الأحد، 31 مايو 2020

سوريا ‏ونفاق ‏العالم ‏بزمن ‏الكورونا


"سوريا ونفاق العالم بزمن الكورونا"

شهدت مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية وغيرها من المدن تظاهرات حاشدة وغاضبة، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجاً على مقتل أمريكي من أصل إفريقي على يد شرطة المدينة، حيث انطلق الآلاف من المكان الذي قتل فيه الضحية ويدعى جورج فلويد متجهين لمراكز الشرطة.
وفضح هذا الحادث الذي وقع في ظل تفاقم تفشي فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، داء العنصرية الدموية المستمر في تلك الدولة، مرة أخرى.

لقد أثبتت الوقائع في الولايات المتحدة أن الادعاءات الكاذبة والتصرفات المتهورة لساستها أثناء تفشي الوباء واندلاع الاشتباكات العنصرية لم تسهم في مكافحة المرض المعدي والداء الاجتماعي المستمر، بل تسببت في تدهور الأزمات الطبيعية والاجتماعية.
مع المظاهرات الشعبية الأمريكية ضد تصرفات الشرطة هناك الموجه ضد الأمريكان اصحاب البشرة الداكنة. 

وهنا لدينا اسئلة تحتاج الى اجابة؟

ماذا لو قال احد سلحوا المظاهرات الامريكية لحمايتها من الشرطة؟ ماذا سيحدث؟ 
ماذا لو تدخل سفير اجنبي  و وزع اموال واسلحة وحرض الامريكان على اسقاط نظامهم؟ ماذا سيجرى؟
ماذا لو تم ارسال المتفجرات والقنابل والاسلحة وتم تدريب جماعات مسلحة وتم اعطائهم رواتب ودعم ارضي ومالي وغذائي وتقني وتم ارسالهم  الى الولايات المتحدة الأمريكية؟ 
ماذا لو غزت بلدان ودول الولايات المتحدة الأمريكية؟ ماذا سيفعل جيشها؟ 

ايها السيدات والسادة؟ 

بعد ان تجاوبوا على هذه الاسئلة لنعود الى تاريخنا القريب؟ 
ونسأل انفسنا 

أليس كل هذا تم وجرى في سوريا وبواسطة حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبتعاون الصهاينة؟ واشتراكهم؟ 

ماذا كان على دولة "سوريا" ان تفعل وتقوم به؟ 

لمن يريد ان يفكر بعقله نطرح هذه الاسئلة؟

د.عادل رضا 
طبيب باطنية وغدد صماء 
كاتب بالشئون العربية والاسلامية 

الجمعة، 29 مايو 2020

شلة ‏الإجرام ‏والقتل ‏في ‏العراق ‏

"شلة الاجرام والقتل في العراق"

شلة الجواسيس واللصوص وسياسيي  الصدفة  في العراق تفتقر الى الحد الادنى من الشعبية وتعاني من انعدام أي امتداد شعبي لها بين المواطنين بصورة مفجعة ولذلك نجدهم يحاولون تعويض افتقارهم ولو للحد الادنى من التعاطف او التاييد الشعبي  باللجوء لاستخدام السلاح بصورة مفرطة.
فمع قيام ثورة أكتوبر الجماهيرية التي بدأت شرارتها في ساحة التحرير التي تقع في قلب العاصمة بغداد قبل ان تمتد الى محافظات الوسط وجنوب العراق والتي شاركت فيها اعداد غفيرة من العراقيين من مختلف قطاعات الشعب قدرت بمئات الالاف فيما قدرها البعض من المراقبين بما يزيد عن مليون مواطن ناهيك عن الدعم والتاييد الذي لاقته من الجاليات العراقية المتواجدة في عدد غير قليل من دول العالم اما النازحين والمهجرين من ديارهم قسرا فهم يمثلون الخزين الشعبي الجاهز والذي هو الاخر يقدر بما لا يقل عن المليون مواطن.
وبلجوء هذه السلطة العميلة لاستخدام القوة المفرطة للسلاح من خلال منتسبي اجهزتها الامنية تضاعفت اعداد الشهداء الى أكثر من تسعمائة شهيد فيما زادت اعداد الجرحى عن ثلاثة وعشرين  ألف مصاب ومعوق.

 الامر الذي يكشف لكل متابع عن وجود منظومة مجرمة ممتهنة للقتل وتصفية المواطنين  ترتقي الى مصاف الجرائم ضد الإنسانية وبسؤال أحد الخبراء القانونيين العرب بخصوص هذه المسألة بالتحديد أجاب بالاتي:
" بخصوص موضوع الجرائم التي يتم ارتكابها بالعراق فهي تدخل تحت نطاق المادة السابعة عشرة من قانون محكمة الجنايات الدولية والتي تختص بجرائم التهجير والإبادة وهي من جرائم الحرب ضد الشعب العراقي وهي كذلك جرائم ضد الإنسانية بامتياز وتدخل ضمن اختصاص محكمة الجنايات الدولية.

الا ان المعضلة تكمن في ان العرق غير منضم للمحكمة الجنائية الدولية واي شكوى يتم تحريكها فهي يجب ان تكون عن طريقين اثنين الأول هو الدولة نفسها تتقدم بشكوى الى محكمة العدل الدولية او يكون ذلك عن الطريق الثاني وهو قرار لمجلس الامن الدولي كما حصل مع السودان.

وقد حاول تنظيم الاخوان المسلمين الدولي وهي جهة حزبية تجاوز تلك المسألة وقدمت شكوى ضد النظام المصري الحالي ولكن تم رفض الشكوى لأن تنظيم الاخوان المسلمين الدولي ليس دولة.

لذلك ففي الحالة العراقية هناك معضلة قانونية تختص بتحويل مسئولي النظام الحالي بالعراق للمحكمة الا إذا تم اصدار قرار من مجلس الامن وهذا من الصعوبة لأن مصالح النظام الدولي لا يسمح بذلك حاليا.

ولكن التوصيف القانوني لما يجرى داخل العراق هو بكل الاوصاف والمقاييس جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ويحارب مرتكبيها وفق القانون الدولي.

الا ان السؤال المطروح من يحاكم؟ 
ومن يحرك الدعوى؟"

د.عادل رضا 
طبيب باطنية وغدد صماء 
كاتب بالشئون العربية والاسلامية

الاثنين، 25 مايو 2020

الموجة ‏الثورية ‏العربية ‏بعد ‏الكورونا ‏حال ‏القطر ‏العراقي ‏

"الموجة الثورية العربية بعد الكورونا حال القطر العراقي"

ان شلة الجواسيس واللصوص وسياسيي الصدفة الذين جائوا مع الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح كلهم سيئين واستبدال شخصية بأخرى بمواقع المسئولية لا يعني شيئا ما دام دستور الاحتلال الصانع للفشل وإعادة صناعة المأساة هو سيد الموقف إذا صح التعبير، وإذا حدث أي صراع شخصاني بين تلك الشلة فهو صراع جاسوس مع جاسوس اخر وصراع لص مع لص مختلف.

ان مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح كل يوم ينكشف فشله وأيضا المأسي التي جاء بها لشعبنا العربي هناك، حيث تم الغاء مصطلح "دولة" وتم تقسيم طائفي عرقي وتم استجلاب واستيراد مجموعة من سقط متاع بشري وهم ناس  لا قيمة لهم بالمجتمع العراقي وتافهين وكانوا يعيشون بالخارج بانتظار أي عظمة! للقوت اليومي؟
اما بالداخل فقام الاحتلال الأمريكي بتجميع اراذل البشر للانضمام إليهم، فهذه التجميعة الشاذة المنحرفة من الخارج و الداخل إذا صح التعبير هي جزء من مشروع الاحتلال الأمريكي الذي أراد عمل العراق كنموذج سيء وكحقل تجارب لما يريده الامريكان ان يمتد ويتم تطبيقه لباقي الدول العربية.

ما أربك هذا المشروع الأمريكي هو مقاومته شعبيا الذي أربك هذا التوجه من خلال الرفض الشعبي لمجمل المشروع الاحتلالي وكامل المنظومة الجاسوسية ومنظومة الفساد المالي والأخلاقي القادمة مع الاحتلال والمتأسسة على دستور مكتوب صهيونيا ومفروض أمريكيا.

والموجة الثورية الثانية الحالية التي ابتدأت بثورة أكتوبر "كشفت" وأوضحت ان الشعب العربي بالعراق لم تنطلي عليه أساليب الاحتلال مع شلة جواسيسه ولصوصه واوباش البشر واراذلهم الذين تم تجميعهم خارجيا وداخليا. 

لقد تم عمل كل ما يمكن عمله لأسقاط مفهوم "الدولة" بالعقل الجمعي لدى شعبنا العربي بالعراق ولكن الحقيقة ان ثورة أكتوبر كشفت مدى الرفض والمقاومة لمشروع الاحتلال الأمريكي المتداخل معه نفوذ للجمهورية الإسلامية.

ونحن هنا نتحدث عن رفض مليوني غاضب هادر جارف بعد سبعة عشرة عاما من الاحتلال وتفعيل اليات غسيل الدماغ والقتل والتهجير وتحفيز الكراهية الطائفية واستخدام كل ما هو متاح من اعلام موجه وقتل وأساليب استخباراتية لإلغاء فكرة "دولة" العراق.

لقد تم كشف كل الأوراق الان و الظروف مهيأة لتغيير النظام وليس الأشخاص وهذا هو مطلب ثورة أكتوبر وهذه امال شعبنا العربي بالعراق وهذا هو ما واضح من مختلف المعطيات ان هناك رغبة للعودة بعد ازمة كورونا التي ضاعفت الموت و ازادت معها المأساة.

ان ازمة الكورونا اجلت اعلان السقوط هذا الواقع صحيح.

ولكن السؤال ليس هو هل سيسقطون؟

بل متى سيسقطون؟

د.عادل رضا
طبيب باطنية و غدد صماء
كاتب بالشئون العربية و الاسلامية

الأربعاء، 20 مايو 2020

فلسطين ‏المحتلة ‏الصراع ‏المستمر ‏

"فلسطين المحتلة الصراع المستمر"

بمواقع الصراع على الوجود ليس المطلوب الاستسلام بحالات  الضعف العسكري اذا صح التعبير فالصراع ليس سلاح وبندقية وفقط فهناك من يخلط بين مفهوم  المعركة العسكرية ومفهوم الصراع. 

وهناك اختلاف؟ 

المعارك العسكرية جزء من عملية الصراع وليس الصراع كله معارك عسكرية؟!

هناك ادوات قوة بالصراعات قد تكون اقوى من ادوات القوة العسكرية وتأثيرها اكبر ونتائجها افضل.  

بمعركة العام ١٩٥٦ كانت القوة العسكرية البريطانية الفرنسية الصهيونية  اكبر واقوى ولكن النتائج والانتصار صار عند من تم التغلب عليه عسكريا والتأثير اصبح معكوس. 

لذلك ليس الصراع فقط معركة عسكر! 

ادوات الصراع كثيرة ومتنوعة. 

هناك العامل الاقتصادي والحصار المالي وحصار الطيران المدني   والقادم الجديد بالصراعات وهو الثورات الناعمة لأسقاط الانظمة السياسية الذي يمكن معه اسقاط دول وكيانات  من غير حرب عسكرية. 

بظل وجود مليون عربي فلسطيني يعيشون داخل الكيان الصهيوني هل هناك قدرة على اسقاط هذا الشذوذ الاداري العسكري الصهيوني المقام على ارض دولة فلسطين المحتلة؟ 

الإجابة نعم وبكل سهولة من خلال تفعيل آليات الثورات الملونة الناعمة. 

اساسا هل فشل العرب عسكريا بالمطلق؟ 

الإجابة لا 

كان هناك انتصار سياسي بمعركة العام ١٩٥٦ كما ذكرنا.
وكان هناك نجاح عسكري بحرب الاستنزاف.
وكان هناك نصر عسكري جبار في بداية حرب ١٩٧٣ تم خسارته لاحقا ولكن ابتداء كان هناك نصر عسكري جبار ومؤثر.  
كان هناك صراع بناء توازن استراتيجي بين سوريا والكيان الصهيوني حققته سوريا وقامت به وفرضت حمايتها من اي اعتداء عسكري بالعام ١٩٨٦
كان هناك صراع عسكري بأدوات لبنانية بين الصهاينة والجمهورية العربية السورية انتصر فيه لبنان وسوريا ضد الصهاينة وتم تحرير الجنوب اللبناني المحتل بالعام ٢٠٠٠.  

كان هناك صراع
 "انتقام عسكري صهيوني دولي"
 من لبنان تم افشاله عسكريا بالقوة اللبنانية المقاومة بالعام ٢٠٠٦. 

كان ولا زال وهناك استمرار لفرض حالة منع استمرار  اي اعتداء عسكري صهيوني مباشر واي اختراق للحدود اللبنانية الارضية واعادة تثبيت تفاهمات عدم الدخول وحالة الستاتيكو بين الحدود الارضية بين دولة فلسطين المحتلة صهيونيا وبين الدولة اللبنانية. 

وهذا نجاح وكسر انف وعين  موجه ضد الصهاينة. 

اذن الواقع العربي عسكريا ليس مأساوي بالمطلق وايضا نقول ونكرر ان الصراع "جزء" من ادواته هي المعركة العسكرية وليس "كل" الصراع هو معركة!؟

ومن هو "اقوى" اليوم لن يكون قويا بالغد والعكس صحيح لذلك مسألة الصبر والصمود وقراءة الساحة السياسية في اماكن الصراع العربي الصهيوني يجب ان تكون ضمن عقلية هادئة باردة صبورة غير انفعالية تقرأ الحدث بواقعية وتتعامل معه بجدية وتنطلق بالتزام أخلاقي مبادئي ملتزم لا تتنازل عن الحقوق وبنفس الوقت تمد يدها للسلام الحقيقي الشامل المبنى على حقوق الإنسان العربي في فلسطين. 

للأسف الشديد ان احد مشاكل الصراع العربي الصهيوني هو غياب قراءة حقيقية للمشهد السياسي وطريقة التعامل معه.
 

ما يتم الترويج له اعلاميا هذه الايام ليس

 "سلام عادل يحفظ الحقوق العربية" 

ما يجري هو عملية "تنازل مجاني" للصهاينة من دون ثمن ضمن "وهم" يعيشه البعض انه بتنازله المجاني فأن في ذلك "ضمانة" بقاء!؟ وهذا غير صحيح وقراءة خاطئة للواقع. 

قانونا اي الكلام عن علاقات بين الانظمة الرسمية العربية وبين الكيان الصهيوني هو تجاوز واضح لما اقرته نفس تلك الأنظمة في مبادرة السلام العربية التي تم اقرارها بمؤتمر القمة العربية في بيروت. 

ناهيك على ان الصهاينة يتحركون بالتحدي الوقح  بعمل اعلى نسبة استيطان استعماري واعتداءات عسكرية متواصلة على القطر العربي السوري وكذلك اعتداءات مستمرة على سيادة القطر العربي اللبناني بالاختراقات الجوية والبحرية وأيضا الاختراق الاستخباراتي بدعم الصهاينة لأطراف داخلية لبنانية تتكلم بلسان صهيوني وهي تلبس طربوش لبناني !؟
وبظل استمرار احتلال ارضنا العربية بالجولان السوري الاسير.  

ليس هذا فحسب ايضا على المستوى المصلحي البراغماتي الخالي من اي مبادئ أخلاقية او التزام ديني او مسئولية قومية ليس هناك اي مصلحة عربية بالتعامل والارتباط مع الصهاينة.  

الكلام عن الترويج الدعائي الاعلامي سقط مع ردة فعل شعبنا العربي بكل مكان وبرودة الصمت الحاصلة لا تخفي غليان بركان الغضب الشعبي وهذا الغليان اذا انفجر فأن من كان يسعى لضمانة "البقاء" فأين سيكون موقعه من الاعراب أنذاك؟

الصراع لا يزال مستمرا كما قال المرحوم حافظ الأسد لباتريك سيل. 

د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء 
كاتب بالشئون العربية والاسلامية

السبت، 16 مايو 2020

فيروس ‏الكورونا ‏وسكينة ‏الزبدة ‏

فيروس الكورونا وسكينة الزبدة!؟

الوباء العالمي لفيروس الكورونا حقيقي وموجود ويقتل الناس وليس له علاقة بأي كلام من هنا وهناك حول وجود مؤامرة خارجية لأن الضرب موجه لكل العالم بلا استثناء والموت واحد للجميع بدون هوية ولا انتماء ديني او جنسية او عرق او مكان تواجد جغرافي سيغير اي شئ من حقائق ان فيروس الكورونا يتحرك ليدمر كل من يعترض طريقه. 

وكلام من هنا وهناك تطميني خارج الحقائق العلمية الثابتة  هو كلام  غير صحيح هو كلام دعائي  والتباعد الاجتماعي هو الضمان الموجود حاليا مع غسل اليدين وتقوية جهاز المناعة حسب ما هو ثابت في البروتوكولات العالمية المعتمدة.

لا لقاح ولا علاج حاليا وعلينا ان نعرف ان طريقة اعتماد اي علاج او لقاح  احصائيا طويلة زمنيا.

 فعملية وضع هذا العلاج ضمن الأدوية المتداولة ستأخذ وقتا طويلا لأن العمليات الاحصائية الطبية بطبيعتها تأخذ وقت.  

وكل الكلام السابق عن لقاحات وادوية ضد فيروس الكورونا كان دعائيا غير علمي مبني على دراسات صغيرة مؤشراتها الاحصائية غير كافية لذلك مع عمل دراسات احصائية لاحقة بحجم أكبر تم اسقاط هذه الادوية من التداول ورفعها من خطط العلاج.  

و "البعض" من العالم اعتمد على تطمينات الرئيس الامريكي ترامب لهذا الدواء او ذاك وهذه كانت ضمن محاولات ترامب لصناعة مشهد سينمائي بالواقع الحقيقي وضمن خطابات دعائية للتغطية على فشله المتواصل لأداره الازمة الحالية. 

وهو ايضا وضع الادارة الامريكية والدولة الامريكية بموقع السخرية والضحك التاريخي الذي سيكون ثابت في أوراق  العالم الوثائقية كأحد مساخر ومهازل الرئاسة الأمريكية الحالية ومنها حين طلب من الناس شرب المطهرات ومواد الغسيل لعلاج الكورونا ! او وضع اشعة داخل الجسم البشري! وكلها اشياء اضحكت العالم على الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها المنتخب!؟ وصنعت لحظة بالتاريخ تم توثيقها لمن يريد استرجاع مشهد كوميدي ليضحك عليه.  

اما وجود تظاهرات بأماكن بالعالم  ترفض التباعد الاجتماعي  او تصريحات غريبة الأطوار بخصوص فيروس الكورونا ايضا هو جزء من تاريخ هذا الوباء العالمي ، ولكن المشترك بين المشاهد السينمائية التي يحاول الرئيس الامريكي ترامب صناعتها بالواقع وهذه التصريحات الغريبة الأطوار والتظاهرات الغير ذي معنى  هي ان فيروس الكورونا هو يضرب بكل ما هو "وهم" وبكل ما هو "دعاية" ويتحرك بالواقع كالسكينة الحارة التي تخترق وتقص قالب الزبدة وتقطعه بكل سهولة ويسر.  

مع فيروس الكورونا اكتشفنا سقوط كامل للنظام الطاغوتي المالي الربوي العالمي وانه فقاعة وهم وهذا ما تناولناه بمقالات وكلام سابق. 

وكذلك كل سلبيات النظام السياسي بأي بلد تم كشفها واي مواقع للمحسوبيات و اي مواقع تم وضع اشخاص في مناصب قيادية اكبر من القدرات الذاتية لهم شاهدنا الفشل في ادارة الازمة بهذه البلدان وارتفاع الارقام وخروج المسألة عن السيطرة.  

ان فيروس الكورونا هو فيروس الواقع وفيروس الارقام والاحصاء ومع الارقام هناك قطعية ومنطق حسابي لا يمكن كسره بكل بساطة مجموع رقم اثنان يكون اربعة ولا اجابة اخرى والبحث عن اجابة اخرى غير الرقم اربعة سيكون من الجدليات العبثية الغير ذات اهمية. 

هذا على سبيل المثال لا الحصر ومنها ننطلق لنقول:

ان فيروس الكورونا هو قطعي  كالعمليات الحسابية يكشف الفاشلين ويعري الساقطين ويفضح مواقع الخلل والاهتراء داخل الدول وكل فضائح الادارة يكشفها ولا يسمح بأن يختبئ مسئول من هنا او هناك وراء فقاعات الوهم الدعائية. 

فيروس الكورونا كاشف لكل ما هو فشل بالعالم.  

هو فيروس "الواقع" لذلك التعامل معه يكون بأدوات الواقع وليس بسحر الدعاية والاضواء العالية.

الدكتور عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء 
كاتب بالشئون العربية والإسلامية

الأحد، 3 مايو 2020

الكورونا بين المتصهينين العرب وامبراطورية ابليس سقوط متبادل

الكورونا بين المتصهينين العرب وامبراطورية ابليس سقوط متبادل
 
 
فيروس الكورونا هذا المخلوق الضعيف المتناهي الحجم في صغره والمتناهي القوة في ضعفه  هذا المخلوق الذي لا تراه عيون البشر ولا يمكن مشاهدته الا بأقوى اجهزة الميكروسكوب الالكترونية الحديثة كيف تمكن من اخافة وإرعاب البشر كلهم صغيرهم وكبيرهم قويهم وضعيفهم غنيهم وفقيرهم ومن منحه هذه القوة الجبارة ليس في تعطيل حركة وإنتاج الناس فقط وانما في تعطيل كل شيء متحرك على سطح الارض ودفعتهم للبحث عن اي علاج يقيهم ويحميهم من شر هذا المخلوق الذي اصاب وقتل الملايين من البشر هل هي المصادفة البحتة ام ان قوة خارقة هي التي منحته هذه القوة والسلطان على البشر الذي لن تنفع ضده كل أنواع الأسلحة التي توصلت الى صنعها عقول العلماء بما فيها أسلحة الدمار الشامل.
 
ان فيروس الكورونا جندي من جنود الله حيث سقطت الدول العظمى بواسطة مخلوق شبه حي، هناك فقط ٢٣ مليون مواطن امريكي عاطلين عن العمل، وعشرين مليون امريكي يعيشون من خلال الشحاذة من بنوك الطعام التي تقدم الاكل للجائعين والفقراء.
 
هذا الفيروس لم يستثني أحد وضرب كل المناطق ودخل بكل الأوطان ليس مع اتباع دين ضد أي دين اخر هو يتحرك وبائيا ضد الكل وضمن قوانين الطبيعة وبأسبابها حيث لا علافة له بعاطفة ولا بدعاية، او بحالة بكائية او بكلام او بأي شيء، هذا الفيروس ليس عنصريا وليس دينيا وليس مناطقي فهو يضرب بالكل ولا يستثني أحد.
 
هذا الفيروس اوقف كل ما هو عار ومشين على جبين البشرية حيث لا تجارة للمخدرات ولا دعارة ولا نقل أموال غير شرعية وهذه أشياء لم تتوقف منذ بداية البشرية !؟ وكانت كأنها ثابت في حياة الكرة الأرضية وهذه اوقفها فيروس الكورونا وجعلها هباءا منثورا.
 
هذا الفيروس هو كذلك رسالة لكل القذارة والسقوط الأخلاقي حين تتبني "دول" وهيئات دولية بشكل مقرف الشذوذ الجنسي وزواج الذكر بالذكر والانثى بالأنثى والترويج السياسي والقانوني لذلك بشكل غير مسبوق بتاريخ البشرية ناهيك عن الفرض والغصب الإعلامي بالأفلام والمسلسلات وبرامج الترفيه لهكذا قذارات وسخة يرفضها كل دين وكل اخلاق وكل ما هو حالة إنسانية طبيعية.
 
مع وباء فيروس الكورونا تم إغلاق ثقب الأوزون وحدثت حالة تغير إيجابي بالطقس وتم تصفية الأجواء الخانقة بالعديد من الدول.
 
لعل كاتب هذه السطور هو اول من قال بكل العالم العبارة التالية:
 
 ان ما قبل فيروس الكورونا ليس كما بعده ومن ثم توالت تكرار العبارة عند الكثيرين من هنا وهناك بكل دول العالم.
 
من هذه المقدمة ننطلق بالسؤال والاستفسار:
 
اين هي الصهيونية العالمية واين موقعها بظل فيروس الكورونا؟
 اين هي بما قبل وما بعد؟
وكذلك اين موقع واقعنا العربي من فيروس الكورونا بما قبل وما بعد؟
 وماذا سيجرى بالعالم وماذا سيحدث؟
 
نلاحظ هنا الترويج للصهيونية بواقعنا العربي أصبح متواصل بشكل غير مسبوق وبشكل صريح و واضح و "سافل" وهو امر خطير جدا ويتم هذا الترويج المخزي حتى بظل ازمة الوباء القاتل للحياة!؟  
 
وعلينا هنا إعادة التأكيد وتثبيت امر مهم وضروري وهي ان أساس كلمة التطبيع ليست صحيحة فالكيان الصهيوني ليس حالة طبيعية كانت موجودة بل هو واقع استعماري مستحدث على ارض "دولة" فلسطين العربية المحتلة.
 
فلسطين دولة عربية محتلة كان لها وجود حقيقي قبل العام ١٩٤٨ بكل ما تمثله الدولة من عملة وعلم وجامعات وتاريخ وشعب عربي فلسطيني موجود والكيان الصهيوني هو شذوذ وانحراف واضح عن كل ما هو حقيقة وهو مشروع استعماري وشذوذ استيطاني مدعوم بواسطة كل ما هو شر في العالم.
 
وليس الكيان الصهيوني حالة طبيعية في واقعنا العربي وكل الكلام عن تطبيع ووجود دولة صهيونية هو تدليس وتزوير للتاريخ والحق والحقيقة.
 
 علينا ان نعرف ان التطبيع بالتعريف هو إعادة شيء الي وضعه السابق !؟ لذلك فأن استخدام الكلمة بحد ذاته هو تزوير للتاريخ وكذب على الحقيقة ومحاولة للكذب على الذات والناس وخيانة للكلمة المسئولة.
 
أن الكيان الاستعماري الصهيوني لا يمثل أساسا أي وضع سابق طبيعي كان قائم بل هو وضع مصطنع شاذ على حقائق الجغرافيا المكانية وضد حقائق التاريخ وهو جزء من مشكل متعدد الابعاد والأهداف ليس له علاقة بمنطقتنا العربية، فجزء من هذا المشكل المتعدد الأهداف والأسباب هو نقل لمشكل أوروبي عنصري ديني ضد اليهود كديانة وعناصر بشرية تعيش بأوروبا.
 
أن هذا مشكل أوروبي عنصري ولم يكون مشكل عربي ولا مشكل أسلامي نحو اليهود.
 
فليس هناك مشكل عربي أو أسلامي ضد الديانة اليهودية، نعم علينا التأكيد أننا لدينا مشكل حالي مع الحركة الصهيونية كحالة سياسية عنصرية اجرامية أستخدمها الاستعمار الأوروبي ولكن ليس مع الديانة اليهودية كديانة وهناك فرق.
 
ان الحركة الصهيونية هي حركة استعمارية استيطانية مجرمة تحركت ضمن تناقضات المصالح الاوربية الامريكية الروسية والأنظمة العربية الرسمية واستغلت هذه الحركة الصهيونية مواقع قوتها وحالة العالم لما بعد هزيمة المانيا الهتلرية لتأسيس واقع شيطاني سرطاني شرير على ارض دولة فلسطين الموجودة سياسيا وواقعيا ضمن الانتداب البريطاني.
 
أذن هناك محاولة لربط ما هو غير طبيعي مع ما هو طبيعي، محاولة لربط ما هو خارج سياق الحقيقة والتاريخ والواقع مع حقائق الواقع والتاريخ أذن هو محاولة لربط الخير مع الشر وربط السالب بالموجب.
 
هناك لعب على مسألة "تقادم الزمن" ومحاولة الغاء الذاكرة العربية وتقديم قراءات مزيفة لحقيقة صراعنا مع العدو الصهيوني الذي هو صراع "وجود" وليس صراع "حدود"
 
وحالة ضعف حالية أو سابقة لن تجعلنا نغير حقائق التاريخ من ان فلسطين دولة عربية محتلة وحتى ان وقع من يريد التوقيع على اي صك او وثيقة بالتنازل فأنها ليس لها قيمة او وزن او احترام فهذه الارض المقدسة ليست للبيع او التنازل.
 
علينا السؤال هنا:
 
هل ما يحدث من ترويج غير مسبوق للصهيونية بواقعنا العربي هل هو امر جديد؟
ام يأتي ضمن سياقات متصاعدة؟
فلفكر بعقولنا ولنحاول العودة للتاريخ لننطلق الى الإجابة على سؤالنا هذا؟
 
هناك بالواقع العربي كان هناك اختراق اعلامي سابق بدأ بالتسعينات من خلال ظهور متكرر للشخصيات الصهيونية على أحد القنوات العربية الإخبارية الشهيرة المنطلقة بالبث من دولة عربية!؟ ومن ثم امتد هذا الظهور الإعلامي المتكرر بعدد اخر من القنوات الإخبارية الاخرى , و ضمن هذا الظهور الصهيوني المباشر المتكرر يتم استخدام كلمة "إسرائيل" باستمرار و بتكرار لا يهدأ و لا يمل , وهذا الاستخدام متعمد و مخطط له و ليس اعتباطي و حتى اذا انطلقت الكلمات السلبية الناقدة ضد هذا الكيان الصهيوني العنصري من تلك القنوت الإخبارية العربية فأنها كلمات تسعى لخلق مصداقية اطمئنانيه عند من يتلقى الخبر و التحليل السياسي و ان كان ناقدا و حتى شاتما فالنقد و الكلام السلبي لا يؤثر على واقع وجود الكيان العنصري الصهيوني فالهدف مختلف و هو تثبيت كلمة "إسرائيل" بالا وعي الجمعي للشعوب العربية بمختلف مناطق عالمنا العربي.
 
بالواقع العربي تم استقبال فرق رياضية تابعة للكيان الصهيوني العنصري.
 
وبنفس واقعنا العربي تم الدفع بعناصر يتم وصفها بالصحفية؟ وبالإعلامية؟ تقوم بطرح ونشر الدعاية الصهيونية على الواقع العربي وإعادة تكرار الأكاذيب والدعايات الصهيونية بلسان عربي إذا صح التعبير.
 
ومؤخرا جاء استخدام الدراما التلفزيونية ضمن هذا السياق الزمني الطويل الممتد منذ التسعينات وهو ضمن السياسات الصهيونية المتبعة طويلة النفس لخلق التأثير المطلوب استخباراتيا على الواقع العربي على العكس من العقلية العربية المستعجلة والعاطفية، اذن تم استخدام الدراما التلفزيونية ضمن سياق زمني طويل، اذن المسألة ليست صدفة والواضح ان هناك أمر يجري بانتظام وبصبر وضمن نسق تصاعدي على فترة زمنية ممتدة.
 
وجاء هذا الاستخدام لهذه الدراما ضمن حملة هجوم اعلامي اخر موجه ضد شعبنا العربي الفلسطيني وهذا الهجوم ناهيك على انه امر معيب، وليس لها مبرر وأساسا الكلام الذي قيل ضد شعبنا العربي في فلسطين غير مقنع وليس ضمن المصلحة العربية العامة.
 
ولا يتحرك ضمن حالة ناقدة سياسية او ساعية لتصحيح مسار سياسي او تصويب قناعات تنظيمات فلسطينية او نقاش خطط.... الخ
 
كان الهجوم دعائي ينطلق من تكرار الروايات الصهيونية الكاذبة، ناهيك على انها حملة مغرضة ضد شعبنا العربي بفلسطين وحتى الكلام التافه الذي قيل ليس له معنى او قيمة على مستوى التحليل والقراءة العلمية.
 
اين ردة الناس العادية وباقي الشعوب العربية؟ من كل هذا؟
هناك تصدي اعلامي ليس على المستوى المطلوب وهناك غياب لمشروع عربي عام وهناك جمود تحت بركان خامد أذا صح التعبير حيث الخوف هو سيد الموقف ولست الوم أحد هنا فالأجواء ليست اجواء جمال عبد الناصر "المشروع" ولست أقول جمال عبد الناصر "الشخص"؟ وهناك فرق لمن يريد ان يفكر بعقله؟
 
حيث كان هناك مشروع نهضة عربي يتحرك بالواقع بغض النظر عن سلبياته كتجربة مرت بالتاريخ ولكن نريد القول ان كان هناك إحساس بالانتماء الى مشروع معين او ما يعبر عن الناس العادية وتطلعاتهم وامالهم واحلامهم ورغباتهم وما يريدون.
 
آنذاك أيام جمال عبد الناصر "المشروع" إذا تحرك الجمهور العربي فهو يحس بأن هناك مشروع "قاعدة" معين يعبر عنهم ويتكلم باسمهم ويساندهم ومعبر عن تطلعات الناس وامالهم كما ذكرنا.
 
والان مع غياب جمال عبد الناصر "المشروع" وبظل وجود القبضة الأمنية الشديدة حيث لا مجال للمناورة وضمن عقلية الغاء المخالف تنعدم مساحة الحركة للناس العادية.
 
لكن كل هذا وأكثر لا يلغي حقيقة ان المتصهينين العرب يعيشون بخطأ كبير وسوء تقييم للواقع وعليهم ان يعرفوا ويعووا ان الصهاينة والعلاقة معهم ليست ضمانة لأحد وليست مادة سيستفيدون منها قبل ازمة فيروس الكورونا فما بال عما بعد ازمة فيروس الكورونا وأيضا مع انهيار أسعار النفط والتغير بالاقتصاد العالمي وميزان القوى والسيطرة وكذلك خطوط النقل التجاري البحري الجديدة الصينية والتي ستغير خريطة النفوذ والسيطرة العالمي الى مكان وموقع اخر.
 
ان من يعتقدون ان الصهيونية والتحالف معها وارتباط بها سيحميهم او هو مفيد لهم، ان من يعتقدون ذلك   فهم يعيشون بخطأ كبير وخطيئة عظيمة، لأن الصهيونية ذاتها حاليا هي بحالة تمزق وتخلل وخوف وترقب وللمراقب ان ينظر الى الولايات المتحدة الامريكية وهي شريان الحياة الأساسي للكيان الصهيوني العنصري النازي الشاذ القابع عسكريا وامنيا على ارض "دولة" فلسطين العربية المحتلة.
 
ان الولايات المتحدة الامريكية وهي منهارة ستحاول انقاذ حياتها
 وستعمل على استمرار وجودها
 وعلى ضمان بقائها
 وليس انقاذ واستمرار وبقاء التوابع او استمرار كيانات وظيفية مصلحية كالكيان الصهيوني وغيره من كيانات إدارية وظيفية مرتبط وجودها وبقائها وحياتها بشريان الحياة الأمريكي الذي سينقطع عنهم لكي يغذي استمرار حياة الولايات المتحدة الامريكية نفسها وليس أحد غيرها وهذا الامر يعرفه النظام الأمريكي كمؤسسات وأيضا كشعوب أمريكية التي تعيش على ارض تلك الإمبراطورية الاتحادية الفدرالية المكونة من أكثر من خمسين مستعمرة متوحدة.
 
الان الولايات المتحدة الامريكية كالذئب المجروح وتعاني من جرح عميق حيث قدمت خسائر بشرية أكثر مما قدمت بالحرب الفيتنامية ناهيك عن توقعات بانهيار وتدمير شركات وبطالة زائدة الى أكثر من 26 مليون مواطن امريكي خارج قوة العمل، وحجم الاضرار في امريكيا واوروبا أكبر بكثير من المنشور بالأعلام. 
 
ما اريد قوله ان حجم الاضرار في الولايات المتحدة الامريكية وفي أوروبا كذلك كبير وعميق ومؤثر، هذه الامبراطوريات القديمة والجديدة حاليا تعاني وتتألم وهي نفس الامبراطوريات المتوحشة التي صنعت المأساة والالم لكل البشرية وتسلطت على شعوب الأرض ودمرت الآمال وقتلت الشباب وصنعت الكيان الصهيوني الاستعماري.
 
الان الامبراطوريات الأوربية القديمة والإمبراطورية الامريكية الحالية تعاني وتتألم والتقارير الإعلامية تعكس جزء من حقيقة واقع ما يحدث في الولايات المتحدة الامريكية وفي أوروبا.
 
هل ما يحدث بالإمبراطورية الامريكية الحالية والامبراطوريات الأوربية القديمة يجسد قول الله تعالي من سورة الحج الآية الخامسة والأربعين:
 
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴿٤٥﴾
 
فهل هذا تجسيد امامنا لمعنى الآية الكريمة؟ فهذه الشعوب الأوروبية وتوابعها من استيطان أوروبي على ارض أمريكا ظلمت وفتكت بشعوب أخرى كثيرة ومنها شعوب مناطقنا العربية والشعوب الأفريقية والاسيوية؟
 
هل هناك عقوبة ربانية نحن نراها ومتجسدة امامنا نشاهدها ونحسها بحواسنا الخمسة؟ ونحن لا نعرف؟
 أي من المشاكل ستزيد وتكثر مع وباء الكورونا والتقارير الأولية مرعبة ومخيفة جدا، اقلها احتمال تعرض أوروبا لمجاعة حقيقية؟ فما بالنا عن البلدان الأخرى وعن من لا يصنع احتياجاته ومن ليس لديه القدرة على اطعام نفسه من باقي المناطق والبلدان المتخلفة حضاريا وان كانت تلك البلدان لديها الأموال الطائلة الرقمية بحسابات البنوك الأوروبية او تم وضعها بسندات ورقية أمريكية او ضمن استثمارات عقارية خارجية، فلنسأل هنا سؤال بسيط:
أي جائع أوروبي وغير أوروبي سيقدم الطعام للأخرين بظل مجاعة عالمية؟
 مقابل ارقام رقمية الكترونية بحسابات بنوك متواجدة على اراضيهم او مقابل أوراق سندات هم اصدروها للأخرين ليس لهذه السندات حتى غطاء من ذهب حقيقي، فهي "ورق" سندات يغطيها "ورق" دولار امريكي !؟
 انه ورق يغطى ورق أيها السيدات والسادة وليس ذهب، هو "وهم" يغطي "وهم".
 
أذن بظل الجوع العالمي والمجاعة من سيستبدل الغذاء بالأوهام او بأرقام حسابات رقمية متنقلة او بأوراق؟! بظل عالم يعيش وباء الكورونا الذي ليس به استهلاك او ترفيه او نشاط الا الاختباء والاكل الغذائي ومحاولة استمرار الحياة بعيدا عن الموت، ليس هناك رفاهية او سفر او فخفخة او شيء الا محاولة البقاء احياء بعيدا عن الإصابة بالفيروس وهذا جانب واحد فقط نحن نتحدث به وهو الجوع والمجاعة وليفكر من يريد التفكير بعقله بتلك المسألة فقط ليعرف اين نحن من الواقع والى أي مصير نحن كعالم ...كل العالم متجهين ومتوجهين.
لذلك ان من يدعون الى العلاقة والارتباط مع الكيان الصهيوني من المتصهينين العرب ومن يعيشون القناعة بأن الصهيونية والتعامل معها هي ضمانة لهم فأتصور ان هؤلاء الى الان لم يفهموا الدرس وليسوا مستوعبين ولا مدركين لما يجري ولما يحدث بالعالم.... كل العالم قبل وبعد ازمة الكورونا.
 
نحن نقول لهؤلاء المتصهينين العرب ان عليهم العودة الى أمتهم العربية والى اوطانهم وإخوانهم وهذا هو السبيل الوحيد لكي نبدأ البحث عن طريق الخلاص وإيجاد وسيلة للعيش كأحرار واسياد بدون خوف وبدون صهيونية وبدون وجود الكيان الصهيوني العنصري الاستعماري النازي من خلال توفير المناخ الصحيح للعودة والسيادة والخلاص.
 
 
الدكتور عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء
 كاتب بالشئون العربية والإسلامية