الجمعة، 18 نوفمبر 2022

بيان دعم ومساندة سوريا ضد الاحتلال الأمريكي


بيان دعم ومساندة سوريا وشعبها ضد الاحتلال الأمريكي


تمكن أبناء القبائل العربية بمساندة الجيش العربي السوري من طرد عدة أرتال عسكرية للجيش الأمريكي في أرياف محافظة الحسكة شرقي سوريا ضمن دائرة الرفض الشعبي لتواجدهم على أراضيهم واستمرارهم في نهب خيرات وثرواتهم وطنهم سوريا من نفط وثروات معدنية وسرقة محاصيل زراعية....الخ من ممارسات السرقة والنهب والتي تمارسها ايضا الجمهورية التركية الطورانية في الشمال السوري المحتل منهم كذلك.

وأصدرت مجموعة منطقة شيوخ ووجهاء القبائل العربية في منطقة الجزيرة السورية بياناً إلى الرأي العام العالمي تتهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالاستمرار بسرقة ثروات الشعب السوري ومحاولة تقسيم الجغرافيا السورية حسب أهوائها وأطماعها الاستعمارية.
ونحن اذ نصدر بيان استنكار ورفض للاحتلال الأمريكي الاجنبي لأراضي في الجمهورية العربية السورية الذي هو احتلال غير شرعي ومخالف لكل القوانين والتشريعات الدولية ونحن ندعم الجمهورية العربية السورية في جهودها في التحرير وتخليص اراضيها من الاحتلال الاجنبي في كل مناطقها .
نحن نطالب جامعة الدول العربية بأن تتحمل مسئولياتها في الدفاع ونصرة بلد عربي يتعرض لتدخلات عسكرية اجنبية مباشرة بعد استمرار فشل توظيف جماعات مسلحة والتي لا تزال تحظى في دعم حلف الناتو والصهاينة وان اختلفت مسمياتها الوظيفية على ارض جمهورية العربية السورية القلعة الصامدة امام هذا التدخل العسكري الخارجي.
ونحن نستغرب الصمت وسكوت الامم المتحدة على خرق ميثاقها وعدم احترام قوانينها ومن كانوا ينتقدون ألمانيا النازية الهتلرية هم من يمارسون تصرفاته ويحتلون البلدان المستقلة الاعضاء في الامم المتحدة وهذا النفاق مستمر كذلك مع الاتحاد الأوروبي الذي عنده حقوق الإنسان ك "قميص عثمان" يرفعونه عند الحاجة المصلحية بعيدا عن الالتزام الاخلاقي والمبدئية.
نحن نعلن دعمنا للجمهورية العربية السورية وشعبها الحر الابي وهو يعيش معركة المصير العربي ومعركة كشف نفاق هكذا عالم طاغوتي ربوي مصلحي والذي هو في طريقه الى التراجع والسقوط مع دخول الكرة الارضية الى عالم التعدد القطبي الامبراطوري والذي كانت ولا زالت سوريا قلعة الصمود العربية احد مواقع انتقالها والذي ستكون شاهدة على سقوط وتدمر هجمات مغول الطاغوت الربوي المالي العالمي ومطرقته العسكرية الممثلة في حلف الناتو والصهاينة على أبواب سوريا الدولة والمجتمع والجيش.

عاش الاسلام الصانع للعدالة
عاشت الامة العربية
الثامن عشر من نوفمبر العام الفان واثنان وعشرين
18/11/2022

د.عادل رضا

الأحد، 30 أكتوبر 2022

الفعل الروسي والصوت الصيني؟


الفعل الروسي والصوت الصيني؟ 

ان زيادة أسعار الغداء في اوروبا الى اكثر من عشرين في المائة مع زيادة تكلفة فواتير الطاقة الى اكثر من ثمانين في المائة يقابلها حالة عكسية متناقضة في الواقع الروسي حيث لم ترتفع تكلفة الطاقة اقل من عشرة بالمائة وانخفضت اسعار الاغذية الى اكثر من ثلاثين في المائة طبعا هذا الانخفاض في الاسعار داخل روسيا مع وجود دولة رعاية صحية وتعليمية واقتصادية واسكان لكل مواطن روسي في ظل اكتفاء ذاتي شامل.  
ما نتعلمه من الدرس الروسي هو ان الاستقلال الحقيقي مبنى على حركية الدولة مؤسساتيا ضمن خطط اكاديمية تقدمها مراكز التفكير الجماعي التي تلتزم في أهداف خاصة في الدولة وهنا جائت جامعة موسكو مع ثلة الأكاديميين المتخصصين بما هو عقل تخطيطي مرتبط مع هدف اساسي تريده جمهورية روسيا الاتحادية وهو الحفاظ على دائرة مصالحها الذاتية بأبعاد التأمر الخارجي ومحاولات الاختراق الامني والثقافي الغربي وما هو غريب عن واقع الروس الديني والجغرافي والقومي المتعدد والعادات والتقاليد الشرقية هناك.

علينا ان نستفيد من التجربة الروسية في ايجابياتها وايضا واضح اننا علينا مد خطوط التعاون بيننا وبينهم بما يخدم مصالحنا الكويتية وخاصة ما له علاقة في الامن الغذائي وايضا ايجابيات دولة الرعاية هناك وكيفية الحفاظ على جودتها واستمرارها وخاصة ان جمهورية روسيا الاتحادية هي دولة نفطية كما نحن دولة نفطية ومجالات التعاون المشترك بيننا وبينهم كبيرة ومتنوعة وهذا ايضا يتضمن جمهورية الصين الشعبية وخاصة انها تدخل بثقلها الملياري من مشاريع ال BOT والتي نحتاج لها في الكويت لتحقيق ربط نريده ونحتاجه مع خطوط التجارة العالمية الجديدة وهي القادم الجديد لكل العالم وعلينا ان نستفيد من رغبة الصين الشعبية في اقامة هذه المشاريع العملاقة بدون اي تكلفة مالية علينا او امور تحت الطاولة وخاصة اننا نعاني من ازمة بطالة متفشية وستصبح اكبر مع مرور الزمن وخاصة ان الصين الشعبية اقامت مشاريع عملاقة في النقل البري وخطوط القطارات العملاقة ومشاريع الطاقة الشمسية والموانئ الضخمة وهي لن تقوم بذلك لنا ك "كويتيين" إلا لوجود مصلحة مشتركة لديها وخاصة اننا ضمن خط طرقها التجارية الجديدة وهذا ما قامت به الصين الشعبية بنجاح داخل باكستان والجمهورية الإسلامية في ايران وايضا سيريلانكا ودول أخرى فاذا كانت هذه الدول العملاقة الحجم تتسابق للاستفادة من حركية الصين في الواقع الدولي ضمن هذه المرحلة الانتقالية لصناعة واقع دولي جديد متعدد الاقطاب فعلينا نحن ايضا ان نستفيد بما يخدم مصالحنا الكويتية وخاصة انه في هذه المرحلة الانتقالية ستكون التكلفة المادية النقدية علينا هي "صفر" ولكن من الواضح انه بعد اكتمال الانتقال الى واقع متعدد الاقطاب والاتفاق الدولي الشامل كتكرار لما حدث في مؤتمر يالطا الشهير لما بعد الحرب العالمية الثانية وهو ما يترقبه المراقبين.  
نقول اذا اكتمل الواقع الدولي الجديد فأنني اخشى ان يفوتنا الاستفادة من هكذا صراع انتقالي لمراكز القوى الدولية في العالم.  

ان حركة المال بين مختلف دول العالم لها اهميتها لنا ك "كويتيين" وخاصة مع صراع الاقطاب الدولي الحاصل حاليا في الموقع "الاوكراني" اذا صح التعبير وهي احداث مثيرة تمثل انتقال لعالم متعدد الاقطاب له تداعياته علينا لا محالة وعلى غيرنا بطيعة الحال وخاصة بما يتعلق في حركة نقل الأموال ونوعية العملة الدولية وقوتها الشرائية و واقعية وجود فقاعات وهم مالي نقدي وهو ما يتعلق في الودائع الرقمية او في السندات طويلة الاجل او في ثرواتنا الاستثمارية المنتشرة في مختلف بلدان العالم  
الخطير هو بداية تراجع الاعتماد والطلب العالمي على الدولار الامريكي في ضل وجود حالة طباعة ونشر الملايين من الدولارات الغير مغطاة بأي واقع ملموس من ذهب او اقتصاد حقيقي استثماري صناعي منتج اذا صح التعبير وايضا الاخطر هو دخول للنظام الصيني لنقل الاموال المسمى "  CIPS او نظام تحويل الرسائل المالية الروسي SPFS  " كبديل عن نظام "swift “ المستخدم  
والاخذ في التراجع عن الاستخدام الدولي وايضا لدينا خشبة مسرح متينة تمثل قاعدة من النجاح الصيني المتواصل في صناعة طرق تجارية عالمية جديدة مختلفة عن القديمة لما بعد الحرب العالمية الثانية ومن جميل الصدف ومن حظنا ك "كويتيين" ان نكون ضمن هذه الطرق التجارية الجديدة.  

الاخطر من كل هذه الامور هو ما حصل من تجاوز لكل ما هو معقول ومقبول في القوانين الاستثمارية الدولية الغربية حين تمت حالة من السيطرة العجائبية على الودائع الشخصية للروس المقيمين داخل بريطانيا وهي ودائع مالية تقدر ب "مائة وسبعة وثلاثين الف مليون جنيه إسترليني" من الكاش النقدي الموجود داخل البنوك ناهيك عن مليارات اخرى من الجنيهات الاسترلينية من الاصول من شركات ومؤسسات تجارية ومنازل وقصور  وسيارات واليخوت الفاخرة كلها تمت مصادرتها والاستحواذ عليها! فهل لنا ان نسأل ك "كويتيين" ما هي ضمانات  
استثماراتنا نحن ك "اشخاص" ناهيك عن استثمارات ومشاريع الدولة الكويتية هناك؟ 

علينا ك "كويتيين" و ك" دولة" مؤسساتية ان نضع سيناريوهات التعامل الوقائي مع اي خلل سيحدث؟ فهل فعلنا ذلك؟ او لا زال لا يوجد احد ضرب الجرس؟ 

فهل هناك من سيسمع الصوت؟

د.عادل رضا
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية 
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري

الخميس، 13 أكتوبر 2022

العراق الجريح في ظل صراع الاقطاب


العراق الجريح  في ظل صراع الاقطاب 

ان تحولات العالم كثيرة ومتسارعة وخاصة مع صراع الاقطاب الدولي الحاصل حاليا والذي بلا شك سينتج مواقع نفوذ وتأثير وسيطرة للإمبراطوريات الجديدة القادمة مما سينتج عنه خارطة نفوذ جديدة في العالم وحتما منطقتنا العربية احد مواقع التأثير والتأثر ولا احد يعلم ماذا سيحدث في مناطقنا ولكن الخارطة ستتغير وتختلف كما حدث سابقا لما بعد الحرب العالمية الأولى وما حدث بعد الحرب العالمية الثانية.  
هذه مقدمة ضرورية للحديث عن القطر العربي العراقي وهو موقع الفتيل المتفجر والذي قد يقلب ما يحدث في منطقتنا العربية من كونها "ملعب" لتكون "لاعب" لان هذا القطر العربي" تاريخيا يلعب دورا محوريا في صناعة الافكار والتغيير ودورة التاريخ من حال الى حال اذا صح التعبير. 
هناك في العراق الجريح حاليا مواطن بريطاني اخر يتم تنصيبه  للمرة الثالثة في منصب رئاسة في نظام ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق الجريح ، وهو نظام "مسخ دولة" وليس دولة حقيقية كباقي الدول الطبيعية العادية في كل العالم واساسا النظام الاداري فيها ليس شرعيا لأن المحتل الامريكي والصهاينة هم من كتبوا و وضعوا دستور الاحتلال الامريكي للعراق والذي صنع وخلق استمرار المأساة داخل العراق الجريح ولم يصنع حلول ويقدم شيئا لشعبنا العربي هناك الا الدمار والفشل المتواصل.

ان هؤلاء الجواسيس واللصوص وسياسيي الصدفة الذين جائوا مع الاحتلال الامريكي  يعملون كطبقة وسيطة لنقل اموال العراق وخيراته الى بريطانيا وشمال اوروبا وفرنسا.

هؤلاء كأشخاص ليسوا مهمين فالكثير منهم في طريقه للموت والذهاب لجهنم ولكن اهميتهم لدى من وظفهم كعبيد وخدم وجواسيس لديه هم ما قاموا في صناعته  من "طبقة وسيطة" ضمن النظام الاداري الغرائبي العجائبي المتأسس صهيونيا الذين يعملون من خلاله منذ العام 2003 وهو دستور الاحتلال.

هذه "الطبقة الوسيطة المعزولة" هي السرطان المتغلغل داخل العراق الجريح مع اوباش البشر والحثالات الخيانية التي وافقت على الالتحاق مع شلة الجواسيس وسياسيي الصدفة والتي مع التحاق مواقع النفوذ الايراني القومي وصناعة مليشيات مسلحة تابعة لهم ازداد الامر سوءا وكارثية.

هؤلاء طبقة ناقلة للأموال والخيرات للغرب وهي تحمل جنسيات بلدان أوروبية وامريكية.

والمفارقة مع مليشيات النفوذ الايراني القومي المتداخل داخل العراق ان تمويل هذه المليشيات تأتي من خلال النفط العراقي المسروق ايرانيا وايضا من خلال اغراق العراق الجريح بالجالية البنغالية لتعمل كبديل عن العراقيين الذين يضطرون بحثا عن رواتب للالتحاق بهذه لمليشيات والتنظيمات المسلحة.

ان شعب العراق اسير منذ 2003  لكل ذلك واكثر وصرخة ثورة تشرين اكتوبر 2019 التي تم تصفية كوادرها وقتل افرادها لم تهدئ الا لتعود مجددا فهذا الشعب العراقي عربي وثائر ويريد الحرية الحقيقية في بلده وليس ان يستمر جواسيس من هنا وحرامية من هناك في قتله وتجويعه واذلاله او في مرجعية تقليد بعيدة عن الدين وخائنة للإسلام تنشر كل ما هو ضد الإسلام باسم الحسين وتحت راية التشيع.

العراق ليس موطأ قدم لأجانب بريطانيين ليكونوا رؤساء لجمهوريته ولا جواسيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ليصبحوا في رئاسة وزرائه ولا لحثالة شارع ناصر خسرو في طهران ليصبحوا قادة مليشيات مسلحة فيه.

ان العراق عربي وعقل للعرب ومصنع الافكار ومنطلق الحركة وبداية البشرية مع ادم وصرخة ابراهيم ابو الانبياء ومرقد الائمة.

هو "موقع لا" وليس ارض ل "نعم" واوباش البشر وحثالاته هم طارئين عليه وهم الاستثناء في التاريخ ولن يكونوا القاعدة.

والجواسيس يبقوا جواسيس وان تم وضعهم في مواقع فارغة قشرية ليس لها موقع من الحياة الا الضوضاء الاعلامية او التلميع الفارغ ويكفي الجواسيس واللصوص وسياسيي الصدفة عارا ان لا احد فيهم يستطيع ان يمشي بأي شارع او حارة او زقاق داخل العراق الا مع جيش من المصفحات والمواكب العسكرية.

وشعبنا العربي داخل العراق هو كان ولا يزال شعب المفاجأة والتحرير والحرية الحقيقية وصناعة الاستقلال الحقيقي من الاجنبي قادمة...قادمة لا محالة وهذا ما سيصنعه شعبنا العربي داخل العراق الجريح وهو من سيصنع تاريخ العرب الجديد مع كل التغييرات المرتقبة مع الانتقال الامبراطوري القادم للعالم....كل العالم....

د. عادل رضا
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري

الأحد، 11 سبتمبر 2022

صناعة المصلحة الكويتية


صناعة المصلحة الكويتية

نحن لدينا مصلحة دولة ومجتمع وواجب قومي ممتد لباقي المنطقة العربية في ان نعيش الحركة المؤسسية في خط التطبيق لتحقيق ما هو مصلحة لنا في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية وما هو مهم لنا لأنجاز التنمية الحقيقية للمجتمع مع باقي قطاعات الدولة وهذا مرتبط كذلك في ضمان استمرارية لدولة الرعاية للمواطن بما لا يتناقض مع مصالح الجماعات التجارية.
 لأن هذه رؤية متشعبة ومتداخلة فهي لكي تكون منظمة ومرتبة فيجب عليها ان تكون منتوج تنفيذ خطط احصائية والالتزام بها زمنيا ضمن قواعد ضبط الجودة وتناغم مؤسسات التنفيذ مع جهات الرقابة والتشريع.
ولأننا لا نعيش وحدنا على الكرة الأرضية لذلك قراءة الحدث الدولي مهمة وخاصة مع التحول التدريجي الى عالم متعدد الاقطاب    التي ستكون متصارعة من حولنا في الامن والاقتصاد وتناقض المشاريع الفكرية مع محاولات السيطرة والتداخل والضم وصناعة النفوذ من هنا وهناك.
ما يهمنا من كل ذلك هو مصلحتنا ك "كويتيين" لذلك يجب التأكيد على اعادة التموضع الاقتصادي مع الاقطاب الجديدة الصاعدة في العالم ونشر شبكة علاقات دبلوماسية و امنية و اقتصادية معهم ولعل ما هو حساس لنا في البداية هو إدخال انفسنا مع شبكات نقل الأموال الخاصة بهم وهي الانظمة الاقتصادية المصرفية "الجديدة" البنكية القادمة الى العالم وطبعا نؤكد اننا لا نقول و لا نطالب في فض الاشتباك الكامل مع ما هو قديم او ما كان متعارف عليه من العمل الاقتصادي التجاري المعتمد على منظومة واحدة دولية "قديمة" اخذة في التراجع والضعف عن النفوذ والسيطرة السياسية والامنية والاقتصادية والمالية وهذا الضعف و التراجع هو واقعهم الحالي .
 ك "كويتيين" نحن علينا ان نتوازن في حيادية "إيجابية" بين كل هؤلاء الاقطاب في صراعاتهم التي ليس لنا علاقة فيها ولكنه "الاحتياط المطلوب عمله" لذلك أطلقنا مطالبتنا الى مد شبكات الاتصال المتنوعة والمتعددة مع المنظومات الدولية القطبية الجديدة لكي نمنع "حدوث صدمة الانتقال" واي ضرر علينا، من اعادة توزيع مواقع القوة الدولية. 
اذن هي حركة احتياطية مستقبلية يجب التخطيط لها والعمل عليها في هدوء بعيدا ويمكن البدأ بذلك من خلال تحريك "الجماعات التجارية الخاصة" في مد خطوط التعاون مع الاقطاب الدولية الجديدة نفس جمهورية روسيا الاتحادية و الصين و البرازيل و الهند و جنوب افريقيا وكذلك لعله من المفيد جدا العمل على تعزيز وتقارب الجوانب الثقافية والاجتماعية والفكرية معهم ك "اقطاب دولية قادمة" صاعدة  لذلك ندعوا الى توقيع اتفاقيات مشتركة معهم بهذا الخصوص وايضا الى فتح مراكز ثقافية متبادلة ويمكن تحريك دور المجلس الاعلى للثقافة والفنون والآداب والهيئات الرياضية  في تلك المسألة. 
ناهيك عن اعادة توجيه البعثات الدراسية للدراسات العليا والاختصاص والمعاهد اللغوية والتبادل الطلابي  نحو تلك الاقطاب الدولية القادمة لصناعة تعدد محاور قوى في العالم نحتاج ان تستعد له نحن من النواحي الاقتصادية والثقافية والإدارية والامنية.
وهي مصلحتنا الكويتية وهي المهمة والأهم.

د. عادل رضا


الثلاثاء، 26 يوليو 2022

خلف كواليس كربلاء


خلف كواليس كربلاء


ها هو شهر محرم الحرام يعود مجددا و ترجع معه ذكرى استشهاد الحسين بن على و من معه في واقعة كربلاء , و هذه الذكرى الزمنية هي تجربة تاريخية مؤلمة تناولها الكثيرين بالتحليل والنقاش و هي اكبر ملهمة في تاريخ الشعر العربي اذا صح التعبير , و لعل هذه الذكرى القادمة علينا , معها اخذ ينتشر ما هو عميق في السرية و ما كان مخطط له منذ عشرات السنين من أجهزة استخبارات و من مراكز الاستشراق الاوربية ومراكز التفكير الصهيونية الخبيثة , و نقصد هنا هذا الكم الهائل المتراكم من الطقوس و البدع و المراسم و كل ما هو جنوني و غريب الاطوار الذي يتم اضافتها وزيادتها في كل سنة الى هذه الذكرى الحالية و لا نعرف ما هو القادم الجديد  من الخرابيط و التفاهات و الجنون من الطقوس الذي سيزيدونه هذه السنة؟! , و لعل ان من المناسب ان نذكر وان نكشف ما هو وثيقة و ما هو حقيقة ودليل عن وجود تواصل و تنسيق ما بين أجهزة الاستخبارات  الدولية و بين بعض المتخصصين في الدين او بعض المعممين في الحوزات و طبعا لست هنا اعمم و أقول الكل , و الكلام ليس اطلاقيا , فالمتخصصين في الدين او المعممين او مراجع التقليد ليسوا ملائكة و ليسوا الهة و لا يمثلون الله سبحانه و تعالى على الأرض , هؤلاء هم بشر و من بنى ادم فهناك منهم المخلص و المؤمن و المناضل و الواعي و النهضوي و هناك العميل و السارق و الحرامي و المشبوه ..الخ ما نريد ان نقوله ان هذا "المجتمع الخاص" هو مجتمع انساني به الصالح و الطالح  , وهنا يأتي دور الوثيقة و التحليل و المنطق العقلي و أيضا البحث عن التمويل و العلاقات الجانبية لكي نكتشف من يرتبط في من و من له علاقة بأي طرف , و من هو المنافق؟ ومن هو المخلص؟ ومن هو من تراجع عن التزامه؟ ومن هو من استمر في تقواه؟
وهذه هي حالة صناعة الوعي والبصيرة القرأنية التي حث عليها رب العالمين في آيات الذكر الحكيم، فعلينا ان نكون العاقلين والواعين وأصحاب الصراط المستقيم ومن يتبع الهدى والحكمة، بعيدا عن الاثارات العاطفية او تقليد الإباء وتقديس الموروث الاجتماعي.
علينا ان نسأل على سبيل المثال لا الحصر: من اين لأشخاص كل هذا التمويل المليوني لأنشاء عشرات الفضائيات ومواقع الانترنت والإذاعات والمجلات ونشر الكتب الفارغة التي لا يقرأها أحد؟ وهناك أموال طائلة يتم صرفها من غير حساب على حجز أقمار صناعية للبث ودفع رواتب موظفين وأيضا رواتب معممين عاطلين عن العمل الحقيقي وكذلك موظفين واتباع وازلام وكادر ترويج اعلامي وتنظيمي ؟، وكذلك من قدم لهؤلاء الاقامات في أوروبا وبريطانيا وسلم لهم الجوازات والجنسيات الأوروبية والامريكية وسهل تنقلهم بين بلدان العالم وسمح في انشطتهم؟ لماذا يستخدمون نفس الأساليب الصهيونية في التسقيط وغسيل الدماغ؟ من اين لهم كل هذا؟ ومن دربهم ومن علمهم؟ والفضيحة الأكبر؟ من اين جاء العشرات من هذه الشخصيات التي تضع عمائم؟ الى حواضرنا الإسلامية العريقة؟ نحن نجد أسماء يتم الإشارة إليهم الى انتمائهم لمناطق جغرافية وليس لهم بعد عائلي؟ او عشيرة؟ او اشخاص يعرفونهم؟ في إيران او باكستان او أفغانستان او تركيا؟ فجأة يتواجدون في مدينة النجف الاشرف؟ او مدينة قم؟ او في كربلاء؟ او في مشهد؟
ينقل لي المرحوم الدكتور تحسين النقيب عندما كان متواجدا في النجف الاشرف بعض من هذه التساؤلات؟ عن شخصيات كانت هناك، ونعيد ونكرر ان الكلام ليس اطلاقيا وليس عموميا، فهناك من المتخصصين في الدين الإسلامي من عاشوا الاخلاص والتفاني الى اقصى مدى وحد لغاية الاستشهاد في سبيل الإسلام و العدالة، وأيضا هذا الإخلاص والالتزام مذكور في الوثائق الاستخباراتية ونحن هنا نستند الى الوثائق الامريكية الاستخباراتية التي استحصل عليهم الطلبة السائرون على خط الامام الخميني بعد اقتحامهم للسفارة الامريكية في إيران والتي هي للمعلومية ليست مبنى واحد بل منطقة من عدة مباني وتمثل مجمع ضخم منفصل في وسط طهران , اذن هذه مجموعة من الوثائق التي تم العثور عليها في السفارة الامريكية الخاصة في النشاط الاستخباراتي السري.
أحد الوثائق ينص على التالي: "لا يزال الزعماء السياسيين وبالأخص علماء الدين غير راغبين في التباحث معنا، وان أيا من هذه المجموعات (ويقصد هنا المجموعات والتيارات المعارضة للنظام الإسلامي) لا تتجرأ على الالتحام مع علماء الدين بسبب القدرة التحطيمية التي يملكونها والمتمثلة بدعم ومساندة عامة الناس لهم" (سري – من العلاقات العامة في السفارة الامريكية في طهران الى السيد Curran) الصفحة سبعين من مجموعة الوثائق التي عثر عليها في السفارة الامريكية، الكتاب الثاني.
وفي نفس الوقت تقر هذه الوثائق انها حاولت و لديها اتصالات مع علماء دين اخرين تعاونوا معها و ارتبطوا بها و تم ارسال عد منهم الى دورات التدريبية في داخل الولايات المتحدة الامريكية و أيضا تم الطلب من احد مراجع التقليد بأن يقدم خطاب اعلامي ضد الولايات المتحدة الامريكية و بأن يقوم بتقليد و تكرار نفس ما يقوله ويخطب به المرحوم الامام روح الله الخميني ؟!, و واضح هنا محاولة استحمار الناس و خداعهم و أيضا محاولة صناعة مصداقية مزيفة , و هنا علينا ان نعرف و أيضا علينا ان نشدد القول: على ان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي و الصهاينة ليس لديهم مشكلة في أي خطابات إعلامية ضدهم , ان ما يهمهم هو ان لا يتحول الخطاب الإعلامي الى حركة على ارض الواقع و الى تطبيق ملموس ومحسوس  , فليس لديهم مشاكل في الشعارات والضوضاء الخطابية بل لديهم مشكلة في الشعار المستند على فكر و ثقافة يتحولون الى حركة تصنع الاستقلال و العدالة والتنمية الحضارية الحقيقية بعيدا عن النموذج الربوي الطاغوتي.

تقول الوثائق: "يجب علينا تكثيف الجهود الى إقامة اتصالات مع علماء الدين والعناصر اليسارية وعدم الاهتمام بعواقب هذه الأمور"
وتذكر:
"الحصول على بعض الإمكانيات المساعدة في اعداد وتربية رجال متخصصين بالدين الإسلامي لغرض الاستفادة منهم كجسور مباشرة ورابطة بين ال CIA والزعماء المسلمين في إيران وإمكانية التعاون مع ال CIA ومسئولي وزارة الخارجية الامريكية". نفس المصدر السابق الصفحة الواحد والسبعين.
وتضيف الوثائق:
"وكان لدي الامريكان مخططا للتبادل الثقافي والعلمي والذي التزمته ال CIA ويتمكنون بموجبه من انجاز عمليات تبادل الطلبة مع الحوزة العملية في قم وبالأخص المدرسة الفيضية ويضمنون بذلك وجود شخص موالي لهم في المدرسة الفيضية ليكون مصدر جيد لتزويدهم بالمعلومات المهمة ليتمكنوا بالتالي من الحصول على تحليلات جيدة حول علماء الدين والاعمال التي يقومون بها" نفس المصدر السابق وفي نفس المصدر وثائق عن اجتماعات لمرجع التقليد شريعتمداري وعلماء اخرين.
هنا الوثائق تتحدث وهي تكشف وعلينا ان نقرأ؟ ونربط هذا كله في مشروع إقامة الشرق الأوسط الجديد المنطلق في التسعينات مع رؤية المجرم المقبور شيمون بيريز وهو المشروع الذي يريد صناعة مكاسب سياسية "لإسرائيل الكبرى" من خلال الاقتصاد الربوي الطاغوتي حيث يقوم هذا المشروع على اقتصاد السوق وهيمنة القطاع الخاص والايديولوجيا الليبرالية و توجه الاقتصاد الى العولمة والاندماج مع النظام الطاغوتي الربوي العالمي وهو مشروع خبيث مرتبط كذلك مع خرافة و "وهم عملية السلام" مع الصهاينة و في عمل علاقات مع الكيان الصهيوني ضمن اتفاقيات "سلام" قانونية لضمان اجبار الدول الموقعة على تنفيذ و تطبيق بنود ما يريده الحلف الطاغوتي الربوي العالمي مع الصهاينة , و هو جزء من مشروع سياسي يهدف لتقطيع اوصال الامة العربية و تجزئتها و فرض وجود الكيان الصهيوني على العرب سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا ضمن صناعة واقع عربي غير متجانس بشريا مفتوح متعدد الاجناس و الثقافات و الحضارات لا هوية له يتم العمل لذلك ليس من باب الاغناء و التنوع الإيجابي بل من باب السلبي الخبيث حيث يراد اخلاء وتفريغ الواقع الفردي الذاتي و المجتمعي  من الشخصية القومية العربية والذي غيب عنه كذلك الدين الاسلامي الحقيقي الحركي في الابعاد المجتمعية و الاقتصادية و التربوية ويتم بدلا من هذا كله نشر الطائفية والجماعات الدينية المغلقة الوراثية، اذن يريدون صناعة مجتمع عربي بلا عروبة وبلا اسلام , أي مجتمع و فرد بدون هوية وبدون انتماء و بدون شخصية، ليكون الصهاينة هو سادة الموقف والقرار والسيطرة، وهؤلاء هم "يزيد العصر" الذين يستخدمون "الحسين ضد الحسين" هذه المرة في كربلاء الجديدة التي نعيشها و نعايشها هذه الأيام , مع اقتحام الحلف الانجلوساكسوني الأطلسي الصهيوني لواقعنا العربي و الإسلامي وهم للأسف الشديد نجحوا في ذلك و مستمرين.
الحسين بن علي، هو ولي الله المظلوم حاليا ظلم أكبر وأعمق واشد مما حصل له وجرى في واقعة كربلاء التاريخية القديمة فهو اليوم ك "تاريخ" وك "ذكرى" وك "فكر إسلامي" إذا صح التعبير هو يعيش كربلاء التخلف الحضاري وعودة للجاهلية الإسلامية البعيدة عن التقوى.
هي معركة كربلاء ضد معركة كربلاء؟!  الحسين الحقيقي والحسين المزيف؟ النور ضد الظلام؟ الخير ضد الشر؟
ان الحسين بن على "الحقيقي" هو عبد الله ومخلوق بشري وليس الهة وهو عاش التكليف الشرعي الى اقصى مدي وحد واستشهد دفاعا عن القضية القرأنية والرسالة الاسلامية الخاتمة وحاول إعادة حركتها في السياسة والمجتمع والاقتصاد لكي يعود ليتنفس القران الحياة من جديد بعيدا عن الجاهلية، ولكي تتنفس الحياة كذلك القران الكريم فتصنع السعادة للفرد والنهضة للمجتمع.
ان الحسين بن علي "الحقيقي"  هو حالة تاريخية و تجربة فكرية حركية في خط التطبيق للقران الكريم في مواجهة ما هو انحراف و خلل , لقد كان هناك غياب آيات الذكر الحكيم عن واقع الحال آنذاك سياسيا واجتماعيا و اقتصاديا و غياب للعدالة و فقدان الدور النبوي الاصيل الذي أعاد القيام به الحسين بن علي و هو الامام المعصوم و ولي الله و حامل رسالته التطبيقية على ارض الواقع ضمن الشروط الموضوعية لنفس هذا الواقع و الذي اختار الحسين "الحقيقي" بإرادته و ضمن تكليفه الشرعي ك "معصوم" و ك "ولي الله" ان يتحرك على طريق الرسالة الاسلامية  على الصراط المستقيم الى اقصى مجالات التطبيق  حيث لا مجال للتراجع فليس امامه قرأنيا الا الاستمرار و المواصلة الى حصول الاستشهاد وهي رسالة الدم الحسينية التي عاشت ليومنا هذا.
ان الحسين "الحقيقي" حارب هذا الانحراف الذي قام به مسلمين اخرين لا يعيشون التقوى في حياتهم الشخصية و لا يعيشون التقوى في اسلوبهم المجتمعي و لا يمارسون التقوى في الاقتصاد و بكل تأكيد و بأجماع كل المسلمين و كل المتقين دينيا اذا صح التعبير فأن الكل اجمع على وجود انحراف اداري و ظلم و خروج عن الرشد النبوي وان هناك ظلم موجود بما يتعلق في إقامة حكم عائلي او امبراطوريات عائلية بعيدا عن الجماعية الإسلامية الحاكمة و التي تعيش الضمير المجتمعي الذي يعيش ضمن التقوي الابا ذرية (نسبة الى أبا ذر الغفاري) , هذا الضمير الذي يعيش و عاش المسئولية الاجتماعية و حس الرقابة الشخصية الفردية مع من هم قيادة وحكام ما بعد وفاة الرسول الاكرم.
فما بال هذا المجتمع استعاد الجاهلية القديمة وأراد إعادة صناعة حالة رومانية او فارسية في الواقع العربي الإسلامي مع صناعة حكم عائلي بعيد عن القران الكريم وتطبيقاته في الإدارة والمجتمع والاقتصاد والاخلاق الفردية.
يقول الشيخ محمد توفيق المقداد: "تميّزت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في تاريخنا الإسلامي الطويل أنّها وضعت الحدود والضوابط بين الحق والباطل حتّى لا تختلط الأمور ويشتبه الفهم أو يحصل الالتباس والارتباك عند الناس، وتلك الضوابط هي الترجمة العملية الصحيحة لآيات كتاب الله ونصوص النبي (صلى الله عليه وآلة وسلم) حول الحكم والحاكم وكيف ينبغي أن يكونا في الإسلام.

ولهذا فإنّ الثورة الحسينية هي ثورة الاستقامة ضدّ الانحراف، وثورة الأصالة ضدّ العادات والتقاليد والقوانين الجاهلية الموروثة، وهي ثورة المبادئ ضدّ الانتهازية على قاعدة "الغاية تبرّر الوسيلة"، وهي قبل كلّ هذا ثورة العموم من المسلمين آنذاك ولو لم يصرّحوا جميعهم بذلك ضدّ الخصوصية والفئوية التي كان يُعمَل على إرسائها في واقع الأمة الإسلامية آنذاك."
"فالإمام الحسين (عليه السلام) كان مسلماً موحّداً قبل أن يكون أيّ شيءٍ آخر، فهو كان للأمة كلّها وليس لفئةٍ دون أخرى، وهدفه الوحيد كان منع الخلافة الإسلامية من أن تتحوّل إلى مسألةٍ وراثية يتوارثها الأبناء عن الآباء من دون وجه حق ومن دون اتّصاف بالشروط الشرعية لمن يستلم زمام أمور الأمة، حيث لم يكن أخطر على الأمة آنذاك من تحوُّلِ الخلافة والولاية التي هي منصب ذو أبعاد إلهية يتولّى من يديره شؤون الأمة من موقع إيمانه وارتباطه بالله ومن موقع الشريعة الإلهية التي أُنيط بخليفة المسلمين مراعاة تطبيقها والتزام أحكامها في كلّ القضايا المرتبطة بحياة الأمة، إلى منصبٍِ دنيوي بحت لا يقيم الحاكم للإسلام وأحكامه أيّ اعتبار ولا يجعل لها أية قيمة في مسيرة حكمه للناس وللأمة، تماماً كما كان يزيد الذي أورثه معاوية الخلافة على الأمة وهو من هو في مواصفاته السلبية كما أوضحها الإمام الحسين (عليه السلام)."
"ولذا نقول إنّ كلّ من يدَّعي أنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) هي ثورة فئوية أو مذهبية أو أنّها موجّهة ضدّ أبناء المذاهب الأخرى هو أحد شخصين لا ثالث لهما، فهو إمّا إنسانٌ جاهل لا يدري ماذا يقول؟! أو أنّه إنسانٌ عالم بما يقول ويريد إيقاع المسلمين في الفتنة والاضطراب وإيجاد حالة من التشويش والإرباك في مجتمع الأمة الإسلامية."

هذه ثورة الحسين بن على "الحقيقية" وهي تجربة في التاريخ العربي مجيدة وحكاية يتم إعادة اطلاقها سنويا في شكل بعيد عن الحقيقة والتاريخ ضمن إعادة صناعة الذكرى وهو حاليا يتم إعادة قتله سنويا واهانته بعيدا عن إعادة صناعة الذكرى في الخط الصحيح والسليم وما هو واجب ان يتم في إعادة تقديمه الى الأجيال الحالية كحركة انسان عربي مسلم متقي وعبد لله ومخلوق بشري، بعيدا عن كل ما يتم تعليقه في رقبة الحسين بن على من غلو ومبالغات وأشياء هي ضد الإسلام وتخالف نصوص القران الكريم.
ان كربلاء تعود اليوم مع إعادة قتل حاكمية القران الكريم , فما سيتم في الأيام القادمة من المشي لمسافات طويلة و اللطم  والبكاء و لبس السواد والتطبير ضمن سلسلة إعادة صناعة العادات المسيحية و الهندوسية في الواقع الإسلامي هذا غير عن الجهود الحثيثة المتواصلة التي تريد  صناعة حج مزيف لكربلاء ضد الحج الحقيقي لمكة المكرمة و هذا ما نلاحظه مع استخدام كلمة الشعائر الخاصة في الحج الأكبر في مراسم عزاء الامام الحسين بن على التي اخذت ابعاد جنونية غير مسئولة و غير معقولة و التي بكل تأكيد من هم "متخصصين حقيقيين" في الدين الإسلامي يتحملون المسئولية الشرعية عن عدم الدفاع عن الإسلام ضد اعدائه من اتباع المرجعيات الدينية المنحرفة المرتبطة مع الاستخبارات او من اتباع المرجعيات الدينية الركيكة فكريا  الذين يمارسون التدليس الديني و الكذب على آيات القران الكريم و من يريدون فرض تخلفهم و رغباتهم المجنونة في نشر الخزعبلات والخرافات بين الناس .
ان المتخصصين في الدين وأصحاب العلم الحقيقي نقول لهم: ان سكوتكم مدان شرعا وأنتم مسئولين امام رب العالمين عن تخاذلكم عن الدفاع عن الحسين بن علي "الحقيقي" الامام المعصوم وولي الله ضد من يزعمون حبه وهم يتحركون ضده عندما يبكون ويزحفون ويجمعون تراب الأحذية او يتمسحون بالحيوانات او يرمون أنفسهم بالأوساخ والقاذورات او سخافة الاتيان في شخص يلبس لبس اسد !؟ وهذا كله في أجواء من الغنائيات البكائية الشجية والاستعراضات الفلكلورية النظامية في ضرب الصدور ورفع الاعلام والمواكب وتجمعات التسلية او عشق الاوباش والسذج للخرافات القصصية المثيرة للضحك والسخرية التي هي مضادة للقران الكريم وتخالف سيرة النبي الاكرم وأئمة اهل البيت.
ان على اهل الاختصاص الديني الحقيقي ان ينطلقوا مع ثقافة القران الكريم وهدى الرسول الاكرم وسيرة اهل البيت للتصدي لمن ينطلق من رغباته المريضة لفصل التشيع عن الإسلام وجعله جماعة دينية مغلقة بها من الغرائب والعجائب ما يثير الاستغراب والضحك.
أنتم مسئولون امام الله تعالى ويوم القيامة لن يفيدكم شيء الا العمل الصالح وزكاة العلم إخراجه، فهل فعلتم ذلك يرحمكم الله، فأنتم سائرون للموت معنا لا محالة وامام رب العالمين في يوم الحشر ماذا ستقولون؟

د. عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية

الأحد، 19 يونيو 2022

١٢ عام من رحيل السيد: تقييم حركة ومواجهة خناجر في ظهر الاسلام


12 عام من رحيل السيد: تقييم حركة ومواجهة خناجر في ظهر الاسلام


تعود ذكري وفاة المرحوم السيد محمد حسين فضل الله و هي تطرق عامها الثاني عشر , ليس لكي نتذكر انسان انتقل الى رحمة الله تعالى بل لنعيد تقييم و مراجعة تجربة إسلامية تحركت في خط التطبيق و التنفيذ الساعية الى انشاء دولة و مجتمع و فرد يعيش و يتنفس الإسلام المحمدي الأصيل الرافض للظلم في كل مكان و الساعي الى إقامة ما هو غير موجود و غائب عن الواقع العربي وهي النهضة الحضارية الصانعة للأبداع الفردي و المجتمعي في خط التنمية الحقيقية الاستقلالية عن من يريد ان يستمر في استعبادنا من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي , الذين يريدون الغاء شخصيتنا العربية الإسلامية لتحقيق ليبرالية جديدة منحطة ساقطة سرطانية خبيثة تعيش بيننا لتدمر ما تبقى من العروبة والإسلام و هي "ثنائية القيم" التي تخلق لنا شخصيتنا والتي يراد لها الالغاء و الاستبدال بما هو غريب و منحرف وشاذ , يقول الكسندر دوغين:
"الغرب ليسَ مُجرَّد هيكلٍ سياسي عَسكري وَاقتِصادي، إِنَّه حضارة تمتَلِكُ شفرةَ بَرنامجٍ أَساسي وَتَأصيلي، كُلُّ شيءٍ آخر يَكون مُشتَقًّا مِن هذهِ الشَّفرة، الأَسلِحَة وَالاقتِصاد وَالسِّياسات وَالثَّقَافَة وَالتَّعلِيم والعِلم والإِعلام، وإلى آخرهِ."
"إِنَّ الدولةَ الحضاريَّة قد تتفاعلُ معَ العالم الخارجي، لكنها لا تصبحُ معتمدةً عليهِ، ودائمًا تُحافِظُ على كفاءتِها الذاتيَّة وحُكمِها الذاتيِّ واكتفائها الذاتيِّ، هِيَ شيءٌ أكثرُ من كونهِ دولة من الناحيتين المكانية والزمنية (التاريخية)."
"النموذجَ المسيطرَ والمُتَسَيَّدَ في الغَربِ هو الليبراليَّة التي تُنكِر أيَّ سِيادةٍ وحكمًا ذاتيًا، تَدفعُ لإلغاءِ الحضاراتِ والأديان والإثنيات والثَّقافات، وتستبدلهم بايديولوجيةٍ ليبراليةٍ، وتفرِض مفهوم "حقوق الإنسانِ" والفردانية (التي تأخذُ السياسات الجندرية والعابرة للجنسانية إلى أقصى حَدٍّ تَطرفًا)، والمادوية والتطور التِّقني أكثر قيمة ارتفاعًا (الذكاء الاصطناعي)، إِنَّ هَدفَ الليبرالية يَتَمَثَلُّ في إلغاءِ وإنهاءِ الدول القوميَّةِ وإرساءِ حكومةٍ عالميَّةٍ مبنيَّةٍ على الأعراقٍ والقواعدِ الغربيَّةِ."

"على الصَّعيدِ الجيوسياسي والجيو-استراتيجي، تَتَجلى العنصرية الغربية ممثلة بواسطة نموذج أُحادي قطبي، وإن سيطرة (أمريكا – الناتو) على الإنسانية تكون على أساس هيمنة طيفية كاملة (عسكريًا – اقتصاديًا – دبلوماسيًا – معلوماتيًا – ثقافيًا)، وإِنَّ كل شخص ودولة يستطيع ان يتفق مع ادعاء الغرب حول أَنَّه يُمثِّل الكونية (وهذا يعني الأُحادِيَّةَ القطبية)، وقد لا يتفق معه ويرفضه، وإِنَّ الخيار ما بين التعددية أو الأحادية القطبية متاحٌ بعطاءٍ، وَهو دوما مفتوح.
كل روسي وَصيني وَمسلمٍ وَهندي وأفريقي أو أمريكي لاتيني يستطيع أن يستشعر هيمنة الغرب، وقد يستطيع أن يحزم على قول "لا!" لها، مُقسِماً على الوقوف مع هويته الحضارية، فإذن، كل شيء يتوقف على الموقف الذي نتخذهُ، إنْ كنا سنقبل بكونية الغرب وهيمنته الاستراتيجية والاقتصادية، سنكون بالمحصلة عوامِلَ نفوذٍ للناتو، وإِنْ رفضنا، فهذا يعني بِأَنَّنا نشهد انفجار هيمنته العالمية، وهذا يجعلنا بالتالي في صراعٍ مع الغربِ والناتو وكلُّ من يقول "نعم للغرب! "."
"من المستحيل ان تتم محاربة أيديولوجيا معينة دون أيديولوجيا، لان هذه الحالة تعني ان أحدا لن يستطيع ان يفهم او يشرح لماذا يوجد هذا الصراع أساسا، وان الطريق الوحيد للخروج من هذا هو رفض الغرب وحضارته كشيء كوني، والعودة الى جذورنا وتاريخنا، الى نظرتنا الأساسية تجاه العالم، الى تقاليدنا "
 وهنا أهمية مشروع السيد محمد حسين فضل الله كصاحب نظرية إسلامية قرأنية ثورية انقلابية حركية ساعية للنهضة العربية والإسلامية لأنها "ايديولوجية" او عقيدة او انتماء صانع للشخصية العربية الإسلامية في مقابل الاخر...كل الاخر وهذه الايديولوجية الإسلامية الحركية القرأنية التطبيقية الواقعية التي قدمها المرحوم السيد فضل هي كما ذكرنا هي ساعية للتنمية الفردية والمجتمعية تأسيسا على إقامة دولة إسلامية كمنتج نهائي لها والقبول في دولة العدالة الاجتماعية كحالة انتقالية اليها.
 أذن هذه ليست تنمية "زائفة" من استهلاك وشراء بل تنمية "حقيقية" من استثمار وبناء وتفكير ابداعي في معرفة كيفية صناعة الالة وتطويرها وليس شرائها وتوظيف الأجنبي الذي يشغلها ويصلحها.
ان العرب ...كل العرب يحتاجون لهكذا نهضة ولهكذا عودة الى خط صناعة الحضارة وان يعودوا للقدرة على صناعة التاريخ وليس ان يعيشوا على هامشه وحوافه غارقين في استحمارهم الذاتي الداخلي وتحت سيطرة والتحكم الاستعباد الخارجي للحلف الطاغوتي الربوي العالمي.
 هي "ذكرى وفاة" تعود لكي نراجع ما حدث وما جرى لتلك الحركة الإسلامية والتي كان المرحوم السيد محمد حسين فضل الله أحد اهم المنظرين لها ولعله كان السباق لتقديم نظرية حركية تفصيلية بعيدا عن شعارات "اثارة عاطفية" بدون تفاصيل معرفية تطبيقية تقدم الثقافة وخارطة الطريق للسؤال الشهير ما العمل؟ وكيف نعمل؟ وبأي منهج نتحرك؟ وكيف نتعامل مع الاخر؟ فما هو الحوار؟ وكيف السبيل اليه؟ وكيف نفكر في الآيات القرأنية وكيف نفهمها؟ وماذا علينا عمله لنكتشف نفاق من كانوا مخلصين او تقييم انحراف المؤمنين؟ هو قدم نظرية للأسلام العابر للطوائف كمتخصص في القران الكريم و فقيه ديني "علامة" و "مرجعية" في مجاله , فالمسألة عند المرحوم السيد محمد حسين فضل الله لم تكن مشروع زعامة لشخص او محاولة صناعة "بيك" لبناني جديد , هي كانت محاولة الانطلاقة الإسلامية في ظل واقع سقوط عربي كان و لا زال مستمرا في الانحدار مع نجاح الصهاينة و الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في الاقتحام و التأثير و الضرب و السيطرة , حيث انحرف من انحرف و سقط في بئر الخيانة من سقط , و هناك من تحول من قمة الثورية الى عفونة العمالة وخدمة الصهيونية مع شعار إسلامي او خطاب طائفي بعد ان كانوا يؤمنون في الإسلام الثوري و لكن ما ان علق لهم الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الجزرة فما اسرع ما لحقوا الجزرة و تحركوا في ساقية الاستحمار و الإسلام الأمريكي بعيدا عن الإسلام المحمدي الأصيل , ونماذج ما حدث في العراق الجريح و تركيا و السودان و مصر شاهدة على ذلك.
اين الإسلام؟ وما حدث له؟ ليس له بوليس يحميه ولا أجهزة امن تردع من ينحرفون عنه، ان الحامي الأكبر له هو رب العالمين ومعجزته المستمرة ليوم الدين "القران الكريم" كشاهد وشهيد على امة اضاعت مشيتها في الاستحمار الداخلي الذاتي والسقوط في الاستعباد الخارجي وخدمة الحلف الطاغوتي الربوي العالمي.
ان المرحوم السيد محمد حسين فضل الله قال "لا" و استمر فيها الى يوم وفاته , و قدم تجربة فكرية حركية حاول ان يكون فيها منظرا و مفكرا في الإسلام المستند على القران الكريم كقاعدة للحياة و الساعي للحركة في خط التطبيق بعيدا عن الأوهام و "ترف الكلمة" التي لا تستطيع الحياة في الواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي , و من هنا احد اهم اصداراته المهمة التي للأسف الشديد لم تأخذ حقها في التقييم و المتابعة و الاهتمام و النشر و القراءة و الدراسة و هو كتاب "الاجتهاد بين اسر الماضي و افاق المستقبل " حيث قدم خارطة طريق حيوية جدا للتعامل مع النص القرأني المقدس كألية فهم و طريقة تفكير وأسلوب حياة لمن يريد التدبر وفهم والدراسة في القران الكريم المقدس و الذي هو كلام رب العالمين الخالق لنا وهو كتاب الهداية للصراط المستقيم  , ان كتاب "الاجتهاد بين اسر الماضي و افاق المستقبل" هو الإصدار الغائب عن نقاشات الواقع الإسلامي العربي بمعنى انه لم يأخذ حقه اذا صح التعبير , على العكس من "جبال الورق" من مشاريع قراءة التراث العربي و التي انطلقت منذ الهزيمة العسكرية لمشروع النهضة العربية الذي قدمه المرحوم جمال عبدالناصر و هي التجربة التي منذ ان سقطت لم تعود الا مع صمود سوريا القومية البعثية اليسارية مع قيادة المرحوم حافظ الأسد و هذا موضوع متشعب له مواقع أخرى للنقاش و التحليل و المتابعة , و لكن للعودة الى ما نريد ان نقوله و نركز عليه : هو ان جبال مشاريع قراءة التراث العربي لم تنفع العرب شيئا الا صناعة طلاسميات كتابية لا يفهمها احد او ان جزء كبير منها كان يتحرك لأعادة تقديم كتابات المستشرقين الفرنسيين والأوربيين  باللغة العربية او في رفع القداسة عن النص القرأني او فرض التعامل مع سيدنا محمد رسول الله كحالة بشرية تاريخية ورفع صفة النبوة عنه و هذه كلها قراءات فكرية منحرفة ساقطة في خط العمالة المدفوعة الثمن او في خط "السذاجة الفكرية" التي تعتقد انها اذا قدمت خطاب جدلي غريب الاطوار يضرب في قداسة الرسول و الرسالة الالهية القرأنية  فأنهم في ذلك سيحققون الشهرة و الاعتبار الاجتماعي او انهم سيتم تصويرهم ك "تنويريين" او "حضاريين" وغيرها من مصطلحات الفخامة الفارغة او ان الغرب سيرضى عنهم وهو لن يرضى عنهم بأي حال من الأحوال.
ان الحركة الإسلامية عندما تكبر فأن مشاكلها ستكبر معها وخاصة مع دخول مرتزقة من هنا ونصابين من هناك ومستفيدين ماليا من هنالك ناهيك عن العناصر الاستخباراتية التي يتم زرعها التي تلعب دور تخريبيا وانحرافيا ناهيك عن الأسباب الذاتية عندما يتم فقدان كوادر مؤمنة بالشهادة وبقاء "ساقطين أخلاقيا" "لا" ايمان لديهم ولا ضمير ولا خط قرآني يلتزمون به وهنا هو دور الضمير المجتمعي والعقلية الفردية الاجتماعية الناقدة والتي تحلل الحركة من أي خلل او انحراف او سقوط في بئر الخيانة.
ان النقد والاستقلالية في التفكير والحركة في خط رضى الله هو العمود الفقري الذي يجب ان يكون اللقاح الواقي للحركة الإسلامية وبقائها بعيدا عن عبادة الشخصيات، فأعرف الحق تعرف اهله كما قال الامام علي بن ابي طالب، فمن كان مخلصا مؤمنا قد ينقلب في حركته التطبيقية بعيدا عن الصراط المستقيم.
في واقع الحركة الاسلامية هناك اتهام يتم اطلاقه ضدها يتعلق في عدم امتلاكها "الية دولة !؟" وهو اتهام غير صحيح لمن يقرأ التاريخ و كذلك لمن يعيش الحاضر , فهناك تجارب دينية تحركت في ارض الواقع منها التجربة النبوية و حركة الحكام من بعده الى سقوط الحركة الإسلامية في فخ الحكم العائلي من ملوك و سلاطين و امراء ولكن علينا الإشارة الى انه أيضا هذه الملكيات و الامبراطوريات العائلية المنحرفة لم تستطيع إقامة دولها وتنظيماتها الاسرية الا في الاستناد على  كلام ديني و ان انطلقوا ك "منحرفين" و"ظلمة" و"فاسدين سلطويين" مع وعاظ السلاطين انفسهم و لكن كلهم احتاجوا الى تنظير و ثقافة دينية  لكي يقدموا التبرير و العذر لأنفسهم لتجاوز النص القرأني نفسه و الغاء التجربة النبوية ذاتها من الواقع.

يقول الكسندر دوغين : "إِنَّ تاريخ الإسلامِ قد شهد دولًا حضاريةً من أنواعٍ مختلفةٍ (الأمويون والعباسيون…)، إضافةً إلى الأجزاءِ الثلاث من امبراطورية جنكيز خان الذين تحولوا إلى الإسلامِ (القبيلةُ الذهبيَّةُ والايليخانيون وخانيَّةُ تشاجاتي)، إلى القوَّةِ الفارسيَّةِ لِلصَفَويينَ، إلى الدولةِ المغوليَّةِ الهنديَّةِ، وانتهاءً بالإمبراطورية العثمانية، وَإِنَّ الحدودَ التي قد رُسِمَت ذاتَ مرةٍ في نواحٍ عديدةِ لا زالت ذات صلة بواقعِ اليوم، ولكن، إِنَّ عمليةَ تَجميعهم في تركيبةٍ واحدةٍ تَتَطَلَّبُ وقتًا وجهدًا مُعتَبرينِ."

هذا عن التاريخ والحاضر الحالي هناك تجربة النموذج الأساس المتمثل في الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران، وأيضا النظام الإسلامي الذي تم اقامته في السودان وسقط مرورا في تجارب الإسلاميين في مصر وتونس وتركيا، وهي نماذج ناقشناها في كتبنا المنشورة بالتحليل والنقاش والنقد بما هو إيجابي وسلبي وهذا موضوع متشعب وبه كلام ونقاش طويل.
اذن من واقع التجربة العملية الحركية تم تحقيق الهدف العام من إقامة دولة إدارية تنظيمية، ولعل الإسلام يقدم الخطوط العامة وهو المهم والأهم عدم تناقض التفاصيل مع الخطوط العامة وهذا الامر به واقعية تطبيقية إذا صح التعبير، فكل شيء مباح ما دام لا يتعارض مع مبادي الإسلام وفي الواقع الإداري السياسي ينطلق الدين من إقامة القسط والعدالة:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58].
 
♦ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].
 
♦ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].
 
♦ ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 41، 42].
 
♦ ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 152].
 
♦ ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 29، 30].
 
♦ ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181].
 
♦ ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 76].
 
♦ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].
 
♦ ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126].
 
♦ ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴾ [ص: 21، 22].
 
♦ ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].
 
♦ ﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [الشورى: 15].
 
♦ ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الحجرات: 9].
 
♦ ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 7 - 9].
 
♦ ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحديد: 25].
 
♦ ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

 ومن الجانب الاقتصادي التجاري ينطلق من تحريم الربا:

الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)

(البقرة:277 – 275)

 يقول المفكر محمد سلمان غانم بهذا الخصوص في كتاب نحو نظرة قرأنية:
" ان الذين يستولون على القيمة الرابية من عمل الفقير الكادح انما يستغلون جزء من عمله عن طريق الإقراض لما بأيديهم من الأموال , للمعوز و المحروم المجرد من وسائل العمل والإنتاج , فالمقترض مضطر ان يكد ويكدح لكي يتمكن من رد الدين بالتمام والكمال , مع زيادة على اصل الدين دون وجه حق. واكل هذه الزيادة يعني الاخذ. فكأنهم ينهشون لحمه ويمتصون دمه"
"لقد شدد الإسلام في تحريم الربا ودعا الى ابطاله. وبلغ في التهديد والوعيد في امره أكثر من أي امر اخر من موبقات الحياة الدنيا. فهو شر و وبال في المجتمع , وفساد في الأرض وهلاك للحرث والنسل . وقد كانت له اثار مدمرة في الجاهلية"
"وكذلك فأن الإقراض بالربا يحول دون استثمار المال لخلق فرص عمل جديدة او كافية، وبالتالي لا يحصل أي تطور او تنمية اقتصادية او اجتماعية، و هذا هو سر الركود والجمود , بل والتخلف" 

 ومن الجانب الثقافي ينطلق من الابتعاد عن اللغو والكلام البعيد عن الأهداف.
• وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣ المؤمنون﴾
• وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴿٥٥ القصص﴾
• لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ﴿٢٢٥ البقرة﴾
• لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ﴿٨٩ المائدة﴾
• لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿٦٢ مريم﴾
• وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴿٧٢ الفرقان﴾
• وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ﴿٢٦ فصلت﴾
• يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ﴿٢٣ الطور﴾
• لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴿٢٥ الواقعة﴾
• لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥ النبإ﴾
• لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴿١١ الغاشية﴾

ان الحركة الإسلامية ليست حالة الهية بل هي حالة بشرية بها سقوط وصعود وتتأثر في قوانين الاجتماع ومسارات التاريخ وتنجح وتفشل ضمن الشروط الموضوعية وليست حالة سينمائية عاطفية بها نهايات سعيدة دائما وابدا.
ان الحركة الإسلامية هي حالة بشرية انسانية وان استندت على المقدس القرأني لمن يؤمن بهذا المقدس , و ضمن هذه الحالة البشرية هناك من يرفع الشعار الإسلامي و لكن انطلاقته بعيدة عن هذا الشعار و يستندون على قاعدة خاطئة معكوسة فهناك اعداد كبيرة من الحركات الإسلامية على مختلف مستويات العالم تبدأ افكارها من الموروث الاجتماعي او حتى مما هو أسوأ من أحلام و قصص و خرافات و من حكايات قال فلان و علنتان و من ثم يبدؤون في ربط هذا الموروث و الاحلام و القصص بما يتوافق معها من تراث تاريخي و الذي  هو أيضا يتضمن الصحيح و الخاطئ او المنحرف او المدسوس او المخلوط و من ثم يتم البحث عن تفسير لكل هذا من آيات القران.!؟
وهذه معادلة مغلوطة مقلوبة حيث يتم وضع المقدس القرأني الإلهي تحت حاكمية بشرية روائية قصصية اجتماعية وراثية والمفروض وما هو صحيح ان تكون الحاكمية هي للقران الكريم فالبداية والانطلاقة تبدأ منه نزولا الى الهدى النبوي أي حركة رسول الله التطبيقية الحركية لهذا المقدس في واقع المجتمع الجاهلي المكي او مجتمع المدينة وإيحاءاتها المرتبطة مع حاضرنا الحالي.
 ان عمل وتفاعل نهج هذه الحركية الإسلامية المحمدية الاصيلة مع الواقع الاقتصادي الاجتماعي الثقافي حسب ما يريده القران الكريم وليس أي امر اخر، فكتاب الله هو الحاكم والمرجعية والأساس والمنطلق وهو الثابت المقدس المرجع وهو من يجب ان يفرض نفسه؟
اذن هناك انطلاقة معكوسة خاطئة يمارسها البعض من الإسلاميين إذا صح التعبير وهذا الانحراف أثره وتأثيره عميق عند محاولة تطبيق ما يتم اعتباره فكر وثقافة إسلامية على الواقع فهذا التطبيق سيكون صعبا ومتكلسا وغير قابل للحركة وستتحول المسألة أنذاك الى احباط او الى "علمانية غير معلنة" او الى تحول الحركة الإسلامية الى الانغلاق و"التمحور على الذات" و"التوحد" ضمن المجموعة الحزبية أي الى "جماعة مغلقة" بعيدا عن الحياة والتأثير فيها مع فقدان الرابط بين الفكرة والحركة في خط التطبيق.
يقول المرحوم محمد حسين فضل الله بهذه المسألة:
"ـ مشكلة الفقهاء بشكل عام، أنّهم لا يملكون الثقافة القرآنية، ومن كان يملك هذه الثقافة، فإنّه يملكها في دائرة ضيقة، هي دائرة بيئته الثقافية والاجتماعية، ولذلك لم يدخل القرآن في عالم الاجتهاد من الباب الواسع، بل اقتصروا على بعض آيات الأحكام التي كانت منذ أكثر من ألف سنة، ولم يحاولوا أن يتعمّقوا في القرآن لاكتشاف كثير من آيات الأحكام التي قد تؤكّد المفاهيم والقواعد العامة، وخصوصاً عالم المقاصد."
"ـ نحن نعتقد أنّ على المفسّر أن يجعل القرآن إمامه، لا أن يكون هو إمام القرآن. علينا أن نأخذ عقيدتنا من القرآن، ولا نُخضِع القرآن لعقائدنا. فعندما يكون القرآن ظاهراً في شيء يوجد دليل عقلي قطعي على خلافه، فهنا لا نأخذ بهذا الظاهر كالآيات الظاهرة في الجبر والتجسيم، وغير ذلك. وكما نعتقد بالتوحيد، فإننّا كذلك نعتقد بالنبوة، ولكن من أين نأخذ مفاهيمنا عن التوحيد والنبوة؟ لا بدّ أن نأخذها من القرآن. النبي عنده نقاط ضعف، أوليس عنده؟ هذا يجب أن يؤخذ من القرآن، فإذا ورد في القرآن ما ظاهره ذلك لا بدّ من الالتزام به، إذا لم يكن منافياً للعصمة؛ لأنّ الدليل العقلي القطعي دلّ على العصمة، ولم يدلّ على عدم وجود نقاط ضعف، وأنا أذكر هذا كمثال ولا أريد أن أثبت، أو أنفي.
إننا، وللأسف، نُخضِع القرآن لمفاهيمنا في كثير من الأحيان، وكذلك نخضعه لحديثٍ هنا وروايةٍ هناك. أنا عندي تحفُّظ حول البحث الأصولي القائل إن القرآن يمكن أنّ يخصص بخبر الواحد، لأنّ القرآن أطلق للناس جميعاً، فلا بدّ أن يكون مخصص القرآن أطلق للناس جميعاً، وإلا فالقرآن موجود يدل على العموم وتأتي رواية تهمس في أذن رجل من البادية، أنّ المراد من القرآن هو كذا، من دون أن تُبيَّن وتُقال للناس، لا يمكن أن يكون هذا تخصيصاً."

ذكرى السيد محمد حسين فضل الله , تعود لنقول لنا "لا" تنسوا الإسلام و "لا" ترموا القران الكريم , "لا" تجعلوه غريبا بل كونوا له أصدقاء فأدرسوه و تدبروه بل عيشوا آياته في واقعكم الفردي و المجتمعي و الثقافي والاقتصادي و السياسي , و ان عليكم ان تفهموا القران حركيا و تطبيقيا ضمن نظام معرفي يريد الحياة و صناعة النهضة للفرد و السعادة للمجتمع و ان يتم تأسيس نظام اقتصادي إسلامي ضد الربا و الفائدة ليعيد "تأسيس مجتمع جديد" بعيدا عن سيطرة الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الذي يريد اقتحام واقعنا العربي و الإسلامي مع ليبراليته الجديدة , و هنا علينا أداء التكليف الشرعي والعمل على دراسة القران الكريم حركيا و نبدأ مع آياته المقدسة كأساس فوقي نبدأ به العمل. 
من ناحيتنا نحن سنستمر في أداء التكليف الشرعي وقول "لا"، وان تراجع من تراجع، وان انسحب من انسحب وان انحرف من انحرف، فالمرجعية القرأنية هي الحكم والحاكمية لها، ويوم القيامة هو موقع الحساب والبعث بعد الموت هو الحق والحقيقة التي ستظهر معها كل الاسرار ولن ينفع أحد سلطة من هنا او بوليس سري من هناك او تعليق مشانق من هنالك. 
رحم الله السيد محمد حسين فضل الانسان والفقيه وعلى الدرب سائرون وملتزمون في الإسلام كقاعدة للحياة ضد الطاغوت، وان نقول "لا"، ونسأل الله العفو والعافية وان يقبلنا في رحمته الواسعة حين لا ينفع أي أحد منا الا عمل الصالحات والسير على الصراط المستقيم.

د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والاسلامية

الخميس، 31 مارس 2022

سوريا والمخطط النيوليبرالي


   سوريا والمخطط النيوليبرالي 


سوريا كانت و لا زالت مستهدفة منذ انشاء نظامها القومي في العام 1963 و تحركت ضدها مختلف المؤامرات الخارجية و كانت مثال على نجاح مجموعة من الشباب  الذي "يريد" ان يصنع شيئا جديدا في الواقع العربي و هؤلاء الشباب استطاعوا تحقيق الاستقلالية و دولة الرعاية الاجتماعية للمواطن العربي السوري و لكل "عربي" اخر يقيم على ارض الجمهورية القومية التي أسسها الجناح اليساري لحزب البعث العربي الاشتراكي , و هذه الدولة بالتأكيد فيها من سلبيات النظام الرسمي العربي الكثير و هي جزء مما حدث في أنظمة حكم الحزب الواحد من عبادة شخصية او من تراكمات بقاء اشخاص من هنا و هناك في مواقع السلطة متكلسين و اشتبكوا في تحالف مع طبقات تجارية قديمة او جديدة و هذه المواضيع و اكثر ناقشتها في عمق اكثر في كتابي الصادر في العام 2017 بعنوان "ما و راء الستار" و في الكتاب تفاصيل اكثر عن ثورات الألوان و كيفية صناعة الاستحمار الداخلي بواسطة الاستعمار الخارجي  , و هذا الامر أقوله ليس لترويج كتاب انا الفته و لكن لتحويل المهتمين من يريدون ان يتحركوا في عمق اكثر و تفاصيل ادق لما يجري و يحدث في واقعنا العربي المريض و الذي يغيب عنه مشروع للنهضة شامل كما حدث أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي انتهى لما وصل اليه من سقوط و انهيار في هزيمة 1967 وصولا الى مرحلتنا الحالية حيث بقت للمنطقة العربية ثلاثية مشاريع ناقشناها في مواقع اخري ومنها المشروع السوري لحزب البعث و الذي أصبحت به سوريا احد مواقع صراع الأقطاب في العالم بل هي البؤرة الأساسية لصناعة العالم الجديد ب "أقطابه" الجديدة و تراجع القطب الأمريكي , و ان كان لا زال يقاوم و جزء من هذه المقاومة الشيطانية هو استخدام المخطط النيوليبرالي ليس ضد سوريا فقط بل لباقي العالم , و هنا اخترنا سوريا لأن هناك اشتباك و تداخل حصل ضمن معركتها مع اعلان رئيسها قناعات لدولته التي يرأسها و هذه ما سنشرحه لاحقا بهذه السطور القادمة.

ان الجمهورية العربية السورية تعرضت منذ العام 2011 الى تحريك "مبرمج" للثورات الناعمة على أراضيها ضمن استغلال "حدث" و "موقف" من هنا و اختلاق امر من هناك  و أيضا استغلال تراكمات سلبيات و أخطاء و جرائم من هنالك مضافا اليها سلبيات أي نظام رسمي عربي و هي سلبيات تراكم معها الاحتقان وهي جبال من الغضب الشعبي تصنع فتيل الانفجار اذا صح التعبير , و لعل ذلك ما ساعد على نجاح تفجير ثورات الألوان داخل الجمهورية العربية السورية و والتي نجحت الدولة في سوريا مع "إيجابيات" استخباراتها و أجهزتها الأمنية و المخلصين المؤمنين الصامدين في الجناح اليساري الحاكم من حزب البعث , كلهم نجحوا في احتوائها و من ثم انطلق التسليح "الخارجي الأجنبي" و صناعة الجماعات المسلحة المرتبطة في التمويل و الدعم  مع "حلف الناتو والصهاينة وادواتهما التوظيفية" و "تحويل " يافطات اسمائها كل فترة و أخرى الى أسماء متعددة مختلفة ضمن صناعة دعايات زائفة عاطفية و استغلال كل ما هو ممكن و متاح و أيضا كل ما هو غير معقول لأسقاط اخر قلعة للصمود العربي و تدمير اخر جيش عربي "نظامي"  "قتالي" "حقيقي " في المنطقة العربية , الى ان وصلت المسألة الى أيامنا الحالية حيث احتلال امريكي من هنا وهناك حيث تجميع لأوباش البشر و قمامات التكفير و جواسيس و عملاء حلف الناتو و الصهاينة في منطقة ادلب المحتلة من تركيا الطورانية , تمهيدا لنجاح متوقع للبرود الاستراتيجي السوري الى حد التجمد في القضاء على هكذا "خراج" و "قيء" متعفن من الخونة والجواسيس الذين باعوا انتمائهم لوطنهم وقوميتهم و دينهم , و اشتغلوا كبندقية عميلة للأيجار ضد "الدولة" السورية و ضد "جيشها".

اذن هذا مختصر للكلام للحدث السوري  ننطلق منه شابكين ذلك ارتباطا مع  ما قاله رئيس الجمهورية العربية السورية د. بشار الاسد في شكل غير مسبوق و وحيدا بين كل قيادات و زعامات النظام الرسمي العربي و هو منهم؟! ,  , حيث قال نقاط مهمة جدا , قوتها ليس في ارتباطها في شخص من قالها بل لأننا نعرف انه ك "فرد" يمثل "رسميا" و "قانونا" كامل جهاز تفكير و قناعة "دولة" سوريا بأجهزة استخباراتها و "الشخصيات الرزينة" التي تفكر مع الرئيس و التي يستشيرها ضمن نطاق عملها "الوظيفي" و أيضا "جهاز التفكير المؤسسي" التي تملكه "دولة سوريا القومية العربية" , والتي هي دولة علمانية لديها مشروع استراتيجي حركي يسعى لتحرير الانسان العربي ضمن فكرة صناعة دولة رعاية للمواطن و أيضا الالتزام في فكرة تحرير الأرض ضمن مواقع القوة الموجودة لديها لذلك هي دولة أعلنت رغبتها في "السلام" العادل  والمشروط مع حقوق الشعب العربي , و هذا ما وضع الصهاينة و من ورائهم من حلف الناتو و المتصهينين العرب في الزاوية , ان مشروع تحقيق و "فرض" السلام السوري في المنطقة احرج الصهاينة و حلف الناتو , و مجمل المشروع العربي الفكري السوري اذا صح التعبير ليس منطلقه طائفيا و لا علاقة له في دين او المذهب الوراثي لرئيس الدولة و كل كلام عن علوية الدولة السورية او طائفيتها هو كلام دعائي استخباراتي صهيوني كاذب و مزيف هدفه الحركة الخبيثة في تفكيك الشعوب العربية و أيضا خلق اسفين من الحزازيات الوهمية ناهيك على ان هذا الكلام يخالف الواقع و التاريخ و ما هو ملموس في الجمهورية العربية السورية القومية حيث مجمل و اغلب قيادات الدولة هناك من مناطق دير الزور و درعا حيث العشائر العربية السنية المذهب و الأغلب الاعم من كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي و قيادات الجيش العربي السوري من المسلمين السنيين المذهب اذا صح التعبير و على العكس من الأكاذيب الصهيونية ضد الدولة السورية و رئيسها العلماني البعثي القومي العربي فأن  حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم في سوريا هو من الغى الزامية وجود المسلمين العلويون في مواقع الامن و العسكر وابعاد الاخرين وهو تقليد عثماني تركي طوراني موروث من أيام الاحتلال التركي لسوريا و هي عقلية تركية طورانية دخيلة على العرب كانت تستحقر العشائر العربية الاصيلة و تعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية !؟ واقل منهم "عرقيا"! علما بأن الرسول الاكرم عليه أفضل الصلوات والسلام كان "عربيا" اصيلا، اذن الدولة العربية السورية البعثية الغت استحقار العرب الممارس ضد هؤلاء الذي تمت ممارسته عليهم من القوميون العنصريين الطورانيين الاتراك.
 من هذا و ذلك ما نريد ان نشدد عليه ان ما ذكره رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد مؤخرا ليس تصورات فرد بل انها قناعة دولة و أجهزة و مؤسسات اطلقها رئيس اخر "قلعة" للصمود العربي اذا صح التعبير , و هي وان كانت مطولة و لكنها تشمل قراءة مهمة حيوية يجب ان تتم دراستها و نقاشها و تحليلها و اثارة ما احتوته من ملاحظات و نقاط و أيضا ان يتم العمل على الانطلاق المعرفي التحليلي في تبني مع ما هو مناسب فيها  , لأنها كاشفة للمخطط النيوليبرالي الخبيث والمبرمج, حيث يقول رئيس الجمهورية العربية السورية د. بشار الاسد:

"عندما نتحدث عن الفكر في منطقتنا أنا لا أتحدث الآن عن سورية في هذا الشرق الكبير قد لا يكون هناك تعريف قد يكون الشرق يمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي ومناطق أخرى هو شرق عقائدي. شرق ديني. عندما نتحدث عن الفكر فاليوم هذا الفكر هو الدين لأنه يدخل في كل جوانب الحياة. يدخل في العقل. يدخل في العاطفة يدخل في السلوك. في الماضي. وفي الحاضر. وسيكون كذلك في المستقبل. فإذا يكفي أن نخرب هذا الفكر لكي نخرب المجتمعات. وهذا الشيء يحصل منذ قرن تقريباَ أو أكثر بقليل. وبالمحصلة بعد مئة عام فقد حقق أعداء تلك المجتمعات نجاحات كبيرة في هذا الشيء وبدلا من أن يكون الدين الذي أنزل أداة للمجتمعات لكي تتطور استخدم هذا الدين لكي يكون أداة لتخريب تلك المجتمعات. أنا أريد أن أشبه الوضع والعالم الذي نعيش فيه بمحيط. محيط كبير. محيط هائج. أمواجه عاتية تضرب بكل الاتجاهات. تضرب بالاتجاه الأمني عبر الإرهاب. تضرب بالاتجاه الاقتصادي عبر الحصار والتجويع. تضرب بالاتجاه الفكري عبر دفع المجتمعات إلى الدرك الأسفل. في هذا المحيط نرى سفنا ونرى مراكب ترتفع تعلو وتهبط. البعض منها يهتز بهدوء والبعض يترنح والبعض قد غرق. ما يحدد الفارق وما يحدد قدرة هذه المراكب على مواجهة الأمواج هو عوامل الأمان والاستقرار التي تمتلكها تلك المراكب. هذا هو حالنا كمجتمع. لو لم نكن نمتلك هذه العوامل لكنا غرقنا منذ الأسابيع الأولى. وبالوقت نفسه لو كنا قد قمنا بصون هذه العوامل والحفاظ عليها بشكل جيد لما دفعنا ذلك الثمن الغالي اليوم."

"هذه الأمواج مستمرة لا تتوقف تضرب بمجتمعاتنا بشكل مستمر. تضرب بنية المجتمع. تضرب عقائد المجتمع. وتضرب رموز المجتمع. وهذه الأمواج ليست أمواجا عفوية لأن هذا المحيط الهائج ليس هائجا بفعل عوامل الطبيعة وإنما بفعل المصالح الدولية وهناك تعارض بين تلك المصالح وبنية مجتمعاتنا سواء كانت البنية بالمعنى الاجتماعي البحت أو البنية بالمعنى العقائدي لأننا لا نستطيع أن نفصل مجتمعاتنا عن ديننا."

"بالمحصلة خلال القرن الماضي نحن نتراجع. نحن نخسر والأعداء يتقدمون إلى الأمام. السؤال الذي يجب أن ننطلق منه بالبداية من هو المسؤول؟ نحن أم هم؟ طبعا نحن لا نتحدث الآن عن سورية. أنا أتحدث عن العالم الإسلامي ككل وسورية اعتبرها في هذا المجال متقدمة جدا وحققت نقلات نوعية جدا ولكننا جزء من هذا العالم الكبير لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عما يحصل في العالم الإسلامي. وأنتم تعانون. تخطون خطوة إلى الأمام. تلاحظون بعد فترة أن هناك دائماً انتكاسات سببها التفاعل والتأثر بما يحصل في مناطق أخرى من العالم الإسلامي وخاصة مع تطور أو انتشار وسائل التواصل الاجتماعي."

"بالطريقة نفسها يجب أن نفكر. ما هو موقعنا لو أردنا أن نسقط هذه الحالة على وضعنا في العالم الإسلامي بشكل عام نستطيع أن نقول إنه لا يوجد مخفر شرطة لأنه لا يوجد قانون دولي ولا توجد مؤسسات تضبط. فإذا يبقى نحن وهم. ونحن أصحاب البيت هل أغلقنا الأبواب؟ وإذا كيف نردع اللص؟ بحالتين إما بالردع من خلال القوة والآن لا يوجد ردع دولي والمؤسسات الدولية غير موجودة والقانون الدولي والأخلاق الدولية كلها غير موجودة. وهناك تحصين المنزل فكيف نحصن هذا المنزل؟ هذا بيدنا. الموضوع ليس بيد أحد وهذا أساس الحماية. التحصين أهم من الردع والتحصين أهم من الشرطي بغياب كل العوامل الأخرى نستطيع أن نحصن منزلنا."

"لكن في الواقع كل ما يحصل هو عبارة عن رد فعل. يعني الغضب هو تنفيس. تنفيس للاحتقان ولكنه ليس فعلاً. هم يحاربوننا بالفعل ونحن نرد برد الفعل ودائماً من يعمل دائماً برد الفعل يخسر. غضبنا كرد فعل ولكن هذا الغضب لم يتحول إلى فكر. لم يتحول إلى خطة عمل. وعندما لا يضبط العقل الغضب يتحول كالعاطفة. العاطفة شيء جميل وإنساني ولكن عندما لا تضبط العاطفة بالعقل تصبح ضارة. الشيء نفسه الغضب هو رد فعل طبيعي ولكن عندما لا يضبط بالعقل يتحول إلى مجرد تنفيس وبالتالي يعرف الأعداء أن هذه المجتمعات لا تستطيع أن تقوم بشيء أكثر من الغضب. فإذاً نحن في حالة حرب. هذه الحرب قد تكون اقتصادية. قد تكون عسكرية وقد تكون فكرية تتوجه باتجاه العقائد ولكن كل أنواع الحروب إذا أردنا أن نتصدى طالما وضعنا الغضب جانباً ونتحدث عن التصدي لا بد أن يكون موقعنا كالعسكري. العسكري لكي ينجح في الحرب لا بد من أن يأخذ الموقع الصحيح والاتجاه الصحيح والطريقة الصحيحة كي لا يخسر المعركة. والحرب فيها كل المصطلحات. فيها هجوم وفيها دفاع وفيها هجوم تضليلي وفيها رصد وكمائن وغيرها. الشيء نفسه في هذه الحالة لو أردنا أن نقوم بعملية الإسقاط العسكري يأخذ الموقع الصحيح. أنتم كعاملين في الوسط الديني وكمجتمع مسلم ما هو الموقع الصحيح الذي يجب أن نضع أنفسنا فيه؟ بكل بساطة هو استخدام المصطلحات الصحيحة وهو السلوك الصحيح وكلاهما ينطلق من تعاليم الدين وينطلق من مقاصد الدين. فقط أربع كلمات إذا عرفنا الربط بينها عرفنا ما هي الطريقة التي يمكن أن نخوض من خلالها معركة شرسة قديمة ولكنها في حالة تصاعد ولن تتوقف. فإذا غضبنا ونفسنا ولم نحول هذا الغضب إلى طاقة منتجة فسيأتي البعض ويقول نحن بشر يهاجمون الرموز ولا ننفعل؟ نقول لا بالعكس انفعل. الغضب هو حالة إنسانية ولكن ابق الغضب في الداخل وحوله إلى إنتاج. حول هذا الغضب إلى نقاش وحوار وأفكار وخطط لأننا لو تناقشنا لقلنا ألا تتوقعون أن سيكون هناك هجوم وهجوم بعده وإلى آخره؟ اعتقد أن الجواب نعم. إذاً ماذا نحضر للهجوم التالي؟ خطة غضب. لا بد أن نحضر خطة عمل. النقطة الثانية نغضب ونقاطع البضائع يومين. ثلاثة أيام. أسبوعاً وبعدها تعود الأمور كما كانت. البائع الذي وضع لافتة /نحن لا نبيع البضائع مرة فرنسية ومرة دانماركية/ بعد أسبوع تخرج البضائع نفسها والغاضب نفسه الذي كان في الطريق يعود في الأسبوع الذي يليه لكي يشتري البضاعة نفسها. ما هي الرسالة التي نرسلها للخارج بأن علاقتنا بالدين هي علاقة متذبذبة غير ثابتة وبالتالي ليست مبدئية لأن المبادئ ثابتة."

"ما هي الصورة التي نقدمها عن الدين وعمن نقتدي به؟ يعني الذي يمثل هذا الدين على الأرض هو الرسول عملياً والقرآن هو كلام الله والله فوق البشر ولكن الشيء الملموس بالنسبة لنا هو الرسول. هو قدم لنا نماذج في الغضب؟ أم قدم نماذج في الهدوء ورباطة الجأش؟ مع أنه في ذلك الوقت كان يعيش في زمن الكرامة كانت أخطر شيء وكانت تندلع الحروب من أجل الكرامة وتسيل الدماء لأجيال ومع ذلك هو تعامل دون أدنى اهتمام مع الذين حاولوا الإساءة له وإلقاء القاذورات عليه. وكان هناك شعراء جاهليون تفننوا وأبدعوا في هجاء الرسول ولم يذكرهم ولا نعرف شيئا إلا القليل عن تلك المرحلة. فالسؤال. هل يجوز للمسلمين أن يتبعوا الرسول في العقيدة ويخالفوه في السلوك؟ هذه مجرد نماذج. الأهم من ذلك هو ما يرتبط بالمسلمات. لدينا مسلمات تعلمناها منذ كنا في المدرسة والمفروض أن أي مسلم لديه الحد الأدنى من الايمان هذه المسلمات موجودة في عقله المصطلحات التي استخدمت في تلك المراحل السابقة عندما يقوم بها المسلمون بهذا الغضب هو نصرة الدين ولكن الدين هو الذي أتى لكي ينصر الإنسان الدين إلهي هو الذي ينصر البشري ولا يمكن للبشري أن ينصر الإلهي وهذه مسلمة. نحن ندافع عن الدين ولكن لنفترض بأننا سلمنا بهذا المصطلح وأردنا جدلاً أو افتراضياً أن نستخدمه فأنا أقول إن الدين ينتصر ليس بالغضب. ينتصر بالتطبيق وعملياً عندما نطبق الدين بشكله الصحيح في المجتمع من خلال تطبيق المقاصد أو الوصول إلى مقاصد الدين فعندها سيكون هذا المجتمع معافى وسليماً. عندها ينتصر الدين. فالدين إذا افترضنا أنه ينتصر فلا ينتصر إلا إذا انتصر المجتمع والمجتمع لا ينتصر إلا إذا كان سلوكه بشكل عام سليماً."
" لا نبحث عن شهادة حسن سلوك من الغرب كمسلمين هذا أولاً. ثانياً لا. أكثر من ذلك هم من يتحملون المسؤولية. الإرهاب ليس منتجاً إسلامياً. هذا بديهي. هو منتج لثغرات لها علاقة في المجتمع ولكن من يستغل هذه الثغرات هو المجتمع الغربي هو من حرض الإرهاب في هذه المنطقة والأهم من ذلك أن جزءا من الإرهاب الذي يضرب عندهم في أوروبا لا علاقة له بالإرهاب الموجود لدينا. هم أدخلوا الفكر الوهابي فقط مقابل البترودولار. مقابل أموال والآن يدفعون الثمن. ولكنهم يلقون بالمسؤولية على المسلمين وعلى تطرف المسلمين وإلى آخره وصولاً إلى رموزنا. فإذاً التصدي يبدأ من معرفة الخطر ويبدأ أيضاً من معرفة نقاط الضعف. هذه النقطة لا نتحدث بها لأن المؤسسة الدينية في سورية قطعت خطوات مهمة جداً وعقدنا الكثير من النقاشات بجلسات مختلفة وتحدثنا عن نقاط الضعف واعتقد بأنكم أنتم من يقوم بمعالجة هذه النقاط. نقاط الضعف. لكن النقطة التي لم تكن ظاهرة للكثيرين وما زالت هي. تحديد هوية العدو الحقيقي. هنا تكمن المشكلة. يعني عندما يحصل شيء بطبعنا نشخصن الأمور ونهاجم الأشخاص. الشخص الذي قام بالهجوم لكن أشخاص عابرون يعني الأشخاص لا يمثلون أنفسهم هم يمثلون تيارا. أقصد التيار الذي يقوم بهذه الهجمات على المجتمعات الإسلامية أو إنهم أحياناً نتيجة لأسباب مصلحية يقومون بهذا العمل. هذا التيار الذي لم يكن واضحاً للكثيرين هو تيار الليبرالية الحديثة والقلة من الناس تعرف عنهم. طبعا يختلف عن الليبرالية. الليبرالية هي تيار سياسي اجتماعي لا يوجد فيه مشكلة. يقال هناك ليبرالي وهناك محافظ لا توجد مشكلة. الليبرالية الحديثة هي تشبه الآن الحديث عن تسويق الديمقراطية بالنسبة لأمريكا. يستخدمون الديمقراطية من أجل الهيمنة على الشعوب ويستخدمون حقوق الإنسان من أجل شن الحروب."

" استخدموا الليبرالية لشيء جديد اسمه الليبرالية الحديثة التي بدأت تتطور منذ حوالي الخمسة عقود بشكل تدريجي وخبيث على مبدأ السرطان. لماذا يسمى السرطان ورماً خبيثاً؟ لأن الإنسان لا يشعر به. يتطور تدريجياً وببطء. أساس منهجيتها هو تسويق الانحلال الأخلاقي بشكل كامل وفصل الإنسان عن أي مبادئ أو قيم أو انتماءات أو عقائد من أجل الوصول لأهدافها. وكأمثلة عملية هذه الليبرالية الحديثة هي من سوق الزواج المثلي من خلال التسويق الذي ابتدأ في السبعينيات تدريجياً إلى أن وصلوا منذ حوالي عشرة أعوام إلى أن أصبح هذا قانوناً والآن بدأ يكون لديهم أبناء وأعتقد بأنها تختلف عن صيغة التبني ابن مع أنه ليس ابناً يعني كيف يكون هناك ابن؟ هذه الليبرالية الحديثة هي التي سوقت فكرة أن الطفل لا يختار دينه بنفسه وأن هذا تعد على حرية هذا الشخص. هذا يولد من دون دين ولكن لاحقاً عندما يكبر يختار الدين الذي ينتمي إليه مع أن هذا مناقض لطبيعة الإنسان. لأن الإنسان منذ أن كان يخترع أدياناً ويخترع آلهة ويخترع أصناماً كان بشكل غريزي الابن ينتمي لدين العائلة التي ولد فيها فهم يناقضون إنسانية الإنسان. هي التي سوقت أعتقد العام الماضي وربما قبل المخدرات على اعتبار أنها ليست ضارة وأصبحت تباع بشكل قانوني وعلني في المتاجر ويبدؤون الآن هذا المخدر لا يعتبر مخدراً وبعدها يصلون لأنواع أعلى من المخدرات. والآن تستطيعون في بعض الأماكن أن تطلبوا أنواعاً من الخبز بنكهة هذا المخدر. هذه الليبرالية الحديثة هي نفسها التي سوقت الآن البدعة الجديدة أن الطفل يولد لا ذكراً ولا أنثى. هو يختار لاحقاً إن كان ذكراً أو أنثى. شيء عجيب؟ ماذا تفهمون من هذا الكلام؟ المطلوب من هذه الليبرالية ضرب إنسانية الإنسان وهنا تتناقض مع الدين. لأن الأديان أنزلت من أجل تكريس الإنسانية فتأتي الليبرالية لتفصل الإنسان عن إنسانيته. إذاً. عندما يفصل عن إنسانيته ويفصل عن قيمه وعقائده ما الذي يقود هذا الإنسان؟ شيئان. المال والغريزة. وعندها تسهل قيادته بالاتجاه المطلوب."

"منهجية هذه العقيدة وهي طبعاً عقيدة ترفض العقائد لأنها تطلب من الإنسان ألا ينتمي للعقائد. منهجيتها هي أن تحول مرجعية الفرد من المرجعية الجماعية. كما هو الحال الطبيعي بالنسبة للبشر. إلى مرجعية الفرد. وبالتالي مرجعية الفرد المقصود فيها رغباته فكل ما يرغب به هذا الفرد هو صحيح بغض النظر عن المجتمع. فإذاً رغبات الفرد هي الأساس لا الأسرة ولا المجتمع الأكبر. انسلاخ الفرد عن هذه القيم هو منهجية ثانية. الانسلاخ عن الأسرة والانسلاخ عن الوطن. فإذاً هو لا ينتمي إلى أي شيء. ينتمي لنفسه في الداخل. وينتمي لهذه العقيدة الليبرالية. هم يسوقون أن هذه العقيدة هي ليست عقيدة. هي ترفض العقائد لكن في الحقيقة هي عقيدة. عندما نقول بأنها تسحب أو تلغي إنسانية الإنسان ماذا يعني؟ تحوله إلى حيوان. ما هو الفرق بين الإنسان والحيوان؟ الأشياء المشتركة. الإنسان لديه عواطف والحيوان لديه عواطف ويكره ويحب. الإنسان ينطق والببغاء ينطق. قد يقول البعض وهذا متداول بأن الفرق بينهما هو العقل. لا غير صحيح. لأن الحيوان لديه عقل ويتعلم. ويتعلم من التجربة والخبرة. الفرق بين الإنسان والحيوان هو شيء وحيد يتميز به الإنسان. هو العقيدة لذلك ضرب العقائد هو ليس شيئا جديدا وأنا سأذكركم عندما سقط الاتحاد السوفييتي وبدأ التفكك ما هو أول مصطلح طرح في أمريكا؟ بأن زمن العقائد قد ولى يعني لا توجد عقائد. يعني هذه هي بداية أو كانت مرحلة مهمة من مرحلة الليبرالية الحديثة."

"فإذاً بالمحصلة هي أيديولوجيا ذات هدف سياسي لكنها لا تستطيع أن تصل إلى هذا الهدف من دون الأدوات الاجتماعية. لا يمكن لها. إذاً. إذا كان الهدف سياسياً فما هي المشكلة بينهم وبين الدين؟ هل هناك مشكلة؟ بالمظهر لا توجد مشكلة. لا مانع لديهم من أن نصوم ونصلي ونزكي ونحج وكل شيء. لكن يجب أن نتخلى عن المبادئ والقيم. يعني مقبول الدين الفارغ من المضمون مسموح به. الدين المتطرف مسموح به. أما دين صحيح فلا. غير مسموح على الإطلاق. إذا أنا سأعود مرة أخرى إلى التسعينيات عندما بدأت الفضائيات تنطلق. تذكرون كنا أمام حالتين إما فضائيات تفرغ العقل وتدفع الجيل الشاب نحو التغرب أي باتجاه الفكر الغربي وخروج عن القيم ومقابلها تماماً الفضائيات التي بدأت تكرس التطرف فكنا أمام حالتين إما الأولى أو الثانية. سيقول البعض هذا طبيعي فالمجتمع كان منقسماً. والتطرف الأول يخلق التطرف الثاني. والتطرف الثاني يخلق التطرف الأول. هذا كلام صحيح لو كان تمويل هذه القنوات يأتي من مصادر متطرفة أو مصادر متغربة ولكن تمويل هذه القنوات كان من مصدر واحد. نفس الدول تدعم الأولى وتمول الثانية. فإذاً كلاهما يصب باتجاه المضمون نفسه. مشكلتهم معنا هي عندما نكرس الدين الصحيح. لأن هذا الدين الصحيح هو الذي يمنع الأهداف السياسية عبر خلق حاجز يمنعهم من تحقيق الأهداف ويمنعهم من تحويلنا إلى قطعان من المواشي تقاد إلى المذبح. انطلاقاً من هذه الفكرة تستطيعون أن تفهموا لماذا نرى هذا الهجوم الشرس على المؤسسة الدينية. هذا هو السبب. لا يرتبط تماماً بالحرب على سورية. الموضوع أكبر. الموضوع أوسع. من اليوم بكل هذه المؤسسات المختلفة الموجودة على الساحة الإسلامية من هي المؤسسة التي تقوم بالقتال. وليس بالعمل. بالقتال من أجل تكريس الدين الصحيح؟ ومن هي المؤسسة التي تدفع الشهداء من أجل تكريس الدين الصحيح على كل الساحة الإسلامية؟ هي هذه المؤسسة فمن الطبيعي أن تكون هذه المؤسسة هي العدو الأول. هاجموكم كأشخاص وهاجموكم كمؤسسة. لأن الدين الصحيح الذي نتحدث عنه هو الذي يؤسس لبنية اجتماعية مناقضة تماماً للبنية الاجتماعية المطلوبة لتسويق الليبرالية. لذلك جزء كبير من الهجوم على المؤسسة الدينية يأتي من الخارج. صحيح أن الحرب على سورية. أنتم جزء من هذه الحرب. هذا وطن وهذا شيء طبيعي. ولكن يجب أن نرى الحرب على سورية والحرب على المؤسسة الدينية في سياق أبعد وأعمق هي ليست حربا منفصلة. هي ليست وليدة العشر سنوات الماضية. إن لم نر أين ابتدأت لا يمكن أن نعرف كيف ننهيها. وهذا ما علينا أن نفهمه جميعاً. هذه هي المشكلة بينكم كمؤسسة وبين الليبرالية الحديثة وهنا أريد أن أؤكد على أن الخلط الذي كان يحصل في الجدل الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي وأنا كنت أسمعه من قبل العديد منكم هو خلط بين الليبرالية والعلمانية."

"الحقيقة أن الهجوم الذي يحصل والطروحات الشاذة التي نسمعها هي طروحات ليبرالية لا علاقة لها بالعلمانية. العلمانية شيء مختلف تماماً. العلمانية هي حرية أديان لا علاقة لها على الإطلاق. فيجب أن نميز ونعرف من هو العدو الحقيقي الذي نواجهه. شخصنا العدو ماذا نفعل؟ تحدثنا في البداية عن أنه لا يوجد قانون دولي ولا توجد حماية. الحماية الوحيدة واليوم ابن كل واحد فيكم موجود على الهاتف وعلى الحاسوب. هو على احتكاك مع هذا الفكر. قبل ثلاثة عقود نستطيع أن نتقوقع على أنفسنا ونعيش مع عاداتنا وتقاليدنا ومفاهيمنا. اليوم هذا الكلام غير ممكن لا خيار سوى التحصين. تحصين المنزل كما قلنا في البداية ما هو أهم عامل في التحصين؟ طالما أنا تحدثنا عن علاقة هذه الليبرالية بالدين فلا بد أن تكون البداية من الدين. والدين عندما نقول الدين يعني الدين الصحيح. أي دين لا يبدأ سوى من الفقه. ونحن بالنسبة لنا عندما نتحدث عن الفقه نربطه بالفقهاء وبالتالي العلماء وبالتالي هو أعلى مستوى من العلم في الدين. أنا لا أتحدث عن هذا المستوى أنا أتحدث عن الفقه المطلوب لكل مسلم. وهنا تكمن مشكلة أخرى وهي مشكلة كبيرة أن جزءاً كبيراً من المسلمين يمارسون الشعائر من دون أن يعرفوا لماذا. فهناك حد أدنى من الفقه وهو العلم والمعرفة مطلوب لكل ممارس للدين لا يجوز لمسلم أن يمارس الشعائر من دون أن يعرف أين هي المقاصد. كل شعيرة من الشعائر التي نقوم بها يجب أن يعرف ما هو الهدف. إلى أين يصل. يجب أن يعرف أنه لا يمكن أن يمارس أي شعيرة من دون أن تنتهي إلى مقصد. أن البداية هنا والنهاية هناك. ويجب أن يعرف أن ممارسة الشعائر لا يمكن أن تكتمل إن لم يصل هو إلى المقاصد. هذه مشكلة كبيرة موجودة لا بد أن نعمل عليها ألا يبقى الفقه. طبعاً العلم هو مستويات والفقه مستويات ولكن عندما نتحدث عن القاعدة العريضة التي لا تعرف أساسيات فهي نقطة ضعف كبيرة وهي أساس التحصين للمجتمع المسلم. أهمية المقاصد هي أن كل قطاع من قطاعات العالم والمجتمع بحاجة لقياس. يعني عندما نقول. نحن نقوم بخطة معينة ونطبق إجراءات محددة للوصول إلى هدف كيف نعرف أين وصلنا؟ بالاقتصاد هناك أرقام النمو والتضخم…. إلخ. بكل مجال من المجالات هناك قدرة على القياس ولكن في المجال الديني كيف نقيس؟ لا يمكن أن نقيس من خلال عدد المصلين. لا يعني شيئاً أنتم تعرفون أن عدداً من الذين خرجوا من المساجد في بداية الحرب هم من الملحدين الذين كانوا يهتفون. الله أكبر وهناك عدد من الناس الذين يمارسون الشعائر لمسايرة المجتمع من جانب ولكي يقال. بأن الأموال هي أموال حلال وإلى آخره من التفاصيل. فإذاً هي ليست طريقة قياس ولكن نستطيع أن نقيس أخلاق المجتمع وسلوك المجتمع والمصطلحات الصحيحة التي تستخدم من قبل عامة المسلمين. نستطيع أن نقيس عندما نرى أن التدين هو الذي يواجه التعصب وليس الربط بين التدين والتعصب وبالمناسبة هذه النقطة بالذات هي نقطة مضيئة بالنسبة للمجتمع السوري. لأن الذي تحدث بالتعصب وبالطائفية في بداية الحرب هم بمعظمهم من غير المؤمنين وإذا كان البعض منهم من التيار الديني فهم غالباً بالميول الإخونجية والذين تركوا البلد والحمد لله تخلصت من كل هؤلاء. أما عندما نتحدث عن الإيمان الحقيقي وعن المسلم الحقيقي فالحقيقة أن هذه كانت نقطة مضيئة لا بد أن تذكر كوثيقة وللتاريخ بأن المؤمن الحقيقي هو الذي واجه التعصب والتطرف يعني ببعض الأمثلة أنا لا أستطيع أن أقيس كم واحدا يستطيع أن يفهم أو يقرأ أو يحفظ //إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة// ولكن أعرف أن هذا الشخص وهذا المجتمع لا يخضع للإشاعات. لا أعرف هو كيف يتعامل مع مواعيد الصلاة ولكن أعرف أنه يحترم المواعيد في العائلة وفي المجتمع وفي العمل. لا أعرف عن وضوئه ولكن أعرف أنه نظيف. أعرف أنه غيري غير أناني. أعرف أنه لا يحب النميمة أعرف أنه لا يرشي ولا يرتشي ولا يبرر الرشوة. أن أمورنا لا تمشي إلا إذا رشونا ويجتزئ من الدين أعرف أنه لا يتهرب من الضريبة لأنها سرقة للمال العام فإذاً بالعودة أنا أتحدث بكل هذه الفقرة عن شيء أساسي هو المقاصد لن نصل إلى التطبيق الصحيح من دون المقاصد."

"النقطة الثانية. اللغة العربية هي حامل الفكر والثقافة بشكل عام قبل أن تكون لغة القرآن. هي الحامل الطبيعي. عندما تندثر هذه اللغة أو تتراجع أو تضعف وهذا الشيء كلنا نراه في المجتمع بشكل واضح وبشكل خطير ومخيف فيجب أن نعرف أن هناك حاجزاً وهناك غربة بين الإنسان وثقافته. هذا شيء بديهي الشيء نفسه بالنسبة للقرآن وهناك هجمة حتى على لغة القرآن. كيف تتصورون القرآن من غير لغة؟ ولو جربتم أن تقرؤوا لغة مترجمة للقرآن يعني كتاباً مترجماً ولكن ترجم أيضاً من الإنكليزية عاد إلى العربية فسترون أنه هناك حاجز كبير بينكم وبين هذا الكتاب ولو تمكنوا من اللعب بهذه اللغة فسيكون هناك أيضاً حاجز بين المسلم وبين القرآن. ما هي مشكلتهم مع القرآن؟ أن الربط بين اللغة والعقيدة واحد ولا يمكن الفك ولكن يمكن ضربه. كيف؟ عندما نضرب لغة المجتمع فسوف نطوق هذا القرآن بلغات غريبة وبميول غريبة يبقى المسلم وتبقى الصلاة ولكن تصبح كاللغات القديمة هي لغة صلاة وهنا يحصل الفصل بين ثقافة القرآن وثقافة المجتمع. اللعبة واضحة. فلذلك لا نستطيع أن نفك اللغة عن العقيدة واللغة عن المجتمع والمجتمع عن العقيدة هي مثلثات أو مربعات لا يهم ولكن كلها مترابطة كالكرسي. إذا الآن ضربنا قدم هذه الطاولة تسقط الطاولة كلها بقدم واحدة هكذا يتم الموضوع فاللغة مهمة جداً."

"الأسرة. الأسرة هي الوحدة الأصغر في مجتمعاتنا الشرقية وليس الفرد كما تحاول الليبرالية الحديثة تسويقه. الأسرة هي الحاملة للعادات والتقاليد والثقافة وكل ما يمثل الهوية نراه في الأسرة. والفرد هو عضو فيها. والأسرة لا يمكن أن تؤسس إلا على الغيرية لا يمكن للأنانية أن تبني أسرة. لأن هذه الوحدة هي أساس سلامة المجتمع عندما تكون سليمة فالأسرة الأكبر مع الأقرباء تصبح سليمة والحي والمدينة والمجتمع كله يصبح سليماً. لذلك ركز الدين على هذه الأسرة ولذلك من أهم الخطوات لضرب هذه البنية الاجتماعية هي ضرب الأسرة والنزول باتجاه الفرد. فإذاً في عملنا الديني يجب أن نركز على موضوع الأسرة في عملنا الديني والاجتماعي وأيضاً نتحدث عن هذا الموضوع. لأن الأسرة بدأت تتفكك بفعل عوامل مختلفة. بفعل تطور الحياة. العوامل التقنية. وبفعل الهجمة التي تحصل على الثقافة."

"المسلمات وأنا بدأت بالحديث عن المسلمات ولكن المسلمات هنا عامة. هناك كثير من المسلمات التي تمثل القيم والعادات والتقاليد والمفاهيم التي يبنى عليها المجتمع. لا بد من تمتين هذه المسلمات أيضاً. مجتمعاتنا تفقد هذه المسلمات. العقائد مسلمات. الرموز والانتماءات الوطنية مسلمات. والقومية مسلمات. العادات والتقاليد. الأسرة كما قلت قبل قليل. احترام الكبار. هناك عناوين كبيرة وهناك عناوين صغيرة ولكن كلها مهمة. احترام الكبار سواء كانوا كباراً بالعمر أو كباراً بالقيمة هو من المسلمات. كثير من الأشياء لا أذكرها الآن كلها ولكن ضرب هذه المسلمات يلغي ثنائيات طبيعية تخلق التوازن في المجتمع. يقال إن الدنيا بنيت على الأبيض والأسود والليل والنهار والخير والشر وهذه الثنائيات هي موجودة. عندما نلغي هذه المسلمات يصبح الكبير كالصغير والطالب كالمعلم والأبناء يحلون محل الوالدين. يأخذون دورهم وتلغى الحدود بينهم. وفي هذه النقطة بر الوالدين هو أحد أهم المفاهيم التي يجب أن نركز عليها في بناء الأسرة ويصبح الفاسد كالشريف ويصبح الظالم كالمظلوم. إذاً إلى أين نصل عند ضرب هذه المسلمات؟ نصل إلى أن يكون المعتدي كالمعتدى عليه. وبالتالي بدلاً من أن تكون هذه أرضاً مغتصبة من قبل العدو ونحن المالكون الحقيقيون تصبح هذه الأرض محل نزاع لأن الطرفين بالموقع نفسه وقد يكون كلا الطرفين صاحب حق فكيف سيتم الحل في هذه الحالة؟ الطرف الثاني المعتدي المغتصب للأرض سوف يقوم أو أنا الطرف الأول بالبداية سأقدم تنازلاً له وأعطيه جزءاً من الأرض. تنازلاً مني له. وهو سيقوم أيضا بالتنازل عن جزء من الأرض أنا أملكها. سيتنازل لي عن حقي وبالتالي نصل للتسوية السياسية التي يسعون إليها. فنرى أيضاً أن المسلمات لا تنفصل عن المخطط السياسي لليبرالية الحديثة. فإذا أردنا أن نصل إلى الانهيار السياسي. أو إذا أرادوا أن يصلوا إلى الانهيار السياسي فلا بد من الانهيار الاجتماعي. وفي هذا الانهيار الاجتماعي تعرفون أقواس تدمر /أحجار. أحجار ويوجد حجرة في المنتصف تسمى حجرة العقد لأن كل الأحجار تستند عليها/ هنا يقع موقع الدين. فإذا انفكت هذه الحجرة تسقط كل الأحجار ولكن بالوقت نفسه كل الأحجار الأخرى إذا سقطت تسقط حجرة العقد. فالدين. من دون مجتمع سليم لن يكون هناك دين بالمعنى الحقيقي الذي تسعون إليه. من دون أسرة من دون مسلمات من دون أخلاق من دون فقه من دون كل هذه التفاصيل التي ذكرتها فكل هذه الأحجار سوف تسقط مع بعضها البعض وبالمحصلة لا يوجد خيار إلا أن نربح هذه المعركة وإذا أردنا أن نربحها لا بد أن نعرف ما هي هوية العدو الحقيقية. ما هي طبيعته. أين يتموضع. وما هي أساليبه. ولا بد أن نربح لأننا إن ربحنا فعندها سنكسب احترام الآخرين وسنفرض احترامهم أو سنفرض احترام عقائدنا ورموزنا عليهم. فإذاً إذا نظرنا إلى كل هذه الأشياء نراها مترابطة وهي كتلة واحدة ولكن عندما تأتينا بشكل متفرق فنتعامل معها بشكل مجتزأ ونتعامل مع الأسماء وننسى التيارات. فلذلك ننتقل من خسارة إلى خسارة ومن نكسة إلى نكسة ومن فشل إلى فشل."

"هناك موضوع خطير يثار وأيضاً يرتبط بالجانب الآخر أو بشكل أو بآخر بموضوع الليبرالية الحديثة ولكنه يمس صلب المجتمع وهو يأتينا على شكل ثلاثة مواضيع منفصلة الأول يمس أو يشكك بعروبة سورية وبلاد الشام والعالم العربي بشكل عام والثاني يشكك بعروبة القرآن من خلال القول بأن القرآن كتاب سرياني والثالث يشك بعروبة الرسول من خلال القول بأن الرسول مستعرب وليس عربياً. طبعاً الهدف من هذه الطروحات الوصول لعدة أهداف الأول هو ضرب العروبة والإسلام بالرغم من أنها ضربت منذ أكثر من مئة عام وساهم الإخونجيون في التفكيك بينهما ونحن نعيش كمجتمعات أزمة هوية منذ عقود ومنذ قرن من الزمن أو أكثر بقليل أو ربما منذ بدأ التتريك في العهد العثماني. بدأنا نعيش أزمة هوية. وبدأ البعض يسأل نفسه أنا مسلم أكثر أم عربي أكثر؟ هل أنا أنتمي لدمشق أو حلب أو دير الزور أو اللاذقية أكثر أم أنتمي لسورية أكثر؟ ما هو التعارض؟ أنت تنتمي لعائلتك ولحيك ولقبيلتك ولطائفتك ولمدينتك وتنتمي للوطن وتنتمي للدين. ولكل هذه الأشياء. هذه أشياء لا تتعارض. ولكن خلق التناقض بينها. هذه النقاشات تهدف لخلق التناقض نفسه وهي متداولة الآن بشكل واسع وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ومع كل أسف نرى أن هناك من يتقبلها ويسوقها عن قناعة السذج وفي بعض الحالات بسوء النية. وانا أفترض أن السذاجة هي العامل الأكبر في هذه الحالة. يريدون أن يفرقوا بين العروبة والإسلام ويفرقوا بين القرآن ولغته ويفرقوا بين المسلم والمسيحي ويضربوا جوهر انتماء هذا المجتمع وهو الانتماء العربي الذي تكرس عبر السياق التاريخي."


ان هذه المطولات المهمة من كلام رئيس الجمهورية العربية السورية د. بشار الاسد ليس شرطا وليس حكما ان نتفق مع كل ما قاله بطبيعة الحال، ولكن علينا التأكيد وتكرار انها يجب ان تتم قراءتها وتحليلها على مستوى أمني استخباراتي اعلامي ثقافي يشمل المنظومات الحاكمة في المنطقة العربية كلها وتجهيز شعوبها للتصدي ولمقاومة من يريد بنا الشر والضرر والأذى هم من الذين يتبنون "النيوليبرالية" ومخططها، وهي مطولات شارحة في أجزاء كبيرة منها ماذا يجري ويحدث؟ وأهميتها المضاعفة انها تخرج من موقع رسمي وقانوني وهنا نكرر تلك النقطة مجددا من باب التأكيد والإصرار على قوتها من هذه الناحية
 ما نريد قوله من ناحيتنا هو التالي:
ان هذه الليبرالية الجديدة "النيوليبرالية" هي منظومة أستحمارية حقيرة منحطة ساقطة أخلاقيا، خادمة لكل ما هو شر في العالم ولكل ما هو منحرف عن الفطرة والاخلاق العامة البشرية المتعارف عليها والمشتركة بين كل الأديان.
وهذه الليبرالية الجديدة تتحرك بالرد الدعائي ضد من يحاول كشف شيطانيتها، فهي تتحرك بالرد "الدعائي" الزائف وهي تخلط بين دواعي محقة او تعابير "فخمة" لا معنى لها في خط التطبيق ك "الحرية" او يافطة حقوق الانسان او الخلط "الاستحماري" الذي يربط كراهية العنصرية مع الترويج للانحرافات السلوكية الجنسية كاللواط والترويج لتعديل الجنس والغاء "ذهنية العائلة " من الوعي المجتمعي للأطفال والشباب، وربط من يقول "لا" لهذا "الإرهاب الشيطاني الإبليسي" بالديكتاتورية او التخلف او في معاداة الحضارة.

اذن رد هذه الليبرالية "الجديدة" ضد من يقاوم هو "رد" ردعي، دعائي، غير علمي، ويستخدم الكذب والتدليس وأيضا سيطرة المنحرفين سلوكيا وجنسيا على وسائل الاعلام وأيضا ارتباطهم مع الحركة الصهيونية العالمية والنظام الطاغوتي الربوي الذي يريد ان يصنع عالم "لا" يتم احترام فيه العائلة بل تدميرها من الوجود و ان يتم خلط الأعراق و اسقاط أي ثبات و تأصيل فكري أيديولوجي يصنع شخصية قومية مستقلة للأنسان و ان تكون هناك "ميوعة" فكرية تقبل كل شيء بلا تمييز وبلا تمحيص و بدون مسطرة قياس ترتبط بالدين او الفطرة الإنسانية السليمة او القومية.

ان هناك نظام للقيم يحمينا ك "شرقيين" وك "عرب" وك "مسلمين " وك "مؤمنين في وجود خالق"، او اليس الإسلام هو "ثقافة المسيحيين الشرقيين" واليست اللغة العربية "قومية الدين الإسلامي"؟ إذا صح التعبير، واليس كل تاريخ العالم من دين وثقافة ومعرفة ونهضة واساطير وحكايات وغموض كلها انطلقت وتفجرت ونبعت من هذا الشرق؟ وهو حاليا يواجه هجمة سيطرة ومحاولة "هدم" و "تدمير" بقيادة حلف الناتو وهو الأداة العسكرية للنظام الطاغوتي الربوي العالمي المدعوم من الكيان الصهيوني وأعوانهم اليهود منهم والمتصهينين كذلك في كل أنحاء العالم مع نظام قيمهم المستجدة على الساحة العالمية مع ليبراليتهم الجديدة التي تريد إلغاء "دور" العائلة كأساس للمجتمع، والتخلص من دور الأب "الرجل" كرب للأسرة، والتخلص من "الرجولة" ودورها في المجتمع وإعطاء مهام الرجل للمرأة !؟  وخلط الأنساب والاعراق وترويج الانحرافات السلوكية الجنسية تحت مسميات المثلية وحرية تغيير الجنس وزواج الجنس الواحد دينيا وقانونيا وفرض هذا الشذوذ وهذه اللوطية على باقي العالم.... كل العالم بما يخالف كل دين عرفه البشر وكل ما هو طبيعة إنسانية فسيولوجية بيولوجية وربط هذا الشذوذ والانحراف واللوطية مع مصطلحات الفخامة الدعائية لغسيل دماغ الإنسان هذه المصطلحات الفخمة الفارغة من اي معنى وهدف ك "الحرية" و"التنوير" ومناهضة العنصرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعالم المتحضر.

ولا يتم استغراب التدخل لغسيل دماغ الأطفال والشباب من هنا وهناك من ادخال نظام دعائي استحماري تكراري "ممنهج" يحمل صفة "القانون" ساعي الي وضع أفكار الانحراف والسقوط لليبرالية "الجديدة" في خط اللا "وعي" كما كان يتم في السابق عندما بدأوا في نشر الأفكار الليبرالية الكلاسيكية القديمة وترويجها وبثها في المجتمعات الشرقية المحافظة حيث في البداية تم وضع أفكار "عبادة الاستهلاك" وصورة فتاة الغلاف المثيرة جنسيا ؟! وصورة الرجل الذي تريده كل نساء العالم!؟ ان تكون على علاقة معه !؟ وهذه كلها صور إعلامية تكرارية "أستحمارية" لترويج صورة الانسان "الليبرالي" السعيد !؟ وهي حالة سينمائية وهمية لا حياة لها في الواقع والحقيقة، حيث الكأبة والجفاف الروحي هو سيد الموقف في الغرب و تحولت شعوبه المسكينة الى الات بلا روح ولا قيم ولا دين ضمن دائرة الذهاب والعودة من العمل والغرق في مراكز شرب الخمور في نهاية الأسبوع او انتظار إجازة الأسبوعين السنوية لكي يعيش الفرد الغربي هناك "وهم" الغنى والثراء في احدى منتجعات العالم الثالث , ولنتذكر عندما انتفضت الشعوب التي كانت تعيش في ظل "برودة" الستار الحديدي للاتحاد السوفيتي آنذاك، اكتشفت هذه الشعوب ان كل ما كانت تشاهده "سرا" من أفلام واعلام وترفيه ما هي الا أفلام ليس لها وجود الا في الخيال وأحلام اليقظة وفي دور السينما او في شرائط الفيديو "المهربة" الى نطاق البلدان الشيوعية الاشتراكية، وحين انفجرت فقاعة الوهم، اكتشف هؤلاء ان ما كانوا يعيشونه من فشل ومن عبادة شخصيات حكم الحزب الواحد الغير ديمقراطية؟! هي بالتأكيد ليست "جنة" و لكنها في اليقين  والواقع و الحقيقة كانت افضل من مرحلة ما بعد سقوط كل هذه البلدان في فلك و سيطرة و استعمار و استحمار النظام الطاغوتي الربوي العالمي و ما يحصل لهم في ارض الواقع من مأسي الجوع و الدعارة والامراض و انتشار العصابات و تجارة المخدرات و سقوط الكرامات القومية والقيم الإنسانية الشرقية و تحول شعوب هذه البلدان من تصدير  الثقافة "الحقيقية" و الحرية "الاجتماعية" و من انتاج الأطباء و العلماء و التصنيع الثقيل الى تصدير العاهرات و المخدرات و غياب غطاء دولة الرعاية الإنسانية من تعليم و طبابة و سكن وامن غذائي , كان الواقع الذي عاشوه بعد سقوط المنظومة الاشتراكية الشيوعية "كابوس رعب" لا يعكس صورة مشابهة للأفلام الأجنبية الغربية الاستحمارية و التي لا تتواجد الا في هذه الأفلام "فقط" , الا ان هذه دولة الرعاية الاجتماعية الإنسانية كانت شيء محسوس و مضمون عند شعوب المنظومة الاشتراكية وكانوا يتعاملون معها على ان هذه الرعاية الشاملة ستستمر و تصبح شيئا افضل فواجهوا الحقيقة المرة و الواقع الحقيقي للنظام الطاغوتي الربوي العالمي , كما واجه لاحقا و احس به السوريين المهاجرين الى بلدان أوروبا حيث كان هناك منهم من يعيش الوهم انهم سيذهبون الى "الجنة" فاذا بهم يدخلون الى جهنم الطاغوت الربوي الشيطاني و حيث اكتشفوا ان "السياحة " في أوروبا ليست هي "المعيشة" فيها , و ان ما كان مضمون ومعتاد تلقائيا في دولة الرعاية السورية هو امر غير موجود هناك , و ان عليهم القيام بكل ما هو حقير و ساقط و دنيء لكي يتم السماح لهم ان يعيشوا هناك بالذل و الافقار و الإهانة و ان عليهم ان يتنازلوا عن اعراض بناتهم و شرفهم  لكي يندرجوا في أسلوب حياة السقوط الأخلاقي الأوروبي , و ان على من هو محظوظ فيهم ان يدفع من ثلاثين في المئة الى ستين بالمائة من دخله الشهري "ان وجد" للدولة الأوروبية التي سمحت له في "طلب" اللجوء ,لا أقول اللجوء فهذا امر اخر مختلف , اما ممارسة السياسة و نقد الحكام و الرأي والرأي الاخر اذا صح التعبير , فهذا الوهم غير موجود في النظام الطاغوتي الربوي العالمي , واتحدى أيا كان ان يتكلم و يتحدث في اسقاط أي نظام سياسي أوروبي و تغييره او ان يتحرك ضد الأنظمة الاجتماعية و الاقتصادية هناك , فليقول من هم سوريين لاجئين ذلك و لنشاهد كيف سيختفون من على الخريطة.
ان غسيل الدماغ وتحريك الاعلام لصناعة عقل جمعي هي موجودة هناك كما هي موجودة في باقي بلدان العالم ولوسائل الاعلام توجيهات وأوامر يتلقونها من المملولين الحكوميين او من غيرهم والذين كلهم يمثلون شبكة مصالح وعلاقات وتشابك واحد.

يقول الكاتب "وسام سعادة":

"يتأتى كل ذلك بالمحصّلة من كون» الدولة النيوليبرالية» في حركة إجهازها على «الدولة الليبرالية – الاجتماعية» التي سبقتها تقضي أيضاً على «عهد الأمان» الضمنيّ الذي كان يقول ما مفاده أن الإنفاق الاجتماعي أسلم للدولة وللسكان معاً من حصول تصدّعات اجتماعية حادة نتيجة لاستفحال الفوارق والمظالم واشتداد أشكال القهر والحرمان والاقصاء، وانّ الانفاق الاجتماعي المدروس يُفضّل، بالمطلق، على الانفاق الأمني المحموم. بالتالي، الخيار النيوليبرالي هو وبشكل مصّم خيار اللا أمان على الصعيد الاجتماعي. اللا أمان الذي يؤدي حتماً الى زيادة الاعتماد على المعالجات الأمنية الفظّة للقضايا الاجتماعية، ما يكثّف طبيعة التناقض التي تقوم عليه الدولة النيوليبرالية: حيث عليها أن تحمي السكان مع تقويض شبكات الأمان عندهم، في ضوء التخفيف من الحمايات الاجتماعية. وما يراه كتاب الرباعيّ هنا هو أنه من هذا التناقض ثمّة نمط عنف خاص بالدولة النيوليبرالية هو بصدد التكشف أكثر فأكثر ولا يمكن استيعابه بالعموميات حول «منظومة العنف الشرعي». ذلك أن الهدف هنا، من متلازمة ضرب الأمان الاجتماعي وزيادة الاعتماد على الحلول الأمنية ضد الطبقات والشرائح والمجموعات الأكثر نكبة بالسياسات النيوليبرالية، هو انتاج عدوّ داخليّ تسبغ عليه الصفات الإجرامية، ويجري تجنيد فئات واسعة من السكان، بما في ذلك من ضحايا السياسات النيوليبرالية، ضد هذا العدو."

ان الاعلام الغربي المملوك بشكل كبير من اليهود والصهاينة ماكينته الترفيهية هي جزء من صناعة "الاستحمار" خدمة لتوجيهات النظام الطاغوتي الربوي العالمي والحركة الصهيونية ومن يتحالف معهم من المنحرفين سلوكيا وجنسيا في مواقع القرار السياسي والمالي ومراكز السيطرة والتحكم في هذا النظام نفسه الساعي الى تدمير نفسه! والعالم وهو بالمحصلة النهائية لا يخدم الا الصهاينة اليهود ومشروعهم التوسعي العنصري البعيدة عن الإنسانية في منطقتنا العربية.

ان "نظام للقيم الشرقية المعتمدة على أهمية دور الدين والاسرة" هو الذي سيحمينا وكذلك الانتماء القومي للعروبة ك "لغة" ول "حب الأرض" هي ما سيخلق "قلعة" دفاع مقاومة لكل هذا الشر الشيطاني الذي تتحرك به هذه الثلاثية وهم 
1_ النظام الطاغوتي الربوي العالمي وهو "الممول الاقتصادي"
2-الحركة الصهيونية وهم "العقل المدبر"
3-حلف الناتو وهو المطرقة العسكرية الأمنية الاستخباراتية.

وهذه الثلاثية تتحرك في ليبرالية جديدة "نيو ليبرالية" يراد تصديرها للعالم، وإعادة ضبط ساعات العالم الى برمجة "لا "اخلاقية تخالف كل ما هو دين وفطرة طبيعية وفسيولوجيا.
وعلينا ان نتساءل عن الدوافع و الأهداف من نشر هذه الليبرالية الجديدة هنا علينا ان نركز على ما يحصل في منطقتنا العربية و تحديدا في سوريا و العراق و الذي يعتبرهم الصهاينة المتطرفين أجزاء من ارضهم الموعودة المزعومة , حيث أدت الحروب و التدمير المبرمج هناك المخطط له في هاذين البلدين الى تهجير الملايين من العرب قسرا من مناطقهم الى أوروبا , حيث يتم الضغط و ابتزاز الدول الأوروبية على قبول هؤلاء في بلدانهم واتهام أي تحرك مانع لنقل هؤلاء بالعنصرية علما ان الكيان الصهيوني لا يسمح في قبول أي مهاجرين مهما كانت الأسباب الا اذا استطاع المهاجر ان يثبت ان والدته يهودية !؟ أحد اهداف تفريغ شعوب هذه الدول العربية من سكانها هو لتمكين المشروع الصهيوني من التوسعة في المستقبل لأنه حاليا الكيان الصهيوني لا يملك العدد الكافي من اليهود للاستيلاء على أراضي دولتهم المزعومة لأن حاليا عدد السكان لديهم لا يسمح بذلك وأيضا هناك قنبلة سكانية عربية فلسطينية في طريقها للتفجر والصعود عدديا في المستقبل ومن هنا نفهم السبب لأصدار قانون يهودية الدولة في الكيان العبري والذي أيضا يريد منع هذا التفجر والزيادة السكانية الفلسطينية.

اذن عند وجود هذا الكم المليوني من المهاجرين العرب بالإضافة الى المهاجرين من ليبيا ودول إسلامية أخرى مثل أفغانستان والتي تم تدميرها في صورة ممنهجة بواسطة حلف الناتو، هنا المطلوب صهيونيا احداث تصادم حضاري بين مختلف حضارات العالم في المواقع الأوربي والتركيز على قوة القانون في خلط تلك النساب والأعراق واجبار توظيف المهاجرين في اعمال ليس لهم خبرة فيها ولا اختصاص.

ان التصادم هو ما سيحصل طبيعيا في مثل هذه الظروف و هذا التصادم سيخلق بيئة عدوانية عند  الشعوب الاوربية يجعلهم يكرهون كل ما هو مسلم و كل ما هو شرقي و هذا يخدم صناعة الرأي العام في أي رغبة صهيونية و قرار مستقبلي لهم في التوسع الاستيطاني واي توسع عسكري لحلف الناتو و مع هذا الخلط المبرمج داخل أوروبا و مع نشر اللوطية و الانحرافات الجنسية و تفكيك الاسرة و خلط الأعراق فهذا سيخلق بيئة ضعيفة فكريا بلا منطق او فكر او إيدلوجية و بلا شخصية اجتماعية او فردية و من هنا سيصبح من السهل صناعة التحكم و السيطرة و توجيه الرأي العام و هذا ما شاهدناه و رأيناه مؤخرا في حركة "السود مهمين" و في ازمة وباء الكورونا و في الحرب الروسية الأوكرانية.

اذن علينا ان ندرك ونفهم ان مع مسألة خلط الانساب والأعراق فأن أوروبا ستصبح كما هي عليه الولايات المتحدة الامريكية ذات المشروع الفاشل رأسماليا اما الكيان الصهيوني فيظل كما يخططون "يهوديا" ك "عنصر"، ومن هنا أهمية القنبلة السكانية العربية الفلسطينية المجنسة إسرائيليا إذا صح التعبير ومن هنا يتفجر الخوف الصهيوني لأنهم يعرفون ان هذه القنبلة هي مقتلهم في المنطقة العربية وقد تكون نهاية اليهود حيث ان قرابة نصف يهود العالم يسكنون في دولة فلسطين العربية المحتلة صهيونيا منهم.
لماذا يتعاون النظام الطاغوتي الربوي العالمي مع الصهاينة في هذا المشروع؟ فليس كل المتمولين ماليا و التجار في المنطقة الاوربية من اليهود او الصهاينة , ان ذلك يتلخص في ان هناك مشكل سكاني أوروبي يتعلق في "قلة الانجاب" حيث تتراجع إعداد الشباب هناك بحيث هناك حاجة ملحة لتشغيل النظم الإدارية و التجارية والمعامل و المصانع  والمستشفيات...الخ هناك و أيضا علينا ان نعرف ان هناك زيادة و توسع في اعداد كبار السن و العجزة بما يتطلب رعاية خاصة لهم في مختلف المجالات فيتطلب الامر من نظرة رأسمالية مصلحية "بحتة" استقطاب كتل بشرية شبابية من بلدان اخري وهنا الميزة المصلحية ان يكونوا من خارج بلدان اوروبا حيث انهم لا يعرفون حقوقهم الوظيفية و يتم استغلالهم في مختلف الوظائف المهنية و العمل في ساعات أطول في أجور اقل....الخ من الاستغلال الوظيفي المصلحي و هناك أمور أخرى تفصيلية.

اذن علينا الادراك و الوعي و المعرفة و الانتباه لهكذا مخططات تطبيقية حركية يتم تنفيذها على ارض الواقع الملموس و المحسوس و المشاهد لمن يريد ان يعيش البصيرة و الرؤية الحقيقية و ان يقرأ ما يجرى بعقله فتحركات تلك الثلاثية ستصبح اكثر شراسة و عنف في واقعنا العربي حيث ان العالم يتحول الى عالم متعدد الأقطاب و هناك مراكز جديدة للقوى العالمية الإمبراطورية كالصين و روسيا و حلفائهم سيكونون موجودين وحاضرين و هم حاليا يواجهون ما يجري من مشروع نيو ليبرالي "الليبرالية الجديدة" و ما حدث في أوكرانيا خير دليل على ذلك كأحد مواقع تفجر صراع الأقطاب.
ان علينا العمل على بناء ثنائية الدين و القومية العربية الحقيقية التي تصنع لنا نطاق حماية من خلال بناء نظام للقيم للأنسان العربي تحميه و نصنع له لقاح المناعة الذي سيواجه بها ويقاوم ويحارب كل هذا الشر و برمجة اللوطية القذرة الساعية الى دمارنا كلنا , و هذا الامر مهم للجميع ك "أنظمة رسمية عربية " و ك "شعوب" , و سيأتي اليوم الذي سيتم الطلب من الجميع القبول باللوطية و الانحرافات السلوكية و سيتم وضع حديدة التحدي الملتهبة بالحرارة امام عيون الجميع الأنظمة و الشعوب لتطلب منهم في إهانة و شتيمة و اذلال و مهانة ان يقبلوا تلك الأمور دينيا وان يشتموا مقدساتهم الدينية , فهل هناك من سيقبل ؟ 
لن اجاوب على هذا السؤال!

د. عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون الإسلامية والعربية

الثلاثاء، 29 مارس 2022

الصهيونية "عدو" يفكر

الصهيونية "عدو" يفكر




الصهيونية حركة عنصرية وهذا ثابت في قرار الأمم المتحدة لمن يريد الانطلاق من القوانين الدولية والنظام العالمي وكذلك وجودها التنظيمي "غير شرعي" على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة، ضمن تشكيلات إدارية استخباراتية امنية عسكرية تمثل قاعدة معادية لكل "العرب" وليس ل "جزء من العرب" وهذا الكيان المزروع اصطناعيا بلا جذور هو يعمل ضد "كل العرب" عدوانيا متبعا كل الوسائل والأساليب وهذه هي حقيقة هذا الكيان السرطاني الثابتة تاريخيا، وهذا هو واقعه المستمر الى حاضرنا الحالي.


عند الصهاينة كل العرب "أعداء" وهم ساعيين الى قهرنا وتدميرنا على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهذا ليس كلام "شعارات" وليس كلام "عواطف غاضبة" بل هو "واقع الحال" والصهيونية لا تعادى العرب والعروبة فقط بل هي ضد "الإسلام" بكل تنوعاته وتفرعاته واقسامه وانواعه وتشكيلاته.


ان هذه العداوة ضدنا ك "عرب" و "مسلمين" هي عداوة "ذكية" "خبيثة"، من خلال زراعة الفتنة وتشجيع الانقسامات وتحريض الاخوة ضد بعضهم البعض وصناعة "سياسة المحاور" وتفجير الصراعات في المنطقة لأضعاف الجميع من خلال حروب الاخوة ضد بعضهم البعض تحت مختلف اليافطات والأسباب.

فالصهيونية قد تدعم فريق ضد اخر، بل انها قد تدعم "الجميع!" في صراعات المحاور، وما يخدم امتداد العمر الزمني لها واطالتها لكي يضعف "الاخوة" وتبقى الصهيونية قوية.


ان الصهيونية "شريرة" ونواياها "خبيثة" وهذا لا يعني انها تتحرك في واقعنا العربي والإسلامي من "غير تفكير" ولا "تخطيط"، بل على العكس فهم يستخدمون العلم والأبحاث والتجارب المتراكمة لديهم وأساليب الخداع والمناورة، وسياسات الصهيونية المعلنة "دعائيا" تختلف عن حركتها الواقعية على الأرض.

ما نريد ان نقوله ونؤكد عليه ان الصهيونية "عدو يفكر" لذلك علينا نحن العرب ان نقرأ الواقع الصهيوني كما هو ك "عداوة" لنا وك "خطر وجودي" ضدنا، وان نضع "حواجز العزل" بيننا وبينهم، فاذا كنا في موقع ضعف حالي فليس ذلك الضعف هو قدر متواصل بل حالة "مؤقتة" وهذا هو قانون الحياة ومسار الطبيعة، فالقوي سيصبح ضعيفا و العكس صحيح,  لذلك ليس الاستسلام هو الحل وليس الخروج من الصراع سيخلق لنا الهدوء والنهضة والتنمية، وهذا ما أثبته التاريخ وحركة الواقع، فلندرس المسألة قليلا في عقل هادئ يخطط و يفكر بما فيه مصلحتنا القومية ك "عرب" , و ليس ان نستهلك مخططات الاخرين الأعداء لنا و ننفذها على انفسنا بما يضرنا و يدمر دولنا و مجتمعاتنا و هذه هي المأساة الأكبر.


د. عادل رضا

الثلاثاء، 8 مارس 2022

Ukraine a blasting point for the change


Ukraine... a blasting point for the change industry
 
 
The world is heading for an upcoming, multi-polar, imperial change, American, Russian, and Chinese, and we are the Arabs.... All the Arabs are outside the maps of the world... the whole world because there are Arabs in the official system who think that if he leaves the conflicts of the region and planted his head like an ostrich, he enjoys in positions of power, influence and money. Sex and the cult of personality will survive the schemes of others around it, and they do not know that the ostrich heads they bury in the sand will be crushed with the success of the schemes of the empires of the world around us that do not care at all in the interest of those who stand as spectators.
The funny thing is that the official Arab regime imagines that if the West allows it to take a group photo or eat and drink at one table, they automatically assume that they have become empires that produce economic, social and cultural development, and security and intelligence control.
This is ridiculous and lamenting about the state of the Arab official system.
As for the Arab people in the various regions where Arab nationalism is present, as for the poor people who are looking for a humane livelihood because of inflation, unemployment, poor economic conditions, torture prisons, absence from prisons that the accursed Satan cannot imagine, or for the Arab people to live by beggary in all the meanings of beggary through the media and owned social networks. by the Zionists.
 
NATO, which is the military tool of the global tyrannical, usurious regime supported by the Zionist entity and their supporters all over the world, with its new system of values ​​on the world scene with its neo-liberalism that wants to abolish the family and get rid of the role of the father as a family leader, mix lineages and races, and promote sexual behavioral deviations under the names homosexuality and freedom Changing sex and single-sex marriage religiously and legally and imposing this filthy, rotten perversion and this homosexuality on the rest of the world.. the whole world in contravention of every religion known to humans and everything that is a human physiological nature and linking this rot, perversion, perversion and homosexuality with the terms of luxury propaganda to wash the human brain, these empty luxury terms From what meaning and purpose such as freedom, enlightenment, anti-racism, democracy, human rights and the civilized world.
These are all propaganda and propaganda that those who launch it and those who associate it with his neo-liberalism claim, and what he claims is modernity, we say that whoever launches and links it cannot define it on the ground, and he also falsely claims that he is the civilized world and he is the one who owns the right and the owner of all truth.
 
The global tyrannical, usurious regime has reached stale rot with a smell, and this satanic system has reached a dialectical, value and religious contradiction with the Russian Federation, which was able to say no to this filthy homosexual rot with its fallen human and religious system of values, and no other refuses to enter the circle of its Slavic orthodox national interests.
 
The Federal Republic of Russia is not an angel, of course, and Alexander Putin is not Abu Ali Putin, but it is a country that has an imperial ascendancy program and a state plan in this regard, and it has its own eastern value system that is different from the global tyrannical, usurious system supported by the Zionists.
 
The Federal Republic of Russia has a nationalist, religious, orthodox Russian nationalist values ​​system of its own as an imperial ascendant state, if you will, and it is a system of values ​​of knowledge of its own, committed to by the Russian state, which knows what it wants and understands what is happening and does not fear confrontation if the global tyrannical, usurious regime and its military tool dare It is represented in NATO from getting close to the geographically vital environment of the Russian Republic and

its own value system.
 
The Russians say that there is an Atlantic harassment towards them and an approach to their biogeographical surroundings located in Ukraine, which they say is a Russian Slavic Orthodox nationalism with a mixture of other nationalities and a Ukrainian minority nationalism that acquired Russian lands for the purposes of Soviet-Bolshevik Marxist goals that no longer exist after the collapse of the Soviet Union and that The rest of Ukraine, which is useless, has a Ukrainian minority Nazi and corrupt government performance backed by the global tyrannical system of interest and this corrupt Ukrainian Nazi minority is fighting the Russian Slavic majority.
The Russians say that this Ukrainian minority is not a true nationalism in the first place, and its strength is not with its connection with the land, but with its dealings with the Atlantic outside as a dagger against the Russian state, and they are considered a creation of NATO.
 
What matters to us as Arabs is our national interests, not to be a party to the imperial conflict.

What should concern us as Arabs in the matter is that the movement of the Russian imperial ascendancy to impose a new international polar area of ​​influence may redraw the positions of global imperial power within our Arab region, with a cancerous implant in its midst, the Zionist entity on the land of the occupied Arab State of Palestine.
 
That the Zionist entity has some kind of understanding with the Russian Federal Republic on multiple levels, including the official, economic, social, security, intelligence and interests within a strange and strange paradox that Russia is also strongly allied with the last military combative resistance position of the Arabs, which is the Syrian Arab Republic, and this is a topic I discussed in detail in my book Ten Revolutions And transformations for those who want to see detailed.
 
But back to the Ukrainian issue, what we want to say is that the Russians are moving in a policy of brinkmanship against the approach and harassment of the unintelligent NATO, which wants to break into the positions of Russian Slavic influence and control, so to speak, and besiege Russia from all sides.
 
So, if the Russians succeed in imposing new imperial areas of influence, the Arab region will be affected, and I can find no one to arrange the conditions for the upcoming imperial transition except for the Zionist cancer that resides on the land of the occupied State of Palestine, which enjoys good relations with all the conflicting parties, including China.
 
As for the rest of the Arab region, they are not even points on the map and no one sees them as long as they are without any project, vision or plan, and they are not even football kicked by international players with their feet.
 
Who are the upcoming empires that will create the lines of new states and different official systems, and whoever does not read the arena institutionally and intellectually and be the owner of a method and project, it will end as did the Ottoman Empire and the Austro-Hungarian state.
And let the owners of torture prisons in the Arab official system know that the gallows of the Ottoman Empire against the Arabs, and their piles against women, children and men, did not protect their empire from servile fall.
And it will not protect the official Arab system from falling with the upcoming imperial transition with the upcoming Russian, Chinese and American trio to change the world... the whole world.
 
Dr.. Adel Reda
Internal Medicine, Endocrinology and Diabetologist
Kuwaiti writer on Arab and Islamic affairs