند علي ما يبدوا أنه حالة سينمائية بامتياز من صناعة الوهم بما يخص الكيماوي و استخدامه , حيث إلي كتابة هذه السطور ليس هناك دليل , و لا تقرير محايد بل حتي لا يوجد حتي تقرير أمريكي أو غربي منحاز!

أن ما يحدث كله يستند علي "وهم" وصناعة مشهد للموت بصورة فوتوغرافية! لعل من رتب الموتى و القتلى الذين هم مظلومين و شهداء بكل الأحوال في هذه الصورة المرعبة , نقول أن من قام بترتيب هؤلاء لعله أشد أجراما ممن قتلهم , حيث نري ترتيب الأيدي و صف الجثث بطريقة هندسية و تموضع مصور لأخذ الصور!؟ كل هذه صناعة لسينمائية مشهد و ليست نقل للواقع كما حدث.

و لعلها أحد مفارقات التاريخ حيث يسخر الرئيس بوتين من الرئيس الأمريكي و يتحداه بتقديم أدلة و براهين فيما يبدو إلي ألان علي أنه صناعة "فيلم" بشيطنة خبيثة.

ولكن ما هو مهم أن أي رد و أي قرار لسوريا من الضربة هو ما سيحدد مسار الإحداث, فمن السهل البدء و الابتداء بالحرب و لكن السؤال الأهم ما هي النهاية؟

أن من يصنع التاريخ في هذه الرحلة هو قرار الأجهزة الاستخباراتية السورية و أداء الجيش العربي السوري علي الأرض.

فما يقال عن ضربة "محدودة"! ليس شرطا أن تظل "محدودة"؟.

ضمن سياق الإحداث الدموية و صراع الإمبراطوريات الدولية علي أرض سوريا , أن من يريد الحل العسكري هو من يريد تعطيل الحل السياسي وأحداث انتقال سلمي للسلطة شبيه و كتكرار لتجربة ما حدث بدولة "جنوب أفريقيا".

أن هناك رغبة أمريكية غربية أستكبارية لمنع أي حل سياسي يوقف القتل و الموت في سوريا لأن الحل السياسي كما حدث في جنوب أفريقيا ليس مطلوبا في سوريا بل المطلوب هو تدمير الجيش العربي السوري بالأفغنة الصوملة العرقنة سمها ما شئت فأن ما يجري في سوريا أخرج لنا مصطلح" السَورنة".

كاتب هذه السطور لديه قناعة أن النظام الحالي في سوريا "غير قابل للإصلاح السياسي" لأن في أي عملية أصلاح حقيقي دمار و تدمير للنظام كله لأنه من خلال الدمقرطة يتم حل مشكل النظام الأساسي الذي صنع الغضب الشعبي عليه و هو برأيي تصرفات الأجهزة الأمنية و اشتغالها بالتجارة و انتهاك حقوق الإنسان بدون حتي مبرر حقيقي و سقوط أي شيء له علاقة بصناعة دولة حضارية نموذج للآخرين من حيث المعيشة و الخدمات الأساسية من سكن و صحة و تعليم وغياب تحرك الإنسان كفرد ضمن نظام قانوني يستطيع التعامل معه حسب الآليات القانونية ضمن مؤسسات متأسسة علي دستور شعبي توافقي يتم حل تناقضات الناس و المجتمع من خلاله و تحت سقفه.

قناعتي هي أن أقصي ما يستطيع النظام في سوريا تقديمه هو "واجهة" لمؤسسات ديمقراطية و حرية رأي و صحافة حرة في الواجهة و لكن في العمق تظل الأجهزة الأمنية المتداخلة و المتشابكة هي الحاكمة ,كتكرار للمشهد اللبناني الذي كان موجود منذ 1990 إلي 2005 .

ولكن فلنخرج من قناعة كاتب هذه السطور لنقرأ ما قدمه النظام في سوريا علي أرض الواقع من حل سلمي رفضه الغرب جملة و تفصيلا.

وافقت الدولة في سوريا علي تشكيل حكومة انتقالية ترأسها المعارضة , و يتم سحب صلاحيات الرئيس , كتابة قانون انتخابات جديد يهيئ لانتخابات جديدة يتم تأسيس برلمان يضع دستور جديد و عمل انتخابات رئاسية.

عمليا ما وافقت عليه الدولة في سوريا يعني سقوط النظام علي أرض الواقع و أعادة تاريخية لتجربة جنوب أفريقيا و لكن لأن في الحل السياسي "حفظ للجيش و بقاء له"

فأن "المعارضة المرتبطة و المصنعة خارجيا رفضت الحل السياسي خدمة لمشاريع من صنعها وفبركها و غداها بكل مجانين الأرض من تنظيم القاعدة و التكفيريين .

أن معارضة كهذه تم تجميعهم ك"قطع غيار بشري" من حملة الجنسيات الأوروبية من العاطلين عن العمل و الذين عمليا انفصلت حياتهم و معاشهم و عائلاتهم عن كل ما هو عربي , أن هؤلاء ليسوا "معارضة سياسية" هؤلاء أوباش من سقط متاع الأرض يتم تفعيلهم كيافطات لمشاريع غربية استعمارية كما حدث في العراق الجريح حيث تم تجميع العاطلين عن العمل و صيع الأرض من شوارع أجور رود في لندن و ناصر خسرو في طهران.

نحن نقول أن من هم معارضة معروفة خارج الفبركة الاستخباراتية , هي معارضة يجب عليها أن ترفض الاستبداد الداخلي و العدوان الخارجي.

أن معادلة شيطانية كالتي تقول أن تكون مع الاستبداد الداخلي أن تكون ضد العدوان الخارجي أو أن تكون مع العدوان الخارجي فأنك ضد الاستبداد الداخلي , أن هذه المعادلات هي شيطنة إعلامية و محاولة لأستحمار الشعوب العربية.

فنحن نقول :

نحن ضد العدوان الخارجي وأيضا ضد الاستبداد الداخلي هذه هي المعادلة الصحيحة.

ولعل استعداء الخارج المتآمر علي الوطن بطلب قوي استعمارية أخطر من الاستبداد الداخلي لأن الهدف هو دمار "وطن" وليس إسقاط "نظام" و الدليل بالأسفل:

فالنتحرك بقراءة الوثائق و ما هو منشور و معلن خارج أطار الدعايات التلفزيونية و خارج أصوات البروباغندا الإعلامية لنفهم ما وراء اللعبة و هذا كلام وثائق تتحرك في خط التطبيق و ليس كلام عن "نظرية مؤامرة!"

ماذا هناك؟

علينا أن نقرأ التوصيات النهائية لمؤتمر هرتلسيا في أبريل من هذا العام 2013 , و هو المؤتمر السنوي الذي يشارك فيه كل خبراء الصراع العربي الصهيوني من كل العالم و السلطات التنفيذية و الاستخباراتية بالكيان تشارك و تلتزم بتطبيق التوصيات و مقررات المؤتمر وهذا المؤتمر وظيفته رسم و توجيه السياسيات المستقبلية للصهاينة و يتم عقده في قرية فلسطينية قديمة تم إلغاء اسمها و تزويره و وضع أسم هرتزل كاسم للقرية و تقع شمال مدينة "تل الربيع الفلسطينية" و التي سرق و زور الصهاينة أسمها إلي "تل أبيب!".

أذن حركة الصهاينة علي أرض الواقع ترسمه قرارات هذا المؤتمر و توصياته , الذي قرر أمور خطيرة و منها أقراره بأن سوريا هي المحور الاستراتيجي الأهم , و خاصة بما يتعلق بالجيش العربي السوري , و هو أخر جيش حقيقي قادر و يستطيع الحرب و الدفاع و الردع و يمتلك عقيدة قتالية و تتحرك دولته ضمن مشروع للتحرير.

يشير التقرير إلي منع فقدان السيطرة علي أسلحة هذا الجيش , مما قد "يُلزم" القيام بخطوات عسكرية "دولية"؟

طبعا كل هذا الخطر موجود في حال نجاح المشروع السوري بخلق الجبهة المشرقية كقوة فارضة للسلام مع الكيان الصهيوني يتم فيها تحقيق أعادة "كاملة" للجولان المحتل و تحقيق نوع من التسوية العربية الفلسطينية ضمن موقع القوة الحالي كتكتيك علي أقل الأمور, و هذا المشروع هي نظرة براغماتية باردة يتحرك فيها السوريين كدولة و لست أقول كنظام ضمن قراءتهم للواقع العربي و الدولي و ضمن تراكم خبراتهم ضمن صراعهم مع الصهاينة, و هذا المشروع لا يهتم السوريين بأي أثارة إعلامية من هنا و أي استفزاز كلامي من هناك أو بأي مزايدات خطابية من هنالك فهم صبورين بطيئين ملتزمين بخطتهم كقوالب الثلج لا تذوبها حرارة الإعلام الاستعراضي.

كل هذا منتوج خبرة تعامل بالطبع فالسوريين جربوا الحركة مع الاستعراضات الإعلامية والمزايدات الخطابية و واجهوا سقوط مدوي علي أرض الواقع و هذا ما حدث ف 1966 و 1967 فلذلك هم جربوا و تعلموا و تغيروا فاتخذوا مشروع أخر و هو ما ناقشناه بالاعلي.

إذن نجاح هذا المشروع الذي يتقاطع و يتكامل مع مشاريع أخري بالمنطقة مما يتحرك فيه الروس و الصينيون و الجمهورية الإسلامية مما يخلق تنسيقا مصلحيا بامتياز , وهذا كله يشكل خطر علي الكيان الصهيوني في حال تشكل "شرق أوسط جديد!" ترسمه هذه المشاريع و ليس "شرق أوسط جديد" ترسمه مشاريع الأمريكان بالمنطقة!

مما سبق كله أصبح إلغاء الجيش العربي السوري من الوجود حاجة صهيونية و المنفذ يجب أن يكون "دوليا".

طبعا يوصي المؤتمر بخلق و تركيز الصراع السني الشيعي بالمنطقة و خلق حالة من العدو البديل للعرب وهم المسلمين الشيعة! و خلق من الجمهورية الإسلامية المقامة علي أرض إيران "بعبع" شيعي يخاف منه العرب وهذا كله عملية صناعة عدو "وهمي" و هي محاولة لأستحمار العرب طائفيا بعيدا عن عدوهم الحقيقي.

أن الحل العسكري للمشكل الداخلي السوري وصل إلي طريق مسدود , و يراد لسوريا أن يتم استنزافها مع تدمير الجيش النظامي ليتم أخراج سوريا من ساحة الصراع العربي الصهيوني و تدمير إستراتيجية سوريا"الدولة" لفرض توازن إستراتيجي ضمن جبهة مشرقية يفرض السلم و يعيد الجولان المحتل , لذلك المطلوب تدمير الجيش و خلق كانتونات طائفية في سوريا تتصارع فيما بينها و تكون سوريا عند تلك النقطة كالسرطان الذي يقذف أجزائه المميتة من الموت إلي محيط سوريا العربي من لبنان إلي الأردن و الخليج العربي, لتتفجر المنطقة العربية كلها بحروب طائفية تصنع الفوضى الخلاقة كما يريد الأمريكان بتناغم موسيقي مع الصهاينة , وهذا كله منشور و موثق في إستراتيجية إسرائيل الكبرى بما يعرف بمشروع آيتان شارون و هذا ما أكده مؤتمر صنع سياسات الصهيونية في هرتلسيا..

هذا من ناحية و لكن من ناحية أخري فلنحاول قراءة ما هي ردود أفعال حلفاء السوريين؟

في رأي كاتب هذه السطور أن الجمهورية الإسلامية المقامة علي أرض إيران لن تتدخل مباشرة

إذا كانت الضربة "محدودة!" ولكن لعله من الواضح أن الجمهورية الإسلامية في حال الضربة الشاملة فأن التدخل سيكون شامل أيضا, لأن الضربة في سوريا و لكن الهدف هو الجمهورية الإسلامية المقامة علي أرض إيران.

وفيما يخص روسيا فمن الواضح أنها لن تتدخل عسكريا بشكل "مباشر" لأن ذلك يعني حرب نووية مفتوحة, و لكن من الأكيد أنه سترد علي العدوان علي سوريا بشكل "غير مباشر" من خلال دعم الجيش السوري , و من حيث تزويد الجيش العربي بسوريا بسلاح يقلب التوازن , وهذا غير الكلام المتكرر عن منظومة صواريخ اسكندر و فهناك حديث يجري منذ فترة بين الأوساط الغربية عن الكيفية التقنية التي أسقط بها الجيش بسوريا الطائرة التركية و التي هي طائرة تتحرك بتقنية لحلف الناتو, فواضح أن لدي السوريين ما هو جديد؟

والأخطر بالنسبة لدي الغرب هو ما يتم تداوله عن تزويد الروس لحلفائهم السوريين بسلاح "قالب للتوازن" و هو نفس الكلام إلي يتردد تجاه المقاومة الإسلامية , و هذا القلب للتوازن الموجود بالغموض حاليا هو ما فسره البعض بتغير الخطاب السياسي للسيد حسن نصر الله و تصريحه بأن الصراع هذه المرة سيكون علي أرض فلسطين المحتلة.

ولكن علينا أن نتحرك من كل هذا بنقطة مهمة تستخدمها المقاومة و الجمهورية الإسلامية من ورائها و هي صناعة "صندوق للغموض"؟

ماذا نقصد؟

أن خلق حالة من "الغموض" بخصوص ما لدي حزب الله و الجمهورية الإسلامية من قدرات عسكرية قتالية هو جزء من برنامج الحماية الذاتي و هي لعبة سياسية ذكية جدا تتلخص بالانغلاق علي الذات و خلق حالة من عدم المعرفة لدي الأخر المتآمر و أيضا الابتعاد عن الاستعراضات الكلامية مما يخلق خوف من المجهول لدي الأعداء , و في حالة الجمهورية الإسلامية المقامة علي أرض إيران نستطيع أن نضيف مسألة تعدد الخطاب الإعلامي لديهم و أيضا تعدد رؤوس الدولة مما يتيح فرصة للمناورة و أيضا للتراجع عن أي تصريح أعلامي مثير للأخر ,و كل هذا يصب في مصلحة سياسة " صندوق الغموض" و هذا أيضا يخدم الخط البراغماتي المصلحي التي تتحرك به الجمهورية الإسلامية ضمن مشروعها في المنطقة.

وما يخيف الغرب و الاستكبار بشكل عام بكل مراكزه العالمية هي رسالة قديمة قدمها نفس

"صندوق الغموض" المتمثل بحزب الله و الجمهورية الإسلامية و هو ما حدث أعقاب اغتيال المرحوم السيد عباس الموسوي , و هو الرد علي الاغتيال الذي حدث في الأرجنتين , و أن لم يعلن أحد من أركان "صندوق الغموض" مسئوليتهم عن التفجير, و لكن الرسالة واضحة كل الوضوح , و هي أننا "نقدر" و أننا " نستطيع".

الرسالة تقول:

لدينا مراكز أستخباراتية تصل إلي الجزء الأخر من العالم ,فأذن نستطيع الوصول إليكم أيضا , و لدينا القدرة علي العمل بكل مكان و التفجير بأي موقع و الانسحاب بكفاءة من غير أن نترك أي دليل, وهذه دلالة اختيار الأرجنتين كموقع للرد علي اغتيال الشهيد عباس الموسوي , و المسألة واضحة و الرسالة من " صندوق الغموض" وصلت , و الاستكبار بكل أركانه و مراكزه ليس غبيا لكي لا يفهم.


قراءة لخط الإرباك قبل (سَورنة) مصر

أن هناك "خط أرباك" ممتد من طهران للعراق مرورا بسوريا و لبنان و نزولا لفلسطين و ينتهي عند مصر, أن "خط الإرباك" هو ما نحاول إن نقرأ ما يجري فيه من معطيات و أمور و ما يحدث فيه من لعبة للأمم .

في صراعات الأمم الناس هي من تدفع الثمن وتضيع تضحياتها مع الزمان و ينساهم التاريخ و في ظل لعبة الأمم و في ظل تلك الدماء المنسية حدث تفجير أجرامي غير أنساني في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت في لبنان.

أن تفجير الضاحية جري وسط "أرباك" ممتد من الجمهورية الإسلامية المقامة علي أرض إيران إلي العراق إلي سوريا و لبنان نزولا إلي مصر, فهل هو "أرباك" ضمن غرفة عمليات يديرها مايسترو واحد؟


أم إن الصدفة و لا صدفة في السياسة هي من تحرك الأمور؟!!

هل كل هذا الإرباك الممتد إقليميا هل هو أمر مطلوب أميركيا للخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية التي أنتجها فشل النظام الرأسمالي لفقدانه"أزمة" و فشله في صنع "أزمة" و عليه هو بحاجة إلي فوضي خلاقة لتحريك اقتصاده الذي هي اقتصاد حروب؟

هل المطلوب أن يتحرك الاستكبار لضرب الشريط الممتد علي طول خط الإرباك من إيران إلي لبنان نزولا إلي مصر و تحريك نخب اقتصادية\سياسية مرتبطة بالاستكبار تنفد ما يريد ليستفيد هو و تنتفع هي؟


أن العمل علي تفجير "خط الإرباك" الممتد من طهران إلي لبنان نزولا إلي مصر , هذا كله يكون مشهد تفجير الضاحية الجنوبية الأخير هو صورة لمشهد فوضي خلاقة قادمة في المنطقة كما بشرت كونداليزا رايس شعوب العالم و هي وزيرة الخارجية الأمريكان الذي يقدسون مصالحهم الإمبراطورية و امن الكيان الصهيوني و استمرار بقائه كقاعدة عسكرية علي حجم دولة في المنطقة.

أن تفجير الضاحية جاء ضمن مشهد و هي صورة من دم لأبرياء لن يذكرهم التاريخ ذهبوا ضمن لعبة الأمم و صراعات الإمبراطوريات.

