الاثنين، 3 أغسطس 2015

"الاستحمار في لبنان العزيز"

"الاستحمار في لبنان العزيز"


في التحليل للواقع السياسي و الديني ليس هناك عواطف و ليس المطلوب أن نرضي عاطفة من هنا و مشاعر من هناك , أن المطلوب تقديم الوعي للشعب العربي و المراد هو صناعة صورة لما يجري خلف الكواليس.



أن مسألة المحكمة الدولية هي مسألة يتم أثارتها لأستحمار الشعب اللبناني و باقي شعوب المنطقة و العالم , و هي كلمة حق يراد بها باطل و هي و سيلة لتغطية تمرير مخططات دولية مصلحيه معادية للإنسانية بالعموم و لكل اللبنانيين بالخصوص.

منذ متى يهتم الاستكبار بالإنسانية و عذاباتها؟

 و منذ متى يهتم بالتحقيق بمقتل السياسيين ؟

و هو من قتل مهدي بن بركة و تشي غيفارا و القائمة تطول.

 وعلي سبيل المثال لا الحصر هذا رينيه معوض تمت تصفيته منذ زمن و هو في موقع سياسي أكبر من رفيق الحريري فلماذا لم يتم تحريك و تجييش العالم آنذاك ؟



منذ متى كان المرحوم رفيق الحريري يمثل حالة فكرية أو مشروع؟! هو كان سياسي من سياسيين كثيرين  و يتحرك ضمن عقلية البيك التقليدية , و تم قتله في حادثة تتحرك شيطانيا ضمن مخطط للتدخل الدولي لتغيير المعادلة السياسية الدولية و اللبنانية التي تم صنعها بانتصار المقاومة الإسلامية علي الكيان الصهيوني.

أن الهدف هو أستحمار اللبنانيين و العالم ضمن خطة للشر  يتحرك فيها أدوات الاستكبار في لبنان من سياسيين و برلمانيين و وسائل إعلامية صحفية و فضائيات , قاموا بالبكاء و تحريك عواطف الناس بخباثة و رفعوا قميص المرحوم رفيق الحريري المقتول غدرا لكي يخدموا ما في داخلهم من حقد و غل علي المقاومة و جمهورها و لكي يخدموا الاستكبار الذي يتبعونه و يدينون بالولاء و الطاعة له.



أن الاستكبار العالمي يريد التدخل العسكري الدولي الواسع لإسقاط المقاومة لكي يتم قتل المشروع الناجح الذي تمثله من سقوط للهيمنة الغربية علي الشرق فما حدث من انتصارات للمقاومة علي وكيل الشر العالمي الكيان الصهيوني عطل و أربك و هز السيطرة الاستكبارية علي الشرق لما تمثله هذه الانتصارات للمقاومة الإسلامية كمثل  و نموذج للاستقلال و الحرية علي الاستكبار و لما قد تتطور عليه كنموذج للتحرر ينتشر في الشرق كله.

إن المقاومة تختزن في داخل كينونة المخلصين فيها منظومة فكرية متكاملة تحمل مشروع عالميا أمميا إذا تم أثبات نجاحه علي المستوي المحلي فأنه سينطلق ليتحرك في مواقع أخري لتنهي الظلم و الشر.

أن الشر العالمي بما يمثله الاستكبار لا يزال يخاف من المنظومة الفكرية لكارل ماركس و لا يزال يخاف من نموذج  تشي غيفارا و هو يخاف من إي منظومات فكرية أخري و خاصة المنظومة الفكرية الإسلامية لأنها قدمت الدليل الواقعي لصناعة حضارة في السابق لذلك تلك المنظومة رغم كل التخلف الذي تعيشه بلداننا في الشرق الجريح تستطيع هذه المنظومة إعادة أطلاق هذا الشرق من تخلفه عن الركب الحضاري و أعادة سيره في خط صناعة التاريخ.

أن التأمر الاستخبارتي  في عصرنا الحديث معقد جدا و لا يمثل حالة كلاسيكية كما في الفهم الشعبي و كما نراه في شاشات التلفزيون من أفلام و مسلسلات , كشخص يرتبط بجهاز ضمن راتب مدفوع و امتيازات من هنا و هناك.

