الاثنين، 3 أغسطس 2015

“في الكويت....أين هم أخوان مريم؟


في الكويت....أين هم أخوان مريم؟


المرحوم الشاعر الكويتي عبد الرحمن الضويحي لديه قصيدة رائعة مطلعها «أنا كويتي وأحب الكويت»

إن ذلك الحب وهذا العشق الممزوج بالارتباط بالبحر والمدينة والميناء وعمق تاريخ الأجداد هو ما يحرك المخلصين من أبناء هذا البلد لرفع الصوت وقول الكلمة المسئولة لا لشئ إلا لحب يعيشونه لبلد هو بلدهم وكويت هي كويتهم كما هي كويت الآخرين فالكويتيون كلهم «أخوان مريم»

وهي صيحة الحرب التي يتنادي بها الكويتيون عند ظهور خطر من هنا وهناك فيصرخ المنادي:

«وينهم أخوان مريم»

وبالمعني العربي الفصيح:

«أين هم أخوان مريم»

أن اكتمال سقوط طبقة سياسية محروقة وإعادة المشهد السياسي الكويتي أنتاج أدواته من برلمانيين بعد إن تخلص من أدوات قديمة نفس المشهد هو من أنتجها في السابق لظروف صراع قديم انتهي مع القوميون العرب.

تبقي المرحلة القادمة بعد نتائج الانتخابات البرلمانية مهمة جدا للمشهد السياسي الكويتي في ظل بركان إقليمي متفجر من حرب أستخباراتية ودموية بين قوة إقليمية هي نظام الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران وهي قوة تريد صنع موقع نفوذ لها في المنطقة وتثبيت أمر واقع مفروض علي القوة الدولية الأكبر في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية رمز الاستكبار العالمي.

أنها حرب إمبراطورية إقليمية مع إمبراطورية كونية!

ما يهم بلدنا الصغير هو انه لا يريد الوقوع ضحية لهذا الطرف أو ذاك وعليه الحفاظ علي استمرارية الاستقلال السياسي أمر مطلوب من الكويتيين.... كل الكويتيين.

والكويتيون تعودوا كما كان أجدادهم علي البقاء أحياء ضمن صراع الإمبراطوريات من حولهم بالسابق حيث كانت الإمبراطوريات العثمانية والتاج البريطاني والألمان والآن يجري صراع جديد والذي ذكرناه بالاعلي.

وجهة نظر كاتب هذه السطور تقول:

ان المرحلة القادمة تحتاج الكويت فيه إلي جهاز تنفيذي جديد يستطيع إعادة بناء الدولة الفاشلة إلي دولة ناجحة تستطيع انتاج النهضة.

إن الكويت بحاجة إلي جهاز تنفيذي حقيقي يريد إن يعمل ويعيش عقلية الهوس بالعمل والإنتاج وليس عقلية الهرب من العمل والتنصل من اي مسئولية والابتعاد عن هموم الموقع التنفيذي.

إن عقلية «يا معود لا تعورون رأسي» و«يا معود ما لي خلق» و«مالي خلق اشتغل»

إن كل هذه العبارات باللهجة الكويتية العامية تمثل عقليات تتهرب من العمل وتخشي المسئولية يجب إزالتها من اي جهاز تنفيذي جديد يمسك مفاصل الدولة وخاصة في المرحلة القادمة علي الاقل لأنها مرحلة بقاء الاستقلال أو نهايته.

وفي وجود الكويت وبقائها لا مكان للمجاملة الشخصية.

إن الكويت بحاجة الي جهاز تنفيذي جديد يعيش قلق ويحمل هم وهموم الموقع التنفيذي ويستطيع الإحساس بخطر ما يحدث حولنا من صراع دولي قد ندفع وجودنا واستقلالنا السياسي كفاتورة أتفاق اطراف دولية من هنا وهناك.

أن فقدان جهاز تنفيذي يحمل ذلك الهم وتلك المسئولية وذلك القلق، يعني إن احتمالات الخطر علي استقلال الكويت ستزيد ناهيك ان مؤشر العبث السياسي سيعود وندخل ككويتيين في دائرة العدم إنتاجية والدوران في حلقة مفرغة من اللا شئ.

ومن المؤلم القول ان بلد كالكويت لديه عشرة بالمائة من نفط العالم فشل بتحقيق مستوي دولة مثل النرويج لديها واحد بالمائة فقط من نفط العالم!

فمن المسئول عن ذلك؟ وهذا الفشل من يتحمله؟

أن علي الطبقة السياسية الجديدة الإجابة علي هذا السؤال مرورا بأسئلة مهمة أخري منها:

أين هي تقارير إنجاز خطة التنمية الواجبة التسليم من الجهاز التنفيذي منذ شهور طويلة؟

وأين تم صرف مائة إلف مليون دولار تكاليف تلك الخطة؟

وأين ذهب كل هذا المال؟

وعلي الطبقة السياسية الجديدة التحقيق بالمتسبب في خسارة الكويت ألفان مليون دولار وستمائة مليون اخري كغرامة عبثية لصفقة الداو الملغاة؟

ونقاش سبل وطرق ووسائل التخلص من دفع هذا المبلغ؟

وعلي هذه الطبقة السياسية الجديدة التحقيق بمصادر ثروات الطبقة السياسية القديمة المنتهية الصلاحية مع أقربائهم من الدرجة الاولي والثانية؟

ناهيك علي المسئولية الأكبر وهي أعادة أحياء الدولة التي تدمرت.

فأين هم «أخوان مريم؟» فالكويت ألان في خطر.


الدكتور عادل رضا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق