السبت، 2 يناير 2016

أين أنت يا أبو خالد؟

أين أنت يا أبو خالد؟

بعد خمسة وأربعين عاما لا يزال حاضرا بالوجدان العربي ولا يزال حديث المجالس وبعد خمسة وأربعين عاما من نقده ومن شتمه ومن تشويه تجربته لم يقدم هؤلاء الآخرين إلا الشتم وإعادته فقط. 

الرجل قدم مشروع للنهضة العربية وفشل مشروعه ولكن أين مشاريع الآخرين؟ 
وماذا قدموا؟ 
ألا إعادة شتم الرجل وتجربته. 

لدي قناعة راسخة أن الجمهور العربي وهو جمهور جمال عبد الناصر لا يزال موجود ولا زال حاضر يترقب ولكنه جمهور ذكي لأنه يترقب فلا معني للحماس والخروج بغياب مشروع للنهضة. 

جمال عبد الناصر لم يكن شخص بل مشروع للنهضة فشل وسقط بهزيمة عسكرية ولكن الرجل ومشروعه كانت محاولة للنهضة لصناعة نموذج حضاري عالمي كما اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا التي بدأت مشاريعها الحضارية مع العرب.

في ظل الاستحمار الداخلي الذاتي للشعوب العربية نفتقد جمال عبد الناصر فلقد كان صوت الوعي الذي يخرج الشعوب العربية من استحمارها الذاتي. 

وفي ظل سيطرة الاستعمار الخارجي الغير مباشر بنفوذه نفتقد جمال عبد الناصر بفعله المقاوم والمناهض الأستعمار. 

يا أيتها الأمة العربية أين وصل بك الحال بدون أبو خالد؟ 

نحتاجه ونفتقده في ظل نجاح الصهاينة وحلف النانو بأستحمار العرب طائفيا ومذهبيا. 

اصبح إقليم الجمهورية العربية المتحدة الشمالي يحارب حلف الناتو وحيدا. 

والاقليم الجنوبي وهي مصر تتفرج بلا موقف أو قرار أو همسة. 

وتحول نفوذ دولي كاسح للجمهورية العربية المتحدة الي عجز وتقوقع علي الذات والاعتماد على ردح أشباه الإعلاميين بصناعة "وهم" للقوة غير موجودة.

بزمن جمال عبد الناصر كانت محاولة لنهضة فشلت حيث كان تصنيع السيارات بدأ في الجمهورية العربية المتحدة بنفس الوقت مع كوريا الجنوبية وماليزيا وكان ضمن مشروع النهضة العربية الشاملة الذي يشمل مجانية التعليم والتصنيع الثقيل والاصلاح الزراعي واعادة توزريع الثروة وصناعة دولة رعاية للمواطن العربي وتقديم نموذج لديمقراطية اجتماعية تقضي علي مساؤي الديقراطية الليبرالية وبخلق مشروع إمبراطوريي عربي موازي للمشاريع الإمبراطورية الدولية الاخري بالعالم المستندة علي أيديولوجيا فكرية حيث الماركسية والرأسمالية  وكان لدينا القومية العربية كمشروع مقابل للأخرين ضمن مشروع دولة تسمي الجمهورية العربية المتحدة بأقليم شمالي هو سوريا واقليم جنوبي هو مصر و  كانت الجمهورية العربية المتحدة لديها نسبة نمو سنوي خمسة واثنان بالعشرة سنويا. 

المشروع النهضة العربية  تم تدميره بهزيمة 1967 وأنتهي كليا بعام 1970 مع دخول القطرية المصرية الي الواقع.

هذه ليست مقال أو كلمات تسعي لشي ما.

هذا نداء ينادي في مرحلة انهيار عربي شامل.

أين أنت يا أبا خالد.

د.عادل رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق