الأربعاء، 28 مارس 2018

عندما لا تفكر الحركة الإسلامية لبنان نموذجا

"عندما لا تفكر الحركة الإسلامية لبنان نموذجا"

انشقاق الحركة الإسلامية إلى قسم "يفكر" وقسم "يتبع" في الحركة الإسلامية في لبنان ضمن ارتدادات رغبة فرض قيادة واحدة وتفكير واحد، ولعل هذا ما جمد الحياة وحراكها الطبيعي في كل مواقع النفوذ الإيرانية حيث إلغاء قانون التدافع القرآني الطبيعي إلى ما هو غير طبيعي وما يخالف طبيعة البشر وهو الاختلاف.

من "يتبع" في الحركة الإسلامية عاجز ولا يستطيع الحركة خارج نمط حددته له أوهام زعامة غائبة عن الواقع، وتعيش في عالم الأحلام في إيران، وهي ترتبك من أي سؤال ونقد وتفكير. والمفارقة العجيبة أن الأساس الفكري للمرحوم الإمام الخميني يعتمد على الفلسفة، والسؤال غير المحدود بحد أو محرم أياً كان، فلينظر المخلص من الناس إلى أين وصلت الأمور الآن؟


في ظل الدخول العسكري المباشر لحزب الله في الصراع الدولي بسوريا الذي لا بد أنه أخذ يستنزف قوة الحزب على المستوي البشري والتعبوي وأيضاً النفسي، وخاصة أن هناك ضريبة للدم يتمّ تقديمها ضمن حالة اجتماعية لبنانية ترتكز على القرية والعشيرة والعائلة والترابط الحديدي بين الناس، حيث ضريبة الدم تصنع الاهتزاز والصدمة رغم كل خطاب البروباغندا والدعاية، ولكن بعيداً عن حالة الانفعال العاطفي يجب الاعتراف أن هناك استنزافاً بشرياً يحصل لمن يفترض أن يكونوا المخزون الاستراتيجي المهم للحزب وللمقاومة الإسلامية من المقاتلين المؤدلجين والمتربين ثقافياً ضمن حالة تريد القتال حتى الموت أو الشهادة في خط تطبيق الحركة النضالية.

إن بشراً كهؤلاء لا يمكن تعويضهم بسهولة ولا استبدالهم بأعداد بشرية أخرى، لأن الإخلاص والإيمان والروحانية والصفاء الروحي الصانع للإخلاص المتحرك في الجهاد المسلح هو قوة مضاعفة غير محسوسة تربط التخطيط العملي والمرتبك بمواقع القوة بالحالة الإيمانية المخلصة.

جزء أساسي من حماية المقاومة الإسلامية هي بتفعيل المقاومة الاقتصادية إذا صح التعبير وخلق دورة اقتصادية للناس تقويهم وتعطيهم مناعة الانهيار النفسي والاجتماعي بما يقوي الحاضنة الاجتماعية للمقاومة ككل في عموم المجتمع اللبناني، وفي نفس الوقت أصلاح النظام السياسي في لبنان لكي يصبح نظاما يمثل الناس وحاجاتهم الحقيقية وليس انعكاسا لنفوذ أحزاب تعيش دور البيك القديم.

الدكتور عادل رضا

الأربعاء، 21 مارس 2018

عودة أحمدي نجاد إصلاح لنموذج من السقوط

"عودة أحمدي نجاد إصلاح لنموذج من السقوط"

أن الثورة الاسلامية علي أرض أيران من خلال النظام القائم الان  تواجه تقاطعا حادا و مفصليا مهما سيحدد مصيرها المستقبلي , ففي ظل النجاحات الخارقة علي المستوي العلمي و التقني و الصناعي هناك كوارث و فشل ذريع علي المستوي الاجتماعي و الفردي و أيضا الاداري و البيروقراطي الذي يضع الاحباطات و التأفأف أذا صح التعبير عند المواطن من الطبقتين الوسطي و الفقيرة و أيضا من هم تحت خط الفقر لأن هؤلاء هم من يعيشون الواقع الحقيقي علي الأرض أذا صح التعبير , و هم من يعيشون اليوم بيومه في ظل النظام الاسلامي الثوري و هم الدم الذي يسري في شرايين الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض ايران.

أن وجود الدكتور  محمود أحمدي نجاد من الواقع الطبقي الاوسط الي سدة القرار و تخلصه من مفرمة اللحم أذا صح التعبير التي فرم “بضم الفاء" فيها و أستشهد الكوادر المخلصة للثورة و هي حرب الثمان سنوات الموجهة لأسقاط نظام الجمهورية الاسلامية القائم علي أرض أيران آنذاك.

نحن نعتقد أن خروج شخص مخلص الي سدة القرار و هو سحب بذلك معه أذا صح التعبير العديد من المخلصين المغيبين في ظل الطبقة الوسطي و الفقيرة خارج دائرة القرار , أن ذلك الخروج الي الضوء و الاخلاص الحاصل مع هذا الخروج بدأ يزلزل مافيا الفساد المتولدة نتيجة للانحراف الثوريين القدامى من جهة و من جهة أخري وجود البيروقراطيين الفاسدين الذين خلقوا إمبراطورية دولية ملياريه تعيش علي الفساد البيروقراطي و الاداري و أيضا علي حساب الرفاهية المجتمعية المفقودة في الجمهورية الاسلامية المباركة بل الرفاهية المعدومة للطبقتين الوسطي و الفقيرة و ما تحت الفقيرة.
بغض النظر عن استغرابي من تغير خطاب د. أحمدي نجاد الي الحالة القومية و لم أدرس أسباب ذلك الي الان و لكن واضح ان هناك رغبة بتصفية من يريد إعادة النظام الإسلامي الي حالة الإخلاص الثوري و النقاوة الحركية التي تريد صناعة نموذج قدوة للأخرين بدلا من نموذج سلطة مكررة لنماذج  حكم الانظمة الرسمية  العربية .
أن علي جيل الشباب الثوري المتسلح بأفكار الثورة الاسلامية الحقيقية للدكتور علي شريعتي.
أعتقد أن عليهم الان أن يخرجوا الي الساحة الان, لآن الاسلام كأيديولوجية حركة تحرير الأنسان والنهضة للمجتمع  بحاجة اليهم و الي جهودهم لوقف مافيا الفساد المالي عند حدها في تدمير الثورة الاسلامية  و تحول النظام الإسلامي القائم علي ارض ايران من مشروع نموذج إسلامي يريد ان يكون قدوة الي مشروع سلطة تريد ان تبقي.

ومن قيادة مرشدة ترتبط بالواقع الي قيادة غائبة عن الوعي و تعيش في حالة من الوهم البعيد عن الحقيقة

و أعتقد أن ذلك هو التكليف الشرعي لكل من يريد للثورة الاسلامية العالمية النجاح في تحقيق أهدافها .

الدكتور عادل رضا

الخميس، 1 مارس 2018

ديمقراطية الاستحمار المرفوضة

"ديمقراطية الاستحمار المرفوضة"

في الستينات من القرن الفائت سمحت فرنسا بكل أنواع الافكار بالتواجد علي ارضها مع التنظيمات ايضا , حتي أن الحزب الشيوعي الصيني كان له مقر و مركز ثقافي , في أحد بلدان الرسمالية و الاستكبار هو فرنسا.

و حتي الثوار الجزائريون ضد فرنسا كان لهم المنابر و حرية العمل .

ألا جريدة واحدة محدودة النشر و التوزيع منعتها فرنسا , من التوزيع و صادرتها هي جريدة الثورة الافريقية التي كان يصدرها طلاب أفارقة علي نطاق محدود .

فلماذا ؟

أن هذه القصة ينقلها الشهيد شريعتي في كتابه الرائع العودة الي الذات , أن المسألة أن فرنسا و الغرب عموما ليس لديه مشكله من الكلام و الكلام .

و لكن المعرفة التي تؤدي الي الوعي و الادراك هو ما يخاف منه الغربيون .

يقول المرحوم  السيد محمد حسين فضل الله :

أن علينا أن نقرأ ما بين السطور , أو حسب المثل العراقي أن نقرا الممحي  .

أن المسالة ليس ان يسمح لك بالقراءة, بل أن تقرا ما بين سطور الكلام من مؤامرات و خطط تتحرك علي المدي المتوسط و البعيد بالضد من مصالحك.

أن الوعي هو أن تدرك ما وراء الخبر و ما خلف الحدث و ما يخطط لك في الخفاء .

انه الوعي الذي يخيف الغرب.

أن الوعي يصنع الثورة لذلك هو يخيف , أن العيش مع الظالمين لا يسبب مشكلة بل هو الاحساس بالظلم هو ما يسبب الثورة.

أن ديمقراطية من هو الاول البيضة أم الدجاجة ( اذا صح التعبير ) هي ديمقراطية الاستحمار  التي يريدها الغرب الاستعماري  , و ليست ديمقراطية الوعي و البصيرة والنباهة.

قل ما تشاء و سنفعل ما نريد هذه ديمقراطية الاستحمار الشيطانية التي التي تم خلقها للشرق.

أما ديمقراطية كشف ما يريدون و التخطيط و العمل لما نريد نحن , فهذه ديمقراطية مرفوضة من الغرب الاستعماري  .

د.عادل رضا