أن هذا التفجير يفجر تساؤلات عديدة أصبح من الواجب و المطلوب الإجابة عليها:

من حيث التخطيط؟

فالتفجير حدث في منطقة مُؤَمنة أستخباراتيا و في نفس الوقت مكتظة سكانيا في ظل تشابك معرفي بين الناس , بمعني أن رغم الكثافة السكانية في الضاحية فأن الناس تعرف بعضها البعض بشكل كبير و تتواصل مع بعضها البعض بشكل عميق في ظل خبرة للعمل السري تتقنها التنظيمات اللبنانية مبنية علي خبراتها المتراكمة علي طول الحرب الأهلية ضد بعضها البعض و ضد أجهزة الاستخبارات الدولية , كيف لا؟ و لبنان هو تاريخيا ملعب للآخرين...كل الآخرين , فلبنان مركز حرب استخبارات العالم ضد بعضها البعض , و لذلك هناك خبرة و قدرة و إتقان للتعامل ألاستخباري, من كل هذا نستطيع أن نقول بكل ثقة أن من خطط كان علي مستوي القدرة الكبيرة بحيث أستطاع اختراق كل تلك الخبرة و القدرة و الإتقان التي تقابله ناهيك عن تسلسله بين الناس و انسحابه , ناهيك أن هناك من درس المنطقة بشكل دقيق حيث يعرف أن المكان مزدحم في هذا الوقت بالذات لذلك يعطينا الدلالة أنه كانت هناك دراسة جهاز كبير و ليس الأمر تخطيط فردي بسيط لجماعة مجهولة ساذجة.

كل هذا يقال وسط كلام يجب أن يتم التذكير فيه و هو أن مسئولية حماية الضاحية الجنوبية تقع علي تنظيمين حزب الله\حركة أمل و فهذا الخرق الأمني هم من يتحملون مسئوليتهم لأنهم هم من يمسكون بالأمن في تلك المنطقة.

وأتصور أن هناك محاسبة داخلية حزبية ستتم للمتسبب لهذا الخرق الذي حدث؟

ومن حيث التوقيت؟

علي المراقبين أن يلاحظوا أنه جري التفجير في ذكري هزيمة الصهاينة عسكريا و سياسيا و ثقافيا في تموز 2006, فهناك من أراد إرسال رسالة إلي المقاومة الإسلامية في ذكري انتصارها؟فمن هو؟

ولعله توقيت لا علاقة له بذكري هزيمة الصهاينة و لكن له ارتباط وثيق بفشل عسكري علي الأرض السورية تعانيه الجماعات المسلحة هناك التي أصبحت تتقاتل مع بعضها البعض و في نفس الوقت تقاتل الجيش العربي السوري و حاليا دخلت هذه الجماعات بحرب ضد القومية الكردية!

إذن هناك من يقول أن تفجير الضاحية دليل عجز و قلة حيلة ومنتوج فشل عسكري لمن يريد إسقاط النظام في سوريا؟

خاصة مع ما تم تسريبه من أبلاغات روسية لعدد من دول عربية و دول غربية من أن روسيا لن تسمح بتغيير موازيين القوي في سوريا.

و هذا واضح وجلي حتي من قبل تفجير الضاحية الأخير من حيث تزويد الروس للدولة في سوريا بأحدث منظومة صواريخ لديها و هي منظومة اسكندر و هي صواريخ يستحيل تزويدها لنظام "سيسقط" بل هي لنظام "سيستمر".

أن هذا الدعم الروسي ليس دعم عاطفي بطبيعة الحال بل هو مساندة لمصالح روسيا من حيث استمرار الروس بالبقاء كدولة إقليمية محورية في المنطقة و خاصة بالبحر الأبيض المتوسط حيث فقدان سوريا الحليف يعني تقوقع روسيا علي نفسها و طردها خارج أوروبا و البحر الأبيض المتوسط , ناهيك عن سقوط في فلك السيطرة الأمريكية من حيث تحكم الأخيرة بثروات الغاز والنفط علي الساحل السوري , و هنا تدخل الصين علي خط الأزمة في سوريا و هي تنقل صراعها علي الغاز و النفط الإفريقي إلي الساحل السوري لذلك الصين ضامن أخر لبقاء النظام في سوريا في البقاء و الاستمرار .

أن فقدان الغاز و النفط يعني دمار ثلاثي للروس و الصين و الهند و أعادة سيطرة أمريكية علي العالم والتحكم بمن يريد صناعة إمبراطوريته الدولية بعيدا عن الاستكبار العالمي متمثلا بقيادته الأمريكية.

هنا نجد دعم الإمبراطوريات الناشئة بهدوء للدولة في سوريا بما يسمي محور دول البريكس.

هو دعم ليس حبا ب"علي" بل كرها ل"معاوية"!


كذلك في ظل "خط الإرباك "هناك ذهاب فلسطيني إلي مفاوضات لا معني لها و لا قيمة علي مستوي الانجاز في عملية السلام و التي لم تصنع شيئا علي مدي 23 عاما فماذا ستصنع ألان؟

في ظل خسارة الفلسطينيين لكل شي من حيث حقوقهم بعد إن قدموا كل شي فهم اعترفوا "رسميا" بحق الكيان الصهيوني بالوجود و تم استدعائهم مرة أخري بمهانة ليعترفوا و يعيدوا الاعتراف أبان فضيحة كلينتون الجنسية , و هذا الاعتراف هو كان ما يريده الصهاينة وحصلوا عليه و أنتهي الأمر بالنسبة لهم , و تخلصوا من الانتفاضة الفلسطينية الشعبية ضدهم و تخلصوا من الإحراج العالمي بحربهم و قتلهم لأطفال الانتفاضة و قدموا حق أدارة خدمات بلدية لمناطق ميكروسكوبية من حيث المساحة ولكنها مناطق صداع مزعج للصهاينة.

إما الأراضي و استعادتها.
حق العودة.
دولة فلسطينية.
تعويض المتضررون من عام 1948 إلي اليوم.
الاعتذار التاريخي للفلسطينيين

لم يحصل و عليه نقول أن الفلسطينيين لم يستفيدوا شيئا من كل التمطيط الذي حدث علي مدي 23 عاما و أن تم تقديم أفراج عن الأسري لرفع الإحراج عن من يريد إن يعود إلي التفاوض من الفلسطينيين "رسميا".

أن "خط الإرباك" ممتد ونازل إلي مصر حيث تفجر الصراع بين الجيش"الفرعون الطيب الجديد؟!" و حزب جماعة الإخوان المسلمين الذين تم إقصائهم من مواقعهم الشرعية القانونية بانقلاب عسكري جديد هو سيناريو مكرر لما حدث مع مبارك مع الفارق أن حسني مبارك ليس لديه حزب يقاوم الانقلاب العسكري؟

إذن هناك من يقول أن الاستكبار العالمي يفترض العمل علي صناعة فوضي خلاقة في ظل أعادة تموضع أمريكي , و هنا ينطلق المحللين متسائلين هل هو تكرار لسيناريو الجزائر؟
هل ستتم صناعة حرب أهلية في مصر؟

و أيضا هناك من يتساءل حول إذا ما كان دعم الأمريكان الابتدائي لحزب جماعة الإخوان المسلمين كان خدعة خبيثة لخلق فوضي خلاقة ضمن سيناريو اصطدام و تصادم مع الجيش المصري و تدمير مصر بحرب أهلية؟

و اللافت هو أنه صراع مصري \مصري بوساطة أمريكية! أن علي المراقبين أن يلاحظوا زيارة ماكين المتصهين إلي القاهرة و الزيارات المكوكية للأمريكان و منها الغير معلن بالتأكيد وأن يلاحظوا تغيير السفير الأمريكي في القاهرة و هل له دور ل"سَورنة" قادمة لمصر؟

بحالة تريد عكس الحالة السورية بمصر أي "سورنة" المحروسة و علي المراقبين إن يلاحظوا ما يحدث في سيناء من حيث فقدان السيطرة و انتقال المسلحين.

أن "سَورنة" لمصر حقيقة مرعبة قد"وأقول قد" تأتي و تتفجر في ظل غياب دستور شعبي توافقي يحل التناقض المجتمعي في مصر و هذا الغياب سيخلق أزمة مستمرة و استمرار التناقض سيؤدى إلي حرب أهلية و هذا المشكل جزء من المسئولية تقع علي حزب جماعة الإخوان المسلمين حيث فشلوا في صناعة دستور توافقي و حاولوا فرض دستور لحزب و ليس دستور لمجتمع.

أن النظام في مصر لم يسقط بثورة 25 يناير و لا بثورة ال30 بل تم الانقلاب العسكري علي اليافطات الرئاسية المقبولة أمريكيا و علي الناس أن لا تنسي أن الجيش المصري ليس هو"الفرعون الطيب" بل هو جزء أساسي و محوري من نظام حسني مبارك أي نظام الصانع لكامب ديفيد و الذي حمي و ساند كل نظام كامب ديفيد علي مدي أكثر من ربع قرن, و هو نفس الجيش الذي أشترك في فساد و امتيازات نظام حسني مبارك, فالجيش هنا هو جزء من "فلول نظام" و ليس جزء من
" ثورة شعب".

أن هناك بالتأكيد اختراق أمريكي كامل للجيش المصري منذ انفتاح مصر أستخباراتيا بعد اتفاقيات كامب ديفيد و يمكن ملاحظة كيف إن الأجهزة الأمنية المصرية مخترقة من الخارج بما حدث مع الشهيد سليمان خاطر و اغتياله في ما كان يفترض أنه أقوي موقع أمني مصري و نحن نتكلم عن اختراق كامل بالثمانينات فكيف هو مدي الاختراق بعد ربع قرن من الحادثة؟

الواضح أنه سيكون أكبر و أعمق و أقوي.

أنا سني محمدي لأني شيعي علوي

تتحرك منذ زمن أصوات طائفية تعيش العقدة المذهبية من المسلمين الشيعة بشكل أكثر وضوحا في هذه الأيام , و تتشكل هذه الحملة بالتناسق مع التوجهات الاستخباراتية المعروفة التي تتحرك علي مبدأ فرق تسد لتحقيق مشروعاتها في المنطقة مستغلة العقد الطائفية الموجودة في داخل النفوس و كذلك قلة الوعي المطلوب لكشف المؤامرات و فضح ما وراء السطور و ما يحاك تحت الطاولات أذا صح التعبير.

أن المسألة عند هؤلاء تتحرك بنفس طائفي يعيش العقدة من الأخر, و هذا ما يحرك التحليل أكثر من الحقائق العلمية و أو إن المسألة تتحرك لمن يدفع أكثر لهم؟


أن هناك علي طريق مهاجمة التشيع الإسلامي إذا صح التعبير أمور كثيرة يستخدمها هؤلاء و منها التخويف من مسألة ولاية الفقيه!؟

أن ولاية الفقيه هي ببساطة نظرية في الحكم الإسلامي أخذت مكانها في التطبيق بعد أن وافق عليها الناس عندما انتخبوا مجلسا دستوريا يضع دستورا و هذا المجلس شارك به الجميع ما عدا الملكيين و يعترف بنزاهة الانتخابات الجميع بما فيهم الملكيين.

و هي نظرية قد تصح و قد تصيب و لكن لها واقع دستوري و مؤسساتي ألان و أذا أختار الناس أن يغيروها بنظرية أسلامية أخري فهناك الآليات الدستورية القانونية الواجب أتباعها و هذا موضوع أخر.

و ينطلقون بالتخويف إلي الثورة الإسلامية التي حصلت علي أرض إيران علي أنها ثورة لمذهب؟؟؟!!!

و نحن نقول هنا:

أن الثورة الإسلامية ليست ثورة شيعية بل هي ثورة أسلامية أشترك بها الجميع.

و الإمام روح الله الخميني هو من قال يا مسلمين العالم أتحدوا أتحدوا

و هو من قال :

من قال هذا شيعي و هذا سني فقد كفر.

و هو من أسس أسبوع الوحدة الإسلامية.

و هو من قال و طالب بتغيير أسم الخليج الفارسي إلي الخليج الإسلامي.

وعلينا أن نسأل؟

لماذا تمنع في الجمهورية الإسلامية الكتب الطائفية التي تهاجم المذاهب الإسلامية السنية و تنتشر علي العكس كتب سيد قطب و محمد قطب و يوسف القرضاوي و حسن الترابي و آخرون ؟
و تنشر الدولة تلك الكتب.

لماذا يتم تسمية الشوارع و المدارس باسم سيد قطب و حسن البنا و سليمان خاطر؟

و لماذا لا يتكلم أحد من المسلمين السنة الإيرانيون عن طائفية الثورة بل هم من يتحدث عن أسلاميتها علي العكس من الطائفيين العرب الذين يعيشون العقدة المذهبية.


أن المسألة عندما يتحرك البعض من عقلية طائفية تكره الأخر بعيدا عن التحليل العلمي تضيع البوصلة و لكن هناك من يفرح و هو عدو المسلم الشيعي و عدو المسلم السني الذي يريد لنا أن نعيش العقدة و الكراهية من بعضنا البعض لكي يتسنى له النفاذ ألينا لطبق خططه و مؤامراته.



أن انتشار التشيع حالة طبيعية لأنه فكر يقرأ و قناعة تتولد و أيمان يحصل, فمن المستحيل محاصرة الفكر و قتل الإيمان داخل القلوب و أن صرح اللسان بعكس الإيمان.

وليلاحظ القارئ الكريم أنه رسميا و بفتوى من الأزهر الشريف من الإمام الأكبر المرحوم محمود شلتوت فأن المذهب الإسلامي ألاثني عشري هو من مذاهب أهل السنة و الجماعة فعليه كل شيعي هو سني و كل سني هو شيعي و نحن نقول كذلك أنهم كلهم مسلمين بالأول و الأخير.


أن الوحدة الإسلامية و الاتفاق علي كلمة سؤاء هو الشي الذي سيصنع القوة للمسلمين و ليس نشر الفرقة و الجدل العقيم , ولنتعلم من جمال الدين الأفغاني الوحدة و هو المسلم السني الذي تعلم في حوزات الشيعة.

و لنعيش مع أفكار الإمام الخميني الوحدة و لنقرأ كتب مهمة تتحرك في خط الوحدة و نشر الوعي كالكتاب المهم جدا للشهيد شريعتي" هكذا كان يا أخي".

أن الإسلام بحاجة إلي الوحدة.

فيا مسلمي العالم أتحدوا .......أتحدوا


قراءة في سيناريوهات المنطقة ضمن واقع إسلامي مرتبك

باتت الحركة الإسلامية في هذه المرحلة من الزمن أمام تحدي الواقع الذي يفرض شروطه على النظرية الإسلامية و على أي حركة تنظيرية كانت تعيش الفكرة, و لعل ما يجري حالياً من تغييرات جذرية في العالم العربي قد وضع من يتحرك إسلامياً أمام محك التجربة و أمام امتحان إثبات صحة نظرياته.
في ظل ظروف الصراع و المعركة على أرض الواقع تكون الأمور حساسة و مضطربة, وهذا شي طبيعي لحالة التحفيز والانتظار وما قد يحدث من مفاجآت قد يتم معها تغيير السيناريوهات إلى سيناريوهات أخرى, أو أن تخرج أمور عن نطاق السيطرة, وكل هذا أمر طبيعي .
إن نقد الحركة الإسلامية في أي مكان بالعالم هو شي مطلوب وحيوي من باب مبدأ التدافع القرآني الذي يصنع التكامل للحركة في طريق النجاح والوصول إلى النهضة الفردية والرقي الحضاري المجتمعي ولكن النقد من باب إصلاح الحركة وليس إسقاطها, وهناك من يتحرك في النقد من باب الرغبة في الإسقاط، وهؤلاء يتحركون بالتآمر والارتباط بأجهزة استخباراتية أو جهات لديها أجندة مختلفة تتنوع بتنوع الأهداف والخطط الاستراتيجية التي تضعها مراكز الأبحاث للقوى الاستكبارية وتطلب من الاتباع التطبيق على أرض الواقع، وهذا هو دور العملاء الذين يتحركون على الساحة.
إن على المتواجدين في موقع القيادة بالحركات الإسلامية الاقتناع بأن النقد ليس مظهر عداوة بل هو حالة طبيعية مطلوبة، وبفقدانها سيتجمد العقل عن التفكير وستتهرئ أي حركة وسيتم إضعاف أي موقع للقوة.
نحن أمام حركة إسلامية في المنطقة العربية في طريقها للسلطة و بعضها قد وصل، ولدينا حالة تاريخية مستمرة إلى الآن كدولة وكنظام تمت إقامته على أرض إيران وتأسس أيديولوجيا على فكرة أن الإسلام هو فكر للحياة وطريق لنهضة المجتمع.
 إذن، سننطلق من هذه التجربة الإسلامية الفريدة التي تمت إقامتها على أرض إيران.
لا شك أن النظام الإسلامي الذي تمت أقامته على أرض إيران قد مر بمراحل مفصلية في عمر تجربته كتجربة بشرية على أرض الواقع, وحسب رؤية كاتب هذه السطور مرّ النظام الإسلامي بثلاث مراحل مفصلية:
المرحلة الأولية: هي ما قبل التأسيس، حيث نقاوة الحركة الإسلامية من حيث الفكر والإخلاص والحرارة الثورية - إذا صح التعبير- ومن حيث الانطلاق بمحاولات التأسيس في العراق وإيران و لبنان, حيث تميزت المجاميع التي انطلقت في هذه البلدان بتعدد الأساليب ووحدة الهدف النهائي بإقامة نموذج لدولة إسلامية.
إن ما قبل التأسيس الذي أنتهى بإقامة النظام الإسلامي على أرض إيران أوصلنا إلى المرحلة الثانية: حيث تحركت مؤسسات النظام هناك في أكثر من طريقة للعمل لمواجهة تحديات التدمير القادمة من الخارج, حيث واجه الإسلاميون حرباً عبثية و غزواً صدامياً "بكارت أخضر أميركي" تم فيها تصفية الكوادر الحركية الإسلامية المخلصة، وأيضاً حرباً داخلية استخباراتية تم فيها تصفية النخب القيادية الإسلامية, ضمن ما حدث نجح من تبقى من كوادر الحركة الإسلامية من البقاء على الساحة كنظام سياسي و لكن تم القضاء على الثورة الإسلامية، ولكن تم تأسيس دولة مؤسساتية معقدة التشكيل والتنظيم، فارغة من الكثير من الكوادر الإسلامية المخلصة، وبغياب جوهري لقيادات الصفوف الأول التي كانت موجودة في مرحلة ما قبل التأسيس. وكل هذا البينان الدستوري المعقد التشكيل هو واجهة لشبكة استخباراتية أمنية متشابكة تعمل بالخفاء وهي الشبكة نفسها التي تمت صناعتها في مرحلة ما قبل التأسيس، وهي التنظيم السري الذي قام بصناعته الإسلاميون على مدي سنين طويلة ليكون العمود الفقري للنظام الإسلامي.
إذن، هناك مؤسساتية تتحرك بالواجهة وتنظيم سري يمثل قاعدة النظام الأساسية, وهذا ما يوصلنا إلى المرحلة الثالثة: حيث حدث هناك تناقض بين المؤسسة والشخصيات الموجودة فيها، حيث غياب نقاوة الفكر الإسلامي وغياب القيادات المهمة التي كانت موجودة في المرحلة الأولى أيضاً, ويدخل على هذا التناقض ثنائية تتحرك كوحدة واحدة قد تطغي إحدى هذه الثنائيات على الأخرى!!
إن هذه الثنائية التي تتداخل مع تناقض المؤسسة والشخصيات تم ترفيعها لغياب وتغييب المؤسسين عن الساحة . وهذه الثنائية هي ثنائية (الإسلام\القومية) داخل النظام الإسلامي المقام على أرض إيران, حيث قد يقوي الجانب القومي على حساب الجانب الإسلامي، والعكس قد يحدث، ولكن الثنائية تتحرك ضمن الواقع المعاش منذ تأسيس النظام الإسلامي إلى الآن، ومن يحدد أي جانب من ثنائية (الإسلام \القومية) يكن أقوى من الآخر هو ما تنتجه المؤسسات الدستورية الموجودة علي الواجهة ومجمل أجهزة التفكير التي تصنع القرار داخل النظام الإسلامي المقام على أرض إيران. فالذي يحدد الأقوى هو ما تنتجه انتخابات النظام, ناهيك عن الجو العام للشعب الذي يعيش على أرض إيران. فالحماس لأي جانب من الثنائية شعبياً يختلف باختلاف الزمن و الظروف, ناهيك عن التنظيم الأمني الاستخباراتي الذي يشكل القاعدة الخفية لحماية النظام من أي سقوط أو هزة أو محاولات انقلاب.
إن منتج هذه المراحل الثلاث هو تحرك النظام الإسلامي براغماتياً وبما يخدم مصالح الثنائية (الإسلامية\ القومية) ضمن مشروع الجمهورية الإسلامية التي تحمله للمنطقة. إن هذا المشروع الذي يحمله الإسلاميون في إيران أتصور أنه وصل إلى قناعة واقعية تنص على إنشاء ما يشبه نفوذاً إمبراطورياً إقليمياً يتم فيه فرض النظام الإسلامي المقام على أرض إيران، ضمن تحالفات استراتيجية تشمل محيطاً واسعاً يشمل تركيا والعراق ولبنان والأردن، وبالطبع سوريا الحليف القومي العربي الأبرز للإسلاميين الموجودين في إيران.
هذا المشروع هو ما يتحرك على خط التطبيق بصبر كبير وتأنٍّ - إذا صح التعبير- لفرض حالة من الأمر الواقع على الإمبراطورية الدولية الأكبر وهي الولايات المتحدة الأميركية.
وهنا ننطلق للحديث عن حزب الله وما يمثله من حمل للواء المقاومة الإسلامية التي التزم بها كمشروع يتحرك به في الواقع اللبناني. و لا شك أن هذا الحزب يُعتبر أحد مكونات الحركة الإسلامية العالمية، وهو مكون أساسي من مكونات الطبقة السياسية اللبنانية وله من السلبيات والإيجابيات كأي حزب أو حالة بشرية أخرى, و لكنه  يتشرف بحمل لواء إكمال الانتصار الأول الحقيقي على عدو الأمة العربية والإسلامية، الكيان الصهيوني .
  لقد هُزم الكيان الصهيوني وفر من لبنان وانكسر, هذه حقيقة صنعتها تضحيات الشهداء والمجاهدين، وهي تتمة لحراك نضالي وجهادي طويل منذ السبعينيات، شاركت فيه مختلف القوى الأخرى من شيوعيين وقوميين، وأشخاص غير مؤدلجين أيضاً. فقضية تحرير التراب الوطني أتصور أنها قضية شعب ووطن وأمة.
ضمن هذا الانتصار حدث هناك انقلاب في  للمعادلة الدولية والإقليمية صنعتها المقاومة بشكل أربك مراكز الأبحاث التي تم وضعها في زاوية التحدي لتدمير الحالة الانقلابية الجديدة، مع كل تأثيراتها التي أحدثتها في العالم الشرقي والعقل العربي بالخصوص الذي استسلم لواقع الهزيمة، فإذا به يجد واقع انتصار.
إن المقاومة الإسلامية تنوب عن الجميع- إن صح التعبير- في معركتها في  لبنان، وتمثل حجر العثرة لكلّ المشاريع المراد تنفيذها في المنطقة، لذلك هناك ضغوط كبيرة تمارس عليها لإسقاطها أو إضعافها، و مسؤوليتها أمام واقعها الداخلي الخاص بها كبير أيضاً.
إن إحدى النقاط الايجابية للمقاومة الإسلامية (حزب الله) هي في حراكها الداخلي الذي انطلق مؤسّسياً نحو عدم استغلال النصر حزبياً، فصانع التحرير في التاريخ هو من ينفرد بالسلطة الكاملة، ولكن هذه الحالة التاريخية لم يطلبها حزب الله، ولكنه تحركت ضمن إطار تعقيدات الواقع اللبناني، مما أدي إلى خلق حالة من الراحة في تعقيدات الوضع اللبناني الداخلي، ومما قوى موقع المقاومة من خلال التحرك المشترك مع مجموع من الأحزاب والقوى الحليفة.
إذن، ما هي المخاوف التي يطرحها المخلصون على المقاومة الإسلامية ومجمل حراكها في الساحة الخارجية والداخلية؟
إن الإسلام يتكون  ثلاثة، شعار وفكر وحركة،  والأخيرة تمثل ما يتلمسه الناس من واقع ويشعرون به في حياتهم اليومية. فعندما نسأل أين هي الحركة الإسلامية في لبنان علينا أن نجد النموذج الواقعي الملموس والمحسوس والمعاش.
أين الإسلام في تصرفات الفرد الذي يعيش ضمن جمهور المقاومة؟
 أين هو الإسلام في تعامل من يفترض به أن يحتل موقع القيادة مع قواعده؟
أين هي النماذج الاقتصادية الصانعة لدورة إنتاجية تكفل الحركية الإسلامية بواقع اقتصادي يؤمن له وظيفة ومسكناً وعيشاً كريماً ؟
أين هو الحراك الثقافي وعملية التدافع القرآنية والتحريك العقلي لما هو سؤال ومسائلة وتفكير حر ونقد بناء على جميع المستويات؟
 أين هو الرفض المطلوب لعقليات جاهلية تتحرك بذهنية البيك والعبيد، حيث يموت العبد بخدمة البيك؟!
أين هو الخروج عن أخطاء الآخرين من نماذج قومية فشلت في مشاريعها النهضوية؟
من هذه الأسئلة وغيرها فلنتحرك بالتفكير بصوت عالٍ لنقول:
 أتصور أن الحركة الإسلامية في لبنان أخذت تتحرك بالسلبيات التي أدت إلى تدمير حركة المقاومة الفلسطينية ومجمل النموذج القومي العربي بالخصوص، ولدينا مثال مشروع القومي في عهد جمال عبد الناصر حيث تكلست القيادات بمواقعها وخلقت مشروع فساد خاص بها.
وما حدث في الواقع السوري مثال آخر, حيث انعدم التدوير وتم خلق شبكة مصالح اجتماعية اقتصادية صنعت واقعاً تجارياً لخدمة مصالح قيادات الأجهزة الأمنية، فأصبح الموقع الأمني خادم للشخص ولعائلته، مما أدي بالشعب السوري إلى الثورة ومحاولة إسقاط كل الدولة السورية التي صنعت له المأساة, وسط واقع متشابك دخلت عليه الخطوط الدولية.
وما حدث في الواقع الفلسطيني في لبنان حيث حدثت غربة القيادات عن الواقع الاجتماعي الذي انطلقت منه هو أمر يعرفه الفلسطينيون واللبنانيون, حيث عاشت القيادات أرستقراطياً في الأحياء الغنية واستمرت القواعد الشعبية في مواقع البؤس و الحرمان.
لذلك أتصور أن على المقاومة الإسلامية (حزب الله) تفعيل مبادئ مهمة لعدم إعادة تكرار أخطاء المشاريع القومية التي حدثت بالمنطقة، حيث فرض تدوير القيادات... كل القيادات على كل المستويات و أيضاً المنع الكلي لممارسة التجارة والنشاط الاقتصادي للشخصيات الموجودة في القيادة هم وأقاربهم.
أمن الناس الاجتماعي هو من أهم الأمور الواجب التحرك بها والالتزام بتحقيقها. والواجب صناعة "مقاومة اقتصادية" إذا صح التعبير لمحاربة مشروع تجويع اللبنانيين الجاري منذ التسعينيات الذي أضر بكل الشرائح وليس فقط جمهور المقاومة.
تفريغ لبنان من سكانه منتج حالة التجويع المتعمدة التي بدأت أول ما بدأت بربط لبنان كدولة بدين ملياري لم ينتج له شيئاً على أرض الواقع إلا أعادة صناعة الجوع للجائعين والثراء الفاحش للأغنياء.
إن تجويع الطبقات الشعبية أمر مطلوب دولياً كعقاب على نصرتهم المقاومة، وهناك من يريد خلق معادلة في اللاوعي اللبناني والعربي وهي أن تكون مقاوماً هي أن تكون فقيراً، جائعاً، ذليلاً، مهاناً، أما العملاء فهم الأغنياء المرفهون ممن يعيشون لذات الدنيا إلى أقصى مدى.
إن الأمن الاجتماعي والاقتصادي وخلق نموذج معيشي مقبول بين جمهور المقاومة هو أمر مفقود و ملغى عند الأحزاب التي تتبنى خط المقاومة للأسف، لذلك على من يحب لبنان واللبنانيين ويحترم دماء الشهداء أن يتحرك للمطالبة بتحقيق انتصار على مستوي الأمن الاجتماعي والمعيشي للناس.
إن الاستمرار في خط التجويع المتعمد في لبنان، والذي ابتدأ من خلال فرض حالة مديونية ضخمة تفرض التزامات دولية على الدولة اللبنانية من ناحية، وتخلق حالة معيشية صعبة يتم الانطلاق منها لخلق نوع من الغضب الشعبي على المقاومة، وفرض رسائل في اللاوعي تقول إن أي حركة مقاومة ترتبط بالجوع والحرمان، علي العكس من أي حالة عمالة وخدمة للعدو التي تحصل علي المستوى المعيشي الراقي والبحبوحة في العيش والسعادة.
إن علي من يتحرك فب خط المقاومة أن يصنع نموذجاً اقتصادياً ونموذجاً معيشياً يكسر هذه المعادلة الأخيرة، المراد تثبيتها في اللاوعي الموجود لدي الشخصية اللبنانية بالخصوص والعربية بالعموم. .
 لذلك نقول إن على المقاومة الاقتصادية - إذا صح التعبير- أن تتحرك في خط التطبيق والممارسة كما تحركت المقاومة العسكرية الاستخباراتية بخط التطبيق، لأنه بالسقوط الاقتصادي يتم خلق حالة من الكفر الذي لا يفكر كما تم صنعها في الواقع الإيراني والسوري .
لهذا، فإن على حزب الله الاستفادة من أخطاء الآخرين، وليست منظمة التحرير وحركة فتح ببعيدة عن واقعنا، حيث دمر المال كل مشاريعها وحرفها عن مسارها المقاوم إلى الذهنية الشبقة للسلطة والمال، وهذا ما يحدث مع بعض المتنفذين داخل الحزب للأسف، فاكتشاف العملاء داخل بنية الحزب هو نتاج هذه الحالة... للتاريخ نذكر بما قاله منسق أنشطة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان سابقاً، وبعد انسحاب عام 2000، ورداً على سؤال أن إسرائيل هُزمت في لبنان، فقال: سنفعل بحزب الله كما فعلنا بحركة فتح، إلهاؤه بالمال وحياة الترف لاستنزافه والقضاء عليه...
إن على حزب الله تحصين جبهته الداخلية اجتماعياً وتنظيف مناطق نفوذه من تجار المخدرات واللصوص، ومن الذين يفرضون الخوات على المواطنين بغير وجه حق... بيئة المقاومة وحاضنته هما درعها الحصينة، فأي ضعف يؤدي لهلاكها...
وللتذكير أيضاً فإن على حزب الله التخلي عن عقلية إلغاء الآخر وممارسة بعض الديكتاتورية في الفكر، فالنموذج الإيراني لا يطبق في لبنان... ولا بد لحزب الله أن يعترف بوجود الآخر وخاصة في البيئة الشيعية، ليس بالكلام فقط وإنما بالممارسة أيضاً...
إن أحد  المخاوف على المقاومة الإسلامية هو سعي حزب الله  لفرض التعامل معه والتحرك علي خطه السياسي بواسطة فرض واقع دولي يُلزم من هم ضده بالقبول بالأمر الواقع الدولي، وهذا كله يرتبط بنجاح المشروع التي يتبناه  النظام الإسلامي المقام على أرض إيران بفرض منطقة نفوذ إقليمية خاضعة له. من باب أن لبنان يقع على خط تقاطع مصالح إقليمية ودولية تصنع الواقع الداخلي الخاص به.
وهذا تحرك يعيش الوهم السياسي أكثر مما هو حقيقة، وهذا خطأ استراتيجي تعايشه وتعانيه المقاومة الإسلامية منذ ما يسمى التحالف الرباعي، حيث تحالفت المقاومة مع رموز و"بيكوات" وأحزاب لبنانية تعاملت تاريخياً مع الصهاينة، وتتحرك بخدمة أعداء لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين.
إن هذا الخط الذي سارت عليه المقاومة الإسلامية(حزب الله) وحلفاوها بالواقع اللبناني أدى بها إلي تقديم تنازلات غير مستحقة لأطراف تتحرك ضمن واقع دولي يريد إسقاط المقاومة ومشروعها.
كاتب هذه السطور لديه قناعة تقول: إن الابتعاد عن الخط الأيديولوجي والالتزام ببراغماتية مصلحية خالصة يضر بالحركة الإسلامية في لبنان، لأنها بذلك تسجل على نفسها نقاطاً تاريخية تستخدم لاحقاً ضمن الخطاب الدعائي المضاد الساعي لإسقاط كل الحركة أو إضعافها على الأقل .
إن المنطقة العربية قادمة علي مشروع فوضي مدمر، يتم فيها تفجير الصراعات المذهبية، والصراعات الإسلامية المسيحية، و تفجير كل ما يسمى هوية، ما يصنع دوائر صغيرة تتقاتل مع بعضها البعض بعبث يبعد كل جهود المنطقة عن النهضة الحضارية المطلوبة، ويخلق كيانات صغيرة ضعيفة أمام الكيان الصهيوني، يتم في كل هذا ضمان استنزاف ثروات المنطقة و من أهمها النفط إلى أن ينتهي في ظل أجواء صراع مدمر للجميع.
إنها لعبة الأمم وسيناريوهات المنطقة في واقع إسلامي يريد إعادة النهضة، فماذا سيحدث؟
إنه الزمن الذي سيحمل لنا الإجابة...
إنها كلمات ناقدة لتصويب بعض ما انحرف عن السكة الصحيحة، والسير على خطى الرسول والأئمة في الإصلاح... فالحسين خرج للتغيير، وحزب الله يحتاج لبعض التغيير للبقاء والاستمرار...
وآخر كلامنا... فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين...

ميناء بوبيان..تحريك أمريكي في ظل عبقرية كويتية

تتحرك مسألة ميناء جزيرة بوبيان(مبارك الكبير) هذه الأيام  , فماذا يجري؟ فلنتحرك بالتفكير بصوت عالي في خط التحليل.
لست أعتقد قبل كل شي أن هناك صوت عراقي يتحرك ضد المشروع بل أن هناك أمر نريد قرأته يجري ما وراء اللعبة؟ فما هو؟
 ننطلق من أمر أساسي و هو فقدان لما هو دولة بالعراق , فلا يوجد دولة بالعراق حاليا, و من هم بالمنطقة الخضراء , هؤلاء لصوص بجنسيات مزدوجة مختلفة جائوا مع الاحتلال  ,و هؤلاء يحركهم الأمريكي بالريموت كنترول لذلك ما يقال عن أزمة ميناء بوبيان لها علاقة بسادة المنطقة الخضراء و هم قوي الاحتلال و ليس بعبيدهم اللصوص.
أن المسألة كلها يتم تحريكها أمريكيا وهم من يدير المشهد بالعمق والمضمون و من هم بالمنطقة الخضراء واجهة لتنفيذ الأوامر الأمريكية.
 وقد يكون التحرك الإعلامي للموجودين في المنطقة الخضراء هو نوع من الابتزاز المالي لدولة الكويت فهؤلاء بالأساس عملاء للأجنبي وخونة لبلدهم.
فمنذ متى كان اللصوص يهتمون بالعراق الجريح و هم من أدوات تعذيبه التي يستخدمها الاستكبار و هم جزء من مشكلة العراق الجريح و ليسوا جزء من حل قضيته.
لذلك بتصوري الأزمة مفتعلة أمريكيا حيث لا أزمة بالواقع فقط.
ما يجري هو تحريك لأغراض في نفس الاستكبار الأمريكي و نحن ككويتيين علينا الوعي و الحذر من أن الأمريكان ليس لديهم صديق إلا مصالحهم ويجب علينا التحرك السياسي الذكي بما يضمن بقاء بلدنا علي الخريطة الدولية.
أن بناء الميناء ضمن خطة للتنمية, و هو حيوي لبقاء الكويت كدولة لما بعد النفط  ,و هو ضربة معلم بامتياز للدولة الكويتية و باعتقادي الأمريكان يحاربون مسألة الميناء ضمن عدم رضاهم و رغبتهم بإفشال خطة التنمية الطموحة لدولة الكويت و التي قد تتعارض مع ما يتم تداوله في الأوساط الإعلامية و السياسية من شرق أوسط جديد...الخ من هذه التسريبات التي يجب دراستها بصورة علمية بعيدا عن العواطف و الطمأنينة التي قد تحدث نتيجة للعلاقات الرسمية الشخصية.
ليست السياسة الدولية بالبساطة التي يمكن من خلالها كشف ما يجري و المسألة الدولية و تعقيداتها لا يمكن اختصارها بسؤال ما رأيك؟
أتصور أن علينا في ظل تشابك المصالح و انقلاب الحلفاء إلي أعداء و تواصل الأعداء من تحت الطاولة كأصدقاء! و العمل ألاستخباراتي المتعدد الأوجه  , أنا أتصور إن السؤال الأهم هو ما هو هدفنا ككويتيين في ظل هذا الصراع الدولي و التشابك المعقد.
في ظل قراءتي لتاريخ بلدنا استنتجت شيئا أعتقد أنه بالأهمية القصوى و هو الشي الذي ما كان يحرك الكويتيون....كل الكويتيون علي مدي أكثر من أربعمائة سنة من تأسيس البلد ككيان و واقع يتحرك علي الأرض.
كان الكويتيون يتحركون علي الساحة الدولية بهدف و هو الحفاظ علي استقلالية البلد و استمرارية وجوده علي الخريطة و اللعب علي جميع الخطوط لتحقيق ذلك الهدف.
و ضمن هذا الهدف كان اللعب السياسي أذا صح التعبير , و لله الحمد كان الكويتيون ناجحين في الحفاظ علي هذا الكيان بنجاح , لذلك ضمن هذا التصور و هذا الاستنتاج أعتقد أن علينا تقفي و متابعة طريق الأجداد بالتحرك ضمن هذا الهدف لذلك لا أهمية لمسألة ما رأيك هنا؟!

إذن ما العمل؟
إن مصلحة الكويت كبلد و شعب ليست في التصفيق للأمريكان ودفع الفواتير لهم بعد تحرير الكويت من الغزو الصدامي المجرم علي بلدنا العزيز.
إذا قبلنا ذلك كأشخاص نزعم أننا مثقفين في خط الوعي, فأننا نخدع أنفسنا و ننشر ذلك الخداع بين شعبنا الغالي و نبيع دماء الشهداء.
لأنه بكل بساطة الأمريكان تأمروا مع صدام لغزو الكويت و هم سمحوا له بغزو الكويت كما سمحوا له بغزو الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران و بعد إن تسببوا بتدمير بلدنا جائوا واخرجوا عميلهم و ولدهم صدام من الكويت و طالبونا بدفع فاتورة بتصوري نحن ندفعها إلي ألان.
 إن تأمر الأمريكان موثق بمقابلة السفيرة الأمريكية مع صدام قبل الغزو وأيضا تم نقاش هذا الأمر في الكونغرس الأمريكي مؤخرا بعد أن  سربت ويكيليكس وثائق تفيد بعملية السماح لصدام خادم الاستكبار بالقيام بالغزو , بعد أن كان موضوع المقابلة جدليا بما حدث فيها , جاءت الوثيقة كدليل يجب علينا ككويتيين قبل غيرنا الانتباه إليها و تحليلها.
 أن سياسة بلدنا الخارجية عقلانية و لله الحمد في ظل كل هذه التعقيدات المفصلة و تتميز بالحكمة و للأسف بعض البرلمانيين يعيشون تفاهة الموقف و سذاجة التحليل و هم جنرالات للمقاهي أكثر من كونهم رجال دولة حقيقيين.
فأين هم من متابعة خطة التنمية الطموحة و المهمة لضمان استمرارية البلد, و هم أصبحوا بيزنطيين يتناقشون حول مسلسل تلفزيون!؟ و يتحركون بالاستعراض الهستيري وسط افتعال كل ما هو تافه و سخيف من الأمور.
إذن نحن من موقع من يزعم انه يقدم الوعي والنباهة إلي الناس يجب إن نقول لهم الحقائق وليس إن نساهم في عملية استمرارية الاستغفال  و نحن هنا نرفض أي اتهام لنا بالتكلم بنظرية المؤامرة فكل ما قلناه هو مبني علي الوثيقة والدليل والتاريخ الموثق و منطقية تسلسل الإحداث.
أن الموضوع متشعب و معقد و لكن استطيع أن أقول أن دولة الكويت للأمانة تم وضعها في الزاوية و هي مضطرة في الكثير من الأحيان للمسايرة و ليس التبعية!؟و هناك فرق بين الاثنين بالتأكيد.
 وأنا ذكرت في أكثر من موقع أن سياسة الكويت الخارجية تتميز بالحكمة و هذا ما أفخر به و ما أسعد به كذلك و نحن نقدر الظروف المحيطة  و تعقيدات المسألة فما حدث لبلدنا المسالم ليس بالشيء الهين و السهل و نحن كبلد و شعب تم وضعنا في الزاوية الحرجة في ظل تأمر مخططات دولية كبيرة , و نحن كدولة و شعب ضحية تأمر أمريكي بالأساس منذ التحفيز الأمريكي  لغزو صدام للكويت و هناك بالفعل اضطرار حقيقي للمسايرة في بعض المواقع من هذا المنطلق نطرح مسألة أنه علينا اللعب بحذر و بذكاء للخروج من هذا المأزق الذي نعيش فيه , و التي تم وضعنا فيه بخباثة أستكبارية أمريكية و الذي كانت فيه وسيلة الاستكبار الأمريكي الخادم صدام حسين و نظامه.
و ما يضيف إلي هذا الاضطرار الكويتي للمسايرة هو أمر أخر و هو مفاجأة الكويت كدولة و كشعب بهذا الكم من الكراهية الرسمية و الشعبية العربية الكبيرة و الواسعة الغير مبررة عند حدوث الغزو الصدامي بالكارت الأخضر الأمريكي.
 و سبب هذا المفاجأة هو إن الكويت كدولة و كشعب لها العديد و الكثير من المواقف المشرفة و الحقيقية علي جميع الأصعدة الخيرية و الإعلامية و الاقتصادية و التنموية و الثقافية و أيضا الكفاح المسلح في جميع قضايا حرية الإنسان العربي و باقي قضايا الظلم في العالم...كل العالم.
ففي ظل خوف من محيط عربي و غدر نظام قوي سابق و تعقيدات دولية و رغبة في استمرار استقلال الدولة و الحفاظ علي وجودها ككيان جاءت هذه المسايرة المضطرة.
 فهناك خوف رسمي و شعبي من هذه الكراهية العربية الغير مبررة و الغريبة و الشاذة و التي ترغب بالقضاء علينا كبلد من علي الخارطة , و نحن ككويتيين استطعنا علي مدي أكثر من أربعمائة سنة بالحفاظ علي كياننا و استقلاليتنا من خلال ذكاء الشخصية الكويتية كمجتمع يتحرك و لعوامل النفوذ الشعبي الكويتي علي مستوي الشخصيات الفردية في الاقتصاد و السياسة و الارتباط بتنظيمات دولية و العلاقات الشخصية المتبادلة و أمور أخري لا مجال لتفصيل فيها ألان.
 باختصار أريد أن أقول أن:
 المطلوب من الكويت كدولة و كشعب هو العمل علي التحرك الذكي جدا و الدقيق جدا للخروج من عنق الزجاجة و لضمان استمرارية وجودنا كبلد علي الخريطة و من هذا الأمر أنطلق لأقول:
 أن خطة التنمية الكويتية هي المفصل الحساس المهم لذلك الأمر لأنها في حال نجاحها ستعيد الكويت الدور المحوري لأساس وجودها بمعزل عن النفط كثروة نابضة و هو كونها مركز تجاري مالي و ميناء للمنطقة و هذا أساس وجودها القديم و الذي يتم العمل علي أحيائه ألان.
 و هذا الأمر للتأريخ من العبقرية السياسية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما تحرك بأمر تفعيل  جعل الكويت مركز مالي و تجاري عالمي و خطة التنمية الكويتية هي تطبيق و حركة في هذا الاتجاه .
أنا هنا أتصور أن متابعة أنجاح خطة التنمية هي الخطوة الأولي للإفلات من قبضة العاب سياسية دولية أستكبارية وسط محيط كراهية عربي  و بهذا الإفلات سنستطيع الحفاظ علي وجودنا ككيان سياسي مستقل كما حافظ عليه أجدادنا منذ أكثر من أربعمائة سنة .
و لعل تحركنا في هذا الطريق هو ما جعل الأدوات و الواجهات تصرخ في المنطقة الخضراء بصوت يزعم أنه عراقي و لكن أبحث عن أمريكا في ظل كل هذا الصراخ فستجد الإجابة.





الهاربون وراء القضية

أن هناك قضايا كبري للأمة يستغلها البعض للهروب من علامات الاستفهام المتعلقة حول نفاقه و طفيليته و استرزاقه من وجوده في موقع حزبي هنا أو موقع قيادي هناك.

 وهذا النفاق و الطفيلية التي يستغلها أشخاص مثل هؤلاء من أجل منصب هنا و مال هناك , أن أشخاص مثل هؤلاء موجودين و هؤلاء نمور من ورق و هم يمثلون حالة منافقة تائهة و تافهة و مصلحيه , نعم كل هذا صحيح و هم يختبئون من المحاسبة و التدقيق و الأسئلة المحرجة عن طريق باب مهم و هو ضمان التدين الحقيقي للطرف الأخر و فهؤلاء يعرفون أن الطرف الأخر عاقل و متدين و قرأني الإيمان و الحركة و هو طرف متدين لا يعيش الانفعال و يصمت من أجل القضايا الكبرى,و هذا هو بالحقيقة خط علي بن أبي طالب عليه السلام.

 يبقي السؤال المهم ما العمل في نوعيه كهذه من البشر؟

 باعتقادي أن الصمت من باب حفظ الحركة واجب و لكن في نفس الوقت علي الحركيين تقييم المنافقين و كشفهم و توثيق حركتهم المزيفة علي الساحة و نشر التناقضات علي المستوي الإعلامي و لكن من دون ذكر أسماء و لكن لنذكر أفعالهم و أيضا بتصوري يجب المضي في خط تأصيل الفكر القرآني الحركي الأصيل في داخل ذواتنا لكي يتم ترجمته كحركة علي أرض الواقع .

يوم بُعث المسيح في جبل عامل

تشاء الأقدار الإلهية أن يسقط الطاغية معمر القذافي في أجواء ذكري تغييب الإمام القائد موسي الصدر عن الساحة بواسطة خطة شيطانية أستكبارية دولية متشابكة معقدة لقتل تلك الروح التي عشقت الله و ذابت فيه حبا و هياما و تحركت بهذا العشق و الحب و ربطته بمشاكل الواقع ليكون حركة الحب المرتبطة بمشاكل الناس.
لذلك كانت روحانية الإمام موسي الصدر و هذا العشق الإلهي للخالق ما ربطه مع أحاسيس الناس, أن عبودية الإمام موسي الصدر للرب الخالق كانت عبودية تتحرك بوعي و نباهة المسلم الذي يعيش واقع الناس ليغيره من حال سيء إلي حال أفضل.
هو كان يعيش الم الفقراء و حاجة المحرومين بذاته و بروحه و هذا هو العرفان الحركي , و العرفان لمن يجهلهُ هو علم حب و عشق الله , و من يعشق الله و يذوب فيه يصبح إمامه كل شي صغيرا و ليس ذو قيمة.
فالله أكبر من كل شي, و هو يمتد بأقصى ما تكون العظمة بلا حدود و لا نهاية.
أن الإمام موسي الصدر موجود في القلب والروح و يعيش معنا في كل لحظة نحاول أن نفكر كما فكر و نتحرك كما تحرك جاء إلي لبنان و معه مشروع كبير , عاش كأفقر فقير , و ينام علي الأرض و غيبوه و أخفوه عن الساحة و ليس لديه  ملك باسمه و لا شي لأولاده , هو عاش القضية إلي أقصي ...مدي و عاش الإسلام إلي أقصي حد .
 و نحن هنا في هذا المقام نخاطب الإمام موسي الصدر و نقول له:
 تعساء لغيابك عنا و مصرين علي أعادة الانطلاقة فكما قلت و تشير دائما إلي قلبك فلنبدأ من هنا , فيا سيدي من هنا سنبدأ و إلي كل العالم سننطلق و نحن عبيد الله و من أجل الله و علي هدي قرأن الله سنمضي , و لن نعيش ندب الماضي و الشخصية البكائية بل سنكون الإسلاميين الحركيين الذي أذا سقطوا فأنهم يقومون من مكانهم و يقولون فلنبدأ من جديد ضمن خطة تقرأ الواقع لتعرف خباياه و علي هدي فكر يقرأ القران بعقل و منطق ليترجمه علي أرض الواقع مؤسسات و مواقع تصنع السعادة للفرد و النهضة للمجتمع.
أن الإمام موسي الصدر وقع ضحية أكبر المؤامرات الاستخباراتية علي مستوي العالم حيث أشترك كل ما هو شيطاني في الدنيا ضده و هو الإنسان الإلهي العاشق لله و الرابط ما بين هذا العشق الإلهي مع حركته علي الأرض حيث كانت حياته و كل حركته مرتبطة بالله و ليس هذا الارتباط رومانسيا طوباويا و خياليا بل كان ارتباط يستخدم أدوات الواقع لتغيير الحاضر الفاسد إلي مستقبل أفضل .
 موسي الصدر كان يمثل حالة جامعة لكل ما هو مسلم و مسيحي و ملحد في خط العدالة الإلهية التي تعيش العدل كهدف يخدم كل ما هو بشري و ينطلق من المشتركات الثقافية ما بين كل البشر لخلق واقع جديد.
 يتم بهذا الواقع الجديد إنهاء و القضاء علي كل ما هو ظلم و إجحاف بالعالم.
 و لقد كان موسي الصدر الجاذبية الإلهية المتجسدة في إنسان من خلال هذا العشق الإنساني لله الخالق للبشر و من خلال هذا الارتباط العبودية للبشر بخالقه حيث أرتفع بتلك العبودية لله أمام الناس.
يقول الأستاذ موسي عقيل و هو أحد المسئولين القدامى المخلصين للأمام موسي الصدر عن ذكرياته مع قائده ما يلي:
" .في بداية السبعينيات من القرن الماضي
وفي قرية متواضعة تصحو على صوت الديك
 يؤذن للفجر حيي على خير العمل
قرية أثقلتها وعود الزعامات ترنحا على رقاب أبنائها بين الجولة والجولة
وخلال مناسبة اجتماعية , ذكرى وفاة إمام قرية الجبين المرحوم الشيخ رجب الحائري الجواهري
ودون موعد حضرت سيارة فولكس فاغن صغيرة وخرج منها رجل عملاق بقامته
 يكد الجمع إن لا يصدق إن هذا الرجل من أهل الأرض لنوره وبهاء وجهه .
عرفناه نحن الصغار قبل الكبار لشدة تعلقنا بصورته المترنحة في قلوبنا قبل جدران بيوتنا
انه الإمام السيد موسى الصدر
لم يعرفه بعض من الكبار لان رقابهم وأكتافهم ما زالت منحنية من اثر حمل الزعامات الإقطاعية المتهالكة
 أو بالأحرى منهم من لم يصدق لأنه اعتاد على الزعيم والمسئول إن يحضر بسيارته الكبيرة الليموزين أو الامركانية حسب ما كنا نسمع من إبائنا ولم ير قط حتى رجل دين في ذاك الوقت بهذه الذهنية لم يحمله احد ولم ينحن له إي من الحاضرين لا بل هو المنحني والمثقل بهمومهم لكنه انحناءته لا تتجاوز مستوى القنوت .
دخل إلى المجلس واعتلى المنبر المتواضع أراد إن يتحدث عبر الميكروفون لكن الكهرباء ومنذ ذلك الحين لم تكن معنا تحدث من القلب وبصوته الأبوي الواصل إلى الأفئدة دون واسطة والجميع راح ينصت في مشهد لم أري مثله في مستوى الإنصات والسكون في قريتي إلا في حضرة السكون.
 تكلم عن الحرمان والواقع عن التبغ وهمومه عن الاستعباد المقنع عن رجل الدين ومسؤوليته لكن لم يعد بشيء لأنه رجل واقع ورجل صدق ولم يكن حقا كالذين اعتادت القرية إن تحملهم على الرقاب كي لا يتسخ حذاءهم لعدم وجود الزفت حينذاك كل ما هو قادر أو مقتدر عليه لم يطرح الوعود لأنه كان رجل واجب ومسؤولية ولم يكن بحاجة لمن يدفعه إلى ذلك وهو العالم بكل ما هو حوله من الناقورة إلى العرقوب جنوبا.
ترك المكان بغير ما دخله لان الجميع شعر بوجوده ودع بالأهازيج وزغاريد النسوة ولم ينس الابتسامة المرسلة إلى كل عين لمحت وجهه حتى إن من منا من قال نعم حقا انه ليس من أهل الأرض وآخرين قالوا انه رسول الأنبياء واليوم  جميعا نقول: انه حمل ارث الأنبياء وأخلاق الرسل وشجاعة وزهد أبي ذر الغفاري."   
 نذكره لنبدأ من جديد....من هنا من قلوبنا كما قال لنا الإمام موسي الصدر , و ننتظر كشف مصيره بعد أن سقط أحد اللاعبين المجرمين في مؤامرة تغييبه عن الساحة.