في العصر الحديث تتعقد المسألة حيث تشترك وسائل الإعلام و قوانين علم الاجتماع و أجهزة كاملة و ما يعرف بغرف الإدارة السرية بتحريك الأمور من هنا و هناك و قد وضعنا ما يشبه رؤوس أقلام بحثية مبدئية لذلك الأمر في مقالنا" لكي نُبعد الاستحمار عن شعوبنا" .

أن الاستكبار العالمي بأجهزته و مراكز بحثه لوضع خطط السيطرة يريد استمرار السيطرة علي الشرق و منع إي مشروع نهضوي يقتل و ينهي هذه السيطرة من الغرب علي الشرق و لذلك تم خلق و فبركة وكيل الاستكبار العالمي في الشرق  و هو الكيان الصهيوني كأداة ضاربة لأي حراك نهضوي يتحرك ضمن مشروع لرفعة الأمة إلي خط صناعة الحضارة و الإسهام في التاريخ.



في لبنان العزيز يختلط ما هو سياسي مع ما هو حاقد و يشتبك ما هو عمالة جبانة خائفة رعديدة مع طرح أعلامي ردحي خالي من العلمية و فاقد للحجة و الدليل و يتحرك في خانة الكلام من أجل الكلام.

أن الردح في وسائل إعلامية خادمة للأجنبي و مضادة للمقاومة و جمهور المقاومة هي سيدة الموقف في أعلام ساقط باقصي ما يكون السقوط و بابتعاد عن المهنية باقصي ما يكون الابتعاد.

أن المسألة ليست رأي مضادا لرأي أو فكرة تحاور فكرة أن المسألة أن هناك من يريد أن يخدم الأجنبي و يريد لهذا الأجنبي أن يأتي إلي لبنان العزيز ليكون الطرف الذي يلغي المقاومة و جمهورها من الملعب السياسي اللبناني.

أن تحرك أطراف من أحزاب و تنظيمات و شخصيات من أجل دعم جلب الأجنبي و الإتيان به من خارج الحدود لكي يتم تصفية تيار عريض و واسع و مليوني من اللبنانيين أقل ما يقال عنه أنه سقوط  أخلاقي و أنساني و تخلي عن حب لوطن المفروض أنهم ينتمون إليه و المفروض أنهم يدافعون عن استقلاله فنراهم ألان تخلوا عن كراماتهم و عزتهم و قبلوا بأن يكونوا أدوات للتحريك و حطب للعبة شطرنج تحركها أيادي من تكره لبنان و اللبنانيين.


أن المطلوب من هذه الأدوات أن تتحرك في أستحمار اللبنانيين و العالم من خلال تبرير التدخل الدولي العسكري لإسقاط المقاومة و جمهورها بعد أن عجز و فشل و أنهزم الكيان الصهيوني وكيل الاستكبار العالمي من ذلك لأكثر من مرة.

و بعد أن تبين و أتضح و تأكد إن من ضد المقاومة و جمهورها لا يمثل شي محترم علي الساحة و أن المقاومة بعقلانيتها و صبرها و لحسابات الوضع الداخلي اللبناني المتعدد الطوائف هي من تبقيهم علي الساحة ليرد حوا ضمن تعقيدات الوضع الداخلي فقط لا غير.

و هذا كله تم التأكد منه في 2007 عندما تساقط أعداء أنفسهم و أعداء شعبهم و خدم الاستكبار إمام هبة و غضب  المقاومة و جمهورها و انكشفت الأوراق أمام أسيادهم  من أن هؤلاء لا يملكون شيئا علي أرض الواقع إلا الردح الإعلامي , فهم كالبوق الذي يصدر صوتا مثيرا للإزعاج , و الإزعاج هنا نقصد به خطاب أعلامي خالي من حقائق التاريخ كاذب يتكلم ليملأ فراغ الهواء بأصوات لا تمثل شيئا من العلمية و المنطق شيئا و لا تقدم لأي شخص باحث شيئا إلا الضحك و السخرية علي محاولات من هذا النوع لأستغباء من يعرف ما وراء الأمور.


 إن هؤلاء ينتظرون الأجنبي لكي يخلصهم من المقاومة و جمهورها و هم استخدموا كل ما في جعبة مراكز الأبحاث للتخطيط الاستراتيجي من حيل و فذلكات و فشلوا لمؤسسية المقاومة و تنظيمها الناجح ضمن خطط و قبلها هذا الفداء الأسطوري لجمهور هذه المقاومة.



الدكتور عادل رضا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق