الاثنين، 3 أغسطس 2015

"عندما استخدموا الزهراء ضد الزهراء

"عندما استخدموا الزهراء ضد الزهراء

إن المرحوم المفكّر العالمي آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله تعرّض لهجمة شعواء ضارية، وقد لامست  و عاصرت بعض الشظايا من تلك الحملة المأجورة الظالمة من أحد مواقعها، وهي مدينة قم، حيث سمعت العجب عن تهديد بحرق المكتبات التي تبيع كتب السيد، وأيضاً منازل أصحاب المكتبات، وتسليط الغوغاء من الأزلام المأجورين المدفوع لهم، لكي يتهجموا بالسب والشتائم على المعممين الذين يقولون كلمة الحق في السيد فضل الله.

وليس هذا فحسب، بل الإغراء بالدفع المالي إلى بعض المعممين، بمبالغ شهرية تعادل أكثر من ثلاثة آلاف دولار شهرياً ، وقد وافق البعض منهم للأسف على ذلك، ورفض البعض الآخر مفضلاً العزلة الاجتماعية والمحاربة بواسطة تحريض الغوغاء وأزلام مرتزقة من نساء ورجال، وأيضاً بنشر شائعات تشويه السمعة والأكاذيب التي تحط من قدر الإنسان.

إن المعركة ليست دفاعاً عن السيد كشخص، فشخص السيد لم يكن هو هدف الحملة الاستخباراتية المكشوفة في قم  و غيرها من الأماكن , تلك المعركة التي تمت بواسطة ثنائية من المعممين الجهلة والسذج، يحركهم أصحاب عمائم كبيرة مرتبطين بالاستخبارات الامبريالية ، بل إن هدف الحملة الحقيقي هو الخط الذي يمثله السيد فضل الله

الهدف ـ أيها الأحبة ـ هو تحطيم الإسلام الحقيقي الصانع للعدالة والحرية، وإلى العودة بالإسلام إلى زوايا المساجد وفتاوى الطهارة والحيض والأفكار التي تضمن بقاء التخلف والارتباط بالأجنبي في مجتمعاتنا الشرقية.

لقد كان الرهان الحقيقي في هذه المعركة هو في تحريك وعي الناس و إدراكهم في المسألة، وفي المصارحة والشفافية مع الناس.


ويجب علينا أن نعلم عمالة وخيانة تيار في الحوزة (ولست أقول كل الحوزة) للاستخبارات الامبريالية علي مختلف أنواعها، هي واقع قديم جديد منذ أيام الإمام الخميني، وفي خطابات الإمام الخميني الكثير... الكثير من الإشارات الصريحة الواضحة إلى ذلك، وفي وثائق السفارة الأمريكية التي احتلها الطلبة الثوريون الإيرانيون في طهران الكثير من الوثائق التي تدين أسماء كبيرة بالعمالة والارتباط ألاستخباراتي الواضح، ومنهم أحد مراجع التقليد الذي واجهه الإمام الخميني بالوثائق التي تدينه في قصة معروفة للجميع.

 فمن غيره الآن مرتبط بأجهزة أستخباراتية و دول أستكباراتية؟
.
إن علينا أن نقول للناس الحقيقة ونطلب منهم تحريك عقولهم.


فالتاريخ يعيد نفسه أيها الأحبة، وعلينا أن نعلم أنها كربلاء تعود، ولكن بأسماء مختلفة. فكم من إنسان يعيش تفكير الحر الريا حي، وكم من إنسان باع آخرته في هذه الحملة المأجورة مثل عمرو بن سعد، وكم من أصدر الفتاوى كشريح القاضي، وكم من تكاسل عن نصرة الحق.. وكم... وكم...

إنها كربلاء تعود من جديد، فمن منا سينصر الحسين ومن منا سيكون مع يزيد؟؟



علينا أن نسأل أنفسنا علي سبيل المثل و ليس الحصر :

إذا كان فكر منهار كالماركسية قد قلب مؤتمرات الدول السبع رأساً على عقِب مع تجمعات الشباب العالمي، أفلا يستطيع فكرٌ صانعٌ للشهادة كفكر السيد فضل الله أن يفعل الكثير؟

إن فضل الله مرعب للغرب لأنه صانع للثوار، والغرب قبل السيد اغتال الدكتور علي شريعتي وآخرين، كجلال أحمد، ومرتضى مطهري، وباقر الصدر، وغيرهم، للسبب نفسه، وهو فشل في الاغتيال الجسدي للسيد مباشرة، أو عن طريق عملائه في المنطقة، فلجأ إلى الاغتيال الفكري من خلال بعض المتحاملين على السيد.

إن المسألة ليست انحرافاً هنا وضلالاً هناك، بل هي ثورة عالمية أممية يشترك فيها
المسلم الشيعي والمسلم السني مع المسيحي وأيضاً الملحد، وتنطلق من الإسلام الثوري كوقود محرك لها، وهذا ما يجعل الإمبريالية والحركة الماسونية العالمية تخافان من امتدادات هذه الثورة لتدمير كل ظلم للإنسان هم صنعوه وأوجدوه في عالمنا وحياتنا.

إن المسألة ليست الزهراء، بل هي أن هؤلاء كانوا يستخدمون الزهراء ضد الزهراء.

 فإن كانوا يعلمون بذلك فتلك مصيبة، وإن لم يعلموا فالمصيبة أعظم وأكبر.

إن الغرب لم يسامح الإمام موسى الصدر عندما أعلن في النبطية أنه سيثوِّر العالم، كل العالم من هنا( و كان عندما يقول هنا دائما يشير إلي قلبه).

 وتمّ عقاب السيد الصدر آنذاك.

فهل سنسمح نحن بالغرب الاستكباري و أدواته في أن ينجح في لعبته القديمة الجديدة مرة أخرى مع السيد فضل الله و الخط الذي يمثله؟!

 إن علينا واجباً إلهياً وهو أن نفهم اللعبة التي تجري حولنا، لا أن نكون أحجاراً للشطرنج، بل أن نشاهد اللعبة من الخارج، ونكون ذلك الإنسان الواعي المدرك لما حوله من أمور


أن المسالة الحقيقية أن فكر السيد يضرب هؤلاء في التخلف الذي يعيشونه والظلام الذي يتنفسونه, والمصالح الدنيوية التي يريدونها لأنفسهم, هم لا يريدون أن يعيشون الإسلام كرسالة, بل كوظيفة يرتزقون منها , وكوسيلة يستخدمونها.


 أن العيب الأكبر:

 هو انه عندما يكون عظيم من العظماء بيننا فإننا نشتمه ونحاربه ونحاول إسقاطه بكل الوسائل.
وعندما يموت ويذهب من بين أيدينا فأننا نبدأ بالبكاء عليه وتقديسه. أما كان ذلك الشخص حيا يرزق يبننا, أم إن مشكلتنا أننا نقدس الأموات, ونحاول إسقاط وتمويت الإحياء.
اللهم أغفر لقومي أن كانوا لا يعلمون، وتولهم إذا كانوا يعلمون ولكنهم يعاندون لمصلحة هنا وهناك


د.عادل رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق