السبت، 20 مارس 2021

الحموضة ‏الكيتونية ‏السكرية ‏في ‏زمن ‏الكوفيد ‏!؟


"الحموضة الكيتونية السكرية" في زمان الكوفيد !؟

وسط الإرهاق الذهني والجسدي في التعامل مع الوباء المنتشر عالميا كنت سعيدا في نشاط الأكاديمي البحثي الذي قام به الزملاء الافاضل في سلطنة عمان د. على الريسي و د. حمد الريسي في عمل دراسة جيدة وسط كل هذا الضغط المتواصل للعمل واهميتها تكمن في ان مرض السكري أحد الامراض الشائعة المصاحبة لمرضى الكوفيد 19 المستجد وهي دراسة عن شرح الوصف الاكلينيكي والتبعات اللاحقة لمرضى " الحموضة الكيتونية السكرية" وارتباطهم مع الإصابة بكوفيد 19 المستجد وهي دراسة عربية عمانية ضمن نطاق منطقة صحار.
وأشارت الدراسة المنشورة الى ارتباط موجود بين مرضى الكوفيد 19 المستجد و"الحموضة الكيتونية السكرية" حيث يبقى المصابين فترة أطول بالمستشفى وتزداد الحاجة الى اقسام العناية المركزة والى اجهزة التنفس الميكانيكي مع ارتفاع نسب الوفاة بالمقارنة مع المرضى الاخرين.
طبعا فيروس الكوفيد 19 المستجد هو أحد الأسباب للإصابة المميتة لالتهابات الرئوية الفيروسية مع زيادة نسبة انتشار العدوى بين البشر، مع بداية الوباء في مدينة ووهان الصينية وانتشاره في مختلف دول العالم.
ويعتبر مرض السكري وبالأخص عند الأشخاص الغير مسيطرين على مستوياته بالدم فهؤلاء يكونون معرضين لاحتمال أكبر للإصابة بمرض الكوفيد 19 المستجد والدراسات السابقة التي تم اجرائها على التمحورات السابقة لفيروس الكورونا بالعام 2004 المعروفة باسم سارس SARS والعام 2012 المعروفة بالميرس MERS، فهذه الدراسات أظهرت زيادة عدد الوفيات والاصابات بين مرضى السكري والدراسات الحديثة كذلك أظهرت ان مرضى السكري يبقون فترة أطول بالمستشفيات عند مقارنتهم مع باقي المرضى وخصوصا كبار السن.

طبعا اوصت الدراسة العمانية العربية  بأعادة تحديث بروتوكولات العلاج العالمية الخاصة بالتعامل مع مرضى الحموضة الكيتونية السكرية المصابين بكوفيد 19 المستجد وكذلك عمل دراسات لاحقة ضمن عينة إحصائية عددية اكبر وايضا اوصت بالأهتمام بتنظيم مستويات السكر عند المرضى ضمن نطاق مراكز الرعاية الصحية الأولية. 

د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري 
كاتب كويتي بالشئون العربية والاسلامية 

الخميس، 18 مارس 2021

محمد ‏سلمان ‏غانم ‏....والحوار ‏الحقيقي

محمد سلمان غانم....والحوار “الحقيقي"

الكويت مختلفة لأتها متنوعة ولأنها منفتحة على هواء بحر الحرية والديمقراطية التي تحمل معها تفاعل الآراء والافكار والخطط والكل يريد ان يكون هو صاحب الرؤية التنفيذية على ارض الواقع وهذا التنوع والاختلاف ما دام مؤسسيا فلا خوف ولا قلق ولكن وضعية الخوف تنطلق عندما تتوقف المؤسسات عن انتاج نهضة للفرد وتطور في خط جودة الخدمات المقدمة وكذلك ضمان "دولة رعاية واهتمام في الطبقات الشعبية".
لذلك مسألة الحوار والاختلاف مع الاخرين ضمن هذه المؤسسات يجب ان تكون ضمن شروط تبعد الحوار عن الجدل الشيطاني الهدام والذي لا ينفع إلا في صناعة جمود وزيادة الاحباط المجتمعي.
لأن الحوار "الحقيقي" هو الانطلاق من مواقع اللقاء المشترك في وجهات النظر وليس البدأ من مواقع الخلاف وهذه الطريقة تساهم في ذوبان "جليد " التوترات النفسية وازالة التشنجات العصبية، وكذلك يبعد المسائل الكلامية عن "الجدل العقيم" والنقاش من دون "هدف محدد" وهذا ما يؤسس لحالة من ضياع الوقت وفقدان المجهود والوقوف في خانة "محلك سر!".
محمد سلمان غانم كاتب ومفكر كويتي حاصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد من بريطانيا وشغل عدة وظائف في مجال البحوث الاقتصادية والتخطيط وعمل كذلك في الصحافة ومدرسا للاقتصاد في جامعة الكويت وكلية الدراسات التجارية. 
الاستاذ محمد سلمان غانم لعله من القلائل الذين يستحقون لقب "المفكر" لأنه قدم نظرية اقتصادية سياسية استند فيها على آيات القرأن الكريم ورمى قفاز التحدي الثقافي لأي نقاش لأي رأي مختلف عنه حيث انطلق بحيادية مع النص القرأني ضمن تحليل لغوي دقيق والانطلاق من ربط المعني اللغوي مع الواقع التاريخي لسيرة الرسول الأكرم وهذا ما نجح فيه بأخر اصداراته القرأنية وهي سلسلة تفاسير القرآن الكريم التي يعمل عليها منذ اكثر من ثلاثة وعشرين عاما ضمن التزامه بنشر ثقافة القرأن الكريم كمحرك للناس وككتاب الهي مرتبط في صناعة النهضة الفردية للأشخاص وإطلاق النهضة المجتمعية من خلال تفجر الابداع من خلال خلق انسان ملتزم فكريا مع نصوص القرأن الكريم. 

يتميز الاستاذ "محمد سلمان غانم" بالتزام بمصطلحات قرأنية يشرح بها الواقع وكذلك حيادتيه التحليلية امام النص فهو لا يقلد الغرب ولا يستورد المصطلحات وضمن حالة علمية يشرح "الواقع الشهادتي" كما يسميه ويبرز ما يسميه "المعروفية الاجتماعية" ويشرح مصطلحات "الجماعية" ودور الناس وموقع الامة ويشرح دور القران الكريم اقتصاديا من باب تخصصه في هذا المجال وهذا كله ضمن انشائه نظرية قرأنية اقتصادية اجتماعية سياسية فريدة من نوعها. 

كتبها الاستاذ محمد سلمان غانم في اكثر من عشرين كتاب شارحا ومحققا بما يمثل اضافة مهمة للثقافة العربية والاسلامية وضمن السعي الى صناعة انسان نهضوي متميز في نظام للقيم ينطلق من القرآن الكريم.  


د.عادل رضا