الاثنين، 2 فبراير 2015

الاختيار المستمر

الاختيار المستمر

الانسان , هذا الكائن العجيب , كم تناولته الكتب , و كم تناقش حوله المفكرون و الفلاسفة , له الكثير من التعاريف , و عليه و نحوه تصب كل الايديولوجيات , تريد استقطابه نحوها و أليها ( أذا صح التعبير).

أن الانسان لغز كبير , و معضلة عظيمة , من يحلها و يفكها ينجح في الوصول أليه و الترابط معه , و لكن قبل كل هذا , هل لنا أن نستفسر , من هو الانسان؟

أن الانسان مخلوق ذو بعدين , الالهي الروحي و المادي الطيني , هو مكون من هذين البعدين المتفاعلين المتداخلين بعضهما ببعض , و هذا التفاعل و التداخل هو ما يصنع الانسان.

أن هذين البعدين المكونين للانسان في حالة صراع و تنازع , كلاهما يسعي للطغيان و السيطرة علي الاخر و الالغاء , كلاهما يسعي لفرض وجهة نظره, و كلاهما يريد أن يطغي أسلوبه علي الاخر, و هذا هو صراع ما هو مادي , مع من هو روحي , و هذا الصراع قديم بدأ مع قابيل و هابيل , أن تلك البداية التي أنتهت بقتل الطيني للروحي , مستمرة فينا , و هذا ما نلحظه في حياتنا و مجتمعنا , و طبعا لا يشترط , أن ينتهي صراع من هذا النوع بالقتل دائما , و لكن ما نريد قوله , هو أن الاختيار بين البعدين و الاتجاهين قديم , و مستمر , و هذا الاختيار , يحدد الوسائل و الطرق , التي يتم تحديدها و تقريرها ( اي الوسائل و الطرق المستخدمة) , كل هذا يتم بعد أخذ القرار بالاختيار بين البعدين , فكل من البعدين ( الروح و المادة ,قابيل و هابيل) أساليبه و وسائله المختلفة و المتناقضة مع أساليب و وسائل الاخر.

أذن هل ننتمي ألي الانسان الروحي , أم ألي الانسان الطيني,هذا هو أختيارنا الذي علينا أن نقرر ماذا سيكون؟


الدكتور عادل رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق