الثلاثاء، 13 مايو 2014

البيك والعبيد في الشام

أن هناك عقلية اجتماعية تتحكم بالمجتمع الشامي موروثة من العهد العثماني وهي عقلية البيك الذي يملك الأرض والناس والبيك هنا هو المهم الذي يجب ان يعيش ويحيي ويظل بموقعه وواجب العبيد هو أدامة راحته ومنع أتساخ حذائه اللامع بغبار القرويين الفلاحيين ولعل هذه العقلية نراها بلبنان بالخصوص و مجمل ارض الشام بالعموم ضمن ما يتم التعارف عليه بالأقطاع السياسي الذي تم استبداله بأقطاع الأحزاب السياسية عند تم ترفيع القرويين والعبيد السابقين ليمارسوا دور البيكوات، بتبادل أدوار يعيد القروي أعاده تمثيل المأساة الاجتماعية مرة أخري.
هذه العقلية الشامية تمثل موروث تخلف تم وراثته من الحقبة العثمانية لا زال أثره موجود بالواقع اللبناني والواقع السوري ومن خلال هذه العقلية يتم وقف الكلام عن أنصاف من يتم اعتبارهم عبيد ليسوا ذوي قيمة أو اعتبار أنساني بل تفاصيل مهملة لخدمة البيكوات.
والمأساة الأكبر حين يذوب العبيد بعبوديتهم الي حد القداسة وتصبح السخرة كوشم بالروح، ولعل تصريح أحد مخلفات الحرب الاهلية اللبنانية بأحد المقابلات التلفزيونية بأنه يفضل ان يكون زبالا بنيويورك على ان يكون زعيم وطني بلبنان ؟! من المأسي المضحكة حيث هنا البيك يهين أهل طائفته وجماعته قبل أن يهين نفسه، ورغم تلك الإهانة الشديدة يستمر هذا البيك بموقعه ويستمر العبيد بالتصفيق على الإهانة!؟
الدكتور عادل رضا
Dradelreda@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق